أسطوات المهنة|| «السقا» عطشان يا صباي دلونى على السبيل «2»
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
«الكتبة والمداحين وشيوخ الطوائف والبنائين والنحاسين» وغيرهم الكثير من المهن التي اشتهرت في مصر خلال العصرين العثماني والفاطمي والذي سجلت الجدران والمساجد إبداعاتهم التي ظلت راسخة ومنقوشة عبر مئات السنين.
وتأخذكم «البوابة نيوز» في رحلة طوال شهر رمضان المبارك وحديث حول تلك المهن وشيوخها وأسطواتها التي اشتهرت في مصر والعالم العربي، والتي لا يزال الكثير منها موجودا حتى عصرنا الحالي ومنها من اندثرت وأصبحت تراثا تشهد به جدران المساجد والقصور.
وعلى مدار الشهر الكريم نقدم لكم حرفة من الحرف التي اشتهرت في تلك الفترة واقفين أمام إبداعات فنانيها وقوانيها التي كانت تتوارث جيلا بعد جيل، وحكايات المعلم والصبي والأسطى الذي كان يعتبر رب المهنة.
«سبيل يا عطشان، الجنة والمغفرة يا صاحب السبيل، يعوض الله»، هناك الكثير من النداءات التي اختص بها «السقايين»، والذين كانوا من خلالها يعلنون عن وصول المياه، كما ظهر أيضًا طائفة من السقايين الذين يبيعون المياه في الشوارع، وأطلق عليهم «سقا شربة» ويتواجدون في الأسواق التي تندر فيها الأسبلة.
ويكون «سقا شربة» يحمل على كتفه قربة ذات أنبوب نحاسية طويلة، ويصبون المياه في طاس نحاسي، أو قلة من الفخار، وكان ينادي السقا، قائلًا: «يعوض الله»، بمجرد سماع ذلك الهتاف يعلن السقا عن وجوده وكان السقا حامل القربة التي يسير بها قرابة الميل أو الميل والنصف أو الميلين لا يتجاوز «المليمين».
وهناك طبقة أخرى من السقايين كان يطلق عليهم «حمليا» وكان أغلب هذه الطبقة من الدراويش من الرفاعية أو البيومية وهم معفون من ضريبة الفردة، ويحمل الحملي على ظهره إبريقًا من الفخار الرمادي والذي يعمل على تبريد المياه.
وكان يحمل أحيانًا قلة من الماء المعطر بماء الزهر أو ماء الورد المقطر من زهر النارنج، ليقدمه إلى أفضل عملائه، وكثيرًا ما يضع في فوهة الأبريق غصنًا من النارنج، ويتناول «الحمليا» من أفراد الطبقتين العليا والوسطى قطعة فضة، إلى خمس فضة، ولا يتناول من الفقراء شيئًا.
هناك طبقة من السقايين كان يُطلق عليهم «حمليا».. وأغلبهم من الدراويش الرفاعية أو البيومية وهم معفون من ضريبة الفردة
وكان بعض السقايين يسيرون في ساحات الحفلات الدينية، كالموالد وغيرها من الاحتفالات التي كانت تقام في القاهرة وضواحيها، وكثيرًا ما ينفحهم زائرو قبور الأولياء نقودًا في المناسبات، وكانوا يوزعون الماء على الراغبين من المارة، وتسمى هذه الصدقة بـ "السبيل" ويكون توزيع المياه إكرامًا للوالي.
كما كان يسمح لـ «السقايين» أن يملأوا الأبريق أو القربة من سبيل عام، لأنهم لا يتناولون شيئًا من المارة، وكانوا ينشدون لهذه المناسبة لحنًا قصيرًا، داعيين الظمآنين ليتناولوا من هذه الصدقة المقدمة فيقولون: «سبيل الله يا عطشانين»، ويدعون لمن قدم الإحسان أن تكون الجنة والمغفرة من نصيبة، ويقولون: «الجنة والمغفرة لك يا صاحب السبيل».
وظل «السقايين» يقومون بدورهم في نقل المياه إلى منازل القاهرة حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حتى قام الخديو إسماعيل بمنح امتياز ضخ المياه إلى كوردييه في عام 1865.
وأقيمت محطة لضخ المياه بالقرب من القصر العيني عند فم الخليج، وبعد ذلك عملية مد أنابيب المياه في باقي أحياء المدينة، حيث تم إيصال المياه إلى القلعة، ومنها إلى العباسية، ومع مرور الوقت أقيمت المباني اللازمة لرفع المياه وتخزينها، ومدت المواسير تحت الشوارع، وفي الحارات والدروب، وسير ماء النيل مقطرًا من خزاناته إليها، حتى انحسر عمل السقايين في شوارع القاهرة منذ عام 1865، وبدأت شركة المياه في ضخ المياه عبر الأنابيب إلى كل أحياء المحروسة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدراويش المیاه فی
إقرأ أيضاً:
عدو خفي في طعامك.. ما علامات تناول الكثير من السكر؟
رغم الأضرار الصحية الكثيرة التي نعرفها عن السكر الأبيض، فإن تقليل تناوله أو تجنبه تماما ليس أمرا سهلا، ولا يتعلق فقط بقوة الإرادة، بل بأن السكر يختبئ في أطعمتنا بطرق قد لا نتوقعها. حتى قراءة مكونات المنتجات الغذائية لا تكون دائمًا كافية للتأكد من خلوها من السكر.
السكر بأسماء متعددةبحسب موقع "هيلث هارفارد"، السكر المضاف موجود في معظم الأطعمة، وغالبا ما تجعل هذه الإضافات المنتجات أكثر قبولا لنا بسبب ميلنا المتزايد إلى النكهات الحلوة التي توفر طاقة سريعة. هذا يعني أنه يمكن أن يكون من الصعب تجنبه.
توصي جمعية القلب الأميركية بألا يزيد معدل استهلاك السكر اليومي عن 6 ملاعق صغيرة (25 غراما) للنساء و9 ملاعق صغيرة (36 غراما) للرجال. أما منظمة الصحة العالمية فتشير إلى حد أقصى يبلغ 50 غراما يوميا، مع تفضيل ألا يزيد عن 25 غراما.
أين يختبئ السكر؟أغذية كثيرة تحتوي على كميات كبيرة من السكر. على سبيل المثال:
زجاجة واحدة من المشروبات الغازية المتوسطة الحجم تحتوي على حوالي 40 غراما من السكر.
كوب الزبادي اليوناني بالتوت يحتوي على حوالي 14 غراما.
لوح الغرانولا "الصحي" يحتوي على نحو 8 غرامات.
لوح الغرانولا "الصحي" يحتوي على نحو 8 غرامات (غيتي إيميجز)بل يوجد السكر في أطعمة غير متوقعة مثل الحساء، رقائق البطاطا، المقرمشات، الخبز، الصلصات، ومنتجات الألبان. يضاف السكر لهذه الأطعمة لتحسين الطعم، وإطالة فترة صلاحيتها، أو لضبط قوامها ولونها. المشكلة أن هذه الإضافات قد تؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة دون إدراك.
السكر الطبيعي والمضافالسكر الطبيعي موجود في الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان على شكل فركتوز أو لاكتوز. هذه الأشكال تحتوي عادة على مكونات مفيدة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن. أما السكر المضاف، فهو أكثر خطورة لأنه يؤدي إلى زيادات سريعة في نسبة السكر بالدم، خاصة إذا كان بكميات كبيرة.
خداع الملصقات الغذائيةالملصقات الغذائية قد تخفي السكر تحت أسماء مختلفة، منها:
السكر المكرر: يستخلص من الذرة، البنجر، أو قصب السكر. أسماء تنتهي بـ "-ose": مثل السكروز، الجلوكوز، الفركتوز، الدكستروز. شراب الذرة عالي الفركتوز. محليات طبيعية مثل العسل أو شراب القيقب. أغذية كثيرة تحتوي على كميات كبيرة من السكر (بيكسلز) علامات استهلاك السكر بكميات كبيرةكثيرا ما يتسلل السكر إلى غذائنا إذن دون أن ننتبه لذلك، ووفق موقع مجلة فوغ تشير بعض العلامات إلى تناول كميات كبيرة من السكر، من بينها:
زيادة الوزن المصحوبة بشعور متواصل بالجوع: ما يحدث هنا هو ارتفاع مستويات السكر في الدم، دون أي تأثير للشعور بالشبع بسبب نقص الألياف.
تقلب المزاج: مع تناول كميات كبيرة من السكر ترتفع نسبة السكر في الدم، ثم تنخفض لأقل من المستوى الطبيعي ما يتسبب في هذه تقلبات مزاجية.
تسارع شيخوخة البشرة: عند تناول كميات كبيرة من السكر، بسبب تأثيره في الكولاجين بشكل يفقد الجسم القدرة على تجديد الخلايا.
الالتهاب وضعف الجهاز المناعي وظهور البثور.
نصائح الخبراءلتجنب تناول المزيد من السكر، ينصح الخبراء بأن تكون خبيرا في قراءة ملصقات المكونات على عبوات الأغذية، وإلى جانب التعرف على الأسماء المختلفة للسكر، علينا الانتباه إلى أن البيانات الموجودة على الملصقات تتعلق بحصة واحدة أو قطعة واحدة من العبوة، فإذا كانت الحصة الواحدة مثلا تحتوي على 5 غرامات من السكر، فإن تناول قطعتين يعني تناولك 10 غرامات من السكر.
وفق موقع هيلث لاين، فإن العصائر أحد أكثر الأغذية يتسلل منها كميات كبيرة من السكر إلى أجسامنا، فهي تبدو صحية لكنها تحتوي على السكر المضاف، ويمتص الجسم السعرات الحرارية الموجودة بها بسرعة تفوق امتصاص السعرات الحرارية من الطعام، ما يتسبب في زيادة سريعة لمستوى السكر في الدم.
كما ينصح الخبراء بتقليل تناول الأطعمة قليلة أو خالية الدسم، التي نلجأ إليها في محاولة لتجنب تناول الدهون، فالحقيقة أنها غالبا ما تحتوى على كميات أكبر من السكر مقارنة بالمنتجات كاملة الدسم.
أخيرا فإن الحرص على طهي طعامك بنفسك، يجنبك قدرا من السكر المضاف الذي يتسلل إلى بعض الوصفات لإكسابها مذاقا غنيا، بالتأكيد أن قيامك بإعدادها بنفسك سيقلل هذه الكميات عما تستخدمه شركات الأغذية، ليكون الطعام ملائما لذوقك الخاص.