أبوظبي – الوطن:

أكد مسؤولون وخبراء وباحثون أن الشراكة الإماراتية الصينية تُعد أيقونة للتعاون الدولي القائم على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، وأن هذه الشراكة لا تقتصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية فحسب، بل تشكل نبراساً يُضيء دروب الابتكار والاستدامة.

جاء ذلك في ندوة نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون والشراكة مع المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام، ضمن أنشطة “تريندز”  الرمضانية بعنوان “الحوار الإعلامي العالمي -الاقتصاد الصيني في مرحلة الازدهار” في قاعة المؤتمرات بالمركز في أبوظبي.

وأضافوا أن مبادرة الحزام والطريق تعكس التزام الصين بتعزيز التعاون الدولي المبني على التجارة والنمو الاقتصادي المتبادل، وأن هذه الممرات ليست مجرد قنوات لتدفق السلع والخدمات، بل هي جسور تربط بين الثقافات وتوفر حلولاً مبتكرة للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم اليوم.

وقالوا إن انضمام دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية مؤخراً لتكتل بريكس سيدفع الشراكة بين الصين ودول الخليج العربية إلى مزيد من الازدهار، كما أن العلاقات الاقتصادية بين الصين ودولة الإمارات على سبيل الخصوص ستزدهر، حيث لديهما تاريخ طويل من الشراكة التجارية، ولديهما رؤية مشتركة وتحركهما دوافع متشابهة تجاه قضايا دولية متعددة.

 

دراسة الفرص

وقد بدأت الندوة بكلمة ترحيبية للدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز،أكد خلالها أهمية الندوة التي تعقد بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام، والتي تسلط الضوء على موضوع الاقتصاد الصيني في مرحلة الازدهار، لتبرز انعكاسات هذا الازدهار على آفاق النمو الاقتصادي العالمي.

وأشار إلى أن دراسة آفاق النمو الصيني تعد من صلب اهتمامات المركز البحثية، مؤكداً أن دراسة الفرص التي يخلقها هذا النمو، سواء على صعيد التجارة الدولية أو على صعيد تدفقات الاستثمارات العالمية، تكتسب أهمية خاصة في عالم يكافح حالياً ليتعافى مما أصابه من تداعيات الأزمات المتعاقبة.ونوه الدكتور محمد العلي بأن الصين حددت هدفاً طموحاً للنمو الاقتصادي بنحو 5% خلال العام الجاري 2024، وهو ما زاد من تفاؤل كبريات الشركات متعددة الجنسيات حول إمكانيات الصين على المدى الطويل.

وأكد أن انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مؤخراً لتكتل بريكس سيدفع الشراكة بين الصين ودول الخليج العربية إلى مزيد من الازدهار، متوقعاًالمزيد من الازدهار للعلاقات الاقتصادية بين الصين ودولة الإمارات على سبيل الخصوص، حيث لديهما تاريخ طويل من الشراكة التجارية، ولديهما رؤية مشتركة وتحركهما دوافع متشابهة تجاه قضايا دولية متعددة، كما أن دولة الإمارات تشكل أهمية كبيرة لنجاح مبادرة الحزام والطريق الصينية لقيادة التنمية إقليمياً وعالمياً.

 

علاقات مزدهرة

وفي الكلمة الرئيسية، استهل سعادة تشانج يي مينج سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات كلمته بتقديم التهنئة لمركز تريندز على استضافة حوار الإعلام العالمي، مستشهداً بمثل صيني يقول “خطة السنة تبدأ في الربيع”، مؤكداً أن الربيع هو الفصل الأكثر حيوية، والوقت المناسب لبدء الأعمال، وهو ما يتناسب مع موضوع وتوقيت الحوار العالمي للإعلام.

وذكر أن الاقتصاد الصيني تعافى بسرعة من وباء كورونا ودخل المسار الصحيح للتنمية النشطة. وفي عام 2023، وصل إجمالي الناتج الاقتصادي للصين إلى 18 تريليون دولار أمريكي، بنمو سنوي قدره 5.2%، مما ساهم بما يقرب من ثلث النمو الاقتصادي العالمي.

وأشار سعادته إلى أنه على مدى السنوات الأربعين الماضية، صمدت العلاقات الصينية – الإماراتية في وجه التغيرات الدولية المختلفة، موضحاً أن العلاقات بين البلدين تشهد ازدهاراً ونمواً بشكل مضطرد، لافتاً إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات العربية المتحدة.

وبين أنه في عام 2023، وصل حجم التجارة الثنائية بين دولة الإمارات والصين إلى 95 مليار دولار أمريكي، وفي الوقت ذاته يزدهر التعاون المشترك في المشاريع الكبرى بين البلدين في كل مكان، مشيراً إلى أن مشروع تعليم الصينية بـ200 مدرسة إماراتية أصبح مشروعاً عالمياً لتعليم اللغة الصينية.

واختتم سعادة السفير كلمته بالتأكيد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، شريك استراتيجي شامل للصين، معرباً عن تطلعه لمزيد من التعاون المثمر بين البلدين.

 

نموذج يحتذى

وفي الكلمة الافتتاحية قال سعيد حمد الغفلي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بسفارة الدولة في بكين “نحتفل هذا العام بمرور أربعين عاماً على العلاقات الصينية – الإماراتية، بما يعكس عمق وقوة هذه العلاقات”، مشيراًإلى أنه خلال السنوات الماضية تعمقت الروابط السياسية والتجارية والثقافية بين البلدين، بما يعزز الطموحات نحو مستقبل مشرق.

وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين تشتركان في الكثير من المشتركات، والتي من بينها الطموحات الكبيرة في الساحة الدولية، فضلاً عن عمق وتميز هذه العلاقات، حيث باتت الصين الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبيرا ، مشيرا إلى أن البدلين يسعيان للوصول بها الى نحو  200 مليار دولار في عام 2030.

وأكد سعيد حمد الغفلي أن العلاقات بين البلدين تعكس التزاماً مشتركاً نحو تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، حيث يوجد أكثر من 6000 شركة صينية تعمل في دولة الإمارات. وقال إننا نشهد اليوم عصراً جديداً من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتطورة، وتعد العلاقات الوثيقة بين البلدين نموذجاً يحتذى به في العلاقات الدولية، حيث تشترك الدولتان في الطموح وروح الابتكار.

 

فرص وسمات

عقب ذلك بدأت أعمال الندوة بمناقشة المحور الأول حول النموذج الصيني في التنمية: الفرص والسمات الرئيسية، بإدارة السيدة مو لي، مديرة المكتب الإقليمي لمجموعة الصين للإعلام في الشرق الأوسط،وتحدثت السيدة تشاولي يان، الممثل الرئيسي للمكتب التمثيلي للمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية في منطقة الخليج حول نموذج التحديث الصيني مع التركيز على مبادرة الحزام والطريق، ومساعي الصين لعلاقات اقتصادية دولية متوازنة، وقال ان الصين ودولة الإمارات تتقاسمان العديد من المُثُل المشتركة فيما يتعلق بالاقتصاد، وخاصة التركيز على التخطيط طويل المدى.

ودعت السيدة تشاو ليان، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال المشاركة في معرض سلسلة التوريد الدولي الذي تنظمه المنظمة.

وأشارت تشاو ليان خلال كلمتها إلى القيم المشتركة التي تجمع الصين والإمارات، لافتة إلى مسيرة النمو الاقتصادي الناجحة للصين، وتركيزها الحالي على تحسين جودة الإنتاج وتحقيق نمو اقتصادي مستدام وعادل.

كما سلطت الضوء على المبادرات العالمية التي أطلقتها الصين لدعم التنمية الاقتصادية العالمية، مثل مبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى تطلع بلادها لتعزيز التعاون مع الإمارات، التي تسعى لتصبح مركزاً صناعياً رائداً.

 

دور الإعلام

وتناول المحور الثاني من الندوة دور الإعلام في تعزيز العلاقات الصينية- الخليجية، حيث تمت مناقشة دور الإعلام في تعزيز العلاقات الصينية-الخليجية، ودوره كرافد للدبلوماسية العامة وتعزيز العلاقات بين الدول، إضافة إلى دوره في تعزيز العلاقات الإيجابية بين الصين ودولة الإمارات، وأهمية تعزيز التعاون الإعلامي الإماراتي-الصيني.

وقال الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد،إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضع اللبنة الأولى للعلاقات الإماراتية ــ الصينية منذ أربعين عاماً، وبعد ذلك سارت قيادة الدولة على المسار ذاته.

وأضاف أن وجود 6 آلاف شركة تجارية صينية على أرض الإمارات، يعكس كيف أن الإمارات حاضنة رئيسية للعديد من العلامات التجارية الصينية، بالنظر لموقع الإمارات كمركز للتجارة العالمي.

وأشار إلى أن الأربعين عاماً الماضية شهدت العديد من الزيارات المتبادلة لمسؤولي قطاعات الثقافة والإعلام في البلدين، ولهذا تحتل هذه الجوانب من العلاقة بين الإمارات والصين مرتبة متقدمة لا تقل أبداً عن العلاقات التجارية المزدهرة بين البلدين.

وأكد وجود علاقات ثقافية وإعلامية متشعبة بين دولة الإمارات والصين، كما أن هناك نتاجاً فكرياً لتلك العلاقات، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه في عام 2001 تم توقيع اتفاقية للتعاون الإعلامي والثقافي بين البلدين، كما أن دولة الإمارات تستضيف مجموعة الصين للإعلام منذ عام 2009، وكذلك العديد من الصحف والمؤسسات الإعلامية الصينية.

 

الإمارات والصين.. شراكة ترسم المستقبل

وتطرق المحور الثالث إلى العلاقات الاقتصادية الإماراتية-الصينية: تعاون متنامٍ وآفاق واعدة، وتطرق الباحث والمحلل الاستراتيجي أمجد طه في ورقة عمل بعنوان “الإمارات بوابة الصين للمنطقة الخليجية، إلى التنمية الصينية والتنمية الإماراتية وأوجه التشابه ونقاط الالتقاء، ومؤشرات ازدهار التجارة والاستثمارات البينية الإماراتية-الصينية، ودور القطاع الخاص في تعميق العلاقات الإماراتية-الصينية.

وأكد أمجد طه أن دولة الإمارات تتألق كنبض حي للشرق الأوسط، بينما تتلألأ الصين كعبقرية مشرقة، وأنهما معاً يجسدان قصة فريدة، حيث يتآزر القلب والعقل لغاية أسمى، مشيراً إلى أن هذه الشراكة الرائدة لا تُعزز التقدم المشتركة فحسب، بل تُساهم في رسم ملامح مستقبل مشرق للعالم أجمع.

وأضاف أنه في زمن تتشابك فيه خيوط العولمة، تُعد الشراكة الإماراتية الصينية أيقونة للتعاون الدولي القائم على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة، مشيراً إلى أن هذا التحالف لا يقتصر على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية فحسب، بل يُعد نبراساً يُضيء دروب الابتكار والاستدامة، خصوصاً في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا، مما يَعِدُ بمستقبل أفضل، ليس للمنطقة وحدها، بل للعالم كله.

وخلص إلى أنه مع تنامي التعاون الاقتصادي بين الإمارات والصين، نشهد تبلور ممرات تجارية جديدة تمهد الطريق لآفاق رحبة من التنمية المستقبلية، موضحاً أن هذه الممرات ليست مجرد قنوات لتدفق السلع والخدمات، بل هي جسور تربط بين الثقافات وتوفر حلولاً مبتكرة للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم اليوم”.

وشدد على أن ما يميز دولة الإمارات والصين أنهما لا يعرفان كلمة المستحيل، وأن كل شيء ممكن. وقد بلغ عدد الرخص الاقتصادية الصينية في دولة الإمارات أكثر من 14 ألف رخصة، وتعد الصين اليوم أكبر مصدر لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارات.

 

 

مستقبل مبادرة الحزام والطريق

وتناول المحور الرابع الاتجاهات المستقبلية للنمو الصيني وتأثيراتها عالمياً، حيث تطرق الأستاذ عبدالعزيز الشحي، الباحث بمركز تريندز للبحوث والاستشاراتإلى مقومات النمو الصيني في عصر التنافس الاقتصادي الدولي، ومستقبل مبادرة الحزام والطريق وتأثيراتها التنموية عالمياً، والصين وبريكس وقيادة التنافس العالمي.

وأكد أهمية الدور الكبير الذي تلعبه الصين في النظام العالمي، سواء من حيث القوة الاقتصادية أو السياسية، مشيراً إلى أن الصين تُعد قوة اقتصادية عالمية صاعدة لها تأثير كبير على النظام الدولي.

وقال إنها تسعى من خلال مبادرة الحزام والطريق ومجموعة بريكس إلى تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التوازن في النظام الاقتصادي العالمي، لافتاًإلى أن الصين تواجه بعض التحديات، لكن إدراكها هذه التحديات والتعامل معها بحكمة سيساعدها على تحقيق أهدافها.

وتوقع أن تستمر مبادرة الحزام والطريق في لعب دور كبير في السياسة الخارجية والاقتصادية لجمهورية الصين، وذلك يعكس بشكل كبير التزام الصين تعزيز أنماط التعاون الدولي المبني على التجارة والنمو الاقتصادي المتبادل.

وقد قدم للندوة وأعلن توصياتها الباحث في “تريندز” زايد الظاهري.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات والكويت.. علاقات أخوية راسخة ممتدة لعقود

إعداد: راشد النعيمي

تحتفي دولة الكويت في الخامس والعشرين من فبراير بيومها الوطني ال 64، وسط إنجازات متواصلة ومسيرة حافلة من البناء، بينما تواصل العلاقات الإماراتية الكويتية مسارها التصاعدي في جميع المجالات بفضل توجيهات قيادتي البلدين الشقيقين، ممثلة في صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة.
وتحرص قيادتا الدولتين وممثلو حكومتيهما، على تبادل الزيارات، من أجل دفع العلاقات نحو آفاق جديدة واسعة من التعاون المثمر، حيث ترتبطان بعلاقات وثيقة على جميع الصعد، يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، واللقاءات على أعلى المستويات بين البلدين، والاجتماعات الوزارية والحكومية المستمرة بصورة تبرهن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليانه لتطوير علاقاتهما.
شهدت علاقات البلدين تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية، وتضمن التعاون بينهما مجالات بارزة شملت السياسة والاقتصاد والتجارة والعسكر والأمن، والعلاقات الثقافية والتعليمية، ما أسفر عشرات الاتفاقات ومذكرات التفاهم.
تاريخ غني
يجمع البلدين تاريخ غني من العلاقات الأخوية والروابط الاجتماعية والاقتصادية الممتدة لسنوات طويلة، وقد كانت الكويت من أوائل الدول التي أقامت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الإمارات، بعد قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وقد افتتحت سفارة الدولة لدى الكويت وسفارة دولة الكويت في أبوظبي عام 1972.
وشهدت السنوات الماضية مجموعة من الخطوات التي برهنت مدى التزام البلدين الشقيقين بتطوير العلاقات وتعزيز التقارب والتنسيق في مختلف المجالات، ومن ضمنها تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات والكويت، التي تعمل على تنمية العلاقات.
وتتميز علاقات البلدين الشقيقين بالمتانة والرسوخ وشهدت تطوراً ملحوظاً على مدى العقود الماضية ويتضمن التعاون مجالات بارزة مثل السياسة، والاقتصاد والتجارة، والعسكر والأمن، والثقافة والتعليم، وأسفر عن عشرات الاتفاقات ومذكرات التفاهم.
ويتشارك البلدان رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ويؤديان دوراً نشطاً في تشجيع الحوار الدبلوماسي، حيث تدعوان إلى إيجاد سبل دبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية، والحفاظ على موقف يتماشى مع القوانين الدولية، ومنع أي تصعيد إضافي في المنطقة. كما تؤديان دوراً فعالاً في دعم الحلول السلمية للصراعات الراهنة في المنطقة، بالتعاون الإقليمي والدولي.
ويجسد المستوى العالي للتنسيق المتبادل بينهما حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، حجم التطور في العلاقات بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموماً.
علاقات متميزة
وقال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: أبارك لأخي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح والشعب الكويتي الشقيق بمناسبة اليوم الوطني، داعياً الله تعالى للكويت وشعبها بمزيد التقدم والازدهار.. العلاقات الإماراتية الكويتية أخوية وراسخة، وبالتعاون مع أخي الشيخ مشعل نواصل تعزيزها وتنميتها لمصلحة البلدين وشعبيهما.
وبارك صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، للشعب الكويتي الشقيق ولأخيه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يومهم الوطني المجيد قائلاً: أدام الله عز الكويت وحفظ مجدها واستقرارها. وأعاده علينا وعليهم بالخير واليمن ودوام المحبة والأخوة.
كما هنأ سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني، وقال إن العلاقات الإماراتية الكويتية تقوم على تاريخ عريق من الأخوة والتعاون، وتحرص قيادتا البلدين على دفعها إلى الأمام لما فيه الخير والازدهار للشعبين الشقيقين حفظ الله الكويت وأدام عليها العزة والرخاء.
زيارات متبادلة
مثلت زيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدولة الكويت الشقيقة، محطة جديدة ومهمة في مسار تعزيز العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين، والدفع بها نحو آفاق جديدة من التعاون المثمر في المجالات كافة، بما يرسخ الشراكة الاستراتيجية بينهما.
كما جاءت زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، إلى دولة الإمارات، في مارس الماضي، التي صدر في ختامها بيان مشترك أكد متانة علاقات البلدين واستمرار دفعها إلى الأمام لما فيه الخير وتحقيق مصالحهما المشتركة.
كما أجرى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، زيارة رسمية إلى دولة الكويت الشقيقة في 8 أكتوبر الماضي، بعد نحو شهر على الزيارة الرسمية للشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية في دولة الكويت الشقيقة، إلى دولة الإمارات.


علاقات اقتصادية
تبرز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت مستوى شراكتهما الراسخة، حيث يؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري، وضرورة تفعيله عبر زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية في المجالات والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام.
وتواصل الإمارات والكويت، توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية، واستثمار الفرص المتاحة فيهما، واستكشاف الفرص الاقتصادية وتطويرها في ضوء رؤية «نحن الإمارات 2031»، و«رؤية الكويت 2035» التنمويتين.
وبلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات والكويت خلال عام 2024 نحو 13.5 مليار دولار وهو ما يصل إلى 49.7 مليار درهم، بينما حققت التجارة النفطية لدولة الإمارات مع الكويت نمواً بنسبة 8.8% مقارنة بعام 2022 وتعد الكويت الشريك ال 14 عالمياً والرابع عربياً للإمارات خلال 2024.
وتعد الإمارات أهم شريك تجاري للكويت خليجياً وعربياً، حيث تأتي في المرتبة الأولى خليجياً وعربياً، والثانية عالمياً وتأتي في المرتبة الأولى عالمياً في استقبال صادرات الكويت غير النفطية بنسبة مساهمة تفوق 15.7% من إجمالي صادراتها غير النفطية وفي المرتبة الثانية عالمياً في الواردات خلال عام 2023. بينما كان 75% من تجارة الكويت مع دول مجلس التعاون خلال 2023 مع الإمارات.
وبلغ حجم الاستثمار المباشر الكويتي في الإمارات 3.9 مليار دولار أي ما يعادل 14.3 مليار درهم بنهاية عام 2022، حيث شمل 29.1% في المالية والتأمين و17.2 في الاتصالات والمعلومات و15.1 في الأنشطة العقارية و14% للأنشطة التجارية 10.9% في الصناعة.
أما الاستثمار الإماراتي في الكويت فبلغت قيمته نحو مليار دولار. وجاءت الإمارات في المركز الثالث عالمياً لأهم الدول المستثمرة في الكويت بنسبة مساهمة تتجاوز 6% من قيمة رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى الكويت التي حلت في المركز التاسع عالمياً لأهم الدول المستثمرة في الإمارات بمساهمة 3% من الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى الإمارات والمرتبة الثانية عربياً.
وفي السياحة، ارتفع عدد السياح الكويتيين الذي أقاموا في فنادق الدولة عام 2023 ليصل إلى 400 ألف مقارنةً ب 250 ألفاً عام 2022، بينما بلغ عدد الزوار الإماراتيين للكويت 50,620 خلال عام 2023.
اتفاقات ثنائية
أبرمت الإمارات والكويت الكثير من الاتفاقات الثقافية والتربوية والتعليمية، بغرض تبادل الخبرات وتطوير التعاون بما يصب في مصلحة البلدين. وبلغ عدد الطلبة الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات الإماراتية 1,240 طالباً، وقد أصدرت الكويت أخيراً قرارات شجعت الطلبة أكثر على الدراسة في الإمارات، ما سيسهم في تعزيز التعاون التعليمي.
ويستمر تعاون البلدين في الأمن والتدريبات العسكرية المشتركة، ما يسهم في تعزيز الأمن الإقليمي. وفي نوفمبر الماضي، استقبل ميناء الشويخ الفرقاطة «بينونة» فخر الصناعة الإماراتية.
وشاركت دولة الكويت بفاعلية في مؤتمر «COP28» الذي عقد في مدينة إكسبو دبي، من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، وطرحت مبادرات في تطوير مشروعات منخفضة الكربون لدعم الاستدامة البيئية العالمية.
وقدم الصندوق الكويتي للتنمية مشروعات عدة في مجالات الطاقة المتجددة، والمياه، والزراعة المستدامة، ونظم محاضرات حول التغير المناخي وكان للتمثيل الكويتي دور مهم في مؤتمر «COP28» بدعم المبادرات البيئية لحقيق أهداف وتطلعات المؤتمر، كما انضمت الكويت لتحالف القرم من أجل المناخ الذي أطلقته دولة الإمارات.
وفي الجانب الدفاعي والأمني، أكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون الدفاعي وتطوير العلاقات والشراكات الاستراتيجية لحماية الأمن والاستقرار في البلدين والمنطقة، وتعزيز التعاون في مكافحة الجرائم بكل أشكالها، والتصدي للإرهاب وتبادل الخبرات في أمن الحدود.
وفي الثاني من سبتمبر الماضي، زار وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا، الإمارات، حيث اجتمع إلى رئيس الدولة، وافتتح المقر الجديد لسفارة الكويت في أبوظبي.
لجنة مشتركة
في سبتمبر الماضي، ترأس سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في أبوظبي أعمال الدورة الخامسة من اللجنة العليا المشتركة بين دولتي الإمارات والكويت، فيما ترأس الجانب الكويتي عبدالله علي عبدالله اليحيا، وزير الخارجية.
وقال: «بكل همة وعزم، نستمر اليوم باستكمال مسيرة التعاون والعمل المشترك بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت. وأكثر ما يميز العلاقات الإماراتية - الكويتية، وتطورها المستمر، الروابط الاجتماعية والثقافية التي تجمع الشعبين الشقيقين، وما يشمله ذلك من أواصر الأخوة والصداقة، ووحدة التراث والتاريخ والقيم المشتركة».
مضيفاً: «هذا الترابط سنستمر بتعزيزه والبناء عليه لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار المشترك في مختلف المجالات».
وأكد سموّه، أن دولة الإمارات كانت وما زالت ترى في شقيقتها الكويت شريكاً استراتيجياً في كل المجالات، وجزءاً أصيلاً من مسيرة التقدم والازدهار في الخليج العربي والمنطقة برمتها.
ووقع سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، وعبدالله علي اليحيا، على محضر اجتماع الدورة الخامسة من اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات ودولة الكويت. كما شهدا التوقيع على 8 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين الشقيقين.
وشملت: مذكرة تفاهم بالتعاون في البنية التحتية، . ومذكرة بالتعاون في أنشطة التقييس. والتعاون في العمل في الاتصالات وتقنية المعلومات، فضلاً عن البرنامج التنفيذي للتعاون التربوي، والتنفيذي في الرياضة للأعوام من 2024 – 2026.
كما وقعا البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي ومذكرة تفاهم بين حكومة دولة الإمارات متمثلة في مجلس الأمن السيبراني، وحكومة دولة الكويت متمثلة في المركز الوطني للأمن السيبراني، ومذكرة تفاهم بشأن المشتريات والصناعات الدفاعية.

مقالات مشابهة

  • جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي.. احتفاء برواد الابتكار والاستدامة
  • الملتقى العُماني الأوزبكي .. يبحث العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • تعرف إلى مزرعة الإماراتية نعيمة الأميري ذات الاكتفاء الذاتي
  • الإماراتية نعيمة الأميري تدشن أول مزرعة ذات اكتفاء ذاتي
  • الإمارات تشارك الكويت احتفالاتها باليوم الوطني الـ64
  • مصدر وطاقة وإيني توقعان اتفاقية تعاون ضمن الشراكة الثلاثية
  • الإمارات والكويت.. علاقات أخوية راسخة ممتدة لعقود
  • علي النعيمي يبحث علاقات الشراكة مع البرلمان الأوروبي
  • رئيس الدولة ورئيسة وزراء إيطاليا يبحثان في روما تعزيز علاقات البلدين
  • محمد بن زايد ورئيسة وزراء إيطاليا يبحثان في روما تعزيز علاقات البلدين