في حادثة مأساوية تُظهر مخاطر الجراحة التجميلية، توفيت أهو غول تكين، أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 42 عامًا، بعد خضوعها لعملية جراحية معقدة في مستشفى خاص بمدينة قيصري التركية. غول تكين، التي دخلت المستشفى لإجراء تحسينات تجميلية على أنفها وعظام وجنتيها وأذنيها، لقيت مصيرها المؤلم بعد عملية استغرقت 9 ساعات وأدت إلى تخثر الدماغ ووفاتها بعد 5 أيام من الرعاية المكثفة.

العملية التي كان من المقرر إجراؤها في 22 مارس، تم تقديمها إلى 11 مارس بناءً على اتصال هاتفي، حيث أجرى الجراحة مساعد الطبيب بدلاً من الطبيب المختص، وفقًا للمعلومات المتوفرة. بعد العملية، انهارت غولتكين وتوقف قلبها، مما أدى إلى جلطة دماغية قاتلة.

تم دفن جثمان غول تكين في مدينة سيواس بعد تشريح الجثة في 18 مارس، وتجري حاليًا تحقيقات بناءً على شكوى من عائلة الضحية تجاه الطاقم الطبي المسؤول عن الجراحة.
شقيق الضحية، مصطفى غول تكين، قدم شهادة مفجعة حول الأحداث، مُعربًا عن شكوكه في الإهمال الطبي ومطالبًا بإجراء تحقيق شامل لكشف ملابسات وفاة أخته.

المصدر: تركيا الآن

إقرأ أيضاً:

وضعية الكنابي في الحرب- مأساة التهميش والاستغلال

عندما وقعت الأحداث المؤلمة في الكنابي بولاية الجزيرة، انصرفتُ للبحث عن مصادر موثوقة للمعلومات، مما أدى إلى تأخير كتابة هذا التحليل. ولكن بفضل الجهود الصادقة والآراء الثمينة التي تلقيتها من العديد من أبناء وبنات الكنابي، تمكنتُ من إخراج هذا المقال بصورته النهائية. أود أن أتقدم لهم بجزيل الشكر، فقد كانوا خير معين في تسليط الضوء على هذه القضية الجوهرية.
هذا المقال يستند إلى شهادات موثقة وتقارير ميدانية تكشف كيف تحولت الكنابي، تلك التجمعات العمالية التي شكلت العمود الفقري للزراعة السودانية، إلى ساحة لصراع وجودي. فبينما لعبت دورًا حيويًا في الاقتصاد الزراعي، ظلت تعاني تهميشًا هيكليًا ممتدًا لعقود، تفاقم مع الحرب الحالية، ليجعل من هذه المجتمعات نموذجًا صارخًا للظلم التاريخي والاستغلال المنهجي.
النشأة والتكوين: جذور التهميش
الأصول التاريخية
نشأت الكنابي عام 1925 كمساكن مؤقتة لعمال مشروع الجزيرة، الذي كان آنذاك أكبر مشروع زراعي مروي في إفريقيا. لكن مع مرور الوقت، تحولت إلى مجتمعات مستقرة، يتكون سكانها من:

70% من دارفور وكردفان.

20% من دول الجوار (تشاد، جنوب السودان).

10% من مجموعات سودانية أخرى.

الإطار القانوني المُهمِّش
كرست القوانين السودانية التمييز ضد سكان الكنابي عبر سياسات ممنهجة، أبرزها:

قانون الأراضي (1945): منع العمال الزراعيين من تملك الأراضي، رغم استصلاحهم لها لعقود.

قانون الجنسية (1957): اشترط الانتساب العرقي في المادة 3، مما جعل كثيرين منهم بلا جنسية رسمية.

تعديلات قانون السجل المدني (1994): أبقت على عوائق التسجيل القانوني، مما زاد من تهميشهم.

حالة نموذجية:
في عام 2012، رفضت سلطات ولاية الجزيرة تسجيل 5,000 شخص من سكان الكنابي في السجل المدني، رغم امتلاكهم وثائق ميلاد محلية.

أبعاد التهميش المتشابكة
الاستغلال الاقتصادي الهيكلي
يعتمد سكان الكنابي على أنظمة تشغيل زراعي غير عادلة تجعلهم في دائرة الفقر الدائم:

النظام حصة العامل المخاطر
المزارعة 10-15% من المحصول يتحمل خسائر الجفاف والفيضانات
الإيجار دفع مقدم 50% من العائد فقدان الحقوق عند التخلف عن السداد
الأجر اليومي 500-700 جنيه سوداني (أقل من دولارين) لا تأمين صحي أو اجتماعي
الإقصاء الاجتماعي والخدمي
التعليم: معدل الأمية بين كبار السن في الكنابي 85% (مقابل 42% المعدل الوطني).

الصحة: مركز صحي واحد لكل 50,000 نسمة، بينما المعيار الدولي هو مركز لكل 10,000.

السكن: 92% من المنازل مصنوعة من القش والطين، مما يجعلها غير آمنة بيئيًا وصحيًا.

وثيقة صادمة-
وفق تقرير وزارة الصحة السودانية لعام 2021، توفيت 78 امرأة أثناء الولادة في كنابي الجزيرة بسبب غياب المرافق الصحية.

الحرب: تسارع الانهيار
أنماط الاستهداف
الاستهداف العسكري
وثّقت الأمم المتحدة (2023) استخدام 30 كنبو كمخازن أسلحة، مما جعلها هدفًا عسكريًا.

في النيل الأزرق، تم إعدام 47 عاملاً بتهمة "التعاون مع الطرف الآخر".

الإقصاء الاجتماعي والقمع السياسي
مُنع سكان 15 كنبو من دخول الأسواق القروية المجاورة.

حُرقت 320 منزلاً في حملة تطهير مزعومة ضد "المهاجرين".

الحلول: نحو عدالة تأسيسية
الإطار القانوني
إلغاء المادة 3 من قانون الجنسية، لضمان الاعتراف القانوني بهم.

تبني قانون حقوق العمال الزراعيين، لضمان حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.

الإصلاح العملي
إطلاق برنامج السجل المدني المتنقل، لتسجيل المهمشين في أماكنهم.

إنشاء صندوق تعويضات الحرب، برصد 5% من عائدات المشاريع الزراعية لصالح الكنابي.

تأسيس محاكم مختصة، للنظر في انتهاكات حقوق العمال الزراعيين.

تصورات استشرافية
تُمثل أزمة الكنابي اختبارًا حقيقيًا لمفهوم المواطنة في السودان. فبينما تساهم هذه المجتمعات بنسبة 40% من إنتاج القطن و35% من الذرة في السودان، تظل خارج حسابات التنمية الوطنية.
إن الحل لا يكمن في الإغاثة المؤقتة، بل في إعادة هندسة العقد الاجتماعي على أسس عادلة، تنصف هذه الفئة التي لطالما شكلت العمود الفقري للاقتصاد الزراعي. وكما قال أحد شيوخ الكنابي:

*"نحن جذور الشجرة التي يأكل الجميع ثمارها، بينما تُتركونا نموت تحت التراب."

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • وفاة عامل خلال بناء أحد ملاعب كأس العالم 2034 في السعودية
  • باحثون في نيويورك أبوظبي يطورون تقنية مبتكرة لـجراحات المنظار
  • وضعية الكنابي في الحرب- مأساة التهميش والاستغلال
  • صحة المنوفية: نجاح أول عملية جراحية للأوعية الدموية بمستشفى السادات العام
  • الشلف: وفاة أربعيني بصعقة كهربائية في أشغال مسكن عائلي بتلعصة
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس وما الدول العربية التي تراه
  • مأساة الشعوب وجعجعة الاعلام التهريجي!
  • أباعود: الشهراني فضل القادسية لضمان عقد طويل الأمد.. فيديو
  • برج العذراء.. حظك اليوم الإثنين 24 مارس 2025: فرص مستقبلية
  • مستشفى ناصر في خان يونس يعلن خروج قسم الجراحة عن الخدمة بالكامل بعد قصف طيران الاحتلال