بينما تستعد الحرب التي تفجرت في السودان يوم 15 أبريل الماضي، لإنهاء سنتها الأولى قريباً، تستمر المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي. 
ونشرت تقارير اعلامية دولية منها ال cnn والتي اشارت الي إحتدام المعارك حول سلاح المهندسين الاستراتيجي في مدينة الخرطوم بحري، وهو أحد أربع مواقع عسكرية لا تزال تحت سيطرة الجيش، حيث نشرت قوات الدعم مقاطع فيديو تقول فيها إنها تتقدم نحو السيطرة الكاملة على سلاح الإشارة، الذي يعتبر من مواقع الإمداد المعلوماتي والعسكري المهم للجيش السوداني ويقع جنوبي الخرطوم بحري.


وأشارت cnn الي تزايد الحديث في وسائل الإعلام عن دور الوحدات الخاصة من القوات الأوكرانية في السودان بدعمها لقوات الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع وتأكيدات رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، في وقت سابق، والذي قال فيه أن "أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان "، وأن "الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على العدو الروسي في كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض".
وكشفت تقارير اعلامية أن مصادر مقربة من دائرة الحكم في كييف أشارت الى أن وجود قوات خاصة أوكرانية في السودان جاء بطلب مباشر من الإدارة الأمريكية التي تقوم بدعم الأوكران في حربهم الدائرة مع الروس شرقي البلاد وعزوا ذلك الى الحرج الكبير للقيادة الأوكرانية التي لا تزال محتاجة بشدة للدعم العسكري الأمريكي والغربي الذي يقدم لها، مما يدفعها للخضوع الى طلبات كهذه من واشنطن، رغم النقص الشديد في الأفراد الذي يتعرض له الجيش الأوكراني.
وبحسب نفس المصادر فإن الدعم بالقوات الأوكرانية أو المرتزقة الأوكران كما يسميهم المختصون لا يقتصر على حليف واشنطن في السودان عبدالفتاح البرهان فحسب بل يتعدى حدود السودان الى الدول المجاورة كالصومال. حيث وصلت دفعة جديدة منهم إلى بعض القواعد العسكرية في العاصمة الصومالية مقديشو، الأسبوع الماضي، لمساندة الشركات الأمنية الأمريكية في البلاد في حمايتها لمصالح الولايات المتحدة، دون ذكر نوع هذه المصالح.
يُشار الى أن الروس رغم أنهم أصبحوا لاعبين نافذين في القارة السمراء، ومزاحمين بنفوذهم الولايات المتحدة والغرب في أقل من عقد من الزمن، عبر شركة فاغنر، فإنهم سحبوا عناصرها منذ بدء الأحداث الدامية في السودان من البلاد ونقلوهم الى الدول المجاورة التي تنتشر فيها، كجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، بحسب مصادر موثقة وتقارير رسمية.
وتواردت أنباء في صفحات التواصل الإجتماعي الروسية المقربة من الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر، بأن الطيارين الروس ذوي الخبرة في أفريقيا، من فاغنر، تلقوا عروضاً للمشاركة في النزاع المسلح في السودان كجزء من القوات المسلحة السودانية التابعة للبرهان إلا أنه تم نفي أي وجود للقوات الروسية بأي شكل لها على الأراضي السودانية، من قبل مسؤولين من فاغنر، كما تم تحذير الطيارين من قبول مثل هذا العرض، لأن ذلك يعني الخيانة للوطن بالعمل مع القوات الخاصة التابعة لمديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية.
وبحسب المراقبين للوضع فإن توقف الصراع الدموي في السودان مرهون بمصلحة واشنطن في البلاد. فهي الآن تدعم البرهان بالأوكران الى حين نفاذهم، وإذا رأت أن مصلحتها تقتضي دعم حميدتي فستدعمه بآخرين، الى أن تتحقق غاياتها وأهدافها البعيدة عن مصالح شعوب المنطقة والعالم.
ومن الجدير بالذكر أن هيئة "محامو الطوارئ"، وهي هيئة حقوقية ترصد الانتهاكات اليومية التي تقع بحق المدنيين، إتهمت قوات الجيش والدعم السريع بارتكاب جرائم، وقالت في تقرير لها منذ يومين، إن انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي ترتكب بسبب هجمات قوات الدعم السريع والغارات الجوية التي يقوم بها الطيران الحربي التابع للجيش السوداني.
كما أنه اتسعت خلال الأشهر الماضية رقعة القتال لتمتد من الخرطوم وتشمل نحو 70 بالمئة من مناطق السودان، وسط مخاوف كبيرة من فشل الجهود الجارية حاليا لتوصيل المساعدات الغذائية لأكثر من 25 مليون شخص من مجمل سكان البلاد البالغ تعدادهم نحو 42 مليون نسمة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

ما حقيقة زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية سنار؟

أعلنت قوات الدعم السريع، التي تحارب الجيش السوداني منذ أكثر من عام، أنها سيطرت، السبت، على عاصمة ولاية سنار ذات الأهمية  الاستراتيجية.

وبالتزامن مع اشتداد المعارك هناك، نشرت مواقع إخبارية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو قيل إنه يُظهر وصول قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى الميدان، إلى جانب قواته، في تلك الولاية التي تربط وسط السودان بجنوبه الشرقي.

ويظهر في الفيديو المتداول على مواقع التواصل مثل فيسبوك ومنصة إكس، البرهان، بين جنود، في حالة ترحيب وهتافات. وجاء في التعليقات المرافقة أن المشاهد تُظهر وصول البرهان إلى "الميدان في سنار".

وحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأت هذه المنشورات تظهر على مواقع التواصل في السودان في الأيام الأخيرة من يونيو 2024، بالتزامن مع المعارك الدائرة في الولاية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

"دخول مربك" مع زيارة البرهان.. ماذا تعني سيطرة الدعم السريع على سنجة؟ بعد أيام من استيلائها على مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، في غرب السودان، أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان، السبت، سيطرتها على مقر الفرقة 17 مشاة، في مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، جنوب شرق البلاد.

والسبت، أعلنت قوات الدعم السريع أن قواتها سيطرت على الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش في مدينة سنجة بولاية سنار.

وقال سكان في المدينة لوكالة فرانس برس، إن "قوات الدعم السريع انتشرت في شوارع سنجة"، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش تحلّق في سماء المدينة إضافة إلى سماع إطلاق نيران مضادات أرضية.

وقبيل إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على سنجة، تحدث شهود عيان لوكالة فرانس برس عن اشتباكات تدور في الشوارع و"حالة من الهلع بين المواطنين الذين يحاولون الفرار". 

ومن شأن سيطرة قوات الدعم السريع على هذه الولاية أن تتيح لها تشديد الخناق على بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، حيث يتمركز الآن الجيش والمؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.

فيديو قديم

إلا أن الفيديو المتداول ليس حديثاً، مثلما ادعى ناشروه، فالتفتيش عنه على محركات البحث يظهر أنه منشور في يناير الماضي، مما ينفي أن يكون حديثًا.

ونشر الفيديو (أرشيف) وكالة الأنباء السودانية في 31 يناير الماضي، وقالت إنه يُظهر استقبالاً للبرهان في مدينة سنار.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب.

وتؤوي ولاية سنار أكثر من مليون نازح سوداني، وهي تربط وسط السودان بجنوب شرقه الذي يسيطر عليه الجيش.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • البرهان يحدد شروطا للتفاوض مع الدعم السريع.. وتوسع في خطة مساعدة السودان
  • إلا بعزة.. البرهان يحدد شروط التفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش الروسي يعلن تدمير 9 مقاتلات أوكرانية بينها 7 من طراز "سو-27" ومقتل 1620 مقاتلا من قوات العدو
  • خارجية السودان تتهم الدعم السريع بقتل 40 مدنيا بولاية سنار
  • ناشطون: قوات الدعم السريع تضاعف الحصار على قرى بالجزيرة
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • خيار الادارة السودانية المؤقتة في المهجر
  • ما حقيقة زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية سنار؟
  • الجيش السوداني يعلن القتال في سنجة وسط البلاد وسط موجة نزوح