ألــوان| بابلو بيكاسو.. مؤسس الفن التكعيبي
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يُعد أشهر الرسامين والنحاتين على مر التاريخ، ذلك الفنان التشكيلي الإسباني، وأحد أشهر الفنانين في القرن العشرين، وينسب إليه الفضل في تأسيس الحركة التكعيبية في الفن، كما كان كاتبا، وشاعرا، ومؤلفا، مسرحيا، فلقب بالـ "الفنان الشامل".
نشأته
ولد بابلو رويز بيكاسو فى ٢٥ أكتوبر عام ١٨٨١، بمدينة ملقة في جنوب إسبانيا لأسرة متوسطة الحال وكان بابلو هو الطفل الأول فيها، وكانت أمه تدعى ماريا بيكاسو أما والده فهو الفنان خوسيه رويز الذي كان يعمل أستاذُا للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم وكذلك كان أمينًا للمتحف المحلي، وقد تخصص في رسم الطيور والطبيعة.
بدايته الفنية
أظهر بابلو شغفه ومهارته في الرسم منذ سن مبكرة، وكانت أمه تقول أن من أولى الكلمات التي نطقها بابلو كانت تعنى "قلم رصاص"، وفي السابعة من عمره تلقى بابلو على يد والده تدريبًا رسميًا في الرسم والتصوير الزيتى وكان رويز فناناً تقليدياً وأستاذاً أكاديمياً مما جعله يعتقد أن التدريب المثالى يعتمد على النسخ المنضبط ورسم أجساد بشرية من نماذج حية، وهكذا أصبح بابلو منشغلاً بالرسم على حساب دراسته.
وقام والده بتأجير حجرة صغيرة له بجوار المنزل يستطيع فيها بيكاسو العمل بمفرده، وكان والده يقوم بزيارته عدة مرات في اليوم وتفحّص رسوماته والتناقش معه حول بعض الأمور أحياناً، وبعدها قرر والد بيكاسو وعمه إرساله إلى أكاديمية مدريد الملكية في سان فيرناندو وهى أهم أكاديمية للرسم في البلاد، وبحلول عام ١٩٠٥ كان بيكاسو قد أصبح من الرسامين المفضلين لدى اثنين من جامعى اللوحات الأمريكيين وهما الناقد الفنى ليو شتاين وأخته الكاتبة جيرترود شتاين ومن بعدهما أصبح الأخ الأكبر مايكل شتاين وزوجته سارة أيضاً من جامعى لوحات بيكاسو.
ورسم بيكاسو، بورتريه للكاتبة جيرترود وابن أخيها ألان شتاين ومن بعدها أصبحت جيرترود هي الراعى الرسمى لأعمال بيكاسو حيث كانت تحصل على رسوماته ولوحاته وتعرضها في صالون منزلها بباريس، وفى إحدى هذه التجميعات لأعمال بيكاسو في منزلها عام ١٩٠٥ التقى بيكاسو بهنرى ماتيس والذي أصبح فيما بعد صديقه مدى الحياة وكذلك منافسه.
إنجازاته الفنية
وخلال هذه اللقاءات تعرف بيكاسو بكلاريبيل كون وأختها إيتا كون واللتين كانتا من جامعى اللوحات الأمريكية، وبدأتا في جمع لوحات بيكاسو وماتيس، وعام ١٩٠٧ شارك بيكاسو في أحد المعارض الذي افتتح في باريس على يد دانيال هنرى كانفيلير وقد كان كانفيلير مؤرخاً ألمانياً وجامعاً للوحات والذي أصبح فيما بعد واحداً من أبرز المتعاملين في بيع اللوحات في فرنسا في القرن العشرين كما كان من أول أنصار المدرسة التكعيبية التي تبناها بابلو بيكاسو وجورج براك.
وفى باريس في حي مونمارتر وحى مونبارناس تعرّف بيكاسو بالعديد من الأصدقاء البارزين والذين كان من بينهم الكاتب والشاعر أندريه بريتون والشاعر أبولينير غيوم والكاتب ألفريد جارى والثلاثة من الفرنسيين، وفى عام ١٩١١ تم القبض على أبولينير غيوم لاشتباهه في سرقة لوحة الموناليزا من متحف اللوفر وقد أشار في الحديث إلى بيكاسو الذي كان قد جلب هو الآخر للاستجواب إلا أنه قد تمت تبرئتهما بعدها.
مؤسس المدرسة التكعيبية
بيكاسو أحد أكثر الرسامين شهرةً وتأثيرًا في القرن العشرين، ولا يزال يحظى بتقديرٍ لإتقانه العمل الفني وإبداعه البصري وتعاطفه العميق، هذه الصفات مجتمعة جعلت منه فنانًا ثوريا، وكان مشهورًا بقدرته على إعادة خلق نفسه مرات عديدة وبشكل لا متناهي، والتحول من نمطٍ لآخر بشكل جذري حيث يبدو أن حياته كانت نتاج خمسة أو ستة فنانين عظماء بدلًا من واحد فقط.
غالباً ما يتم تصنيف أعمال بيكاسو على فترات، ورغم اختلاف أسماء تلك الفترات إلا أن الشائع عن تقسيم أعمال بيكاسو هو: الفترة الزرقاء وتبدأ من ١٩٠١ حتى ١٩٠٤، والفترة الوردية والتى تنحصر من ١٩٠٥ حتى ١٩٠٧، كما كانت هناك الفترة الأفريقية، لتكون بدايتها من عام ١٩٠٨ حتى ١٩٠٩، ولا ننسى المرحلة التكعيبية التحليلية والتى تعد من اهم المراحل الفنية فى حياة بابلو بيكاسو حيث تبدأ من ١٩٠٩ حتى ١٩١٩.
رحيل
رحل بابلو بيكاسو يوم ٨ أبريل عام ١٩٧٣ بمدينة موجان بجنوب فرنسا، وفي الذكرى المئوية لميلاده في ١٩٨١، استحدثت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» جائزة «ميدالية بيكاسو» لتمنح للشخصيات البارزة في عالم الفن والثقافة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: فن تشكيلي بابلو بیکاسو
إقرأ أيضاً:
رمضان بين نوستاليجا "الثمانينيات" وعصر "AI"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان لشهر رمضان في الثمانينيات سحر خاص لا يزال يحنّ إليه الكثيرون كانت الأجواء تمتزج بروح البساطة والدفء العائلي، حيث لم تكن التكنولوجيا قد تسللت إلى تفاصيل حياتنا كما هو الحال اليوم.
كان السحور يتميز بالفول والطعمية والزبادي، وصوت المسحراتي الذي يجوب الشوارع بطبلته ينادي بأسماء أهل الحي، في مشهد أصبح اليوم جزءًا من الذكريات.
قبل الإفطار، كانت العائلة تلتف حول مائدة رمضان بوجبات تقليدية محضرة بحب، وأصوات الراديو تملأ المكان بدعاء الشيخ محمد رفعت أو الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، بينما يترقب الجميع مدفع الإفطار الذي كان يعلن بدء الولائم العائلية.
لم يكن هناك تشتت بين شاشات الهواتف أو قنوات لا حصر لها، بل كانت المتعة تتجسد في انتظار فوازير شريهان أو نيللي، والمسلسلات التي اجتمع عليها الجميع، مثل "ليالي الحلمية" أو "رأفت الهجان".
أما اليوم، فقد تغيرت أجواء رمضان بشكل كبير فأصبح الإيقاع أسرع، والعادات أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا. فحلّت التنبيهات الهاتفية محل صوت المسحراتي واتصالات الأهل والأقارب للتهاني بالشهر الفضيل.
وبدلًا من السهر في الشارع مع الأصدقاء، بات الناس يقضون أوقاتهم على هواتفهم الذكية، يتابعون المسلسلات على منصات البث، ويطلبون وجبات الإفطار والسحور عبر تطبيقات التوصيل.
وأفقدت مواقع التواصل الاجتماعي والانشغال بالهواتف العائلات بعضًا من روح التجمع حول المائدة، ومع تعدد القنوات والمنصات الرقمية، لم يعد هناك مسلسل واحد يتابعه الجميع، بل أصبح لكل فرد اختياراته الخاصة على منصات البث.
كما أصبحت "السوشيال ميديا" جزءًا أساسيًا من شهر رمضان، حيث يتشارك الناس يومياتهم الرمضانية عبر الصور والمنشورات، ويُجرى التسوق لزينة رمضان عبر الإنترنت بدلًا من الأسواق الشعبية.KJU[F
ولن نتعجب اذا أصبحت العزائم والزيارات العائلية تتم بالذكاء الاصطناعي"AI" أو أصبح الفانوس "روبوت" يغني "وجوي يا وحوي".
على الرغم من التغيرات الكبيرة التي طرأت على أجواء رمضان بين الثمانينيات واليوم، يظل هذا الشهر رمزًا للتقوى والتقارب العائلي، وتذكيرًا بقيم المحبة والتكافل، وإن اختلفت الوسائل والطقوس فسواء كنا نقضي ليالي رمضان في تجمعات حقيقية أو عبر محادثات الفيديو، وسواء كنا نزين بيوتنا بزينة يدوية أو نشتريها أونلاين، يظل لرمضان روح خاصة لا يمكن أن تتغير، لكنها تمتزج مع واقع جديد يفرض نفسه بطرق أخرى، ليظل دائمًا شهرًا مميزًا عبر كل الأزمنة.