يطلُّ النجم والفنان حمادة هلال في هذا الموسم الرمضاني على محبيه ومشاهديه، من خلال عمل الجزء الرابع من المسلسل التليفزيوني "المدَّاح"، الذي ينافس عددًا من الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان 2024، والذي يحظى بمتابعة وعرض متسلسل.

في هذا العام يطلُّ المسلسل بشكل مثير، يخطف أنظار المشاهدين ولكنَّه أيضًّا تلاعب بأسماعهم، خلال الترنيمية التي تمَّ استخدماها كخلفية تصويرية للمشاهد المثيرة التي تجمع بطل العمل "صابر المداح" بشخصية الجن، الذي يؤديه النجم فتحي عبد الوهَّاب.

فالكلمات التي جاءءت على هذا النسق كانت مثيرة لبعض الغرابة، وبخاضة وأن طريقة النطق بها تأتي على غير عادة أداء الأناشيد والأغاني.

تتابع بوابة الفجر الإلكترونية كل جديد حول الشأن الَفنِّي والدراما الرمضانية، خلال هذا الموسم 2024، والذي يشتهر بالتنوع، لا سيما مسلسل المداح في جزءه الرابع.

كلمات مثيرة

جاءت كلمات الأغنية "لاقيناك حابس فجيناك لابس"، والتي تمَّ ترديدها بشكل متكرر وسريع، يثير لدى السامع الانتباه، وربَّما مخاوف وارتياب من لم يدرك الكلمة، وربما كان هذا هدف المخرج أحمد سمير فرج ومؤلِّف العمل أمين جمال.

هل استعانت الدراما الرمضانية بكلمات الجن؟

تعتمد بعض الأعمال الدرامية، لا سيما المدَّاح، على مثل هذه الترنيمات، والتي تضفي على العمل ما من شأنه إثارة انتباه المشاهد وحبس أنفاسه، أمام لقطات متلاحقة وأحداث تدور في خِضَمِّ الأزمات التي تلاحق بطل العمل، الذي يصارع الجنِّ في معركة، تمثِّل معركة الإنسان والشيطان على هذه الأرض. يبدو أنَّ مؤلِّف الكلمات "أسامة محرز"، أراد أن يضفى حالة الغموض بكلمات تحمل اللكنة الصعيدية، وليست من كلمات الجنّ كما روَّج لها البعض.

كلمات ترنيمة الجن لـ المداحلاجِيِنَاكْ حَابِس
فا چِيناك لابِسلاجِيناك رَاسي
خَليِناك حَايسشَجْيِنا چْدَارَك
نُورنَا زَار دَارَكفرطوحروفك
صِيرْنَا زُوَارَكلاجِيِنَاكْ حَابِس
فا چِيناك لابِستفسير كلمات ترنيمة الجن لـ المداح

وفسر محرز معنى كلمات ترنيمة الجن، مشيرًا إلى أنها تمثل حديث الجن مع صابر المداح. يقول إن الجن يصفون تجربتهم معه، حيث يجدونه متمسكًا بعقيدته ودينه عندما يأتونه، ويريدون تشتيته وإيقاعه في الشك والفزع. ويوضح أن عندما ينجح المداح في الصمود يتركونه ويعدونه زائرًا لهم، وهذا ما يعبر عنه المصطلح “زوارك”.

لقيناك حابس: يعني قافل الطريق لنا لا نستطيع الوصول إليكفا جيناك لابس: متلبس بالوهم والخداعلقيناك راسي: يعني هادي متحكم فيما حولكخليناك حايس: يعني تايه لا تعرف الحقيقة من الخيالشجينا جدارك: يعني فتحنا الطريق حتى نوصل لكنورنا زار دارك: يعني الشر وصل لبيتك وأهلكفرطو حروفك: تفرقوا كل من هم حولك وبقوا يشكو فيكصيرنا زوارك: بقينا بنزورك كل شويةالسبع وصايا.. لم تكن كلمات الجن أيضًا

في عام 2014، أي قبل عشرة أعوام من الآن، كان المؤلِّف أحمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي، قد اتفقا على الاستعانة بكلمات غريبة على المسمع، متناغمة السجع، تثير المشاهد، وذلك في مسلسل السبع وصايا، والذي أدت فيه الفنانة رانيا يوسف دور البطولة بمشاركة الراحل هيثم أحمد زكي، هنا شيحة، صبري فواز، أيتن عامر، محمد شاهين، ناهد السباعي، أحمد فؤاد سليم.

كانت الكلمات، التي بدأ مطلعها بـ "فللهِ قومٌ في الفراديسِ مذ أبتْ - قلوبهمو أن تسكن الجوَّ والسما"، والتي اشتملت إحدى أبياتها على قصة خلق الله عزَّ وجلّ لسيدنا آدم - عليه السلام - إنه وحسب بعض كتب التفسير كان أول ما صدر من آدم هو "عطسة" خرجت من أنفه بسبب دَب الروح فيه، فشمته الله فقال الحمد لله وأثني علي الله". 

واتضح فيما بعد أنَّ الكلمات من أشعار الشيخ محيي الدين بن عربي أو الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن عليبن محمد بن العربي الطائي الحاتمي.

السنيما لا تسرق.. لكنَّها تُعيد الصياغة

على نهج سنيما لا تكذب ولكنها تتجمَّل، فإنَّ السنيما قامت بإعادة صياغة بعض النصوص، وقدَّمتها في طابع يحمل الرعب والريبة، فانتبه المشاهد. على سبيل في إحدى الأعمال التي جمعت الفنان كريم عبد العزيز بعدد من الفنَّانين، كانت الكلمات في فيلم الفيل الأزرق، تحمل طابعًا يمنيًا، فلحَّن الموسيقار هشام نزيه المقطوعة "يا سُعار النار يا حَليلة"، والتي تمَّ اقتباسها والاستعانة بها من ترنيمة يمنية قديمة تُقال في صرف الجنّ، وتعني يا سعادة النار في حرق الشيطان.

كريم عبد العزيز، وخالد الصاوي - الفيل الأزرق

من الواضح أنَّ الأعمال الدرامية والسنيمائية، صارت تعتمد على التتر، ككلمة سر تستطيع كن خلاله تقديم أحداثها المتسلسلة أو المُجملة في فيلم واحد، من خلال الكلمات، لا سيما التي يحملها التراث، والتي وجَدت في الأخير مادة خصبة يمكن أن ينهل المؤلِّفون والمبدِعون منها، ويعيدون الصياغة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المداح 4 حمادة هلال صابر المداح الجن

إقرأ أيضاً:

«نجار الكلمات» و«حقيبة عسكر».. اتّكاء على الانقطاع الزمني

العُمانية: الراصد لأعمال الكاتب العُماني يوسف الكندي يجد ما تم العمل عليه لبناء السرد في نتاجه القصصي بصورة عالية، مستخدمًا تقنيات تتمثل في الانقطاع الزمني، والاشتغال على المقاطع المقتضبة، والمفارقة الفجة، والتقليل من ديكور الوصف.

وبحسب تعبير «الكندي» فإن تلك التقنيات لم تأتِ لتفسح الطريق لذهن القارئ وتجعله يتوجّه إلى الحدث، بل على العكس تمامًا، إنها تضيّق التفاعل مع نتاج الكتاب فيضطر إلى محاولة إعادة التموضع في نطاق المحاولة مرارًا وتكرارًا. ويقول: إنها خارطة نصية شائكة لا تكتمل بياناتها ولا تحافظ على مظهرها سوى أن تكون عدة القارئ مكتملة أو هكذا يراد منه؛ لأنه في النهاية سيعود إلى «حافة النسيان مرارًا وتكرارًا»، هذا لأن «القصص لا تفهم عاداتنا في النسيان» كما في النص الختامي للمجموعة.

في إصداره القصصي (نجّار الكلمات) الذي يضم أكثر من 50 نصًّا قصيرًا، يأتي الكاتب «الكندي» من خلال تلك النصوص ليفتح شبّاك القول ليتحدث عن الإنسان ومكابداته في المكان والتاريخ والزمن، فهي تكشف ومن خلال صياغتها الخاطفة والمكثّفة عن أعماق الذات الإنسانية، وتحتشد بالتساؤلات عن أفق الحياة والوجود.

يستخدم الكاتب لغة رمزية توظف المفارقة والسخرية والغرائبية والألم أحيانًا، وتتوجه تلك النصوص القصص إلى سبر أغوار التجربة الإنسانية المحتدمة مع هشاشة الزمان والمكان، ويتداخل في هذا السرد الواقع مع الخيال والأحلام في محاولة لدمج المكونات المعرفية وإنتاجها في قالب سردي لافت يزعزع القناعة الداخلية الراسخة لدى القارئ، حيث تفتح له نهاية النص مشهدًا آخر لا يقوده إلى المعنى بل إلى أسئلة أخرى.

تشارك في هذه النصوص شخصيات متناقضة ومتهكمة، تظهر من جريان الواقع أو تخرج من غابة الخيال، لكنها في النهاية تقدم جانبًا من تحدي الوجود في العمق الإنساني المتواري خلف الوعي الجمعي، فنرى -مثلا - «كيف استقال الضبع» من وظيفته وهي التسبب بآلام الأذن؛ لأنه بكل بساطة لا يستطيع أن يجاري ما تنتجه الآلة الدوائية العالمية من أدوية ليس هدفها سوى التربح المالي، وكيف تورط ذلك الرجل بعد أن خرج من عزلته فوقع في مأزق الكينونة الرسمية التي لا يفلت أحد من قبضتها، وكيف تم تحميل ذلك الميت الذي خرج من قبره ذنب الكارثة التي حلّت بمساجين القلعة حين خرجوا بالموت أو مصابين بالعجز والعاهات، وغيرها من المقاربات الوجودية المتنوعة التي تخترق الزمن والمكان.

لا تبتعد تفاصيل تلك النصوص عن واقعية المكان بما يحمله من تجارب وما يقدمه من قيم وسلوك حتى إن تم استدعاء شخصيات رمزية، بل إن ذلك يساعد على تحفيز ذهن المتلقي وقطع السبيل عليه حتى لا تتكون لديه فكرة سابقة عن الشخصية وسلوكها. ولا يكتفي الكاتب هنا بتناول قضايا محلية فحسب إذ إن النصوص تنطلق أحيانًا لتسبر قضايا إنسانية تجتاح هذا العالم ولها تأثيرها المباشر فيما يعانيه الإنسان وهو يمضي في رحلته المضنية.

وفي إصداره السردي «الروائي» الآخر (حقيبة عسكر) يتحدث عن «عابد عسكر» الشخصية المحورية في الحكاية، ومحاولته البائسة في كسر الحلقة التي تلتف حول كينونته الهامشية والتي تلقيه في جبٍّ سحيق من التهميش الوجودي الصلب.

يحاول عابد عسكر أن يثبت للمكان والزمان أنه ما يزال موجودًا، رغم السنوات الطويلة التي مرّت عليه وهو يشبه جدارًا منسيًّا لا يكترث به أحد، وهذا ما يقوده في ذلك اليوم العجيب إلى أن يرتكب فعلته الحمقاء، لتمضي الأحداث بعد ذلك بكل تناقضات شخصيته الهامشية وتاريخه المهمل ليكتشف في النهاية أنه غير مؤهل حقًّا سوى للنسيان أو الموت، لكنه يرضخ لهذه القناعة الوجودية المشروعة في نظره لأن العالم في حقيقته العميقة مجموعة من المتواليات الرصينة.

يرصد الراوي في هذا العمل تلك المسافة التي تقيمها الشخصية الرئيسية بينها وبين بنية الواقع المحيط، وكيف تحاول هي الأخرى أن تحدث ذلك الاختراق من أجل أن يخرج من نمطه الخانق والثقيل، يقرر «عابد عسكر» وهو يقترب من الستين حثيثًا أن يتعامل ويتفاعل جديًّا مع عالمه الوجودي، حتى لو اضطر ذلك إلى فتح بوابة الجحيم وفق حدود معرفته وطاقته الصغيرة، لا يفوِّت «عابد» وهو يمضي في خطته المجنونة أن يشحذ نفسه بما يظنه ميزات إضافية، إنه يستعين بما يظنه ميزات ظلت مخبأة لسنوات طويلة وحان الآن استخدامها، وهذا ما جعله يتصالح مع لقبه «عسكر» بعد أن عاش حانقًا منه سنوات طويلة، وها هو الآن يستعيد كل طاقته المخبأة من أجل أن ينجز كارثته الصغيرة.

قد يعتقد قارئ هذه الرواية أنها تسير في اتجاه واحد، إلا أن مسار الحكاية يتشجر وفق منطقية وظيفية توجد عالم الشخصية وعلاقتها المتشعبة مع المكان، هذه المتتاليات يتم نسجها في بنية النص لترسم الصورة الوجودية للشخصية، «كان عابد يمقت ثلاثة أشياء في هذا العالم وهو في عمر الثامنة والخمسين: البحر، والصخرة التي فشل في دحرجتها، والذين يطيلون المكوث».

مقالات مشابهة

  • مع “إيثان آلن”.. ارتقوا بجلساتكم الرمضانية إلى عالمٍ من الأناقة
  • يسرا اللوزي تكشف كواليس أعمالها في رمضان 2025
  • مها نصار في حوار خاص لـ "البوابة نيوز": "صفحة بيضا" حقق نجاحا واسعا.. أصعب مشاهدي صورتها في المقابر
  • كسلا.. الادوار المنتظرة للمقاومة الشعبية في فترة مابعد الحرب والتي سترتكز على البناء والاعمار
  • «مجموعة كلمات» تعرض 20 عنواناً لأدباء أفارقة من إصداراتها
  • المداح ولام شمسية .. يسرا اللوزي تكشف كواليس أعمالها الرمضانية
  • حمادة هلال يشوق لتعاونه مع غادة عادل في المداح 5 بـ «عيال حبيبة» | صورة
  • سمية الخشاب تدخل الدراما السعودية.. هذا ما كشفته
  • «نجار الكلمات» و«حقيبة عسكر».. اتّكاء على الانقطاع الزمني
  • بحضور المفتي.. إقبال كثيف على جناح دار الإفتاء بمعرض الكتاب خلال ندوة «الفتوى والدراما»