قال الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إن إرادة الله شاءت أن تكون انتصارات حرب أكتوبر في شهر رمضان لكي تنضم هذه المعركة إلى الانتصارات التاريخية السابقة وكأنها منتظمة في عقد فريد.

مفتي الجمهورية يرد على المشككين في حديث "خير أجناد الأرض".. فيديو مفتي الجمهورية: رمضان شهر الانتصار على النفس والأعداء

وأضاف -في كلمته التي ألقاها في احتفالية محافظة الغربية بمناسبة احتفالات ذكرى انتصارات العاشر من رمضان- أن شهر رمضان المبارك هو شهر العمل والنصر، حيث شهد العديد من المعارك التي انتصر فيها المسلمون، أولها معركة بدر الكبرى ثم فتح مكة ثم معركة القادسية وفتح الأندلس وحطين وصولًا إلى انتصارات العاشر من رمضان، حيث تُعد حرب العاشر من رمضان صورة مشرفة من الجهاد في سبيل الله، حيث تحقق النصر للمسلمين فيها حينما وظِّف مفهوم الجهاد في الدفاع عن الأوطان.

وأكد مفتي الجمهورية أن شهر رمضان هو شهر العمل والجهاد والانتصار على النفس وعلى الأعداء، مضيفًا أن شهر رمضان المبارك لا يقتصر على الصوم والعبادة فحسب، بل هو شهر يحمل في طياته روح العمل الدؤوب والجهاد المشروع في سبيل الله، وهو فرصة للتضحية والبذل والعمل الجاد من أجل تحقيق النصر والانتصارات والتوفيق في مختلف الميادين.

وشدد المفتي أن مصر كانت ولا تزال دولة السلام، وحروبها إنما هي من أجل الدفاع عن الوطن فلم تكن في يوم من الأيام معتدية، بل كل الحروب التي خاضتها مصر كانت بدافع استرداد الكرامة وصد العدوان عليها، مضيفًا أن مصر مدت يدها بالسلام لكي تستكمل مسيرة التنمية؛ فإن الحروب تدمر الدول وتستنزف ثرواتها، لذا عملت مصر على بناء الوطن وتنميته بعد معاهدة السلام.

وأكد مفتي الجمهورية أنه ينبغي أن تظل روح انتصار العاشر من رمضان حاضرة في القلوب لتحقيق المزيد من العطاء من أجل مصر، كما ينبغي أن نغرس في وجدان وعقول الشباب قيمة انتصار العاشر من رمضان في تغيير نظرة العالم إلى مصر وقوة شخصيتها.

وقال فضيلته: "علينا أن نتعلم من حرب العاشر من رمضان عدم الاستماع إلى الشائعات المغرضة التي تؤدي إلى تفتيت وحدة الشعب، فقد دمَّر الجيش المصري خط بارليف الذي روَّج العدو أنه يستحيل تدميره".

وأشار إلى أن الدفاع عن المقدسات والأوطان هو الجهاد في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم: «من قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد»، والدفاع عن الوطن يشمل هذه الأمور، مشيرًا إلى أن بلاد المسلمين أصابها الوهن عندما حرَّفت جماعات التطرف والإرهاب مفهوم الجهاد بالاعتداء على الأبرياء.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الإسلام دين يدعو إلى التخطيط والأخذ بالأسباب، فقد اتخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منهج التخطيط والأخذ بالأسباب في كل تصرفاته كحادثة الهجرة النبوية المشرفة والغزوات جميعها، كما كان للإيمان دور بارز في تحقيق الانتصار للمسلمين وإن قلَّ عددهم وعُدَّتهم، قال تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}، وقال: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية هيئات الإفتاء شهر رمضان محافظة الغربية انتصارات العاشر من رمضان رمضان العاشر من رمضان مفتی الجمهوریة فی سبیل الله الجهاد فی شهر رمضان فهو شهید

إقرأ أيضاً:

في الذكرى 61 لتأسيسها.. مفتي الجمهورية: إذاعة القرآن الكريم كانت ميلادا لرسالة ربانية خالدة

أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن الحديث عن القرآن الكريم وما يتصل به يُعَدُّ من أعظم القضايا التي تستوجب الاهتمام، خصوصًا في ظل التحديات المعاصرة، مشددًا على ضرورة المحافظة على القرآن الكريم والعناية به؛ حفظًا وتلاوةً وتدبرًا وفهمًا.

وأوضح، في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 61 لتأسيس إذاعة القرآن الكريم، أن القرآن الكريم كان له الدور الأكبر في تحقيق التوازن والاعتدال في حياة البشرية، حيث جاء ليهدي الإنسان إلى الطريق القويم، بعيدًا عن الإفراط والتفريط، قائلًا: لقد كان الناس قبل نزول القرآن مشتتين بين مادية بحتة أَلْهَتْهم عن القيم الروحية، وبين زهدٍ مطلقٍ أبعدهم عن عمارة الأرض. 

فجاء الإسلام ليحدد الغاية من الحياة، ويدعو إلى الاعتدال والتوازن بين متطلبات الروح والجسد، حتى تتحقق للإنسان سعادته في الدنيا والآخرة، وهو ما أكده القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77].

وأضاف مفتي الجمهورية أن القرآن الكريم ليس كتابًا دينيًّا فحسب، بل هو منهاج حياة شامل، يعالج القضايا النفسية والاجتماعية، ويضع للبشرية خارطة طريق واضحة للهداية والاستقامة، مستدلًا بقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]، وقوله سبحانه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82].

وأشار إلى أهمية الجهود المبذولة للحفاظ على القرآن الكريم ونشر تعاليمه، مُثمِّنًا إعلان وزارة الأوقاف عن مسابقة عالمية دولية لحفظة القرآن الكريم، باعتبارها خطوة مهمة تعزز من ارتباط الأجيال الجديدة بالقرآن الكريم، خاصة في ظل ما تواجهه البشرية من فتن وشبهات وشهوات.

وقال مفتي الجمهورية: "إن إذاعة القرآن الكريم لم تكن منذ انطلاقها قبل 61 عامًا مجرد موجةٍ في فضاء الأثير، بل كانت ميلادًا لرسالةٍ ربانيةٍ خالدة، وامتدادًا لصوت السماء في دنيا البشر، وسورًا منيعًا يحمي كلام الله من التحريف، وسيفًا مشرعًا في وجه من يحاول المساس بقدسية الوحي المبين".

وأضاف أن هذه الإذاعة المباركة كانت -وما زالت- حصنًا لا يُخترق، ومنبرًا لا يُدنَّس، ونورًا لا يخبو، إذ شهدت عبر تاريخها تلاوات أعذب الأصوات من كبار القراء الذين نقشوا بأدائهم الفريد تاريخًا خالدًا، وأصبح صوتهم علامة مميزة في ذاكرة المسلمين. 

كما كانت منبرًا لعلماء الأزهر الشريف، الذين نشروا الفقه والتفسير، ودافعوا عن كتاب الله بالحجة والبرهان، مقارعين الشبهات ومفندين المزاعم، لتظل الإذاعة بوح العلم، ونبض العقيدة، وحارس المعتقد الصحيح.

وأشار المفتي إلى أن إذاعة القرآن الكريم تجاوزت الحدود، وأصبحت قوةً ناعمةً لمصر، وصوتًا عابرًا للزمان والمكان، حيث استلهمت منها العواصم الإسلامية نهجها، واحتذت بمسيرتها إذاعات العالم الإسلامي؛ مما جعل لها صدًى في كل قطر، وترديدًا في كل بيت، وأثرًا لا يُمحى في كل قلب.

ولفت الانتباه إلى أن إذاعة القرآن الكريم لم تركن إلى الماضي، بل واصلت عطاءها مستلهمةً من الأصالة قيمها، ومن الحاضر تطوره، فتكيَّفت مع العصر وانطلقت في الفضاء الرقمي، لتظل حاضرةً على كل هاتف ومنصة، تواكب التطورات دون أن تفقد جوهرها، وترتل مع الفجر، وتؤنس السهر، وتضيء الدروب لكل من أرهقته عتمة الحياة.

كما أكد المفتي أنَّ إذاعة القرآن الكريم لم تكن مجرد وسيلةٍ إعلاميةٍ تقليدية، بل أصبحت مع مرور العقود منارةً تُشع بنور الهداية، ومنبرًا لنشر تعاليم الإسلام السمحة، حيث ساهمت في ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية، وتعزيز الوعي الإسلامي الوسطي المعتدل، لتظل حصنًا منيعًا ضد الأفكار المتطرفة والمغلوطة، وحاملًا أمينًا لرسالة الإسلام القائمة على التسامح والسلام.

وأضاف أن هذه الإذاعة العريقة لم تقتصر على تلاوة القرآن الكريم فحسب، بل قدمت للعالم الإسلامي كنوزًا من العلوم الشرعية والتفسير والحديث والسيرة، من خلال برامجها المتميزة التي شارك فيها كبار العلماء والمفكرين، ما جعلها مدرسةً تربويةً مفتوحةً أمام كل مسلم، يتلقى منها العلم الصحيح والمنهج القويم.

وأشار إلى أن تطور إذاعة القرآن الكريم لم يتوقف عند حدود البث التقليدي، بل تفاعلت مع تطورات العصر، فدخلت الفضاء الرقمي، وأصبحت متاحةً عبر التطبيقات والمنصات الإلكترونية، لتصل إلى كل مسلم في أي مكانٍ وزمانٍ، حاملةً رسالةً خالدةً لا تتأثر بتغير الوسائل، بل تزداد قوةً وانتشارًا.

وفي ختام كلمته، أعرب المفتي عن تقديره لجهود القائمين على إذاعة القرآن الكريم، الذين يحملون على عاتقهم رسالةً عظيمةً، مؤكدًا أن استمرار هذا الصرح الإعلامي المتميز في أداء رسالته النبيلة يُعد شاهدًا على عظمة مصر وريادتها في نشر علوم الدين الصحيح، قائلًا: "ستظل إذاعة القرآن الكريم شعاعًا مضيئًا في سماء الإعلام الإسلامي، تحفظ القرآن، وتنشر تعاليمه، وتؤدي رسالتها بكل أمانةٍ وإخلاصٍ، شاهدةً على أن الله يحفظ دينه، ويجعل لكتابه رجالًا يحملونه بحق، ويؤدون رسالته كما أراد".

كما وجه مفتي الجمهورية التنهئة إلى إذاعة القرآن الكريم بعيد ميلادها الحادي والستين وأكد أنها انطلقت من قلب القاهرة لا لتكون مجرد موجة تتناقلها الرياح في فضاء الأثير بل لتكون ميلادًا لرسالة ربانية وامتدادًا لصوت السماء في دنيا البشر.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يطمئن على الحالة الصحية للإمام الأكبر شيخ الأزهر
  • في الذكرى 61 لتأسيسها.. مفتي الجمهورية: إذاعة القرآن الكريم كانت ميلادا لرسالة ربانية خالدة
  • مفتي الجمهورية: الإسلام دين الرحمة الشاملة.. ويجب ترك التنافس على الأمور الدنيوية
  • مفتي الجمهورية يصل ماسبيرو قبيل احتفالية إذاعة القرآن الكريم
  • مفتي الجمهورية: الدعاء بالرحمة للأحياء والأموات مشروع في الإسلام
  • مفتي الجمهورية: الخلافة وسيلة لتحقيق مقاصد الحكم
  • مفتي الجمهورية يكشف حكم قراءة القرآن جماعيًا.. فيديو
  • مفتي الجمهورية: احترام الوقت من دلائل الإيمان .. فيديو
  • مفتي الجمهورية: قراءة القرآن الكريم جماعيا جائزة شرعا وليست بدعة
  • مفتي الجمهورية: اليأس ليس من صفات المؤمن.. والتشاؤم لا أصل له في الإسلام