إتفاقية وخطط ومشروع.. العمل تكشف جهودها في ملف الهجرة غير الشرعية
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
كتب- محمد أبو بكر:
أصدرت وزارة العمل، اليوم الأربعاء، تقريرها الجديد حول جهودها في تنفيذ خطة الدولة المصرية؛ لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الصدد.
وفقًا لبيان العمل، اليوم الأربعاء، فإن التوجيهات الجديدة تركز على تصدير الكوادر والعمالة المصرية المدربة إلى الخارج، وهو الجانب الذي يشكل جزءًا أساسيًا من برامج الوزارة، ومنها، إطلاق مشروع "مهني 2030" بالتعاون مع القطاع الخاص، بهدف تدريب مليون متدرب على المهن المطلوبة في السوق المحلي والدولي.
وتهدف هذه المبادرة أيضًا إلى القضاء على القياسات غير الدقيقة لمستوى المهارة، واعتماد شهادات التدريب من المؤسسات الدولية المعتمدة وفقًا للمعايير المعتمدة في التدريب.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل التوجيهات افتتاح "وحدة ما قبل المغادرة" لتوعية المصريين الراغبين في العمل بالخارج بحقوقهم وواجباتهم، وإنشاء قاعدة بيانات لأعداد الشباب الراغبين في السفر للعمل بالخارج لتلبية طلبات العمل في مجالات محددة.
وقد وقعت الوزارة، اتفاقيات تعاون مع مؤسسات وبلدان عربية وأجنبية، بما في ذلك بروتوكولات مع معهد الساليزيان الإيطالي بالقاهرة والإسكندرية؛ لتقديم منح تدريب مجانية للشباب بشهادات دولية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية الفحص المهني مع المملكة العربية السعودية بهدف إرسال عمالة ماهرة تلبي احتياجات سوق العمل السعودي.
دور وزارة العمل في مواجهة الهجرة غير الشرعية
ويرصد "مصراوي"، دور وزارة العمل في مواجهة الهجرة غير الشرعية، كما يلي:
-مهني 2030
أعلن حسن شحاتة، وزير العمل، في يوم 15 يناير 2024، عن إطلاق مشروع "مهني 2030"، برعاية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، خلال المؤتمر الأول للتدريب المهني المنعقد في فندق الماسة كابيتال بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من الوزراء ونواب البرلمان وممثلي أصحاب الأعمال والعمال، ومنظمات عمل عربية ودولية.
تتمثل أهداف المشروع في:
1. تفعيل أحكام قانون العمل المتعلقة بإصدار تراخيص لمراكز التدريب التابعة للقطاع الخاص، واعتماد برامجها التدريبية والمدربين والشهادات التدريبية وفقًا لأحكام المواد 135، 136، 137 من قانون العمل رقم 12 لسنة 2003.
2. الارتقاء بالمستوى المهاري للشباب لتلبية الاحتياجات العالمية والمحلية لسوق العمل.
3. القضاء على القياسات غير الدقيقة لمستوى المهارة واعتماد شهادات التدريب من المؤسسات الدولية المعتمدة.
4. تنفيذ برامج تدريبية طويلة المدى وفقًا لنظام ساعات التدريب المعتمدة، والتي تختلف باختلاف مستوى المتدرب والبرامج التدريبية.
5. توفيق أوضاع المراكز الخاصة التي تعمل في مجال التدريب تحت مسمى غير حقيقي مثل "معهد – أكاديمية – مركز تدريب".
6. تدريب مليون متدرب واستهداف العمل ما يصل إلى 670 مركز تدريب مهني خاص.
7. اعتماد المدربين في جميع المهن المطلوبة في سوق العمل وإعداد الحقائب التدريبية المناسبة.
اقرأ أيضًا:
"متحدث العمل": مشروع مهني 2030 يؤهل الشباب للسوق داخليًا وخارجيًا
وزير العمل: إجراءات مشروع "مهني 2030" تتم على قدم وساق لتدريب مليون شخص
وزير العمل: 739 مركز تدريب مهني خاص سجلوا بياناتهم في "مهني 2030"
- وحدة ما قبل المُغادرة
افتتح وزير العمل، في يوم الأحد، 16 يوليو 2023، "وحدة توجيه ما قبل المغادرة" التابعة لمبنى الوزارة القديم في شارع يوسف عباس بمدينة نصر بالقاهرة، بحضور السفير كريستيان بيرجير، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، وكارلوس أوليفر كروز، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة، وممثلين عن منظمة العمل الدولية، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالقاهرة.
تأتي هذه الوحدة؛ لتنفيذ العديد من أهداف الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والنظامية والمنظمة، من بينها توفير معلومات دقيقة في جميع مراحل الهجرة ومعالجة نقاط الضعف فيها، وتسهيل التوظيف العادل والأخلاقي، وحماية حقوق العمال وتعزيز الظروف التي تضمن العمل اللائق.
ووضعت المنظمة الدولية للهجرة، دليلًا في يناير 2022 لبلدان شمال إفريقيا لتصميم وتنفيذ برامج التوجيه قبل المغادرة، وتشجيع الحكومات والجهات المعنية على الاستفادة منها لدعم العمال المهاجرين في بلدان المنشأ وبلدان الوصول.
تتضمن استراتيجية المنظمة الدولية للهجرة تجاه التوجيه قبل المغادرة، الاستفادة من المعلومات عبر 11 مجالًا من مجالات العمل، بدءًا من قرار العمال المهاجرين بالسفر، وصولاً إلى عمليات التوظيف ومتطلبات المهارات والحقوق والالتزامات والصحة والوعي المالي وترتيبات السفر للعودة وإعادة الإدماج.
وتنفذ وزارة العمل هذه المبادرة بمتابعة مباشرة من وزير العمل حسن شحاتة، حيث بدأت الوحدة بالفعل في العمل.
- فرص عمل بالخارج
في بداية شهر مارس الجاري، دعت وزارة العمل الشباب المصري الذين يرغبون في السفر للعمل بالخارج إلى زيارة الموقع الرسمي للوزارة وتسجيل البيانات المطلوبة. وأعلنت الوزارة عن فتح باب التسجيل للعمل الموسمي بالخارج في مهنة العمل الزراعي، وذلك في إطار تنفيذ توجيهات وزير العمل بتوفير فرص العمل للشباب المصري داخل البلاد وفي الخارج، وتعزيز دور الوزارة في وضع سياسات التشغيل لفرص العمل الدائمة والموسمية للعمالة المصرية المؤهلة بشكل قانوني.
اقرأ أيضًا:
"العمل" تعلن عن وظائف بالخارج - الرابط وخطوات التقديم
"العمل" تبدأ خطة تدشين قاعدة بيانات راغبي العمل بالخارج – فيديو
-معهد الساليزيان:
أعلنت وزارة العمل يوم 3 مارس الحالي عن توقيع بروتوكول تعاون مع معهد الساليزيان الإيطالي دون بوسكو في الإسكندرية؛ لتعزيز التدريب المهني وتأهيل الشباب لسوق العمل المحلي والدولي.
ووقعت "العمل"، بروتوكول مشابه مع فرع المعهد في القاهرة في سبتمبر 2023، حيث نجحت في تدريب حوالي 1000 متدرب حتى الآن بشهادات ومعايير دولية.
اقرأ أيضًا:
قريبًا.. "العمل" بروتوكول تعاون مع معهد الساليزيان لتعزيز السياحة وتنفيذ برامج تدريب مهني
-الفحص المهني:
في 29 يناير 2024، أعلن وزير العمل، عن بدء تنفيذ برنامج الفحص المهني بين مصر والسعودية بشكل تجريبي داخل مركز التدريب المهني في بولاق الدكرور.
ودعا "شحاتة"، الشباب الراغبين في الحصول على شهادة فحص واختبار مهني في مجالات مثل السباكة، والكهرباء، وميكانيكا السيارات، والنجارة، واللحام إلى التقدم عبر المنصة "PACC" للحصول على شهادة مجانية تعزز فرصهم في العمل بالمملكة العربية السعودية.
وأوضح الوزير، أن شهادات الفحص المهني تأتي ضمن بروتوكولات التعاون بين وزارة العمل المصرية ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية؛ لتصدير عمالة مصرية مدربة ومهارة لتلبية احتياجات سوق العمل السعودي. وأضاف أن مدة صلاحية شهادة الفحص المهني تبلغ 5 سنوات.
وكان قد تم توقيع مذكرة تفاهم واتفاقية الفحص المهني بين حسن شحاتة وزير العمل المصري ونظيره السعودي أحمد الراجحي في أكتوبر 2023، بهدف ضمان ملكية العامل المصري للمؤهلات والمهارات المطلوبة للعمل في السعودية.
يتم تنفيذ برنامج الفحص المهني من خلال مراكز اختبار متخصصة داخل مصر، ويتيح للراغبين في العمل الحصول على شهادة تؤهلهم للعمل في الخارج. يؤكد وزير العمل حسن شحاتة على أهمية العلاقات المصرية-السعودية والتعاون في مجالات العمل، ويشيد بالجهود التي تبذلها السعودية في توفير فرص العمل والاستقرار في سوق العمل السعودي.
- دور الدولة:
في 9 يناير 2024، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا لمتابعة ملف تصدير الكوادر والعمالة المصرية الفنية المدربة للخارج، بحضور الوزراء المعنيين، بما في ذلك وزير العمل.
وأكد "مدبولي"، أهمية هذا الملف واهتمام الحكومة به، نظرًا لحجم الطلبات الواردة من عدة دول، خاصة الأوروبية، مما يتطلب توسيع إعداد الكوادر والعمالة المدربة لتلبية هذه الطلبات.
وشدد رئيس مجلس الوزراء، على أهمية التعاون والتنسيق الكامل بين مختلف الوزارات والجهات المعنية في إطار إعداد عمالة فنية مدربة، وأهمية وجود إطار عام مؤسسي يحكم هذا الملف، مشيرًا إلى ضرورة تأهيل الكوادر المطلوبة وتنظيم المزيد من البرامج التعليمية والتدريبية المتخصصة لصقل مهاراتهم، بالإضافة إلى إصدار التراخيص اللازمة لعملهم بالخارج.
تضع الحكومة هذا الملف على أجندة الأولويات،والإشارة إلى ضرورة أن تتضمن هذه الخطة تحديداً لمختلف الأدوار والمسئوليات المنوطة بالوزارات المعنية بهذا الأمر.
وتضع الحكومة، هذا الملف على أجندة الأولويات، مشيرًا إلى ضرورة أن تتضمن هذه الخطة تحديدًا لمختلف الأدوار والمسئوليات المنوطة بالوزارات المعنية بهذا الأمر.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: استوديو الأهرام رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 رأس الحكمة سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان وزارة العمل الهجرة غير الشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسي الهجرة غیر الشرعیة معهد السالیزیان الفحص المهنی قبل المغادرة وزارة العمل وزیر العمل سوق العمل حسن شحاتة هذا الملف فی العمل مهنی 2030
إقرأ أيضاً:
الصرخة … هتاف الحرية ومشروع الانتصار
يمانيون../
لم يكن مشروع الصرخة ترفا فكريا، ولا وعملا عبثيا، بل كان ضرورة فرضها الواقع المنحط للأمة، وأكدتها قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومبادئ الإنسانية السمحة، فالحرية مقدسة حتى لدى الحيوانات، والعيش بكرامة وعزة حق مشروع كفلته كل القوانين والدساتير البشرية، وحماية النفس والدفاع عنها من بطش الظالمين، وعبث المستهترين، فطرة ربانية أودعها الله في جميع خلقه، وهيأ لها من الأسباب والوسائل ما يحقق لها ذلك، فالحياة التي تحيط بها سياجات الكبت، والقهر، والإذلال، وتصادر فيها الحريات والحقوق، ويغيب من واقعها العدل والمساواة، وتنتزع منها كل سمات الخير والفضيلة، وتترعرع في ساحتها العنصرية والرذيلة، ويبقى فيها العلو والشأن للتسلط والقمع والاستكبار، حياة يرفضها الجميع، ولا يستسيغها إلا أراذل الناس، ممن خرج على دينه، ومبادئه وقيمه وهويته.
وفي ظل مرحلة غُمِرت فيها الأمة في وحل الفساد والرذائل، وآثار التقصير والقصور والخنوع والارتداد الديني، والتخلي عن الهوية فرأت الصمت دينا، والصبر على القهر والذلة قربة، وأيقنت أن الاستسلام لجلادها هو سبيل النجاة المتبقي أمامها، نهض الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ـ رضوان الله عليه ـ بما وهبه الله من مؤهلات القيادة، نهض من أوساط ذلك الخواء ليتحمل المسؤولية في توعية الأمة، وتبصيرها سبل الخلاص مما أوصلها إليه الأعداء، من شتات وذل، وضعف وعداوة بينية، وتخل عن هويتها وحقوقها وتنكر لدينها ومبادئها وقيمها.
نهض الشهيد القائد لا أشرا ولا بطرا وإنما ناصحا ومرشد وهاديا بكتاب الله وداعيا إليه حاثا أمته وقومه على الاعتصام بحبل الله والرجوع إلى كتاب الله، والاعتماد على الله، والتحرك لمواجهة الأخطار التي تهددهم، والتخلص من آثار التقصير الذي لحقهم وحينما نستعرض واقع الأمة ومدى ما وصلت إليه من ذل وقهر وخسائر على كل المستويات سنرى بأن ذلك الواقع لا يمكن لأي إنسان مؤمن واع وفاهم أن يسكت عليه مهما كان حاله ومستواه، ومهما اعترضته من مشاكل وصعوبات.
فعلى المستوى السياسي
عمل أعداء الأمة من الأمريكيين والإسرائيليين وغيرهم على هندسة هذا الواقع بكل ما يضمن لهم السيطرة التامة علينا، والانتقام منا كأمة مسلمة، والإذلال لنا وبما حقق لهم إضعافنا والوصول بنا إلى حافة الانهيار من خلال صناعة واقع سياسي مأزوم مليئ بالمشاكل، غارق في النزاعات، والخلافات والأزمات والصراعات، لا نستطيع أن نبني أنفسنا وواقعنا، ولا أن نحل مشاكلنا وأزماتنا.
كما عمد إلى المستوى الإعلامي فحول نشاط كثير من الإعلاميين في داخل الأمة لخدمة مصالحه فدجنوا له الأمة وأضلوها وبرروا مواقفه وسياساته ومساراته العملية في استغلالها والسيطرة عليها وغطوا على الحقائق وزيفوا الوقائع، وصنعوا رؤية مغلوطة في أوساط الأمة ونظرة خاطئة وغبية تجاه كل تحركات هذا العدو، وهذا الخداع وهذا التضليل أثر على مواقف الأمة، وساعد على تكبيلها والانحراف بها عن مساراتها الصحيحة في مواقفها ومشاريعها العملية.
أما الجانب الثقافي
فهو الجانب الأكثر استهدافا فقد سعى العدو في كثير من البلدان العربية إلى السيطرة على المدارس والمناهج المدرسية والجامعية، والتأثير السلبي على كثير من المدرسين في آرائهم وأفكارهم وما يقدمونه لتلاميذهم وطلابهم، بما يرسخ فيهم الولاء بإخلاص للأمريكي والإسرائيلي، ويبعدهم عن كل ما من شأنه أن يصنع وعياً ونوراً لهذه الأمة وفهماً صحيحاً لها تجاه واقعها وتجاه أعدائها، كذلك سيطر على الخطاب الديني فأوجد علماء سوء وضلال عملوا لصالحه، فدجنوا له الأمة، وبرروا سياساته ومواقفه ضدها وافتوا بجواز قتل أبنائها واستباحة أعراضهم وهونوا خطورة هذا العدو عليها بل صوروه بأنه نعمة منَّ الله به على هذه الأمة لتدمير شعوبها وقتل أبنائها كما جاء على ألسنة الكثير من علماء التكفير الذين يسطرون كل فترة الفتوى التي تناسب السلطات العميلة لأمريكا.
أما على المستوى الاقتصادي
فقد سيطر أعداء الأمة على كل ثرواتها وإمكاناتها، وحولونا في واقعنا الاقتصادي إلى مجرد سوق استهلاكية لمنتجاتهم حتى أصبحنا أمة عطلت في داخلها الإنتاج والاستغلال والاستفادة من خيراتها وثرواتها، أمة تعيش حالة دائمة من الأزمات والمشاكل والمحن الاقتصادية، التي تجعل منا أمة فقيرة ومعانية وبائسة وشقية، تفرض عليها سياسات اقتصادية تعتمد على الرباء وعلى الاستيراد بشكل تام، وعلى سياسات إدارية خاطئة نتج عنها بطالة وضياعا وبؤسا وعناء بشكل واسع وكبير مما ساهم في نشوء مشاكل اجتماعية واقتصادية، وبيع للضمير والأخلاق والولاءات والمواقف، وارتهان وخنوع لصالح الأعداء.
كما جندوا الكثير من أبناء هذه الأمة كمقاتلين واستخدموهم كدروع بشرية في معاركهم سواء داخل هذه الأمة كما فعل ويفعل اليوم في كثير من الأقطار العربية، أو خارجها كما فعلوا في حربهم ضد الروس في أفغانستان، فخاض العدو معركته مع الاتحاد السوفيتي آنذاك بمقاتلين ومجندين من أبناء الأمة، من كل بلدانها وشعوبها، وبأموال مدفوعة من ثروة هذه الأمة، دفعتها آنذاك أنظمة عربية على رأسها النظام السعودي.
وهكذا في كل المجالات و الاتجاهات سعيا للسيطرة الشاملة علينا، فقد أراد العدو أن نكون نحن وكل ما بأيدينا، تحت سيطرته، وأن يكون هو المتحكم في كل شؤون حياتنا، نوالي من يوالي ونعادي من يعادي ومؤدى هذه الحالة إن رضينا بها كارثي علينا وخسارة بكل ما تعنيه الكلمة، خسارة في الدنيا و الآخرة، لأنك عندما تضحي بكل شيء لصالح عدوك، فمؤدى ذلك الذلة والاستسلام والعمالة والإفلاس دينيا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا وعلى كل المستويات.
أمريكا عدوة البشرية
عندما أطلق الشهيد القائد (رضوان الله عليه) شعار البراءة من اليهود والنصارى في 2002م، خص بالقول أمريكا و”إسرائيل” (الموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل) لأنهم يمثلان رأس الشر ومصدر الفساد، ولأنه كان يعلم جيدا من هي أمريكا صانعة الإرهاب، وراعية الفساد، وصاحبة أكبر رصيد إجرامي بحق البشرية في تاريخ العالم، فهي الدولة التي نشأت على أشلاء الأبرياء، وكبرت وتمددت على أجساد الملايين من بني البشر في مختلف أقطار العالم، إذ لا يكاد يوجد شعب أو أمة في هذا العصر، إلا وأكتوى بالنار الأمريكية، وعانى من الصلف، والمكر، والكيد الأمريكي، فهي بحق عدوة الشعوب، ومصاص الدم البشري،
فأمريكا صاحبة أبشع وأفظع المجازر بحق البشرية، سواء في العراق، أو اليابان، أو فيتنام وأفغانستان، أو اليمن وليبيا، أو كوريا ويوغسلافيا، أو لبنان وفلسطين، أو أينما وليت وجهك فستجد الظلم والبغي الأمريكي، فمن سلم من نار السلاح الأمريكي لم يسلم من نار المكر، والخديعة، والتهديد، والمكائد الأمريكية، وسيبقى ظلمها واستبدادها بهذه الشعوب نقطة سوداء في تاريخها الدموي، ما بقيت تلك الشعوب تعاني من آثار أسلحة الدمار الشامل الأمريكية، كما في اليابان والعراقي الذى عانى ولازال يعاني من ويلات الغزو الأمريكي وتبعاته سواء من حيث فقدان الملايين من أبنائه أو من حيث الدمار الشامل الذي لحقه أومن حيث تفكك نسيجه الاجتماعي وتقسيمه وإيجاد بيئة خصبة لنشوء المشاكل وبروز الكثير من العوائق ومنها العوائق الاقتصادية الناجمة عن نهب ثرواته ومقدراته المالية.
وكما كانت أمريكا وراء الكثير من الحروب والنكبات في كثير من شعوب العالم، بفعل تهورها باستخدامها لأسلحة الدمار الشامل كالسلاح النووي، والكيمائي، فهي بلا شك وراء مآسي العالم من الأوبئة والأمراض الفتاكة، بفعل استخدامها وتطويرها المستمر لهذا السلاح البيولوجي الخطير جدا، واقدامها على نشر كثير من الفيروسات والجراثيم القاتلة ، كوباء الجدري، والطاعون، والجمرة الخبيثة، التي اجتاحت العالم وحصدت أرواح الملايين من البشر، خلال وبعد الحربين العالميتين، والتي كادت تقضي على بعض الأقليات كالهنود الحمر، الذين وزعت لهم فرشا موبوءة بالجدري، كما أنها بلا شك وراء ما عانى منه العالم من تفشي وباء كورونا الذي حصد أواح الآلاف في مختلف دول العالم.
وأمريكا هي صاحبة أكبر المعتقلات والسجون في العالم، وهي أكبر منتهك لحقوق الإنسان، وأكبر مبيد للأقليات العرقية، وهي قاتلة والأسرى، وصاحبة أفظع المعاملات بحقهم، وجوانتانامو وسجن أبو غريب خير شاهد على ذلك.
وأمريكا أكبر مستهين بالأديان ، والمعتقدات البشرية، وأكبر مستهتر ومستهدف للرموز والمقدسات البشرية، فهي وراء حرق القرآن الكريم، وتدنيس المقدسات الإسلامية، والإساءات المتكررة إلى رموز الإسلام وعلى رأسهم نبي الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
وأمريكا أكثر دولة تملك رصيدا هائلا من جرائم الحرب بحق الأبرياء والعزل فهي من تقصف شعوبا بأكملها، دونما مراعاة لأبسط حقوق الإنسان، ومن دون تقيد بأي قرار أو معاهدة تجرم أو تحد من قصف الأبرياء، أو الالتزام بأي من أخلاق الحروب وأدبياتها، فهي بحق قاتلة الأطفال، والنساء، والعجزة والمسنين، والمعاقين والمكفوفين، وهي سفاكة دماء الأبرياء في الأسواق والمحافل، والأعراس والمناسبات، ومجالس العزاء، والمساجد، والمدارس، والجامعات، وهذا ما لمسناه وعايناه، وعانيناه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وكذلك العدوان الأمريكي على اليمن.
أمريكا هي أكبر محاصر للشعوب، وصاحبة أطول عقوبات في التاريخ البشري، حيث أمتد حصارها للشعب الإيراني منذ السبعينيات وإلى اليوم، كما أنها راعية ومهندسة الحصار المستمر على شعبينا العزيزين الفلسطيني واليمني، ولازال الكثير من شعوب العالم يعاني من الحصار الأمريكي، حتى صار الحصار في قاموسها السياسي قانونا تتهدد به من تشاء وتفرضه على من تشاء، متى شاءت وكيفما شاءت.
وأمريكا أكبر داعم وممول للإرهاب سواء الإرهاب الدولي المتمثل في العدو الإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية كالنظامين السعودي والإماراتي أو الإرهاب التنظيمي كالقاعدة وداعش والنصرة…إلخ.
وأمريكا هي أكبر من ينتهك حقوق الإنسان، ويصادر الحريات، ويكمم الأفواه، وينتهك حقوق الأقليات والقوميات كفعلها مع مواطنيها من الهنود الحمر وكذلك بعض الأقليات في العراق الذين كادت أن تصل بهم إلى حد الانقراض وهي أكبر من يهدد الأمن والسلم الدوليين، من خلال ما تقوم به من تدريبات عسكرية سرية لمليشيات وعناصر تخريبية ولبعض الجيوش النظامية، في كثير من بلدان العالم وخاصة مع حلفائها من دول العالم الثالث كما تفعله في كثير من بلدان أفريقيا، بهدف مساعدة تلك الدول على قمع الحريات، وتشجيعها على انتهاك حقوق الإنسان، وكذلك من خلال تسترها وحمايتها لتلك الدول التي تنتهك حقوق مواطنيها ما بالك بغيرهم فتحميها من الملاحقة القانونية في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن كما هو ديدنها مع ربيبتها “إسرائيل” وحلفائها في الخليج العربي.
وأمريكا أكبر من تتاجر بمعاناة البشر فتغسل أدمغتهم، وتستغل ظروفهم المعيشية التي أوصلتهم إليها، من خلال جشعها، وطمعها، واستيلائها على ثرواتهم ومقدراتهم الاقتصادية، فتشتري ولاءاتهم، وضمائرهم وذممهم، وتجندهم ضد شعوبهم، وأممهم لكي تثير بهم الفوضى وتزعزع بهم أمن واستقرار تلك الشعوب، في الوقت الذي تريد وكما تريد، كفعلها في الوطن العربي من خلال تنظيماتها الإرهابية التكفيرية الداعشية أو ما تفعله في القارة السمراء من خلال عدد من التنظيمات التي أنشأتها ودربتها.
وأمريكا أكبر مهندس للأزمات الاقتصادية والأمنية داخل دول العالم وأكبر مثير للشغب وأكبر داعم للانقلابات وهي من تلتف على ثورات الشعوب المستضعفين المشروعة كثورة الشعب البحريني والشعب المصري أو تحاول كسبها لصالحها كثورة الشعب الليبي أو القضاء عليها كثورة الشعب اليمن في 21 من سبتمبر.
الصرخة مشروع من أجل الأمة
لم يكن المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد عملاً استفزازياً موجهاً ضد أي أحد من داخل الأمة، ولم يكن المقصود به استهداف أي جهة، ولم يكن من منطلق طائفي ولا مناطقي أبداً، ولذلك كان ينبغي أن تكون النظرة إليه والموقف منه من الجميع نظرةً إيجابية وموقفاً سليماً، فالمشروع هو للأمة، من أجل الأمة، للدفاع عن الأمة، لبناء الأمة في مواجهة أعدائها، وهو ضد أعدائها الحقيقيين الواضحين الذين ألحقوا بها الذل والهوان واستباحوا فيها كل شيء، الدم والمال والعرض والأرض والشرف، وداسوا على الكرامة، ولم يتحاشوا من فعل أي شيء بالأمة مهما كان بالغ الأذى، ومهما كان بالغ السوء، ومهما كان في منتهى الشر ومنتهى القسوة ومنتهى الطغيان.
تحرك السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بالمشروع القرآني النهضوي الحُرّ، متحسساً آلام الأمة حاملاً همها وتطلعاتها وآمالها، هادفاً من خلال هذا المشروع العظيم إلى بناء أمة قوية في كل المجالات ومحصنة من كل الأخطار:
أولاً : على مستوى المنعة الداخلية للأمة وللفرد وحمايتها من السقوط في مستنقع العمالة والارتهان ، وبناء واقعٍ محصَّن من الاختراق، وعصيٍّ على الهيمنة في مقابل من يحاولون تهيئة المجال وإيجاد بيئة خصبة وقابلة للعمالة والخيانة والهيمنة والسيطرة لمصلحة الأعداء .
ثانياً : الوعي بمؤامرات الأعداء ومكائدهم ، لأنه ضمن هذا المشروع هناك مساحة واسعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية لكشف مؤامرات الأعداء ومكائدهم والتي من خلالها تُضرب الأمة، وتُمثل ثغرةً كبيرةً يعتمدون عليها في استهداف الأمة.
ثالثاً: الحفاظ على القيم وتنميتها، لأن هذا المشروع هو مشروع يستند إلى قيم ويعتمد عليها أساساً لكي نتحرك في مواجهة هذه التحديات والأخطار نحتاج إلى أن نرسي ونعزز إيماننا بتلك المبادئ المهمة والعظيمة وأن نعزز في أنفسنا وفي واقعنا تلك القيم المهمة، منها العزة والكرامة والشرف والحرية وما إلى ذلك، في مقابل مسار الهدم للقيم الملازم لمسار العمالة.
رابعاً: بناء الأمة في مواجهة التحديات:
أولاً على مستوى الوعي ومن ثم في كل مسارات حياتها، على المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الثقافي، على مستوى أن يكون لها هدف حضاري، ولا تبقى أمة بدون هدف ولا مشروع، يقنعها الآخرون بأن تبقى أمةً ذليلةً مستسلمة هينةً تقبل بوصاية الآخرين.
خامساً: الحفاظ على استقلال الأمة وكرامتها والحفاظ على مقدراتها، ومواجهة أعدائها، ومواجهة الأخطار الكبرى عليها.
ولذلك لم يكن هذا المشروع عملاً استفزازياً موجهاً ضد أي أحدٍ من داخل الأمة، هو للأمة، من أجل الأمة، للدفاع عن الأمة، لبناء الأمة في مواجهة أعدائها، وهو ضد أعدائها الحقيقيين الواضحين الذين ألحقوا بها الذل والهوان واستباحوا فيها كل شيء، الدم والمال والعرض والأرض والشرف، وداسوا على الكرامة، ولم يتحاشوا من فعل أي شيء بالأمة مهما كان بالغ الأذى ومهما كان بالغ السوء، ومهما كان في منتهى الشر ومنتهى القسوة ومنتهى الطغيان.