خيمة رمضان 11| أسطوات المهنة| "المحتسب" الحاكم في زمام الأمور
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
«الكتبة والمادحون وشيوخ الطوائف والبناءون والنحاسون»، وغيرهم الكثير من المهن التي اشتهرت في مصر خلال العصرين العثماني والفاطمي والذي سجلت الجدران والمساجد إبداعاتهم التي ظلت راسخة ومنقوشة عبر مئات السنين، وتأخذكم "البوابة" في رحلة طوال شهر رمضان المبارك وحديث حول تلك المهن وشيوخها وأسطواتها التي اشتهرت في مصر والعالم العربي، والتي لا يزال الكثير منها موجودا حتى عصرنا الحالي ومنها من اندثرت وأصبحت تراثا تشهد به جدران المساجد والقصور.
وعلى مدار الشهر الكريم نقدم لكم حرفة من الحرف التي اشتهرت في تلك الفترة واقفين أمام إبداعات فنانيها وقوانينها التي كانت تتوارث جيلا بعد جيل، وحكايات المعلم والصبي والأسطى الذي كان يعتبر رب المهنة.
من هو المحتسب؟ ولماذا ارتبط ذكره بذكر الحاكم بأمر الله، هذا هو ما سنعرفه خلال حلقة اليوم، فقد كان الخليفة "الحاكم بأمر الله شديد الاهتمام بالحسبة ومراقبة الأسواق، حتى أنه قام بنفسه بمراقبة الأسواق وأصحاب الحرف والصناعات لمنع الغش، وكان يعاقب المخالفين عقابًا صارمًا، ولهذا ظهرت الكثير من المقولات التي وصفت تلك الحقبة التاريخية، ومنها " هو أنت مفكر نفسك الحاكم بأمره، فقد كان "الحاكم بأمر بالله" من أكثر حكام الدولة الفاطمية إثارة للجدل، وتحفيزًا على التساؤل، فهو سادس حكام الدولة الفاطمية واسمه "أبو على المنصور بن العزيز بالله نزار بن المعز لدين الله، وقلد "الحاكم بأمر الله" لهذه المهمة رجال إدارة أكفاء تولوا إدارة هذا المنصب، وكانت "الحسبة" في زمنه من المؤسسات المهمة في الدولة والتي تقوم بمراقبة الأسواق ومنع الغش من جهة ولمنع المنكرات وشرب النبيذ من جهة أخرى، وفي العصر الحديث ظهرت بعض الجماعات التي أطلق عليها جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتأتي مؤسسة "الحسبة"، وعملها بداخل البلاد لضمان الأمن والاستقرار.
فقد كانت وظيفة "المحتسب" من الوظائف المهمة في العصر الفاطمي، وكان يتم اختياره بعناية فائقة، إذ يجب أن يتوافر فيه العدل والإنصاف، وكانت توليته تتم بمراسم غاية في الفخامة، باعتبارها من الوظائف الكبيرة في الدولة، وكان يخرج من القصر السلطاني في موكب ضخم يطوف به جميع الطرقات، فكان يشارك في الاحتفالات الشعبية والدينية مثل الاحتفالات بشهر رمضان والتي كان يخرج فيها أصحاب الحرف والبضائع يخرجون في موكب كبير للاحتفاء بشهر رمضان وكان يأتي الاحتفال تحت إشراف المحتسب.
فكان المحتسب يتولى أمور الأسواق ويفتش على الموازين والمقاييس والأسعار، ويشرف على الطوائف الحرفية الخاصة بتموين الأغذية، وكان المحتسبون يترأسون الاحتفال باستطلاع هلال رمضان، والذي كان يشتمل على عمل استعراض لطوائف الحرفيين بالقاهرة – كما ذكرنا سابقًا-، وظلت وظيفة المحتسب موجودة في أضيق الحدود في مصر بعد محمد على، إلى أن نظمت الإدارة الحكومية في عهد سعيد وألغيت وظيفة المحتسب وتحولت اختصاصاته إلى حكمدار الشرطة وإلى المصالح الأخرى المختلفة، حيث اختصت المحكمة الشرعية بما يتعلق بالأحوال الشخصية وتنظيم الاحتفالات الخاصة، ومراعاة الشروط الصحيحة بها، كما أن عملية مراقبة الأغذية والمشروبات والأسعار أصبحت من اختصاص وزارة الصحة ووزارة التجارة والصناعة، كما بدأت المحافظات بالإشراف على تنظيم الاحتفالات والمذابح، أما الاحتفالات الدينية مثل الموالد فأصبحت من اختصاص وزارة الشئون الاجتماعية كما أنها تشرف أيضًا على أمور العمال والملاجئ، كما أصبح الكشف عن الموازين والمكاييل من اختصاصات مصلحة الدمغة.
وقد شهد العصر العباسي تطورًا كبيرًا في نظام الحسبة فمع بداية العصر العباسي نشأ هذا النظام مع الخليفة أبو جعفر المنصور، والذي يعتبر هو من وضع اللبنة الأولى لمؤسسة ولاية الحسبة، وعمل على تطويرها وقد قسمت مؤسسة الحسبة وفقًا للمهام المُوكلة لها فظهر "المحتسب المختص بالزنادقة والمحتسب المختص بالسوق، وأصبحت مؤسسة الحسبة لها نظام رقابي صارم له مهامه واختصاصاته المحددة، ويشترط فيمن يتولى تلك الوظيفة ما يجب أن يتوافر في القاضي بل يجب أن تتوافر فيه شروط أشد في بعض الأحيان، ومع عصر الدولة العباسية تطور نظام الحسبة واتسع نشاطها ليشمل أصناف الحرف ما شكل نوعًا من التنظيم الرقابي على الأسواق، وقد أُطلق مسمى "المحتسب" على الشخص الذي يتم تعيينه على الحسبة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المحتسب الأسواق العصر العباسي الحاکم بأمر
إقرأ أيضاً:
ريهام عبد الغفور: طلبت تغيير دوري في «العميل 1001» وكان نقطة تحول في مسيرتي الفنية
انطلقت منذ قليل ندوة تكريم الفنانة ريهام عبد الغفور، ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.
وخلال الندوة، قالت ريهام عبد الغفور: “كان معروضًا عليّ دور آخر في مسلسل (العميل 1001)، لكنني طلبت من المخرجة شيرين عادل أن أؤدي دورًا مختلفًا، وبالصدفة وافقت، وكان هذا الدور بمثابة نقطة تحول حقيقية في حياتي الفنية”.
كما حرصت الفنانة سلوى محمد علي على توجيه التحية لريهام وتهنئتها بالتكريم، وقالت عنها: “ريهام عبد الغفور نشأت في بيئة فنية راقية، ووالدها الأستاذ أشرف عبد الغفور علمنا اللغة العربية. هي فنانة مؤدبة، ومن أحب أدوارها لديّ شخصية أم محمد صبحي في (فارس بلا جواد)، وكذلك مشاركاتها في (حديث الصباح والمساء) وأعمالها مع الفنان الكبير يحيى الفخراني”.
وشهد حفل افتتاح المهرجان تقديم ميدلي من أشهر أغاني أفلام السينما المصرية، أدته فرقة الأنفوشي الغنائية، وسط حضور عدد كبير من نجوم الفن، منهم: شيري عادل، سلوى محمد علي، المخرج أمير رمسيس، النجم محمود حميدة، الفنانة بشرى وزوجها خالد حميدة، المخرج يسري نصر الله، ريهام عبد الغفور، أحمد مالك، وأحمد مجدي، وغيرهم.
تستمر فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى الثاني من مايو، حيث يتضمن عروضًا لمجموعة من الأفلام القصيرة من مصر والعالم، إلى جانب ندوات وورش عمل تهدف لدعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.
يُذكر أن المهرجان، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا بمدينة الإسكندرية خلال شهر أبريل، وينظمه “جمعية دائرة الفن” برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة وعدد من الشركات والمؤسسات، منها: ريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، وشركة باشون للإنتاج الفني (نيو سينشري).
اقرأ أيضاًريهام عبد الغفور: وسائل التواصل الاجتماعي مؤذية وعانيت من سوء اختياراتي في السينما
بعد معاناتها من التنمر.. أحمد السعدني لـ ريهام عبد الغفور: أحلى واحدة | صورة
«أسطورتنا وقدوتنا».. ريهام عبد الغفور توجه رسالة لـ يسرا لهذا السبب