جلسات رمضانية.. «أبوليلة» يعلّم الأطفال الدبكة والأغاني الوطنية تحت القصف
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
داخل أحد مخيمات النزوح فى مدينة رفح، أقصى جنوبى قطاع غزة المدمّر، يجلس عدد من الشباب حول فانوس كبير زُيّن بالأقمشة الخاصة بشهر رمضان المبارك، وحولهم يتجمع الأطفال النازحون من مخيمات القطاع التى أبادتها آلة الحرب الإسرائيلية، بينما يرتدون ملابس خفيفة لا تقيهم من برد الشتاء وصقيعه، إلا أنّه رغم تلك المعاناة لا يزالون متمسكين بالأمل والتفاؤل، إذ تُردّد ألسنتهم وصوتهم الجهورى الطفولى كلمات أغنية.
على مدار 30 يوماً فى شهر الصيام يجلس محمد أبوليلة، 28 عاماً، من سكان مدينة رفح، فوق ركام منازل مخيم «يبنا» للاجئين الفلسطينيين، وتحيط به فرقته المكونة من 5 أفراد، ويرتدون الكوفيات الفلسطينية واللباس التراثى، ويقرعون على الطبول بالعصا الخشبية التى تُصدر صوتاً رناناً، بينما ينشدون عدداً من الأغانى الوطنية والرمضانية ويرقصون الدبكة الفلسطينية الشهيرة، ليتفاعل معهم الأطفال الذين حفرت الحرب إجرامها ووجعها فى قلوبهم، وعلى ملامحهم الصغيرة.
«يا غزة قومى وشدى الحيل.. ليلك على المحتل طويل»، و«أقبل الهلال والشوق طال»، بهذه الكلمات يبدأ «أبوليلة» افتتاح السهرات الرمضانية للنازحين، فى محاولة للتخفيف عنهم، إلا أنّ اللافت فى الأمر أنّه فى ظل تواصل القصف الإسرائيلى على المدينة الصغيرة فإنّ الأطفال لا يعيرونه اهتماماً وكأن شيئاً لم يكن.
ويتابع: «لسه بنخاف من صوت القصف والقذائف لأننا بشر، بس الأطفال قرروا ينبسطوا رغم كل اللى بيصير ورغم الدمار والقتل والوحشية اللى بيمارسها المحتل بس إحنا صامدين»، تبدأ الجلسة الرمضانية بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح.
ويضيف المشرف على الفرقة: «بعد الإفطار بنبدأ نجهّز لفعاليات اليوم، وبعدين بنجمع الأطفال لصلاة التراويح وبعدها بنبدأ الاحتفال، وعندنا برنامج كل يوم وأوقات بنروح للخيم اللى بيكون فيها أطفال مصابين ما بيقدروا يتحركوا وبنغنى معاهم وبنوزع عليهم فوانيس وهدايا علشان يشاركونا فرحة الشهر الكريم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة رمضان رمضان غزة الإحتلال التراويح السحور زينة رمضان
إقرأ أيضاً:
منظمة دانماركية تحذر من خطر داهم يهدد سكان غزة بعد الحرب
حذرت منظمة دانماركية غير حكومية من أن الأسلحة المتفجرة المستخدمة في منطقة مكتظة بالسكان مثل قطاع غزة ستستمر في تعريض المدنيين للخطر حتى بعد وقف الحرب.
وكتبت كورين لينكار من مجلس اللاجئين الدانماركي في تقرير نشر أمس الاثنين "إن مخلفات الحرب هذه، التي لا تنفجر على الفور أو التي ربما تُركت أثناء القتال، تشكل تهديدا طويل الأمد للمدنيين، وغالبا ما تتسبب في الإصابة والوفاة بعد فترة طويلة من انتهاء القتال".
وتقدر المنظمة غير الحكومية الموجودة في قطاع غزة، بعد تحقيق دام عدة أسابيع، أن الذخائر المتفجرة، سواء انفجرت أم لا، موجودة في العديد من المناطق المأهولة بالسكان في القطاع الفلسطيني المدمر.
وأفاد التقرير أن 70% من الذين شملهم الاستطلاع يعودون إلى المناطق التي وقع فيها القتال حيث هم معرّضون لخطر الإصابة جراء هذه الأسلحة المتفجرة، والتي يمكن أن تكون بقايا القنابل والصواريخ منها لم تنفجر.
ومع شح المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، يشير الاستطلاع إلى أن سكان غزة يفتقرون إلى كل شيء، وخلال بحثهم عن "الضروريات الأساسية بين الأنقاض" يمكن أن يكونوا عرضة لهذه الأسلحة.
ويضيف التقرير أن "19% فقط من ضحايا الذخائر المتفجرة يتلقون الإسعافات الأولية"، مشيرا إلى أن الأطفال معرّضون للخطر بشكل خاص لأنهم يمكن أن يظنوا أن هذه الأسلحة المتفجرة مجرد ألعاب أو خردة.
بقايا القنابل والصواريخ في قطاع غزة خطر على المدنيين وخاصة الأطفال (الجزيرة)وقالت لينكار "إن إسرائيل تستخدم الأسلحة بشكل عشوائي في المناطق المدنية، بشكل متكرر وفي انتهاك للقانون الإنساني الدولي".
وحتى قبل الحرب الحالية والمستمرة منذ أكثر من عام، كانت الذخائر المتفجرة تطرح بالفعل مشكلة في قطاع غزة، الذي تعرض للقصف الإسرائيلي المتكرر خلال أكثر من 10 سنوات.
ويشير التقرير إلى أن هذه الذخائر "ستستمر في القتل والتشويه لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع".
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على غزة، خلَّفت نحو 149 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.