بعد 3 محاولات فاشلة من فرقة «الحشاشين» لاغتياله، في خِضّم سعيه لاسترجاع وحدة العالم السني والتصدي للغزاة الصليبيين في الغرب لتحرير القدس، تحالف صلاح الدين الأيوبي مع الحشاشين، في نفس الوقت الذي كان يسعى فيه سنجار، لتدعيم السلطنة السلجوقية والدفاع عن الإسلام ضد الغزاة الوثنيين من الشرق، كل منهما كان يسعى لتحقيق مهمة كبرى إذن.

  

التحالف مع الحشاشين كان مؤقتًا  

وحسب برنارد لويس، فإن الأخطار الخارجية التي واجهها كل من صلاح الدين الأيوبي وسنجار كانت دافعًا لكل منهما في التحالف مع الحشاشين لوجود خطر أكبر في نفس الوقت وليس انطلاقا من خوف شخصي أو طموح معين، حيث أدرك كل من صلاح الدين الأيوبي وسنجار، أن ممالكهما ستنهار بعد موتهما، وتفشل تدبيرهما، فقررا التنازل المؤقت مع عدو أقل خطرًا في النهاية من أجل ضمان سلامتهما الشخصية، ما يتيح لهما فرصة إتمام مهمتهما الكبرى في تدعيم الإسلام والدفاع عنه.                

يختارون ضحاياهم بعناية

على الجانب الآخر يسعى الحشاشون، لإشاعة الفوضى والقضاء على النظام السني، في حين إذا دفع الإغراء أو الإرهاب بعض زعماء السُنَّة إلى مساعدتهم فلا بأس بذلك، ولم يمتنع الحشاشون عن مساعدة الآخرين إذا كان ذلك يتوافق مع أغراضهم، وهذا يعني أن خدماتهم كانت للبيع وكان زعماؤهم يعقدون صفقات سرية دون إطلاع القتلة الفعليين على تفاصيلها، والغرض من عملياتهم هو بث الرعب في نفوس أعدائهم، ومن أوضح الأمثلة على ذلك اغتيال الخليفة المسترشد والقائد الصليبي «كونرد أوف مونتيفرات» لخدمه أغراض الحشاشين في إثارة الشكوك ضد سنجار في فارس وريتشارد قلب الأسد في الغرب وهو إشاعة الاضطراب في الآراء وإتاحة حالة من عدم الوفاق في معسكرات خصومهم، وكان الحشاشون يختارون ضحاياهم بعناية، خلافا لما افترضه بعض المؤلفين من أنهم كانوا يشنون حربًا بدون تمييز ضد كل الجماعة الإسلامية، حسب ما أورده برنارد لويس في كتابه «الحشاشون».

           

لا يضيعون دقيقة في سبيل إيذاء المسلمين بكل الطرق

يقول حمد الله مصطفاوي، أحد كتاب القرن الرابع عشر، إن من المعروف أن الباطنية يقصد «الشيعة الإسماعيلية» كانوا لا يضيعون دقيقة في سبيل إيذاء المسلمين بكل الطرق وكانوا يعتقدون أنهم يثابون على ذلك أعظم الثواب وإنهم يرتكبون خطيئة كبرى إذا تورعوا عن القتل وإسقاط الضحايا.

وورد في كتاب الحشاشون لبرنارد لويسن، أن الواقع هو أن حمد الله الذي كان يكتب عام 1330 كان يعبر عن وجهة نظر لاحقة الإسماعيلية لوثتها الخرافات والأساطير.

الإرهاب الإسماعيلي كان موجهًا ضد أشخاص معينين لأسباب محددة       

وذكرت المصادر المعاصرة، سواء في فارس أو سوريا، أن الإرهاب الإسماعيلي كان موجهًا ضد أشخاص معينين لأسباب محددة وفيما عدا بعض الانفجارات الشعبية القليلة والاستثنائية كانت علاقتهم مع جيرانهم من أهل السنة عادية، وكان ضحايا الحشاشين ينتمون إلى مجموعتين رئيسيتين، الأولى تضم الأمراء والقادة والوزراء، والثانية تضم القضاة والشخصيات الدينية، ولم يوجه الحشاشون خناجرهم ضد المسيحيين واليهود المحليين، أما عن هجماتهم ضد الصليبيين في سوريا فكانت قليلة وجاءت معظمها بعد اتفاق «سنان» مع «صلاح الدين» وتحالف حسن مع الخليفة.

قتل رجال الدين السُنة في مساجدهم

وكانت المؤسسة السنية بجوانبها السياسية والعسكرية والإدارية والدينية هي العدو الرئيسي للإسماعيلية، وكان هدفهم من الاغتيالات إخافة هذه المؤسسة وإضعافها ثم الإطاحة بها في النهاية وبغض النظر عن الاغتيالات كانت مجرد أعمال انتقام وتحذير مثل قتل رجال الدين السنة في مساجدهم عقابا لهم على مهاجمة الإسماعيليين بالقول أو الفعل وكان هناك ضحايا آخرون يتم اختيارهم لأسباب محددة أوعاجلة مثل قادة الجيوش الذين كانوا يقودون الحملات العسكرية ضدهم، كما اجتمعت الدوافع التكتيكية والدعائية في اغتيال بعض الشخصيات الكبيرة كالوزير «نظام الملك» واثنين من الخلفاء ومحاولات اغتيال صلاح الدين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صلاح الدين صلاح الدين الايوبي الحشاشين مسلسل الحشاشين دراما رمضان 2024 رمضان 2024 شهر رمضان صلاح الدین

إقرأ أيضاً:

القرآن حذر منه.. أخطر أشكال الفساد يدمّر الحرث والنسل

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن القرآن الكريم حذر من الفساد ونهى عنه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، مشيرًا إلى أن الفساد من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، في تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن الأدب الشرعي يقتضي أن يتخلى الإنسان عن الفساد أولًا قبل أن يتحلى بالإصلاح، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد". 

وأضاف أن أخطر أشكال الفساد هو النفاق، حيث يعتمد المنافقون على حسن القول وكثرة الحلف باليمين لإقناع الناس بصدقهم، بينما يضمرون الشر في قلوبهم، مشيرا إلى أن من علامات الكذب المبادرة بالحلف بالله، حيث يلجأ الكاذب إلى القسم دون أن يُطلب منه، ليجعل يمين الله ستارًا لكذبه، وهو ما حذر منه القرآن الكريم. 

كما بيَّن "الهدهد"، أن المنافق يظهر السعي في الخير بينما يضمر الفساد، إذ قال الله تعالى: "وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها"، موضحًا أن كلمة "سعى" تُستخدم غالبًا في الخير، ولكن هنا جاء استخدامها ليكشف زيف هؤلاء الذين يدّعون الإصلاح بينما هم أدوات للفساد. 

وأكد أن الله سبحانه وتعالى قدَّر لكل مخلوق رزقه قبل أن يُخلق، مستشهدًا بقوله تعالى: "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين"، داعيًا الجميع إلى الاعتماد على السعي والعمل والأخذ بالأسباب، والابتعاد عن النفاق الذي يؤدي إلى هلاك المجتمعات بالفساد وهلاك الحرث والنسل.

مقالات مشابهة

  • مصرع امرأة وإصابة 4 أشخاص بحادث سير في صلاح الدين
  • ماجد المصري: اتمرنت في النادي الأهلي.. وكان لدي رغبة أن أكون واحدا من أبطال الرياضة المصرية
  • أنت أقوى.. أحمد هارون: النفس أخطر من الشيطان.. فيديو
  • بهجلي يجري اتصالا مع القيادي الكردي صلاح الدين دميرطاش!
  • أخطر رجل فى العالم
  • ضبط 7 أطنان من الأدوية المهربة في صلاح الدين
  • الدردير يشيد بأداء صلاح الدين مصدق.. تفاصيل
  • القرآن حذر منه.. أخطر أشكال الفساد يدمّر الحرث والنسل
  • إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح
  • أحمد موسى: ترامب زق زيلينسكي إمبارح 3 مرات وكان ناقص يوقعه من على الكرسي