مسلمون ومسيحيون على مائدة واحدة في إفطار التحالف الوطني والإنجيلية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
في أجواء من المحبة اجتمع المشايخ مع كهنة الكنيسة على مائدة إفطار واحدة في إفطار نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية، أحد أعضاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ليشكل صورة من الوحدة والمحبة بين أطياف الشعب المصري الواحد الذي يصوم معا هذا العام في حدث استثنائي.
وعمت أجواء من الفرح والبهجة خلال ساعات الإفطار الثلاثة، والذي بدأ من الخامسة مساء اليوم وحتى السابعة، حيث كانت تجلس المسلمة بجانب المكرسة وعلى وجههن الضحكات والسعادة؛ هي ملكة المشهد المصري الأصيل، والشيخ والكاهن يسيران في خظوة واحدة لتحية الحضور، ليكون هذا الإفطار ليس مجرد وليمة، بل هو تجسيد لروح العطاء والتضامن التي تتجاوز الحدود الدينية والثقافية، وتبرز قوة التعاون في خدمة المجتمع ودعم الفئات المحتاجة.
وفي الساعة السادسة يضرب مدفع الإفطار معلنا انتهاء ساعات الصيام ليقيم المشايخ المشاركين في الإفطار صلاة المغرب خلال إفطار «الإنجيلية»، وبجانب أشقاء الوطن من كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والمكرسات من الكنيسة، والأقباط من الكنيسة الإنجيلية.
وجمع الإفطار الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية 2000 مواطن من أبناء حي الأسمرات في إفطارًا بالمدينة الشبابية الرياضية بالأسمرات بالمقطم، خلال الثلث الأول من شهر رمضان المبارك، وذلك تحت مظلة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والذي يقدم الدعم لـ 20 مليون مستفيد على مستوى الجمهورية للأسر الأكثر احتياجا في الدولة، بحسب تصريحات الدكتور طلعت عبد القوي، خلال الإفطار.
وشارك في الإفطار الدكتور طلعت عبد القوي، عضو مجلس النواب، ورئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، ورئيس اللجنة التنظيمية لعمل التحالف الوطني، وعدد من قيادات الهيئة القبطية الإنجيلية، والقيادات الدينية وقيادات مؤسسات المجتمع المدني.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التحالف الوطني الهيئة القبطية الإنجيلية الإنجيلية إفطار الهيئة القبطية الإنجيلية التحالف الوطنی
إقرأ أيضاً:
القيادة المتهورة «مشروع جناية».. شهر رمضان أنموذجا
مع اقتراب أذان المغرب، تتسارع المركبات في الطرقات بطريقة عشوائية ومرعبة، وكأنها سرب حشرات هاربة.
في هذه اللحظة، تفقد المجتمعات أرواحًا بشرية غالية، وتغمر البيوت أحزان دائمة، وتنقطع الآمال الباقية.
كل ذلك بسبب تهور جنوني يزداد في فترة المساء، وخاصة قبيل الإفطار، وفي شهر مبارك، شهر الرحمة والمغفرة، والروحانية والسكينة. إنه شهر رمضان، الذي تكثر فيه العبادة والتقوى، والتأمل والتوبة. لكن في المقابل، تنقلب الأحداث رأسًا على عقب، وتنشغل بعض البيوت بالعزاء بدلًا من الفرح، وبالبكاء بدلًا من الابتهاج.
فلماذا يندفع البعض إلى القيادة المتهورة فقط من أجل الإفطار؟ نعم، كلٌّ منا يتمنى الاجتماع بأسرته وأحبّته، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الأرواح، فهذه مخاطرة قد تصل إلى حد الجناية.
وقد شهدت شوارعنا على إثر ذلك ارتفاعًا ملحوظًا في الحوادث المرورية خلال عام 2023م، حيث سُجل 2040 حادثًا مروريًا أسفر عن 2129 إصابة و595 حالة وفاة، مقارنة بـ1877 حادثًا في عام 2022م أفضت إلى 2080 إصابة و532 وفاة، بحسب ما ورد في الكتاب الإحصائي السنوي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
ويُلاحظ أن كثيرًا من هذه الحوادث تقع تحديدًا في الفترة التي تسبق أذان المغرب، حيث يسرع السائقون للّحاق بموائد الإفطار.
وتتعدد العوامل المسببة لهذه الحوادث، ولكن الكثير منها يعود للسائق ذاته. فالإرهاق الناتج عن السهر أو تأثير الصيام ينعكس سلبًا على التركيز والانتباه أثناء القيادة، وقد تؤدي غفوة لا تتجاوز ثواني معدودة إلى كارثة.
ومن العوامل الخارجية أيضًا: الازدحام المروري، والحيوانات السائبة، والحوادث المفاجئة، لكنها لا تعفي السائق من مسؤولية التحكم والتركيز الكامل.
ورغم كل هذه الظروف، يبقى السائق هو الطرف الأهم؛ لأنه المتحكم بالموقف، وبوسعه تدارك الخطر لو قاد بحذر، وراعى قوانين السرعة، واستعمل حواسه كاملة.
ومن الجدير ذكره أن بعض الصائمين يفقدون التركيز نتيجة الانقطاع عن المنبهات، كالتي تحتوي على الكافيين، ما يؤثر سلبًا على يقظتهم.
وبالنظر إلى هذه الأرقام والمخاطر، وجب التحرك فورًا. فالتوعية المرورية ضرورة، تبدأ من الفرد وتصل إلى الأسرة والمجتمع، وهي وإن لم تكن عصا سحرية، إلا أن تنظيم الوقت والانضباط يحدان من خطورة التهور، ويجعلان القيادة أكثر أمانًا، حتى وإن تأخر المرء عن موعد الإفطار.
ويجب علينا كذلك الابتعاد عن الانشغال بالجهاز الذكي أثناء القيادة، وأن نظهر وعينا الكامل أينما كنا.
ختامًا، القيادة المتهورة سلوكٌ وحشيّ يتنافى مع قيمنا الإسلامية السمحة، ويتناقض مع روح الصيام، الذي هو تهذيب للنفس لا تفريط في الأرواح..
لنجعل رمضان في كل عام فرصة حقيقية لتغيير سلوكنا، ولنصم عن الغضب والاندفاع كما نصوم عن الطعام، ولنحفظ أرواحنا الغالية، فاللقاء مع الأسرة لحظة جميلة لا تكتمل إلا بالسلامة.
تذكّر دائمًا:
رمضان فرصة... لا تفوّتها بالسّرعة.