توالت ردود الفعل الأفريقية والدولية بعد قيام جنود من الحرس الرئاسي في النيجر باحتجاز الرئيس محمد بازوم داخل القصر الرئاسي في العاصمة نيامي، في حين لم يصدر أي بيان عن سبب الاحتجاز كما لم يعلن الجيش بعد أي موقف من هذه الأحداث.

وقالت رئاسة النيجر إن الحرس الرئاسي بدأ "حركة مناهضة للجمهورية عبثا"، مؤكدة أن الرئيس وأسرته بخير، وأضافت أن الجيش لم يدعم الحرس الرئاسي، وأنه مستعد لمهاجمته "إذا لم يعد لرشده".

وفي تصريحات للجزيرة، قال محمد سيدي حبيب الله، عضو وحدة الاتصال الإعلامية في رئاسة النيجر، إن الجيش قد يتدخل في الساعات المقبلة لحسم الأوضاع في العاصمة.

وفيما لم يتضح سبب سلوك الحرس الرئاسي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من رئيس النيجر -تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته- أن ما وقع "تعبير عن الاستياء من جانب الحرس الرئاسي، لكن المحادثات جارية مع الرئيس"، وأضاف المصدر أن "الرئيس بخير"، وأنه "سليم وبصحة جيدة، ومع عائلته في المقر".

ونقلت وكالة الأناضول عن رئاسة النيجر أن قائد الحرس الرئاسي الجنرال عمر تشياني -الذي يتولى منصبه منذ 10 سنوات- يقف وراء احتجاز الرئيس بازوم.

وتأتي هذه المستجدات تزامنا مع حديث عن اعتزام الرئيس بازوم مؤخرا إقالة تشياني من منصبه.

قلق أفريقي

وتعليقا على ما يجري في نيامي، قال رئيس نيجيريا بولا تينوبو إن قادة مجموعة الإيكواس لن يقبلوا أي حركة تعيق شرعية السلطة وعملها في أي جزء من غرب أفريقيا.

وأكد تينوبو، وهو أيضا رئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أنه على تشاور مع قادة غرب أفريقيا بشأن النيجر، وقال "سنحمي ديمقراطيتنا التي عملنا بجهد لاستحقاقها".

كما أدانت مجموعة "إيكواس" بأشد العبارات محاولة الانقلاب في النيجر، وقالت في بيان "ندعو المتآمرين وراء الانقلاب إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب ديمقراطيا بشكل فوري ودون شروط".

وحمّلت المجموعة "الضالعين في محاولة الانقلاب المسؤولية عن سلامة الرئيس وأسرته وأعضاء الحكومة".

من جهته، قال رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي إن الاتحاد الأفريقي "يدين بشدة توجه بعض الجنود لزعزعة المؤسسات الديمقراطية في النيجر"، واعتبر أن ما يجري "خيانة للواجب الجمهوري"، وحث الجنود على "التوقف فورا عن هذا التصرف غير المقبول"، ودعا المجتمع الدولي إلى "إعادة الجنود فورا ودون شروط إلى ثكناتهم".

تنديد أوروبي

ومن جانبه، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم إن الاتحاد "قلق للغاية" إزاء الأحداث الجارية في النيجر، وذلك بعد ورود تقارير عن محاولة انقلاب هناك.

وأعرب بوريل في رسالة عبر منصة تويتر -التي باتت تحمل علامة إكس "X"- عن "قلقه الكبير حيال الأحداث التي تجري في نيامي"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى مجموعة إيكواس في تنديدها بما يحدث.

وفي برلين، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن الوضع في دولة النيجر لا يزال غير واضح، وذلك بعد تقارير تحدثت عن وقوع انقلاب عسكري.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، إن "الوضع هناك، كما أبلغني الزملاء، لا يزال غير واضح تماما. ونحن على تواصل مع سفارتنا هناك، ومع الشركاء الدوليين، وسنتخذ تدابير مناسبة بطبيعة الحال، إذا تطلب الأمر ذلك".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية إن من السابق لأوانه الحكم على الوضع هناك، لافتا إلى أن الجنود الألمان "آمنون في الوقت الحالي".

ويحتفظ الجيش الألماني بقاعدة نقل جوي في العاصمة نيامي لدعم المهام العسكرية في غرب أفريقيا، وتحظى هذه القاعدة بأهمية بالنسبة لعملية سحب القوات الألمانية الجارية من مالي المجاورة.

وانتخب محمد بازوم في عام 2021 ليكون أول رئيس عربي للنيجر، ويعد حليفا مقربا لفرنسا.

وقبيل تنصيبه في 2 أبريل/نيسان 2021، أوقفت السلطات عسكريين بتهمة التحضير لمحاولة انقلابية ضد رئيس البلاد.

وتعد النيجر من أكثر دول العالم التي شهدت انقلابات في تاريخها المعاصر، إذ سجلت 4 انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960، فضلا عن العديد من محاولات الانقلاب الفاشلة.

وكان آخر انقلاب في الدولة الأفريقية قد حدث في فبراير/شباط 2010، وأطاح بالرئيس مامادو تانجا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحرس الرئاسی غرب أفریقیا فی النیجر

إقرأ أيضاً:

إدانات واسعة| استهداف المستشفي السعودي في مدينة الفاشر بالسودان.. ماذا حدث؟

تتواصل الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع ، التي اندلعت في أبريل 2023 والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح الملايين عن منازلهم ووقوع نصف السكان فريسة للجوع.

 استهداف المستشفي السعودي في مدينة الفاشر 

وقد حوصرت الفاشر لأشهر العام الماضي (2024) من قبل قوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل نحو 800 شخص.

أدانت مصر استهداف المستشفي السعودي في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السودانية، والذي أدي إلى مقتل عدد كبير من الأبرياء ممن لجأوا للمستشفي للحصول علي الخدمات الطبية.

واستهجنت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، استهداف البنية التحتية المدنية والمرافق العامة ومنشآت الرعاية الصحية التي تلعب دورا محوريا في توفير الخدمات الأساسية للمدنيين في السودان الشقيق، الأمر الذي يعد انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني وقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان التي تكفل لها الحماية.

وجددت مصر مطالبتها بضرورة وقف التصعيد في الفاشر الذي يؤدي استمراره إلى وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء والعزل، معربة عن تعازيها للشعب السوداني الشقيق ولأسر الضحايا.

إدانة المملكة العربية السعودية 

عقّبت وزارة الخارجية السعودي على التقارير التي تفيذ باستهداف المستشفى السعودي في منطقة الفاشر وذلك بالتزامن مع نشر الأمم المتحدة تقريرا لفتت فيه إلى المخاوف في منطقة الفاشر.

وأعربت الخارجية السعودية في بيان عن "إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وأكدت الخارجية في بيانها على "رفض المملكة لهذه الانتهاكات، مشددةً على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الصحي والإنساني، وعلى أهمية ضبط النفس وتجنب استهداف المدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 15 أبريل 2023م، معبرةً عن صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل".

وكانت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السودان، كليمنتاين نكويتي سلامي قد أعربت بتقرير، الجمعة، عن "القلق البالغ بشأن تقارير شن هجوم وشيك من قوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وإزاء سلامة المدنيين العالقين في تبادل إطلاق النار".

وناشدت سلامي، وهي أيضا منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، "جميع أطراف الصراع التفكير في الكثير من الأرواح البريئة المعرضة للخطر وحثتها على خفض التوترات"، كما حثت الأطراف على "إعطاء الأولوية لحماية المدنيين وفق التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. وحذرت من أن زيادة العنف لن يؤدي سوى إلى تعميق المأساة للمدنيين وعرقلة آفاق السلام والاستقرار في السودان".

وورد بتقرير الأمم المتحدة أن "قوات الدعم السريع كانت قد أصدرت بيانا في 20 يناير، تضمن إنذارا نهائيا للقوات المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية لمغادرة الفاشر بحلول ظهر يوم الأربعاء، مما يشير إلى هجوم وشيك. وفي ردها أعربت القوات المسلحة السودانية عن استعدادها لمقاومة الهجوم".

انتهاكاً صارخاً وخطيراً للقوانين والمعاهدات الدولية

وأعرب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن إدانته واستنكاره الشديدين للاعتداء الذي استهدف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر. وأكد الأمين العام، أن هذا الاستهداف يمثل انتهاكاً صارخاً وخطيراً للقوانين والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية، التي تلزم بحماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية.

ودعا إلى ضرورة توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية والمنشآت الصحية في السودان، لتمكينهم من أداء واجباتهم الإنسانية على الوجه الأكمل، خاصةً في ظل الظروف القاسية التي يمر بها الشعب السوداني الشقيق.

وشدد البديوي على أهمية احترام القوانين الدولية والإنسانية، وضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات التي تهدد أرواح الأبرياء وتعرقل مساعي الجهود الإنسانية.

من جانبها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر. 

واعتبرت وزارة الخارجية، أن قصف المستشفى يمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، الذي يهدف إلى ضمان سلامة المرضى والطواقم الطبية العاملة في المستشفيات، والحفاظ على المنشآت الصحية في أوقات الحروب، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لحماية الأعيان المدنية.

وعبّرت الوزارة عن تعازي دولة قطر لأسر الضحايا وحكومة وشعب جمهورية السودان، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل.

كما أدانت الإمارات واستنكرت بشدة استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.

وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، على موقف دولة الإمارات الداعي للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وعلى ضرورة حماية المرافق والمؤسسات الطبية والعاملين في القطاع الصحي، مشددا على ضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.

ودعا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها القانونية والإنسانية وفق إعلان جدة ووفق آليات منصة «متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان«، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية، مؤكدا على أهمية العمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في السودان.

مقالات مشابهة

  • رئيس «الاتحادية للهوية والجنسية» يستقبل قائد الحرس الوطني
  • رئيس الكونغو يتوعد متمردي إم 23 ودعوات للتهدئة
  • رئيس الحكومة النمساوية: نسعى إلى وقف الهجرة غير الشرعية وليس إدارتها
  • عاجل | الرئيس الأميركي يوقع مذكرة رسمية تأمر بالتحضير لتوسيع منشأة احتجاز المهاجرين في قاعدة غوانتانامو البحرية
  • «الشعب الجمهوري»: تصريحات الرئيس السيسي برفض التهجير تؤكد عراقة الدولة المصرية
  • الشعب الجمهوري: الرئيس السيسي يجدد موقف مصر التاريخي الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • غياب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة يتسبب في ضياع فرص إنهاء الانقلاب وتحرير اليمن من الحوثيين
  • رئيس «برلمانية الشعب الجمهوري»: مصر تحبط مخطط أمريكا لتهجير الفلسطينيين
  • إدانات واسعة| استهداف المستشفي السعودي في مدينة الفاشر بالسودان.. ماذا حدث؟
  • رئيس برلمانية الشعب الجمهوري: مصر أفشلت مخططات تهجير أهل غزة وتصفية القضية الفلسطينية