صحيفة الخليج:
2024-07-06@07:32:06 GMT

الإسلام اهتم بالتشجير لصون الثروات الطبيعية

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

الإسلام اهتم بالتشجير لصون الثروات الطبيعية

تعد الأشجار من أهم عناصر البيئة الطبيعية، إذ تمثل أحد عناصر البيئة المتجددة التي تقوم بحفظ التوازن البيئي. ومن دون الأشجار، فإن الحياة البشرية ستصبح غير قابلة للاستدامة، وخير دليل على ذلك أن بعض الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية نادت بالحفاظ على الأشجار من أجل الأجيال القادمة.

يقول د. جمال عبد ربه، عميد كلية الزراعة جامعة الأزهر بالقاهرة: «إن الشريعة الإسلامية اهتمت بالأشجار انطلاقاً من الحث على عمارة الأرض، والإسلام جعل الثواب الكبير لكل من غرس الأشجار والثمار التي يأكل منها الناس والأنعام، وقد أثبت العلم الحديث أن الأشجار لها دور كبير في مواجهة تلوث البيئة، وفي إطار اهتمام الإسلام بالبيئة بكل مكوناتها ينبغي أن يحث الخطاب الديني على التشجير من خلال إطلاق مبادرات للتشجير، وكذلك الاهتمام بالمسطحات الخضراء، والتحذير من قطع الأشجار، والحث على منع الاعتداء على الأشجار المعمرة، وحماية البساتين العامة، والحرص على نظافتها وعدم الاعتداء عليها».

وأشار إلى أن «اهتمام الإسلام بالتشجير ينطلق من الحرص على تحقيق مصلحة الإنسان وحفظ النفس البشرية، وقد تضمنت الشريعة الإسلامية الكثير من النصوص التي تحث على غرس الأشجار من زيتون وأعناب ونخيل وغيرها، وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أن النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» أخرجه مسلم. كذلك ورد في الحديث الشريف عن أنس، رضي الله عنه، أن النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، قال: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْماً، أَوْ كَرَى نَهَراً، أَوْ حَفَرَ بِئْراً، أَوْ غَرَسَ نَخْلاً، أَوْ بَنَى مَسْجِداً، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفاً، أَوْ تَرَكَ وَلَداً يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ» أخرجه البيهقي.

وتابع: «المعروف علمياً أن الأشجار تسهم بشكل كبير في تحسين نوعية الهواء والتخفيف من آثار تغير المناخ، خاصة في المدن التي ترتفع فيها مستويات التلوث».

ويضيف د. عبد ربه، أن «الشجرة المتوسطة تمتص يومياً قرابة 1,7 كجم من ثاني أكسيد الكربون، وتنتج 130 لتر أكسجين، ويلزم زراعة 7 أشجار لإزالة التأثيرات الملوثة لسيارة واحدة، كما أن الفدان من الأشجار يزيل 2,6 طن من ثاني أكسيد الكربون من الجو سنوياً، وموت شجرة عمرها 70 عاماً يعني صعود 3 أطنان من الكربون إلى الغلاف الجوي، وهي الكمية التي كانت الشجرة تسهم في امتصاصها سنوياً، كما تسهم الأشجار بشكل كبير في مكافحة التصحر وتثبيت التربة ومنع زحف الرمال، وتعمل مصداتٍ للرياح والعواصف الترابية، وتعد مصدراً للرياح والعواصف الترابية، ومصدراً مهماً لإنتاج الأخشاب، ما يحد من استيرادها وتوفير عملة صعبة، وكذلك تعمل الأشجار على زيادة التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية».

ويقول الشيخ صبري ياسين، وكيل وزارة الأوقاف المصرية: «إن الحفاظ على الأشجار وحمايتها مسؤوليتنا جميعاً من أجل الحفاظ على مواردنا الطبيعية، لذا يجب الالتزام بالتعليمات التي تصدرها الجهات المختصة في المجتمع بهدف الحفاظ عليها، وكذلك عدم التعدي على البساتين والحدائق العامة التي تبذل الجهات المسؤولة في المجتمع جهوداً كبيرة لتكون مصدراً للبيئة النظيفة، وواجهة يقصدها الناس عند التنزه، بجانب إطلاق حملات التوعية لكيفية الحفاظ على الأشجار، وتقليم الأشجار بالطرق العلمية الصحيحة على أيدي متخصصين».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإسلام شهر رمضان على الأشجار الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا MADANI

افتتح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وداتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، مجلسًا خاصًّا لعلماء وشباب الباحثين الماليزيين، للتناقش والحوار حول وسطية الإسلام وسماحته، والمنهج الإسلامي في تعزيز الأخوَّة والوئام في المجتمعات.

وفي بداية كلمته، أكَّد شيخ الأزهر أنَّ أكثر ما يميز المجتمع الماليزي تعدُّدُ الأعراق والأديان، محذرًا من خطورة استغلال بعض التَّيارات المتطرفة والمتشددة للتعددية، وتصويرها جهلًا على أنها خطر على الإسلام والمجتمعات، مفنِّدًا زيف هذه الادِّعاءات، حيث استشهد فضيلته بتعاليم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يتعلق بالعلاقة بين المسلمين أنفسهم، الَّتي لخصها في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلَّى صلاتنا، واستقبل قبلتَنا، وأكل ذبيحتَنا، فذلك المسلمُ الذي له ذمَّة الله وذمة رسوله، فلا تَخفِرُوا الله في ذمته» أي: لا تخونوا.

شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء

وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أرسى قواعد العلاقة التي تربط المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى وحدودها، وهي العلاقة المبنيَّة على الاحترام والتَّعايش المشترك، والتَّحلِّي بأخلاق الإسلام الذي لم يكتف بتحريم الاعتداء على الإنسان أيًّا كان دينه أو جنسه أو لونه، وإنَّما حرَّم الاعتداء على الحيوان والنبات والجماد، إلا فيما بيَّنَتْه الشريعة مما لا يعد اعتداء كذبح الحيوان لغرض الأكل وسد الجوع وبمقدار محدَّد، وأنَّ الإسلام وضع قواعد لحماية البيئة والمناخ، بما لا يسمح له من الاستجابة لشهواته ورغباته المادية، بما يؤثِّر سلبًا على البيئة، وأنَّه إذا كان الإسلام قد عُنِيَ بكل هذه الجوانب فكيف تكون عنايته بالإنسان حتى ولو كان غير مسلم!

وأكَّد فضيلته أن مسؤولية إقرار وتعزيز التَّعايش السِّلمي بين أتباع الديانات المختلفة، تقع على عاتق كل فردٍ في المجتمع، ولا يمكن تحقيقُها إلا من خلال الفهم الصحيح لرسالة الإسلام بشكل خاص والأديان بشكل عام، التي جاءت لإسعاد الإنسان وانتشاله من مخاطر تأليه المادة والسعي لإشباع الغرائز دون التنبه لما قد ينتج عن ذلك من حروب وصراعات، وأنَّ الدين هو السبيل الأوحد للتحكم في غرائز الإنسان وتوجيهها بما فيه مصلحته ومصلحة المجتمع.

شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماءشيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء

وحذَّر شيخ الأزهر من بعض التيارات التي تحاول تغذية التعصُّب والكراهية بين المسلمين، وتزكية الصِّراعات المذهبية وتوجيه اهتمامات الشباب المسلم لبعض القضايا التي تشغلهم عن النظر والاهتمام بقضايا أهم، وإعادة إحياء لصراعات وقضايا تؤرِّق المجتمع المسلم وتعمل على إضعافه وتشتته، وبث الفرقة والشقاق فيما بين أبنائه، مشددًا على أن الأولى في هذا الوقت الحرج أن تتجه الجهود لما فيه وحدة الأمَّة وتماسكها لتحقيق نهضتها المنشودة.

وحرص شيخ الأزهر على الاستماع لآراء بعض الشباب الماليزي ومناقشتهم فيها، والإجابة على تساؤلاتهم فيما يتعلق بالعلاقة بين مدارس الفكر الإسلامي، وكيفية استثمار التعدديَّة لما فيه صالح الأمة، كما ناقش فضيلته بعض الفتيات عن حقوق المرأة في الإسلام، وكيف كفل الإسلام للمرأة حقَّها في التعليم والمشاركة الإيجابيَّة في الحياة الاجتماعية، وغير ذلك من الموضوعات التي كانت محل نقاش من الشباب الماليزي المشارك.

شيخ الأزهرشيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الماليزي، عن سعادته بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر في هذا اللقاء المهم، وتقديره لحرص فضيلته على مناقشة الشباب الماليزي في أفكارهم ومحاورتهم دون قيود، مؤكدًا أن بلاده ممتنة لفضيلة الإمام الأكبر ولفكر الأزهر الوسطي الذي صدَّرَ للعالم -ولا يزال- علوم الدين والدنيا، وأن ماليزيا حريصة على تعزيز علاقاتها مع الأزهر الشريف، والاستفادة من برامج تدريب الأئمة التي تستضيفها أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتمنياته بأن تكون زيارة شيخ الأزهر لماليزيا بداية لعدد غير محدود من المشروعات والمبادرة المشتركة مع الأزهر الشريف.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يهنئ المستشار أحمد عبود برئاسة مجلس الدولة

شيخ الأزهر يتوجَّه إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور في جولة جديدة لجنوب شرق آسيا

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يعرب عن أمله في أن تسهم هبَّة شباب الجامعات الأوروبيَّة والأمريكيَّة لنصرة غزَّة
  • ختام حملة غرس ٤ ملايين بذرة للأشجار البرية بمحافظة ظفار
  • البيئة الفلسطينية: انبعاث أكثر من مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون جراء العدوان على غزة
  • انبعاث مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون بسبب هدم المباني في غزة
  • سفير الهند بالقاهرة يدعو للمشاركة في مبادرة زراعة الأشجار لحماية البيئة
  • رئيس الوزراء الماليزي يحاوِر شيخ الأزهر حول وسطيَّة الإسلام
  • شيخ الأزهر يحاضر علماء ماليزيا وشبابها حول وسطية الإسلام
  • شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان مجلس علماء ماليزيا MADANI
  • وزيرة البيئة: نسعى لزيادة المسطحات الخضراء وتطوير المحميات الطبيعية
  • وزيرة البيئة: نسعى إلى زيادة المسطحات الخضراء وتطوير المحميات الطبيعية