«تراويح على الأنقاض».. أهل غزة يصلون القيام تحت أصوات القصف
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
فوق أنقاض مسجد الفاروق المدمر، الذى ساوته صواريخ وقذائف قوات الاحتلال الإسرائيلى بالأرض، يقف عشرات الفلسطينيين من سكان رفح والنازحين إلى المدينة الصغيرة الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة فى صفوف متساوية لأداء صلاة التراويح، بينما تغطى الأرض الترابية المليئة بركام المنازل المقصوفة سجادات الصلاة والأقمشة وبعض من قطع الملابس التى لجأ إليها الفلسطينيون للسجود.
فيما تعلوهم عدد من المصابيح الملونة بأضواء خافتة كانوا قد اعتادوا وضعها على المساجد والمنازل والمحال التجارية بالتزامن مع حلول شهر رمضان الكريم فى الأعوام الماضية، ومن بين أصوات القصف العنيف الذى يزلزل الأرض من تحت أقدام المصلين تتزاحم أصوات الصواريخ مع تلاوة الإمام لآيات القرآن الكريم من سورة إبراهيم: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ»، تترسخ أقدام الرجال والأطفال على الأرض رغم الغارات الجوية التى تشنها طائرات الاحتلال الإسرائيلى على القطاع منذ ما يزيد على 5 أشهر. «فى السنة اللى فاتت كنا نصلى التراويح فى الجوامع التى كانت أصوات قارئيها تصل إلى كل غزة، وبعد الصلاة نجلس فى حلقات تلاوة للقرآن الكريم وذكر الله، لكن الاحتلال حرمنا من حياتنا ومسح كل شىء هنا»، كلمات وصف بها ناجى محمد، شاب ثلاثينى نازح من مخيم الشاطئ غربى غزة إلى الجنوب، بعدما استهدفت المدفعية الإسرائيلية الثقيلة منزله ودكت الصواريخ الحارة المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إلا أن حب الحياة فى قلوب الغزاويين ما زالت حاضرة رغم مشاهد القتل والتنكيل والدمار التى لا تزال مستمرة.
وحول الحرص على أداء صلاة القيام وسط مخاطر من الاستهدافات الإسرائيلية يقول «ناجى»: «صلاة التراويح هى اللى بتحسسنا بقدوم رمضان، كل شىء راح سواء بشر أو حجر، ومفيش أى مظاهر للشهر الكريم، ومش باقى غير الصلاة، وهى اللى بتصبرنا على اللى بيصير فينا، وقدرنا الحمد لله نقيم كل الصلوات فى جماعة رغم تدمير كل المساجد فى المدينة»، فيما تتخذ السيدات ساتراً للصلاة، ويتابع: «حتى لو استشهدنا هنكون وإحنا ساجدين ومفيش أحسن من هيك نهاية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة رمضان رمضان غزة الإحتلال التراويح السحور زينة رمضان
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: البعث في القرآن معناه ليس القيام من الموت فقط
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن اختيار لفظ "البعث" في قوله تعالى: "وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم"، لم يأتِ عبثًا، بل يعكس عمقًا بلاغيًا وتربويًا في كتاب الله، حيث إن البعث لا يقتصر على الإحياء بعد الموت، بل يشمل أيضًا الإيقاظ من النوم، والإرسال، والتكليف، والتعليم.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء: "ليه هنا ربنا عز وجل قال (بعثناهم؟)، يعني ليه اللفظ ده؟ وكذلك بعثناهم، للإشارة إلى إن الموت نوم، والنوم موت، والقيام من النوم والقيام من الموت، كلاهما يصح إننا نطلق عليه لفظ البعث".
خالد الجندي: لا يجوز الإساءة حتى إلى الدابة أو أي حيوان
هل شرع من قبلنا مُلزم لنا؟ .. خالد الجندي يجيب
خالد الجندي: كل كلام سيدنا النبي فى الدين مؤيد بالوحي
من غير جدل عقلي.. خالد الجندي يكشف أسهل رد على الملحدين
وتابع: "لما نقول إن النائم بُعث من نومه، اللفظ صحيح، ولما نقول إن المتوفى بُعث من موته، برضه صحيح، والدليل إن ربنا سبحانه وتعالى قال: (وهو الذي يتوفاكم بالليل)، يعني ربنا بيعتبر النوم وفاة، وفي سورة الزمر قال: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)، يعني بيقبض أرواح النائمين والمستيقظين إذا أراد".
وأكد أن "اللفظ ده كبير وواسع المعاني، البعث بيُطلق في القرآن على الموت والنوم، لكن كمان بيُطلق على الرسل، الرسل مبعوثين، وكمان في سورة المائدة، فبعث الله غرابًا، يعني أرسل، يبقى البعث تيجي بمعنى أرسل، وتيجي بمعنى كلّف، وتيجي بمعنى أيقظ".
واستكمل: "هل يصح إن البعث يُقال على الوحي؟ ربنا سبحانه وتعالى لما يبعث نبي، بيكون أوحى إليه بتكليف، عشان كده لما بنصلي على النبي بنقول: اللهم صل على المبعوث رحمة للعالمين، يبقى البعث يعني إرسال، ويعني تكليف، ويعني تعليم، ويعني إيقاظ من نوم أو موت".
وتابع: "لفظ خدوم كده، شامل معاني كتير، فلما يقول تعالى: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم)، دي مش مجرد صحوة جسدية، ده بعث فكري وروحي وقلبي عشان يبدأوا يسألوا ويتفكروا ويتعلموا".