نتنياهو: الاستعدادات لاجتياح رفح جنوب قطاع غزة ستستغرق وقتا
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، اليوم الأربعاء 20 مارس 2024، إن الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح رفح، جنوبي قطاع غزة المحاصر، "ستستغرق وقتا"، في حين شدد على أن جيش الاحتلال سيواصل عملياته العسكرية في إطار حربه على القطاع بـ"بكل قوة"، جاء ذلك في خطاب متلفز تحدث فيه عن مكالمته الأخيرة مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في ظل تصاعد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، على خلفية إدارة الحرب المتواصلة على غزة منذ 166 يوما.
وقال نتنياهو: "لقد اتفقنا منذ البداية (مع إدارة بايدن) على ضرورة القضاء على حماس . لكن خلال الحرب، ليس سرا، كانت لدينا اختلافات في الرأي حول أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف". وتابع "في بداية الطريق (في إشارة إلى أول أيام الحرب) قلت للرئيس: لا يمكن هزيمة حماس دون دخول الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة".
وتابع نتنياهو "في مكالمتنا (مع الرئيس الأميركي) الأخير قلت له: لا يمكن استكمال النصر دون دخول الجيش إلى رفح، وذلك من أجل القضاء على بقية كتائب حماس. سنفعل نفس الشيء هذه المرة"، في إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد اجتاح غزة برا في عملية انطلقت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واستهدفت في مراحلها الأولى المناطق الشمالية للقطاع، رغم التحذيرات الدولية.
وأضاف مخاطبا "المواطنين الإسرائيليين" قائلا: "أريدكم أن تعلموا أنني صادقت بالفعل على الخطة العملياتية للجيش الإسرائيلي، وسنصادق قريبًا أيضًا على خطة إخلاء السكان المدنيين من مناطق القتال"، واستطرد "لقد طلب الرئيس بايدن، الذي أقدر دعمه، أن يقدم لنا مقترحات رجاله في المجال الإنساني أو في قضايا أخرى"؛ وذلك في تعليق على تأكيد البيت الأبيض أن نتنياهو وافق على إرسال فريق من مختلف الأجهزة الأمنية لـ"بحث العملية العسكرية" المحتملة في رفح.
وتابع "كما قلت، مررنا بمراحل كنا فيها على اتفقنا مع أصدقائنا، ومررنا بمراحل لم نتفق معهم. في النهاية، قمنا دائمًا بما هو ضروري لأمننا، وسنفعل ذلك هذه المرة أيضًا". وكان نتنياهو قد قال إنه كشف "بكل وضوح" للرئيس الأميركي "إننا عازمون على استكمال عملية القضاء على هذه الكتائب (حماس) في رفح، ولا يوجد سبيل للقيام بذلك إلا بالعمل على الأرض".
المصدر : وكالة سوا
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
هآرتس: نتنياهو يواجه صعوبة في استئناف الحرب على غزة
سلطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا قرر إعادة شن الحرب على قطاع غزة، وذلك في ظل الضغط الداخلي المتزايد لاستمرار المفاوضات لإتمام صفقة التبادل والمطالبة بالإفراج عن جميع المحتجزين بالقطاع.
واستعرض المحلل العسكري البارز عاموس هرئيل -في مقاله بالصحيفة- الوضع الذي وصلت له صفقة تبادل الأسرى في نهاية مرحلتها الأولى في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، باستلام إسرائيل 4 جثث والتعرف على هوياتهم لاحقا بمركز الطب الشرعي، بينما أفرجت إسرائيل عن نحو 600 أسير فلسطيني.
وأكد هرئيل أن الدعم الشعبي الكبير في إسرائيل لاستمرار تنفيذ الاتفاق قد يدفع نحو تحقيق تقدم إضافي في المفاوضات، ولكنه أشار في المقابل إلى أن إسرائيل تبحث مع الوسطاء تمديد المرحلة الأولى بدلا من الدخول في الثانية التي تتطلب الانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف الحرب عليه، لتجنب دخول نتنياهو في صدام مع شركائه المتطرفين في الحكومة.
كما تطرق المحلل العسكري إلى عقبة أخرى تتمثل في أن حماس تشترط أن يكون الإفراج عن قياداتها "مفتاحا" لمراحل أخرى من الاتفاق، حيث، تبقى لديها في غزة 59 محتجزا، يُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة، وفقا للمعلومات المستمدة من شهادات المفرج عنهم مؤخرا.
إعلان تأييد واسعويقول هرئيل إن "نتنياهو يدرك أن هناك تأييدا واسعا داخل إسرائيل لإتمام الصفقة، حتى لو تطلب ذلك تقديم تنازلات كبيرة، خاصة بعد المشاهد المؤثرة في الجنازات الجماعية للجثث التي أفرجت عنها حماس، وتزايد الضغوط عليه لإيجاد حل سريع يعيد بقية الأسرى، في ظل شهادات المحررين منهم حول الظروف القاسية التي عاشوها خلال أسرهم، كما أن الجانب الفلسطيني يسعى إلى تمديد وقف إطلاق النار على الأقل حتى نهاية شهر رمضان المقبل".
وينقل عن مصادر أمنية إسرائيلية تقديرها بأنه لا تزال هناك ظروف مواتية لتعزيز الإفراج عن عدد من المحتجزين، لكن سيكون من الصعب إتمام الصفقة بأكملها.
وبرروا ذلك بوجود تضارب في مصالح الأطراف. وتقول هذه المصادر إن "حماس تطلب ثمنا باهظا من حيث عدد الأسرى ومكانتهم العليا مقابل الإفراج عن كل أسير في المرحلة الثانية، كما تصر أيضا على وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وأن تضمن الولايات المتحدة عدم تعرض قادتها للأذى في نهاية المرحلة".
ويلفت المحلل العسكري إلى طبيعة الضغوط التي يتعرض لها نتنياهو من اليمين المتطرف داخل حكومته، الذي يطالب بالعودة إلى العمليات العسكرية فورا، ويشير إلى أنه سبق وتعهد لقيادات هذا التيار بأنه سيستأنف القتال قريبا، وهو ما يضعه أمام معضلة صعبة بين تلبية مطالب شركائه المتطرفين أو الانصياع للمطالب الشعبية والدولية بالمضي قدما في الصفقة.
ويرى هرئيل أنه "من المشكوك فيه أن يقرر نتنياهو العودة إلى الحرب بهذه السرعة، ولكن بمرور الوقت سيواجه صعوبة في إتمام الصفقة والحفاظ على ائتلافه، نظرا للحاجة إلى تمرير ميزانية الدولة للعام الحالي بحلول نهاية مارس/آذار المقبل".
الدور الأميركيويناقش المحلل العسكري الدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة الأميركية بقيادة الرئيس ترامب، الذي أشار إلى أنه وضع القرار بشأن الاستمرار في المفاوضات أو استئناف الحرب بيد نتنياهو، مع استمرار المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف في الجهود الدبلوماسية لإطلاق المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى
إعلانولكنه في المقابل ينقل عن ضباط كبار في المؤسسة الأمنية أنهم يعتقدون أن ترامب لم يتخل عن خططه لعقد "صفقة ضخمة" مع المملكة العربية السعودية، والتي قد تشمل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل. ويرى هؤلاء -حسب هرئيل- أن "هذه الصفقة ستتطلب وقف الحرب في غزة، وهو ما قد يضع مزيدا من القيود على نتنياهو في حال قرر العودة للقتال".
ويقول هؤلاء أيضا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية لا تستبعد احتمال استئناف العمليات في غزة من دون معارضة أميركية، ويشيرون إلى أن إيال زامير، الذي سيتولى منصب رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي الأسبوع المقبل، يخطط لهجوم عسكري جديد يهدف إلى إلحاق خسائر كبيرة بحماس وإضعافها عسكريا لإجبارها على تقديم تنازلات أكبر في المفاوضات.
عقبات عديدةويرى هرئيل أن "الخطة تواجه عقبات عدة، أبرزها الخطر الذي يشكله استمرار القتال على حياة الرهائن المتبقين، بالإضافة إلى الخسائر المحتملة في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي. كما أن العودة إلى القتال ستصطدم بمعارضة أميركية محتملة، خاصة إذا لم يتم تحقيق تقدم سريع في المفاوضات خلال الأسابيع القليلة المقبلة".
وفي حين يشير المحلل العسكري إلى احتمال نجاح الجهود الدبلوماسية لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصا أن حماس قد تكون مستعدة للموافقة على تشكيل حكومة خبراء لإدارة القطاع، بمشاركة السلطة الفلسطينية ودعم دولي، فإنه يرى أن العقبة الأساسية لدى إسرائيل هي مستقبل الجناح العسكري لحماس، وهو ما ترفض إسرائيل التساهل فيه.
ويحذر في المقابل من أن إسرائيل قد تجد نفسها أمام خيار استئناف الحرب، رغم المخاطر السياسية والأمنية الكبيرة التي قد تترتب على ذلك، وذلك في حالة لم تسفر المفاوضات عن نتائج ملموسة خلال الأسابيع المقبلة.
ويختم مقاله بالقول "في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، لكن المؤكد هو أن قرار نتنياهو سيكون مصيريا، سواء في مستقبل الحرب أو في بقائه السياسي ذاته".
إعلان