صيام متواصل قارب شهره الخامس فى شمال قطاع غزة، حيث لا طعام يسد رمق الجوعى أو يسكت أنين الأطفال والرّضع الذين باتت عظامهم ظاهرة بعدما ذابت لحومهم بسبب المجاعة التى تضرب المنطقة، نتيجة العدوان الإسرائيلى ومنع دخول المساعدات الإنسانية الإغاثية لاحتواء أزمة الجوع التى تفاقمت وحصدت أرواحاً من الأطفال والشيوخ خلال الأيام الماضية، ليُصبح شهر رمضان الكريم امتداداً لصيام ما سبقه من شهور الحرب.

أسواق خالية وإفطار وسحور على المياه، إلا أن الإنزالات الجوية التى تقوم بها مصر وعدد من الدول العربية هى «السند» لاحتواء الأزمة.

فى شمال غزة لا غذاء أو دواء، لا يتناول السكان هنا فى هذه البقعة المنكوبة والأكثر تضرّراً سوى المياه الملوثة، يقول الرجل المسن الصامد فى حى «التوام»، سامح الشرارى، 65 عاماً، إنه لم ينزح من منطقته رغم القصف العنيف والمعارك الضارية التى شهدتها وشهداء عائلته الذين تجاوز عددهم الـ50 غابت أجسادهم جميعاً تحت أنقاض منازلهم، الأمر ذاته تعرّض له مسكن «سامح»، بعد أن تم قصفه وتدميره بقذائف المدفعية الإسرائيلية. ويتابع: «هذه أرضى وبيتى وعرضى، إذا طلعت منها وين باروح وباتركها لمين»، هكذا يتساءل كلما اقترح عليه أحد النزوح فى محاولة للنجاة بروحه.

يقول «سامح» إنه بعد مرور نحو أسبوع من شهر رمضان الكريم لا يجد ما يأكله، سواء فى الإفطار أو السحور.

ويضيف: «والله بنشرب ماء، سواء قبل ما ننوى الصيام أو عند أذان المغرب، هذا هو اللى موجود، لا شىء يؤكل هنا فى منطقتنا، ما لنا غير الله وبس»، تبدو «التوام» وكأنها صحراء قاحلة، فجرافات الاحتلال الإسرائيلى قد عاثت فساداً لم يسلم منها الشجر والحجر والبشر.

ويقول: «الأيام اللى فاتت أكلنا كل شىء ممكن يتاكل، يعنى كنا نجمع ورق الشجر وناكله وكذلك أى نباتات»، ورغم أن هناك حملات إغاثية ذاتية للسكان فى الشمال إلا أنّها غير كافية، مقارنة بحجم الكارثة الغذائية.

ويتابع: «بنسمع عن مطابخ ومبادرات لتوزيع اللحوم والطرود الغذائية، ولكن ليس كل مناطق شمال غزة تصلها هذه المساعدات، خاصة التى جرت فيها المعارك، لأنها أماكن لا تزال خطرة وقوات الاحتلال الإسرائيلى تمنع وصول أى شىء يُبقى السكان على قيد الحياة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة رمضان رمضان غزة الإحتلال التراويح السحور زينة رمضان

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يكثف الغارات على شمال غزة ويتوعد بمزيد من التصعيد

كثّفت إسرائيل اليوم الأربعاء غاراتها على أحياء مدينة غزة ومناطق أخرى شمالي القطاع مما أسفر عن شهداء، بينما توعد قادتها بتصعيد العمليات العسكرية.

وقالت مصادر طبية للجزيرة إن 17 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.

وفي أحدث التطورات، استهدفت طائرات الاحتلال منزلا في منطقة الشعف شرقي غزة مما أسفر عن 3 شهداء ومصابين.

وفي وقت مبكر اليوم، قصفت طائرات الاحتلال منزلا في حي التفاح شرقي غزة مما أسفر عن استشهاد 10 أشخاص.

اللحظات الأولى لقصف الاحتلال منزلاً لعائلة حسونة في حي التفاح شرق مدينة غزة pic.twitter.com/pcALbdLd4k

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 16, 2025

من جهتها، قالت مصادر طبية للجزيرة إن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون إثر قصف طائرات الاحتلال منزلا بمنطقة جباليا النزلة شمالي قطاع غزة.

والليلة الماضية، استشهد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على خيام تؤوي نازحين في ملعب اليرموك وسط مدينة غزة.

وفي الأيام القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة الغارات الجوية على مدينة غزة بعد أن تركز القصف في الآونة الأخيرة على جنوبي القطاع.

ويأتي هذا التصعيد مع إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته في أحياء غزة الشرقية، وخاصة في الشجاعية والتفاح والدرج، بهدف زيادة مساحة ما يصفها بالمنطقة الدفاعية.

إعلان

ومساء أمس، استشهدت طفلة جراء غارة نفذتها مسيرة إسرائيلية على منزل في محيط مجمع ناصر الطبي غرب خان يونس، بينما أعلن الدفاع المدني انتشال شهيدين وجرحى إثر استهداف خيمة نازحين عند البوابة الشمالية لمدينة أصداء القريبة.

وصباح اليوم، نفذ الطيران الإسرائيلي غارة على وسط مدينة رفح. بعد أن كان جيش الاحتلال نفذ فيها عمليات نسف جديدة للمباني الليلة الماضية.

وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق أنه طوق رفح بالكامل وسيطر على ما يسمى محور موراغ بينها وبين خان يونس.

وفي وسط القطاع، استهدفت المدفعية الإسرائيلية صباح اليوم شمال مخيمي النصيرات والبريج، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية.

وأسفرت الغارات الإسرائيلي على قطاع غزة أمس عن استشهاد ما لا يقل عن 29 فلسطينيا، وهو ما يرفع الحصيلة منذ استئناف الحرب الإسرائيلية على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي إلى نحو 1640 شهيدا.

صورة نشرتها الحكومة الإسرائيلية قالت إنها تظهر نتنياهو وكاتس في موقع شمالي قطاع غزة (الفرنسية) تهديد بالتصعيد

في غضون ذلك، هددت إسرائيل بتوسيع نطاق توغلاتها في قطاع غزة في إطار ما تصفه بتكثيف الضغط على حركة حماس.

وتوغلت قوات الاحتلال في محاور جديدة شرقي مدينة غزة بعد أن تحدثت سابقا عن عزل مدينة رفح الواقعة جنوبا.

كما تنفذ القوات الإسرائيلية توغلات شمالي القطاع، وتحديدا حول بيت لاهيا وبيت حانون بعد أن هجّرت آلاف السكان من عدة أحياء بالمنطقتين.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن بنيامين نتنياهو زار أمس الثلاثاء شمالي القطاع غزة برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير قائد المنطقة الجنوبية.

ونقل المكتب عن نتنياهو قوله إن حكومته مصرة على تحقيق أهداف الحرب والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وإن حماس ستتلقى مزيدا من الضربات.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن رئيس الأركان إيال زامير زار حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وصدّق على خطط عسكرية هجومية ودفاعية لاستمرار القتال.

إعلان

وخلال الزيارة، قال زامير إن قوات الجيش تقود حربا متعددة الجبهات وتعمل وفق اعتبارات عملياتية فقط. مضيفا أن هدف الحرب في غزة هو الدفاع عن إسرائيل وإعادة من وصفهم بالمخطوفين وإخضاع حماس.

مقالات مشابهة

  • «الرد خلال ساعات».. حماس تدرس المقترح الإسرائيلى لوقف إطلاق النار
  • تعيين فؤاد بدراوي نائبًا لرئيس حزب الوفد
  • استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • نتنياهو يهدد بالقضاء على حماس من شمال غزة.. نقاتل من أجل وجودنا
  • الاحتلال يكثف الغارات على شمال غزة ويتوعد بمزيد من التصعيد
  • قوات الاحتلال تطلق النار على فلسطيني شمال القدس
  • حماس: قوات الاحتلال تستهدف آبار المياه ومحطات التحلية ومراكز توزيع الطعام
  • الاحتلال الإسرائيلي يقصف خيام النازحين فى بيت لاهيا شمال غزة
  • استشهاد شاب فلسطيني متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال شمال رام الله
  • الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مستشفى جنين ويعتقل شابًا فلسطينيًا