إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

فاز، الأربعاء، وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو بنسبة البالغ 72 عاما والذي كان يتصدر استطلاعات الرأي لعدة أشهر، بأغلبية مريحة بلغت 58,6% من الأصوات مقابل المرشحين الآخرين أنييس باسويدان (24,9%) الحاكم السابق لجاكرتا وغنجار برانوو (16%) الحاكم السابق لجاوا الوسطى.

ويخلف برابو الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو في أكتوبر/ تشرين الأول. وعقب إعلان النتيجة، وجه برابوو الشكر للناخبين وقال إن انتخابات الشهر الماضي سارت بسلاسة.

وفاز قائد القوات الخاصة السابق بالانتخابات بفضل وعود باستمرار السير على نهج ويدودو، مستخدما شعبية الرئيس ومستفيدا كذلك من وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك للحصول على دعم قاعدة الناخبين الشباب الضخمة في إندونيسيا. ويرى الخبراء أن برابوو جذب الناخبين عبر تبني خطاب قومي وشعبوي متعهدا مواصلة سياسات سلفه.

استحالة التشكيك في النتائج

وخاض الانتخابات جبران راكابومينج راكا وهو النجل الأكبر للرئيس ويدودو الانتخابات بجانب برابوو، ومن المقرر أن يصبح نائبا للرئيس، وذلك بفضل تعديل في اللحظات الأخيرة لقواعد الأهلية أصدرته محكمة برئاسة صهر الرئيس.

وقد سبق أن أعلن برابوو سوبيانتو فوزه في الانتخابات الرئاسية في إندونيسيا منذ يوم الاقتراع في 14 شباط/فبراير، في حين أعلن خصمه أنه سيطعن في النتائج.

   وقال الفائز في أول رد فعل بعد إعلان النتائج رسميا "نحمد الله على الإعلان الرسمي (من قبل اللجنة الانتخابية) لنتائج الانتخابات في هذا البلد الشاسع ذي الأغلبية المسلمة".

   وأضاف: "نود أن نعرب عن امتناننا وتقديرنا الكبير لجميع المواطنين الإندونيسيين الذين مارسوا حقهم في التصويت".

   وفي المجمل صوت 96 مليون ناخب لصالح وزير الدفاع، مقابل 41 مليونا لأقرب منافسيه أنييس باسويدان، حسبما أعلن هاشم أسياري رئيس اللجنة الانتخابية.

   وتوجه أكثر من 164 مليون إندونيسي إلى صناديق الاقتراع من أصل 204 ملايين مسجلين، أي بنسبة مشاركة بلغت نحو 80% مقارنة ب 82% في عام 2019.

   وسيخلف برابوو سوبيانتو، صاحب الماضي العسكري المثير للجدل، جوكو ويدودو في تشرين الأول/أكتوبر على رأس أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا. وسيكون نائبه جبران راكابومنغ راكا، نجل الرئيس المنتهية ولايته.

   وأمام خصميه ثلاثة أيام للطعن في نتائج الاقتراع أمام المحكمة الدستورية متذرعين بحصول عمليات غش وتزوير.

   وقال أنيس باسويدان في بيان: "مسؤول انبثق من عملية شابها الغش والمخالفات، سيؤدي إلى نظام ينتج سياسات ظالمة ولا نريد أن يحدث ذلك" مؤكدا أنه سيقدم طعنا.

   لكن وفقا لفريق محامي الرئيس، من غير المرجح التشكيك في النتائج بسبب الفارق الكبير في الأصوات بين برابوو سوبيانتو والمرشحين الآخرين، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.

من هو برابوو سوبيانتو؟

  عندما كان قائدا للقوات الخاصة، اتهمت منظمات غير حكومية ومسؤولون سابقون، برابوو سوبيانتو بأنه أمر بخطف نشطاء مؤيدين للديمقراطية في التسعينات مع نهاية نظام سوهارتو، لكنه نفى هذه الاتهامات ولم تتم محاكمته.

   وقد حرم العسكري السابق لفترة طويلة من تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة وأستراليا بسبب هذه الادعاءات.

   لكن بفضل حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي، حسن الرجل صورته بين الشباب الإندونيسيين الذين غالبا ما يتجاهلون الاتهامات الموجهة إليه ويثمنون التزامه بمواصلة سياسات سلفه الذي يحظى بشعبية كبيرة.

تهاني بالفوز

ولم يتأخر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تهنئة الرئيس الإندونيسي الجديد، مؤكدا أن واشنطن "تتطلع إلى تعاون وثيق" مع الجنرال السابق.

   وحتى قبل الإعلان رسميا عن انتخابه، كان زعماء العالم بدأوا بتهنئة برابوو سوبيانتو بينهم رؤساء حكومات بريطانيا وهولندا وماليزيا وأستراليا.

   كما هنأه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 9 آذار/مارس بـ "النتيجة الرائعة في الانتخابات".

قلق حيال الحريات والديمقراطية

  وأعربت مجموعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، عن قلقها من تراجع برابوو سوبيانتو عن الحريات والديمقراطية التي تم انتزاعها بصعوبة، لكن الناخبين تجاهلوا إلى حد كبير المزاعم المتعلقة بماضيه أو ببساطة لم يكونوا على علم بها.

   وقالت حرية، مديرة مركز الدراسات السياسية بجامعة إندونيسيا في جاكرتا "أرى مستقبلا قاتما للديمقراطية عندما يتولى برابوو السلطة".

   كما أثيرت تساؤلات حول الشروط التي تمكن جبران من خلالها الترشح لمنصب نائب الرئيس وحول تأثير والده وحتى تدخله في عملية التصويت.

   وبسبب صغر سنه قانونا، لم يتمكن جبران من الترشح إلا بعد قرار مثير للجدل أصدرته المحكمة الدستورية وتم تبنيه بفضل تصويت حاسم لرئيس المحكمة أنور عثمان، صهر جوكو ويدودو.

   لكن برابوو سوبيانتو وأوساطه نفوا تماما على غرار ويدودو الاتهامات بارتكاب مخالفات.  

فرانس24/أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا ريبورتاج انتخابات تيك توك إندونيسيا آسيا المحكمة الدستورية أنتوني بلينكن إيمانويل ماكرون حقوق جاكرتا تصويت إندونيسيا انتخابات انتخابات رئاسية إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل الولايات المتحدة دبلوماسية السعودية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا برابوو سوبیانتو

إقرأ أيضاً:

عمل وإنجاز لمستقبل عُمان

أصدرت وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040 قبل أيام تقريرها السنوي (2023-2024) الذي أوضح مستوى الإنجاز في عدة مستهدفات الرؤية، بفضل العمل الدؤوب المبذول من مختلف الجهات الحكومية لمواصلة رحلة تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040. ما يميّز التقرير السنوي لهذا العام أنه تضمّن إحراز تقدم كبير في المستهدفات الاستراتيجية للرؤية؛ الأمر الذي انعكس إيجابا على مؤشرات سلطنة عُمان الصادرة عن المؤسسات الدولية مثل التصنيف الائتماني الذي شهد نقلة كبيرة منذ 7 سنوات ليصل إلى الدرجة الائتمانية الاستثمارية BBB- مع نظرة مستقبلية مستقرة، مما يؤكد نجاح البرامج الوطنية للتوازن المالي والاستدامة المالية التي أطلقتها الحكومة لوضع معالجات عاجلة ومستدامة للمالية العامة للدولة عام 2020.

إن تحقيق هذا المنجز الوطني؛ ليعكس حجم الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة لعودة البوصلة إلى مسارها الصحيح والطبيعي لتكون سلطنة عُمان وجهة استثمارية واعدة لمختلف الاستثمارات الأجنبية المباشرة، مما سيزيد وتيرة استقطاب رؤوس الأموال. إن ما تضمّنه التقرير السنوي لرؤية عُمان 2040 استبشر على إثره الرأي العام كثيرا؛ بسبب تحسّن مؤشرات سلطنة عُمان في مؤشر الأداء البيئي العالمي 95 مرتبة لتصل إلى 49 عالميا مدعوما بالاستثمارات الضخمة في قطاع الهيدروجين الأخضر الذي بات حديث المستثمرين العالميين خلال السنوات الماضية، وتتسارع جهود الدول لتهيئة البنى الأساسية الداعمة لقطاع الهيدروجين الأخضر؛ بهدف تعظيم الاستفادة من هذا القطاع الحيوي المهم الواعد اقتصاديا واستثماريا.

وفي مجال الحماية الاجتماعية ورعايتها واستدامتها، أطلقت الحكومة منظومة اجتماعية متكاملة تشمل جميع المواطنين وتحميهم من بعض الإجراءات المالية التي كانت ضرورية لاستدامة الوضع المالي واستقراره، فأصبح لكل مواطن دخل ثابت شهريا عبر صرف منافع كبار السن والأطفال ودعم دخل الأسرة والأمان الوظيفي والأيتام والأرامل ومنفعة الطلبة الجامعيين لطلبة الابتعاث الداخلي المستحقين، إضافة إلى قرب صرف منفعة ذوي الإعاقة التي ستعزز من دخل الأسر ورفاهيتها.

إن مسارات رؤية عُمان أصبحت مبشرة بعد التقدم الملحوظ في المؤشرات الاستراتيجية لرؤية عُمان 2040، ومن المتوقع أن تشهد المؤشرات الأخرى تحسنا على غرار مؤشرات المستهدفات التي تضمنها التقرير السنوي مثل التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان الصادرة عن وكالات التصنيف الائتماني فيتش وموديز خلال الأشهر المقبلة، أيضا من المتوقع أن يشهد مؤشر سلطنة عُمان في الحكومة الإلكترونية ارتفاعا بفضل الجهود التي تبذلها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في التحول الرقمي منذ إطلاق البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، إضافة إلى جهود الجهات الحكومية الأخرى في أتمتة إنجاز المعاملات مثل وزارة الإعلام ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة العمل والمجلس الأعلى للقضاء، إن ما يدعو للفخر والإشادة هو التطوّر الكبير الذي شهدته المالية العامة للدولة منذ إطلاق رؤية عُمان 2040؛ حيث يشهد الناتج المحلي الإجمالي نموًّا بمعدل 1.3% سنويا، وسيشهد ارتفاعا مع ارتفاع الإيرادات غير النفطية بالمساهمة بنسبة أكبر مقارنة بالسابق بفضل تنمية القطاعات المرتبطة بها أبرزها التعدين والسياحة واللوجستيات والصناعات التحويلية. ورغم تعرّض العالم لأزمة مالية قاسية قبل سنتين أربكت المساعي المالية الإصلاحية، إلا أن سلطنة عُمان بفضل جهود المخلصين وسياساتها المالية الفاعلة استطاعت تحقيق فوائض مالية من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.2% خلال عامي 2023 و2024 علما بأن المستهدف 3% في 2030، أي أنها حققت نحو 73% من المستهدف قبل 6 أعوام، أما مؤشر الدين العام للدولة، فإن الأرقام تشير إلى اقترابه من المستويات الآمنة مسجلا 35% إلى الناتج المحلي الإجمالي بعد أن كان يمثل أكثر من 70% قبل إطلاق خطة التوازن المالي عام 2020؛ منحفضا 50% عن المقدر حينها؛ حيث ارتفع إلى 20.4 مليار في ذروته وانخفض الآن إلى 14.4 مليار مع توسّع الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان وزيادة حجمه خلال الثلاث سنوات ونصف الماضية.

إن العمل الناجز الذي تقوم به جميع الجهات الحكومية منذ إطلاق رؤية عُمان 2040، ساعد كثيرا في تحسّن المؤشرات الاستراتيجية الداعمة لمستهدفات الرؤية من بينها تحقيق الجدارة الاستثمارية في التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان وفقا لتصنيف وكالة ستاندرد آند بورز، وسيكون بمثابة الأساس المتين لمواصلة رحلة البناء لمستقبل مشرق لعُمان ومن يعيش عليها، وستكون محط أنظار المستثمرين من جميع أنحاء العالم، وما تشهده الاكتتابات التي تطلقها الشركات الحكومية التابعة لجهاز الاستثمار من إقبال كبير، لهو خير دليل على جاذبية الاقتصاد وجهود الاستقرار المالي والاقتصادي الذي تتميز به سلطنة عُمان؛ فالعمل الدؤوب يؤدي إلى نتائج إيجابية ومبشّرة وهذا ما نتلمّسه من جهود كبيرة وعمل مضني يحقق التطلعات الآمال بفضل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله-

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

مقالات مشابهة

  • الرئيس النمساوي يقبل استقالة الحكومة ويكلفها بتصريف الأعمال
  • عمره قرن من الزمان.. الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر يحتفل بالذكرى المئوية لملاده
  • مفاجآت في قائمة أبوريدة بانتخابات اتحاد الكرة
  • مفاجآت بالجملة في قائمة أبوريدة بانتخابات اتحاد الكرة
  • زلزال عنيف بقوة 5.3 درجة يضرب سومطرة الإندونيسية
  • زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب سومطرة الإندونيسية
  • الرئيس ينافس نفسه أيها السادة
  • اليوم.. مناظرة مرتقبة بين دي فانس ووالز المرشحين لمنصب نائب الرئيس الأمريكي
  • عمل وإنجاز لمستقبل عُمان
  • هازارد: صلاح يتفوق عليّ بفضل نجاحاته مع ليفربول