الغارديان: اقتحام الشفاء مجددا دليل على عدم سيطرة إسرائيل على الشمال
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
سرايا - قالت صحيفة الغارديان، إن عودة جيش الاحتلال لمجمع الشفاء، في مدينة غزة، دليل على قدرة وصمود مقاتلي حماس وأكثر مما قال المسؤولون الإسرائيليون.
وأوضحت أن اقتحام الشفاء، كان بمثابة الذروة الأولى للعدوان البري على غزة، والذي بدأ العام الماضي، بعد عملية طوفان الأقصى، ورافقه مزاعم بشأن وجود مقر قيادة حماس، أسفل المستشفى، وما هو ثبت زيفه لاحقا.
وبعد ثلاثة أشهر، فإن اقتحام الجيش للمجمع يوم الإثنين هو اعتراف ضمني بأن السيطرة على الشمال قد أفلتت من يديه.
ولفتت إلى أنه من الواضح أن حماس، لا تزال ناشطة في مناطق أعلنت إسرائيل إخراجها منها، والقتال اندلع في حي الزيتون وبيت حانون.
وقالت الصحيفة، إن هناك ثلاثة أشياء تحدث، الأول، أن حماس، ورغم ما تكبدته من خسائر، لا تزال تمتلك العدد الكافي من الرجال المسلحين وأنظمة القيادة الوظيفية الكافية لشن هجمات متفرقة على القوات الإسرائيلية، ويساعدها في ذلك وجود منظومة الأنفاق.
الأمر الثاني، هو أن إسرائيل سرحت معظم جنود الاحتياط لديها ونقلت وحدات نظامية رئيسة إلى حدودها الشمالية أو الضفة الغربية المحتلة، حيث إن المرحلة الحالية من هجومها تركز على استبدال المواجهات العسكرية البرية ذات الكثافة العددية، بقوات قليلة يقتصر معظمها على ما يسمى بـ "الحصون" على مشارف المراكز السكانية أو في نقاط استراتيجية مثل تقاطعات الطرق.
وارتبط قرار تسريح القوات غير النظامية بأسباب اقتصادية وسياسية.
أما الأمر الثالث، فمرتبط بالحرب التي هي مثل الطبيعة تكره الفراغ. ففي الوقت الذي يرفض فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مناقشة جدية لخطط واقعية للحكم في غزة بعد الحرب إلا أنه على ما يبدو يرغب بالفوضى في مساحات واسعة من القطاع بعدما تنهي إسرائيل مهمتها المعلنة وهي "إنهاء" حماس.
ووصفت الوضع في غزة بأنه يمر في حالة من الجمود بين الطرفين، فلا الجيش الإسرائيلي قادر على تحقيق النصر على حماس ولا هي قادرة على وقف العدوان وفي أي وقت قريب.
ومع أن المواجهات مع حماس قد تؤدي إلى خسائر قليلة للجيش إلا أن الحركة تستطيع تأطير استمرار مواجهتها كانتصار.
والمشكلة في رفض نتنياهو الحديث عن اليوم التالي والبحث عن بدائل في عائلات ورجال أعمال لإدارة القطاع تحت السيادة الإسرائيلية هي أن العائلات لديها جماعات شبه مسلحة ولجان أحياء أنشأها السكان وبالضرورة حماس، التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007 وأصبحت بناها الظاهرة والخفية جزءا لا يتجزأ من بنية المجتمع في غزة.
ولم يفت هذا الوضع حتى أصدقاء إسرائيل، ففي التقييم السنوي للتهديدات الذي قدمته وكالات الإستخبارات الأمريكية ونشر الأسبوع الماضي توقع مواجهة إسرائيل مراقبة "متربصة" من حماس ولسنوات عدة وسيواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في تحييد بنى حماس تحت الأرض، بشكل يسمح للجماعة بالاختفاء في الأنقاق وتجميع الصفوف ثم مفاجأة القوات الإسرائيلية.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
باحث في الشؤون الإسرائيلية: نتنياهو يراوغ لعدم استكمال مراحل اتفاق غزة
أكد خليل أبو كرش، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن نتنياهو يسعى لتمرير الموازنة الحكومية دون خسارة دعم اليمين المتطرف، ولذلك يراوغ في تنفيذ الاتفاق، ويحاول إبقاء المرحلة الأولى فقط، التي تتعلق بتبادل الأسرى والمحتجزين، دون المضي قدمًا نحو المرحلة الثانية التي قد تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
أوضح أبو كرش، خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية" أنوأشار إلى أن اليمين المتطرف دعا إلى مظاهرة حاشدة في القدس يوم الخميس المقبل، بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست، وذلك للضغط على الحكومة لاستئناف الحرب وتحقيق "النصر المطلق".
وأكمل أبو كرش :" الاتفاق الحالي يتضمن وقف الحرب، انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ، وبحث ترتيبات ما بعد الحرب، وهي نقاط تثير غضب اليمين الإسرائيلي، الذي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا لم يتم استئناف القتال.
وتابع أبو كرش :" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تفادي المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، وذلك لإرضاء الجناح اليميني المتطرف في حكومته، الذي يرفض وقف الحرب أو الانسحاب من غزة.
وأشار أبو كرش إلى أن هناك متغيرًا أمريكيًا جديدًا، حيث إن الرئيس دونالد ترامب طرح مشروعًا لتهجير الفلسطينيين وإخلاء غزة، وهو ما يحاول نتنياهو استغلاله في سياق رؤيته الاستراتيجية.
ولفت أبو كرش إلى أن هناك طرحًا عربيًا تقوده القاهرة وعمان والرياض، ويهدف إلى وقف الحرب، منع التصعيد، وإيجاد تسوية سياسية تؤدي إلى إعادة الإعمار والاستقرار، ومن المنتظر أن يتم طرح هذه الرؤية في القمة العربية المقبلة، كجزء من الجهود الدولية لحل الأزمة.