الكتبة والمادحون وشيوخ الطوائف والبناءون والنحاسون، وغيرهم الكثير من المهن التي اشتهرت في مصر خلال العصرين العثماني والفاطمي والذي سجلت الجدران والمساجد إبداعاتهم التي ظلت راسخة ومنقوشة عبر مئات السنين.

وتأخذكم "البوابة نيوز" في رحلة طوال شهر رمضان المبارك وحديث حول تلك المهن وشيوخها وأسطواتها التي اشتهرت في مصر والعالم العربي، والتي لا يزال الكثير منها موجودا حتى عصرنا الحالي ومنها من اندثرت وأصبحت تراثا تشهد به جدران المساجد والقصور.

 

وعلى مدار الشهر الكريم نقدم لكم حرفة من الحرف التي اشتهرت في تلك الفترة واقفين أمام إبداعات فنانيها وقوانينها التي كانت تتوارث جيلا بعد جيل، وحكايات المعلم والصبي والأسطى الذي كان يعتبر رب المهنة.

شهدت شوارع القاهرة قديمًا مهنة من المهن الحيوية والتي لم تعد موجودة في عصرنا الحديث وهي مهنة "السقا" وكانت من المهن التي لها رواج كبير وذلك قبل دخول المياه المنازل.

ففي نهاية القرن الثامن عشر كانت تعتمد القاهرة على مياه نهر النيل، والذي كان يجري على بُعد كيلو متر من الحد الغربي للمدينة، أما مياه الخليج المصري فكانت لا تجلب المياه الصالحة إلا بعد مرور ثلاثة أشهر بعد الفيضان.

ولهذا كانت المنازل في حاجة ماسة إلى وجود المياه للاستخدام وكانت تعتمد بشكل كبير على السقايين، والذين كانوا يمثلون ثماني طوائف، فما هي تلك الطوائف الثمانية وكيف كان عملهم ووظائفهم في عملية توصيل المياه إلى المنازل. 

وصل عدد الأسبلة في القاهرة مطلع القرن التاسع عشر نحو 300 سبيل

 

ففي البداية كانت تأتي المياه من النهر من خلال الموردات التي كانت تتواجد على جانبي النيل، كان يصب من عندها السقايون، ولهذا ظهر الأربع طوائف الأولى وهي التي يبدأ عملهم من عند النهر.

فكانت الطوائف الأربع لحاملي المياه على ظهور الحمير بالقرب من المدخل الغربي للمدينة، فنجد أولًا طائفة "حاملي المياه على ظهور الحمير" لحي باب البحر، ثم طائفة لحي باب اللوق، ثم حارة السقايين والرابعة كانت في قناطر السباع، والتي عُرفت بهذا الاسم نسبة إلى نقش السباع الموجود عليها "وهو "الرنك" أي العلامة الخاصة بالظاهر بيبرس.

كما أنها عُرفت أيضًا فيما بعد بقنطرة السيدة زينب، أما في وسط الحد الغربي للقاهرة فكانت توجد طائفة لحاملي المياه على ظهور الجمال.

وكان حاملو "القِرب" وهي وعاء جلدي مصنوع من جلد الماعز يحافظ على المياه ويحتفظ ببرودتها، وكان يستخدمها السقاة لنقل المياه من المورد إلى المنازل، وكانوا يسيرون على أقدامهم يوزعون المياه في أحياء القاهرة، ولم نكن هناك طائفة واحدة تضم باعة المياه بالقطاعي في الشوارع.

وكان نشاطها لا يقتصر على القاهرة فقط، ولكن كانوا يذهبون لعدة مناطق أخرى مثل بولاق ومصر القديمة، فبعد أن يأخذ السقا حصته من المياه لتوزيعها كانوا يتوجهون إلى عملائهم حاملين قربهم التي كانوا يحملونها فوق ظهورهم.

وكان حينما يصل إلى المنزل أو وجهته يقوم بصب المياه في الخزان المخصص لها بداخل المنزل، أو يقوم بصبه في الزير، وكان يقوم السقا بعمله هذا بمقابل مالي مقابل عدد القرب التي يستهلكها صاحب المنزل. 

ولما كانت كمية المياه المأخوذة من النيل يتم بيعها كلها على سكان القاهرة، بل كان يوضع جزء منها في الخزانات أو السبل "السبيل" حيث يستطيع الفقراء الذين لا يملكون ثمن شراء المياه من السقايين أن يحصلوا على حاجتهم بأنفسهم.

ووصل عدد الأسبلة أو السبل في القاهرة في مطلع القرن التاسع عشر نحو 300 سبيل، وكانت عبارة عن منشآت خيرية يؤسسها الأمراء والأغنياء للمنفعة العامة، وليتمكن الفقراء في الحصول على المياه الصالحة للشرب دون مقابل من خلال السبل المتواجدة في كل أحياء القاهرة المحروسة. 

فهل كان يقتصر عمل السقايين على توصيل المياه وحسب هذا ما سنعرفه في الحلقة المقبلة...

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البوابة شوارع القاهرة السقا

إقرأ أيضاً:

محمد حمدي: حسين فهمي تواصل معي من أجل إخراج حفل افتتاح مهرجان القاهرة.. وهذه كانت كواليس التحضيرات| حوار

أقيم يوم الأربعاء الماضي، حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45 بحضور رئيسه النجم حسين فهمي ووزير الثقافة الحالي أحمد فؤاد هنو والوزيرة السابقة نيفين الكيلاني، وأيضًا مجموعة كبيرة من النجوم.


بدأ الحفل بأغنية " فلسطيني" مع الفرقة الفلسطينية " وطن الفنون" وظهر حسين فهمي في نهايتها تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ثم تم عرض أفلام ممرمة ستعرض للمرة الأولى خلال فعاليات المهرجان.

 

وجاءت الإعلامية جاسمين طه مقدمة الحفل بسرد تفاصيل الفعاليات والأفلام المشاركة والتكريمات، وقدمت النجم أحمد عز وتم تكريمه بجائزة الهرم الذهبي للفنانة فاتن حمامة والمخرج يسرى نصر الله بجائزة إنجاز العمر.

 

كان خلف كل هذا المخرج محمد حمدي الذي اختاره النجم حسين فهمي لإخراج حفلي الافتتاح والختام، لذلك كان لـ الفجر الفني حوار خاص معه للكشف تفاصيل تحضيرات حفل الافتتاح والمتوقع لحفل الختام.

 

كشف المخرج محمد حمدي كواليس تحضيرات الحفل:" بدأت بإجتماع ليا مع الاستاذ حسين فهمي تواصل معايا بشكل شخصي لأكون معه هذا العام، وعندما جلسنا كانت لديه رؤية واضحة وهي أننا نبعث رسالة تضامن مع الحرب الفلسطينية وشعب وأهل فلسطين وكيفية خروج هذة الرسالة بشكل فني، لأننا مهرجان سينما وليس مؤتمر سياسي".

محمد حمدي:أخذنا من 4 لـ 5 أسابيع في تحضيرات فقرات الحفل


أضاف حمدي قائلا:' بدأت الاتصالات تتم من خلال الاستاذ حسين فهمي ووزير الثقافة مع السفارة الفلسطينية ونسق فهمي معاد لي مع فريق فرقة وسط الفنون وبدأت التحضيرات واختيارات الاستعراضات وبدأت مع مصمم الجرافيك تصميم الخلفية التي ستظهر أثناء العرض، وذلك بمساعدة الاستاذ حسين فهمي فهو كان دائما معنا ولم ينشغل عنا لحظة واحدة".

 

وعن المدة التي أخذها في التحضيرات قال محمد حمدي:'فقرات المسرح والاستعراضات أخدت منا نحو من 4-5 أسابيع بينما المرحلة الأخري التي تشمل الديكور والإضاءة وتحضير الريد كاربت أخذت نفس المدة"

محمد حمدي: حسين فهمي فنان مثقف للغاية ولديه دكتوراه في الإخراج.. وكنا على علم بتدهور حالة الراحل مصطفى فهمي 

 

وعن التعاون مع النجم الكبير حسين فهمي خلف الكواليس تحدث محمد حمدي قائلا:'اشتغلت معه عدة مرات أحداهما عندما كنت مدير تصوير، وأعرفه جيدا وتعاونت معه عندما كنت طالب أيضا في المعهد، كواليس العمل معه رائعه، فهو شخص مثقف للغاية وأكاديمي ولديه دكتوراه في الإخراج من الولايات المتحدة الأمريكية وخريج المعهد العالي السينما قسم الاخراج قبل سفره لامريكا وهذة معلومات قد لا يعرفها كثيرون، التعاون معه مريح للغاية لأنه على علم ودرايه بكل التفاصيل ".

 

وعن الظروف الصعبة التي واجهها الفنان حسين فهمي بسبب وفاة شقيقه الراحل مصطفى فهمي قال حمدي:" كنا على علم بتدهور حالة الراحل قبل الوفاة بأسبوعين ولم يكن الأمر معلن للصحافة وكنا في حالة من اللخبطة الشديدة وحرصيين على حلول الأمور دون الرجوع إليه حتى لا نزيد من همومه لكننا فوجئنا بتواجده في كافة التفاصيل بالرغم من هذة الظروف".

محمد حمدي: الدورة هذا العام مميزة لوجود أفلام من 73 دولة 

 

وعن رأيه في الدورة الخامسة وأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام قال:" الدورة هذا العام مميزة وقبل الحديث عن تفاصيلها يهمني ذكر اسم الأستاذ عصام زكريا المدير الفني للمهرجان فهو ناقد وصحفي كبير ولديه خبرة كبيرة في إدارة المهرجانات السينمائية ولديه علاقات مع السينمائيين في العالم كله ومتابع جيد لكل الإنتاجات التي تحدث كل عالم وهذا نتيجته كانت وجود برامج خاصة لفلسطين وأفلام المسافة صفر فهم أفلام مخصصة لفلسطين، بالإضافة إلى وجود للسينما الآسيوية والإفريقية، هذا التنوع الكبير ووجود أفلام من 73 دولة وجبة دسمة للجمهور سيتسفيد بها، بجانب وجود معارض الفن التشكيلي والمحاضرات كل هذة الأشياء ستكون ممتعة للمشاهد".

مقالات مشابهة

  • ركين سعد: تجربة عرض «موعد مع الماضي» في مهرجان القاهرة كانت مبهرة
  • مسلسلات رمضان 2025.. أمير صلاح الدين يبدأ تصوير مشاهده في «العتاولة 2»
  • دومة: المصالحة الوطنية هي السبيل الوحيد لترسيخ السلام والتنمية في ليبيا
  • أكشن وكوميديا: ماذا يخبئ فيلم «أحمد وأحمد» لجمهور السقا وفهمى؟
  • يسري نصر الله: أنا شخص كل الأزمنة اللي عيشتها كانت مليانة كوارث
  • محمود حميدة عن مجلة الفن السابع: كانت بمثابة حلم
  • محمد حمدي: حسين فهمي تواصل معي من أجل إخراج حفل افتتاح مهرجان القاهرة.. وهذه كانت كواليس التحضيرات| حوار
  • محمود حميدة عن إصدار مجلة الفن السابع: كانت حلم لدي
  • 7 فئات في انطلاق كرنفال بدية لتحدي السيارات ببدية
  • سيف بن زايد: التعاون الدولي هو السبيل لتحقيق إنجازات مستدامة