تعيش مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، كساداً وأزمات اقتصادية ومالية متعددة، مع استمرار المليشيات في خنق الحركة التجارية عبر مضاعفتها للجبايات وفرض قوانين جديدة.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء، يشكو التجار وأصحاب المشاريع من حالة كساد غير مسبوقة تشهدها المدينة ومناطق سيطرة الجماعة الحوثية، على عكس السنوات الماضية، جراء التراجع الكبير في القدرة الشرائية لدى المواطنين.

وأكد العشرات من التجار أن حالة الكساد وتراجع المبيعات خلال الأسابيع الماضية غير مسبوقة، بالنظر إلى الحركة التجارية والنشاط الشرائي الذي يصاحب دخول شهر رمضان ويمتد إلى ما قبل عيد الفطر المبارك.

محذرين من أن استمرار هذا الوضع يهدد بخسائر كبيرة وإفلاس نسبة كبيرة من المشاريع والتجار، وخاصة في قطاع المواد الغذائية والاستهلاكية في ظل تراجع إقبال المواطنين عليها جراء ضعف القدرة الشرائية لديهم، مع استمرار جماعة الحوثي في رفض صرف المرتبات من الإيرادات التي تتحصلها.

وما يعزز مخاوف وتحذيرات القطاع التجاري –كما يقول التجار– هو إجراءات مليشيات الحوثي ضدهم والقوانين التي سنتها العام الماضي لمضاعفتها للجبايات التي تتحصلها منهم تحت مسميات (ضرائب – زكاة – رسوم)، حيث تفرض المليشيات تحصيلها بالقوة من قيمة البضائع الموجودة لديهم دون النظر لحالة الكساد الذي تعيشه الأسواق.

مصادر اقتصادية أشارت لـ"نيوزيمن" إلى أن ما تعانيه مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، هي نتيجة طبيعية لسياسات المليشيات خلال السنوات الماضية، برفضها دفع الرواتب التي كانت تمثل أهم مصادر القوة الشرائية للمواطنين، وفي ذات الوقت تشن حرباً منظمة ضد القطاع التجاري.

وأوضحت المصادر أن سياسة المليشيات دفعت بغالبية السكان بمناطق سيطرتها إلى هاوية الفقر، وباتت النسبة الأكبر منها تعتمد حالياً على المساعدات الإنسانية وعلى تحويلات المغتربين في الخارج أو العاملين في المناطق المحررة.

وفي حين تؤكد المصادر بأن هذه التحويلات باتت وحدها من تحول دون انهيار الوضع الاقتصادي والإنساني بمناطق سيطرة المليشيات، تشير إلى المشكلات التي يعاني منها هذا الملف مؤخراً، بسبب المليشيات.

حيث توقفت أغلب التحويلات من مناطق الشرعية إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي بعد قيامها بمنع التعامل مع الشبكة الموحدة للأموال التي أطلقها البنك المركزي في عدن.

في حين تحدثت تقارير إعلامية عن وقف التحويلات المالية من الخارج عبر شبكات التحويل العالمية إلى القطاع المصرفي في اليمن، بسبب التصنيف الأمريكي للجماعة الحوثية كجماعة إرهابية.

وتؤكد المصادر الاقتصادية بأن إعاقة وصول تحويلات المغتربين إلى مناطق سيطرة الحوثي واليمن بشكل عام، يمثل كارثة اقتصادية، حيث باتت هذه التحويلات مصدر دخل لآلاف الأسر ومصدرا رئيسيا للعملة الصعبة التي تحتاجها اليمن لاستيراد احتياجاتها من الخارج.

وإلى جانب ذلك، تعاني مناطق سيطرة مليشيات الحوثي من أزمة سيولة حادة من العملة القديمة، لأسباب مختلفة أبرزها تزايد نسبة التالف من العملة واحتفاظ المليشيات بنسبة كبيرة من هذه العملة بسبب الجبايات التي تفرضها.

وما يؤكد ذلك التعميم الأخير الذي أصدره البنك المركزي في صنعاء الخاضع لسيطرة المليشيات إلى وكلاء الحوالات الخارجية بعدم التسليم بعملة الدولار الأزرق، وحصر تسليم الحوالات بالريال السعودي.

ويكشف التعميم حجم الأزمة في السيولة التي تعاني منها مناطق المليشيات من جانب، ومن جانب آخر مخاوف المليشيات من تداعيات التصنيف الأمريكي ورغبتها في الاحتفاظ بأكبر قدر من عملة الدولار.

ويجمع خبراء ومحللون بأن الأزمة المالية والاقتصادية تُنذر بتفجر الوضع في مناطق المليشيات في أي وقت، وأن مخاوف الجماعة الحوثية من هذا مثل أحد الأسباب التي دفعتها إلى تنفيذ رغبات إيران بمهاجمة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

مليشيا الحوثي تختطف مدير مستشفى “يوني ماكس الدولي" بصنعاء

اختطفت مليشيا الحوثي (المصنّفة على قائمة الإرهاب) اليوم الخميس، مدير مستشفى “يوني ماكس الدولي” في العاصمة اليمنية صنعاء.

وافاد مدير عام مكتب حقوق الإنسان في العاصمة صنعاء المعين من الحكومة المعترف بها دوليا “فهمي الزبيري”: ‏بأن ”مليشيا الحوثي اختطفت الدكتور باسم العامري مدير مستشفى يوني ماكس الدولي اليوم، من شارع القيادة بصنعاء”.

واوضح على حسابه في موقع “إكس” أن اختطاف العامري جاء ضمن “حملة اختطافات واسعة ضد المدنيين وتعيش حالة تخبط وارتباك بعد السقوط المدوي لنظام الأسد في سوريا”.

ويوم الأربعاء، أشارت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إلى اعتقال المليشيا 17 ناشطا وشابا في العاصمة صنعاء بسبب تعبيرهم عن فرحتهم بسقوط نظام بشار الأسد في سورياؤ واقتادتهم إلى سجون سرية.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في بيان، حملة القمع والاختطاف الحوثية التي طالت النشطاء في مناطق الصافية والسبعين.

وفي اليوم نفسه، افادت مصادر حقوقية، بأن المليشيا الحوثية اختطفت عضو مجلس محلي في مديرية الحوك بمحافظة الحديدة (غربي البلاد)، إبراهيم عايش الرزيقي، وأودعته أحد سجونها بالمدينة، دون معرفة الأسباب.

وجاء ذلك بعد أن منحته الأمان بالعودة إلى مناطق سيطرتها بعد أن كان قد التحق بالحكومة المعترف بها دولياً.

يأتي ذلك ضمن سلسلة انتهاكات ترتكبها المليشيا بحق الناشطين والمواطنين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها، وسط صمت دولي واممي مريب.

مقالات مشابهة

  • الشميري: إيران تراهن على الحوثي لتحقيق أهدافها الاستراتيجية رغم المخاطر
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
  • الحرب تحرم آلاف الطلاب السودانيين من امتحانات “الثانوية” .. تنطلق السبت المقبل في مناطق سيطرة الجيش وفي مصر
  • صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه
  • إيران تحضر لهجوم جديد على غرار 7 من أكتوبر.. من هذه الجبهات
  • خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل
  • نتنياهو: الحوثيون ذراع إيران الأخيرة وسيدفعون ثمناً باهظاً
  • بلا قيود تدعو إيران الى إلغاء قانون العصور الوسطى المخزي الذي يرسخ سلطة النظام الوحشي
  • مليشيا الحوثي تختطف مدير مستشفى “يوني ماكس الدولي" بصنعاء
  • مساحات الجريمة تتسع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. مقتل أب على يد إبنه وأربع إصابات أخرى في حوادث عنف متفرقة بمحافظة إب .. عاجل