العُلا- خالد بن مرضاح
أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن إقامة النسخة الثانية من كأس العُلا للهجن التي ستُقام في الواحة القديمة في الفترة من 24 إلى 27 أبريل 2024. وتشكّل هذه البطولة التي تُنظّم بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن، علامةً بارزة في عالم سباقات الهجن، مع سلسلةٍ من السباقات المذهلة التي تقدم مزيجاً فريداً بين الرياضة والتراث والترفيه.

كأس العُلا للهجن رسخ مكانته على قمة سباقات الهجن في العالم، مدفوعةً بالنجاح الاستثنائي الذي حققته نسختها الافتتاحية العام الماضي، حيث استقطبت 2550 زائراً. تزداد النسخة الحالية تميزاً مع إعلان وزارة الثقافة السعودية عام 2024 عاماً للإبل، احتفاءً بأهميتها الثقافية وارتباطها الوثيق بتراث المملكة العربية السعودية. حيث يكرّم كأس العُلا للهجن هذا الإرث العريق ويتيح الفرصة أمام الجمهور للتعرّف على ثقافة المملكة في أجواء رياضية مميزة. تعليقاً على هذا الموضوع قال زياد السحيباني، رئيس قطاع الرياضة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا: “تألق كأس العُلا للهجن على قمة سباقات الهجن حول العالم، إذ ترسّخ مكانة العُلا كوجهة رياضية تراثية رائدة على الصعيد الدولي. مع اقتراب موعد النسخة الثانية المرتقبة هذا العام، يزداد الحماس للمشاركة في هذا الحدث الاستثنائي الذي يجمع بين التميز الرياضي والتراث الثقافي، حيث يُتيح للجمهور فرصة عيش تجربة فريدة. تماشياً مع استراتيجية قطاع الرياضة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، يهدف كأس العُلا للهجن إلى خلق مشهد رياضي استثنائي يعرض تراثنا العريق أمام العالم، يُرسي أسساً راسخة للنمو والتطوير في السنوات القادمة”.

 

تعكس البطولة المنتظرة طموحات العُلا الرياضية، حيث تجسد التكامل المميز بين التقاليد العريقة لسباقات الهجن والحداثة في تنظيمها، كما تُعزز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز رائد للرياضات التراثية على مستوى العالم، ما يبشر بمستقبلٍ واعدٍ يحمل آفاقاً واسعة للنمو والتطور. تثري البطولة المُقامة في قرية مغيراء للرياضات التراثية، تجربة الزوار مع أروع الفعاليات والمنافسات على مدار أربعة أيام من الترفيه المتكامل. تشهد نسخة العام الجاري مشاركة نخبة من نجوم هذه الرياضة على مستوى المنطقة، احتفالًا بهذا الإرث التاريخي العريق. كما تضمن كأس العُلا للهجن جوائز نقدية كبيرة وكؤوس مرموقة تخلّد إنجازات الفائزين، ما يشجع على المشاركة ويرفع مستوى التنافسية لتحقيق أفضل النتائج. بدوره، قال رامي المعلم، نائب الرئيس لقطاع إدارة الوجهات السياحية والتسويق بالهيئة الملكية لمحافظة العُلا: ” تُبشر عودة كأس العُلا للهجن بحدثٍ مُنتظر يُلامس شغف المجتمع السعودي، باعتبارها تراثاً متأصلاً في ثقافتنا وتقاليدنا منذ القدم. وحققت النسخة الأولى من البطولة نجاحاً باهراً في العام الماضي، حيث سلطت الضوء على أهمية الهجن في الثقافة العربية بين الماضي والحاضر. تأتي النسخة الثانية من الكأس لتحتفي بهذا التراث العريق، الأمر الذي يؤكد فخر شعبنا وارتباطه العميق بجذوره الأصيلة”. تُقدم كأس العُلا للهجن تجربةً ثقافية ترفيهية استثنائية، تُعيد إحياء تقاليد سباقات الهجن العريقة في المملكة العربية السعودية والمنطقة. تروي البطولة أيضاً قصة هذه الرياضة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع الميلادي، تسلط الضوء فيه على الدور البارز الذي تلعبه الإبل في ثقافة المجتمع السعودي؛ سواء في الماضي أو الحاضر؛ وذلك ضمن محيط العُلا الصحراوي بتفاصيله الساحرة. كما تتألق البطولة كواحدة من أبرز الفعاليات الرياضية ضمن جدول فعاليات لحظات العُلا، والتي عززت مكانة العُلا كوجهة متكاملة للتجارب الثقافية والرياضية عالمية المستوى. يعد هذا الحدث المرموق شهادة على التزام العلا المستمر بالحفاظ على التراث الثقافي، مما يضمن بقاء نسيج تراثها الغني نابضًا بالحياة وملائمًا للأجيال القادمة. من خلال تنشيط مشهدها الثقافي في هذه الفعاليات، تعزز العلا مكانتها كوجهة فريدة يلتقي فيها إرث الماضي وابتكار المستقبل، لتقدم نموذجًا للتكامل بين التراث والحداثة. وسيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بكأس العُلا للهجن قريباً، بما في ذلك جدول السباق والأنشطة المُرافقة للبطولة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: العلا عام الابل 2024 كأس العلا للهجن سباقات الهجن

إقرأ أيضاً:

أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة

بعد آلاف السنين من انهيارها، عادت مدينة إسبرطة اليونانية القديمة إلى عناوين الأخبار، كنموذج صالح للمقارنة مع إسرائيل 2024، من حيث هي مثال يحتذى أو يُخشى، بما تجسده من عسكرة وتمجيد للدم والتراب مهما كلف الثمن، وكذلك بتعريفها للتماسك الوطني والسلطة بأنها معاداة للإنسانية لا تتحقق إلا بحرب لا نهاية لها.

بهذه المقدمة انطلق رئيس قسم الأدب المقارن في الجامعة العبرية في القدس البروفيسور يوآف رينون في مقارنة بين إسرائيل واليونان القديمة، معتبرا أن مثال إسبرطة بما تجسده من نزعة عسكرية جامحة لا ينطبق تماما على إسرائيل، بل إن المثال الأقرب إليها هو أثينا بنزعتها الإمبراطورية التي أعلنت عنها صراحة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المفوض العام للأونروا: وقف عمل الوكالة في فلسطين يعني الكارثةlist 2 of 2صحف عالمية: مرضى غزة يواجهون خطر الموت ونتنياهو لا يريد إنهاء الحربend of list

ومن السمات البارزة لأثينا في أثناء فترة الحرب أزمة الزعامة، حيث كان الزعيم الأثيني بريكليس يعمل على أساس رؤية سياسية محددة، ويميز بين مصلحته الشخصية ومصلحة الدولة، إلى أن اغتصب مكانته الديماغوجيون الذين حولوا رؤيتهم الخاصة لنجاحهم الشخصي إلى سياسة عامة، وإن لم يعلنوا "أنا الدولة"، لأن دولتهم كانت تقوم على الديمقراطية، ولكنهم تصرفوا على ضوء هذا المبدأ التوجيهي، وفقا للكاتب.

كاريزما نرجسية جوفاء

وكان ألكيبياديس من أبرز الديماغوجيين وهو، حسب مقال البروفسور بهآرتس، يشترك في عديد من السمات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإن كان ثمة فارق كبير بين الرجلين، إذ كان ألكيبياديس واحدا من أكثر القادة والعسكريين موهبة في عصره، وهو ما لا يمكن أن يقال عن نتنياهو الذي عمل سنوات على رعاية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما أدى إلى رعب السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

إعلان

ورغم أن نتنياهو يتمتع بالكاريزما مثل ألكيبياديس، فإن جاذبيته لا تستند إلى أي محتوى جوهري خلافا للأثيني، بل هي كاريزما نرجسية جوفاء، لا يوجد خلفها سوى فراغ -كما يقول الكاتب- فلا إيمان بالسلام ولا أمن ولا اقتصاد ولا شيء، بل كل ما هو موجود هو نتنياهو نفسه، وقد وُصِف بأنه "ساحر"، وهو كذلك بالفعل، ولكنه يذكرنا بـ"ساحر أوز" الزائف الذي نجح في تسويق نفسه على أنه ساحر، ولكن هذا الرجل يشبه عناوين الصحف الشعبية التي لا شيء وراءها.

وكان ألكيبياديس هو الذي دفع أثينا، في خضم الحرب مع إسبرطة، إلى فتح جبهة إضافية خارج اليونان في صقلية، وكانت النتيجة تشكيل اتحاد غير عادي بين دول المدن في صقلية وإسبرطة، وانتهت الحملة بهزيمة أثينا في الحرب وخسارة الإمبراطورية التي كانت تمتلكها ذات يوم.

وبعد أن كانت أثينا تعتبر المحرر لكل اليونان من التهديد الفارسي، أصبح ينظر إليها بسبب بحروبها الداخلية باعتبارها وكيلا للطغيان يهدف إلى إخضاع اليونان كلها، وبدأت إسبرطة تدريجيا في تولي دور ممثل الحرية، كمحرر مستقبلي لليونان من نير أثينا.

وعلى الرغم من بعض أوجه التشابه بين هذا الوضع وإسرائيل اليوم -كما يقول الكاتب- فهناك أيضا فرق رئيسي، وهو أن القرن الخامس قبل الميلاد كان قرن السفسطائيين، وهم خبراء فن الإقناع، ومن مبادئهم الأساسية "المعقولية"، وكان على المرء، لإقناع الجمعية العامة المسؤولة عن اتخاذ القرارات السياسية، عرض قضيته بحجج عقلانية تستند إلى تقييم واقعي للموقف.

منظر لمعبد البارثينون بأثينا (رويترز) منطق مجنون

وعندما أقنع ألكيبياديس الأثينيين بالذهاب إلى الحرب مع صقلية تقدم بحجج عقلانية واستند إلى الحقائق ومسار الأحداث الفعلي، أما إسرائيل اليوم، تحت قيادة نتنياهو، فلا تقودها الحقائق بل الأكاذيب، والمبدأ التوجيهي المركزي الأساسي هو الاعتبارات المسيحانية، وبالتالي غير العقلانية، فالمسيحانية لها عقلانية ومنطق غير عقلاني على الإطلاق، إنه منطق مجنون، حسب الكاتب.

مصير أثينا ومصير اليونان ينبئان بما سيحل بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقد أدت نهاية الحرب التي مرت منذ قرون إلى نهاية الديمقراطية في أثينا وإلى بداية حكم الطغيان الذي استلزم ذبح عديد من مواطني أثينا الديمقراطيين

لذا، فالتاريخ الأثيني لن ينفعنا هنا -كما يقول الكاتب- بل علينا الرجوع إلى تاريخ القومية اليهودية، إلى فترة الهيكل الثاني والثورة الكبرى ضد الرومان التي أدت إلى تدمير القدس والهيكل وعديد من الوفيات، ثم إلى ثورة بار كوخبا التي أدت بدورها إلى مزيد من الدمار ومزيد من الموت.

إعلان

وكما شهد المؤرخ الذي وثق تلك الثورة، فإن عديدا من سكان القدس وصفوها بأنها جنون مطلق، وكانت النهاية مروعة، لأن ذلك هو ما يقود إليه المنطق غير العقلاني الذي من سماته المميزة "الكل أو لا شيء"، وهو أسلوب تفكير قائم على أن نكون أو لا نكون، عندما يكون مبرر الوجود ومبرر عدم الوجود متطابقين، أي إذا لم يكن بوسعي أن أظل موجودا في ظل ظروف مسيحانية، فإن الاحتمال الوحيد والخيار الأخلاقي الوحيد الذي يبقى لي، هو أن أتوقف عن الوجود.

وإذا تكرر التاريخ، كما تنبأ ثوسيديدس، فإن مصير أثينا ومصير اليونان ينبئان بما سيحل بإسرائيل والمنطقة بأسرها، وقد أدت نهاية الحرب التي مرت منذ قرون إلى نهاية الديمقراطية في أثينا، وإلى بداية حكم الطغيان الذي استلزم ذبح عديد من مواطني أثينا الديمقراطيين، ودفع أكبر عدد منهم إلى ارتكاب أعمال إجرامية.

مقالات مشابهة

  • العملة القديمة بالخرطوم: سارية حتى اكتمال الترتيبات
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
  • مهرجان محمد بن زايد للهجن ومزاينة الإبل “اللبسة” ينطلق الأربعاء المقبل
  • القفة التقليدية..تراث يختفي في الأسواق
  • برعاية رئيس الدولة.. مهرجان محمد بن زايد للهجن ومزاينة الإبل «اللبسة» ينطلق الأربعاء المقبل
  • مركز الإمارات للهجن .. ريادة في نقل الأجنة وتطوير السلالات
  • أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
  • دراسة تكشف سرًا عمره 5700 عام.. ما السبب وراء تقويم قرون الأغنام في مصر القديمة؟
  • عشرون شوطًا في اليوم الثاني لسباقات الهجن ببركاء
  • مدرب قطر: طوينا صفحة الماضي ونتطلع للمنافسة في خليجي 26