تقارير: الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة في السودان
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
بينما تستعد الحرب التي تفجرت في السودان يوم 15 أبريل الماضي، لإنهاء سنتها الأولى قريباً، تستمر المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي.
ونشرت تقارير اعلامية دولية منها ال cnn والتي اشارت الي إحتدام المعارك حول سلاح المهندسين الاستراتيجي في مدينة الخرطوم بحري، وهو أحد أربع مواقع عسكرية لا تزال تحت سيطرة الجيش، حيث نشرت قوات الدعم مقاطع فيديو تقول فيها إنها تتقدم نحو السيطرة الكاملة على سلاح الإشارة، الذي يعتبر من مواقع الإمداد المعلوماتي والعسكري المهم للجيش السوداني ويقع جنوبي الخرطوم بحري.
وأشارت cnn الي تزايد الحديث في وسائل الإعلام عن دور الوحدات الخاصة من القوات الأوكرانية في السودان بدعمها لقوات الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع وتأكيدات رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، في وقت سابق، والذي قال فيه أن "أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان "، وأن "الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على العدو الروسي في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض".
وكشفت تقارير اعلامية أن مصادر مقربة من دائرة الحكم في كييف أشارت الى أن وجود قوات خاصة أوكرانية في السودان جاء بطلب مباشر من الإدارة الأمريكية التي تقوم بدعم الأوكران في حربهم الدائرة مع الروس شرقي البلاد وعزوا ذلك الى الحرج الكبير للقيادة الأوكرانية التي لا تزال محتاجة بشدة للدعم العسكري الأمريكي والغربي الذي يقدم لها، مما يدفعها للخضوع الى طلبات كهذه من واشنطن، رغم النقص الشديد في الأفراد الذي يتعرض له الجيش الأوكراني.
وبحسب نفس المصادر فإن الدعم بالقوات الأوكرانية أو المرتزقة الأوكران كما يسميهم المختصون لا يقتصر على حليف واشنطن في السودان عبدالفتاح البرهان فحسب بل يتعدى حدود السودان الى الدول المجاورة كالصومال. حيث وصلت دفعة جديدة منهم إلى بعض القواعد العسكرية في العاصمة الصومالية مقديشو، الأسبوع الماضي، لمساندة الشركات الأمنية الأمريكية في البلاد في حمايتها لمصالح الولايات المتحدة، دون ذكر نوع هذه المصالح.
يُشار الى أن الروس رغم أنهم أصبحوا لاعبين نافذين في القارة السمراء، ومزاحمين بنفوذهم الولايات المتحدة والغرب في أقل من عقد من الزمن، عبر شركة فاغنر، فإنهم سحبوا عناصرها منذ بدء الأحداث الدامية في السودان من البلاد ونقلوهم الى الدول المجاورة التي تنتشر فيها، كجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، بحسب مصادر موثقة وتقارير رسمية.
وتواردت أنباء في صفحات التواصل الإجتماعي الروسية المقربة من الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر، بأن الطيارين الروس ذوي الخبرة في أفريقيا، من فاغنر، تلقوا عروضاً للمشاركة في النزاع المسلح في السودان كجزء من القوات المسلحة السودانية التابعة للبرهان إلا أنه تم نفي أي وجود للقوات الروسية بأي شكل لها على الأراضي السودانية، من قبل مسؤولين من فاغنر، كما تم تحذير الطيارين من قبول مثل هذا العرض، لأن ذلك يعني الخيانة للوطن بالعمل مع القوات الخاصة التابعة لمديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية.
وبحسب المراقبين للوضع فإن توقف الصراع الدموي في السودان مرهون بمصلحة واشنطن في البلاد. فهي الآن تدعم البرهان بالأوكران الى حين نفاذهم، وإذا رأت أن مصلحتها تقتضي دعم حميدتي فستدعمه بآخرين، الى أن تتحقق غاياتها وأهدافها البعيدة عن مصالح شعوب المنطقة والعالم.
ومن الجدير بالذكر أن هيئة "محامو الطوارئ"، وهي هيئة حقوقية ترصد الانتهاكات اليومية التي تقع بحق المدنيين، إتهمت قوات الجيش والدعم السريع بارتكاب جرائم، وقالت في تقرير لها منذ يومين، إن انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي ترتكب بسبب هجمات قوات الدعم السريع والغارات الجوية التي يقوم بها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني.
كما أنه اتسعت خلال الأشهر الماضية رقعة القتال لتمتد من الخرطوم وتشمل نحو 70 بالمئة من مناطق السودان، وسط مخاوف كبيرة من فشل الجهود الجارية حاليا لتوصيل المساعدات الغذائية لأكثر من 25 مليون شخص من مجمل سكان البلاد البالغ تعدادهم نحو 42 مليون نسمة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
قالت قوات الدعم السريع في السودان، إنها استعادت السيطرة على قاعدة عسكرية رئيسية في شمال دارفور، اليوم الأحد، بعد ساعات من إعلان الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه السيطرة عليها.
ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جوي
وبحسب"روسيا اليوم"، أضافت قوات الدعم السريع في بيان لها إنها "استعادت السيطرة على قاعدة الزُرُق التي تمثل أكبر قاعدة عسكرية لها غرب السودان.
واتهمت قوات الدعم السريع "مقاتلي الجيش والقوات المتحالفة معه بارتكاب تطهير عرقي بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق وارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة".
وقد فنّد الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش، أحمد حسين مصطفى، بيان قوات الدعم السريع بتحرير منطقة الزُرق بولاية شمال دارفور.
وقال حسين في تصريحات صحفية اليوم الأحد، إن "حديث مليشيا الدعم السريع عن استعادة منطقة الزرق غير صحيح، وقواتنا ما زالت موجودة بالمنطقة".
وأضاف: "بقايا المليشيا هربت من الزُرُق جنوبا باتجاه كُتم وكبكابية".
وتابع: "نتوقع هجوما من مليشيا الدعم السريع في أي وقت بعد ترتيب صفوفها، ونحن جاهزون لها تماما".
وكان الجيش السوداني قد أعلن أمس السبت، السيطرة على قاعدة الزُرُق الاستراتيجية بشمالي دارفور بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع.
وقال في بيان له إنه "تمكن بمساعدة الفصائل المتحالفة معه من السيطرة على القاعدة العسكرية، بعد معارك استمرت عدة ساعات"، مشيرا إلى أنهم "كبدوا من قوات الدعم السريع خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري".
وتقع قاعدة الزُرق العسكرية في منطقة صحراوية، على الحدود المشتركة ما بين السودان وتشاد وليبيا، وتم تأسيسها عام 2017، وتعتبر من أهم القواعد العسكرية لقوات الدعم السريع، حيث تستقبل الإمدادات العسكرية واللوجستية القادمة من دولتي تشاد وليبيا.
وقد انزلق السودان إلى صراع في منتصف أبريل 2023 عندما اندلع التوتر بين جيشها والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وامتد إلى دارفور وغيرها من المناطق. وأجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم.