مليارات الدولارات في البنوك بفوائد بـ اليورو سنويا .. الاتحاد الأوروبي يكشف خطته للاستفادة من الأصول المجمدة لروسيا
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يبدو أن الاتحاد الأوروبي قرر أن يبحث عن مصادر تمويل إضافية للحرب الأوكرانية الروسية، في ظل استمرار جهود دعم أوكرانيا، وزيادة التسليح لجيشها، لمواجهة طموح الدب الروسي لانجاح خططه في الحرب ضد أوكرانيا، حيث تسعى أوروبا لموقف طموح الرئيس المعاد انتخابه لمدة 6 سنوات فلاديمير بوتين، وبالتوازي مع البحث عن تلك المصادر المالية، يسعى الاتحاد إلى خلق منظومة تسليح ذاتية داخل دول أوروبا، وزيادة تمويل صناعة الأسلحة للحفاظ عن الأمن القومي الأوروبي.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة zdf الألمانية، فإن دول الاتحاد تسعى للاستفادة من الأموال الروسية المجمدة داخل دول العالم، وبالفعل بدأ الحديث علنا داخل مفوضية الاتحاد الأوروبي لتنفيذ تلك الفكرة، وبالأكيد سوف يكون الهدف الأول لاستخدام تلك الأموال هو توفير الأسلحة المطلوبة لاستكمال أوكرانيا لحربها ضد الجيش الروسي، وهنا نرصد تفاصيل التحركات الجديدة للاتحاد الأوروبي.
دخل الفوائد للحفاظ على أصول التمويل
وبحسب تقرير الصحيفة الألمانية، تريد مفوضية الاتحاد الأوروبي شراء أسلحة من أوكرانيا باستخدام دخل الفوائد من الأصول الروسية المجمدة، وبالنسبة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فإن الأمر واضح: "لا يمكن أن تكون هناك رسالة أقوى ولا استخدام أفضل لهذه الأصول من استخدامها لجعل أوكرانيا وأوروبا بأكملها مكانًا آمنًا للعيش فيه"، وهذا ما صرحت به في ستراسبورج الأسبوع الماضي.
فيما يوضح جوزيب بوريل هذا الأمر بشكل ملموس في تصريحاته اليوم، حيث قال إن الاتحاد الأوروبي يريد إضافة 90% من دخل الفوائد من الأصول الروسية المجمدة إلى مرفق السلام الأوروبي، وهذا من شأنه أن يزيد من المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا، وأعلن منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي هذا الاقتراح منتصف النهار في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، وبحسب بوريل، فسوف يتم تحويل الأوراق النقدية إلى أسلحة، حيث من المقرر أن يناقش رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي هذا الأمر في قمتهم التي تبدأ يوم الخميس، وأضاف: "آمل أن نتمكن بسرعة من التوصل إلى اتفاق وتحويل الأوراق النقدية إلى أسلحة، فالجنود يحتاجون إلى أسلحة في أيديهم للدفاع عن شعبهم".
الأموال الروسية مجمدة في الاتحاد الأوروبي
وبحسب الخطوات التي اتخذها الاتحاد على بدء روسيا لحربها ضد أوكرانيا، جمد الاتحاد الأوروبي أصول الدولة الروسية المستثمرة في الاتحاد الأوروبي في فبراير 2022، حيث تم تجميد حوالي 260 مليار يورو، إلى جانب دول مجموعة السبع وأستراليا، معظمها أصول البنك المركزي الروسي.
وبحسب تقرير الصحيفة الألمانية، فإن أكثر من ثلثي هذا المبلغ، أي حوالي 210 مليار يورو، موجود في الاتحاد الأوروبي، وقد اتخذ الاتحاد إجراءات اقتصادية، بحسب يكون لتلك الأموال عائد مالي سنويا، ونتيجة لتلك السياسات، فإن الاتحاد الأوروبي. يكسب فائدة، تصل إلى ثلاثة مليارات يورو سنويا.
انتقادات حادة.. على الاتحاد الأوروبي مصادرة الأصول ذاتها
بنجامين هيلجنستوك يقوم بإجراء الأبحاث والتدريس حول العقوبات الروسية في كلية كييف للاقتصاد والجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، وفي مقابلة مع ZDFheute، انتقد الاتحاد الأوروبي لعدم جرأته على الاستيلاء على الأصول بنفسه، وقال : "يتطلب الوضع أن نحاسب روسيا على جرائمها والأضرار التي تسببها في أوكرانيا، وكذلك من خلال الاستيلاء على أصول روسيا لإعادة بناء أوكرانيا"، ولكن هيلجنستوك يضيف: "ولكن يبدوا أنه لا يوجد ثقة في قدرة الاتحاد على اتخاذ خطوة مصادرة الأصول الروسية، فعلى الرغم من عقوبات الاتحاد الأوروبي، فمن الصعب تعقب أصولهم".
ويتساءل الباحث: "في أي مكان آخر في أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى يمكن جمع هذه الأموال فيها، ويقدر البنك الدولي تكلفة إعادة الإعمار بنحو 500 مليار يورو، ولكن القيمة الحقيقية في القرار المنتظر هو معاقبة النظام الروسي، فلماذا لا يتم اتخاذ خطوة مثل تلك".
هيلجنستوك: مصادرة أموال الدولة الروسية أمر محتمل
وبحث هيلجينستوك، فإنه يجب أن تؤخذ المخاوف القانونية بعين الاعتبار، ويقول: "علينا أن نمنع روسيا من جرنا إلى المحكمة في مرحلة ما مما يؤدي إلى خسارتنا هناك، وإذا قمنا بخطوة مصادرة الأموال فيجب أن تكون خطوة وفقا لخطوة قانونية، وإلا فسيكون الأمر كارثيًا، وبالنظر للواقع، فقد تصرفت الدولة الروسية بشكل ينتهك القانون الدولي، لذلك سيكون من الممكن في المقابل مصادرة أصول الدولة الروسية".
وعندما سئل عما إذا كانت الدول الأخرى ستسحب احتياطياتها من الاتحاد الأوروبي، قال هيلجنستوك: "إذا كان عليك كبنك مركزي استثمار مئات المليارات من الدولارات، فعليك أن تفعل ذلك في مراكز مالية موثوقة وفي أصول سائلة، فالخيارات المتاحة كثيرة"، ومن غير المرجح نسبيا أن تقوم الصين، على سبيل المثال، بالتخلص من احتياطياتها في هيئة ذهب، وهذه ليست الطريقة التي تعمل بها إدارة احتياطيات البنك المركزي".
وفي المقابل هل تستطيع روسيا مصادرة أصول شركات الاتحاد الأوروبي في روسيا؟ تعتبر الأعمال الانتقامية الروسية حجة شائعة، ويقول هيلجنستوك: "ربما، ولكن روسيا تفعل ذلك على أي حال وبشكل مستقل تماما عما نفعله بالاحتياطيات الروسية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الدولة الروسیة
إقرأ أيضاً:
كيف تؤثر سياسات المجر على حرب أوكرانيا وعلاقة الاتحاد الأوروبي بالرئيس ترامب؟
في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى توحيد صفوفه وتعزيز موقفه المشترك لمواجهة التدخلات الأمريكية في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، برزت المجر كعقبة رئيسية تُهدد هذا التماسك.
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة دبلوماسية دون تنسيق مسبق مع الحلفاء الأوروبيين، مما أدى إلى توتر العلاقات مع الضفة الأخرى للأطلسي. وقد عزز هذا التحرك المفاجئ المخاوف من احتمال إجبار أوكرانيا على اتفاق غير متكافئ، قد يضعف أمن القارة الأوروبية على المدى الطويل.
وفي ظل تصاعد هذه المخاوف، بدا أن ترامبيتبنى خطابًا يقترب من المواقف الروسية، حيث وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور بدون انتخابات". ولم يمرّ هذا التصريح مرور الكرام، إذ أثار موجة من القلق داخل الأوساط السياسية الأوروبية، التي تراقب عن كثب تداعيات أي تغير في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية.
على الجانب الآخر، ومع استمرار التصعيد، تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز دعمها المالي والعسكري لأوكرانيا من خلال إطلاق مبادرات جديدة، مع الإبقاء على الضغط المستمر على الكرملين. ومع ذلك، تبرز المجر كعقبة رئيسية قد تعرقل هذه الجهود، حيث تواصل اتباع نهج سياسي مستقل يُثير الجدل داخل الاتحاد.
وفي الوقت نفسه، صعّدت المجر موقفها عبر وزير خارجيتها، بيتر زيجارتو، الذي هدد بعرقلة تجديد العقوبات الأوروبية المفروضة على شخصيات وكيانات روسية وبيلاروسية، والتي تشمل ما يقرب من 3000 فرد ومؤسسة متهمة بالتواطؤ في الحرب.
ومع اقتراب الموعد النهائي لتمديد العقوبات في 15 مارس المقبل، وهو قرار يتطلب إجماع الدول الأعضاء، أعلن زيجارتو أن "هناك حاجة لمنح المزيد من الوقت" للمحادثات بين واشنطن وموسكو، منتقدًا ما وصفه بتسرع بروكسل في اتخاذ قرارات قد تُعرقل جهود السلام. كما أعرب عن معارضته لتخصيص حزم مساعدات جديدة لأوكرانيا، مؤكدًا أن "إنفاق أموال دافعي الضرائب الأوروبيين لإطالة أمد الحرب ليس في مصلحة المجر".
اوربان يصرح بالفشل المحسوم لأوكرانيا في الحرب مع روسيافي ظل هذا التصعيد، يجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام اختبار حقيقي للحفاظ على وحدته، لا سيما مع استمرار بودابست في عرقلة الجهود الأوروبية لدعم أوكرانيا. ووفقًا لدبلوماسي رفيع المستوى، فإن "المجر ترفع سقف المطالب بشكل غير مسبوق"، معربًا عن أمله في تراجعها عن موقفها قريبًا. وأضاف: "ما تحاول بودابست فعله يُعد أمرًا غير مسبوق".
ولم يكن هذا التهديد الأول من نوعه، ففي الشهر الماضي، هددت المجر بعرقلة تجديد العقوبات القطاعية ضد روسيا، والتي تستهدف قطاعات النفط والفحم والتكنولوجيا والتمويل والإعلام. لكنها تراجعت بعد حصولها على ضمانات من المفوضية الأوروبية تتعلق بنزاع غازي مع سلوفاكيا لا صلة له بالحرب. ومع ذلك، عاد زيجارتو ليؤكد أن المفوضية لم تفِ بالتزاماتها، مما يعيد فتح ملف الخلاف من جديد.
وفي سياق متصل، علّق أحد الدبلوماسيين الأوروبيين على الموقف المجري قائلًا: "لقد رأينا هذا السيناريو من قبل. إنها نفس التكتيكات التي تلجأ إليها المجر في كل مرة". من جانبه، أشار دبلوماسي آخر إلى أن هناك دائمًا فجوة بين الخطابات التصعيدية الصادرة عن حكومة فكتور أوربان وبين أفعالها الفعلية على الأرض.
أما فيما يتعلق بالعقوبات، فحتى إذا وافقت بودابست على تجديد العقوبات الفردية قبل الموعد النهائي، فإنها لا تزال تملك حق النقض (الفيتو)، الذي قد يمنع تمرير أي مساعدات إضافية لأوكرانيا. فمنذ ما يقرب من عامين، عطّلت المجر تخصيص أكثر من 6 مليارات يورو من "مرفق السلام الأوروبي" (EPF)، وهي آلية تعوّض جزئيًا الدول الأعضاء عن الأسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا.
Relatedالمجر تتراجع عن استخدام الفيتو: اتفاق دبلوماسي يمهد لتمديد العقوبات الأوروبية ضد روسيااستدعاء للسفراء وإصدار مذكرات اعتقال.. ما الذي يحدث بين بولندا والمجر؟المفوضية الأوروبية تتهم المجر بتقديم خطط مالية غير دقيقة ومضللةوعلى الرغم من المحاولات المتكررة لتجاوز الفيتو المجري، فإن جميع الجهود باءت بالفشل، ما أثار استياء العديد من الدول الأعضاء التي لا تزال تنتظر استرداد مستحقاتها. وفي خطوة جديدة لمحاولة كسر الجمود، اقترحت كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، تقديم مساعدات عسكرية إضافية تشمل المدفعية وأنظمة الدفاع الجوي ومعدات التدريب لدعم أوكرانيا.
وفي ظل هذه التعقيدات المتزايدة، يسابق الاتحاد الأوروبي الزمن للاتفاق على آلية تمويل جديدة. ووفقًا لمسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي، فإن "الوقت الآن هو عامل حاسم، ويجب علينا التحرك بسرعة وفاعلية أكبر"، محذرًا من أن التكلفة المالية والعسكرية لأي تأخير ستكون مرتفعة. وعند سؤاله عن سبل تجاوز الفيتو المجري، أشار إلى أن الاتحاد قد يدرس آليات مثل الامتناع البناء عن التصويت أو جعل المساهمات طوعية بدلًا من إلزامية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أوروبا تخشى صفقة غير متوازنة في مفاوضات أوكرانيا.. هل يدفع ترامب القارة إلى حافة الهاوية؟ ماكرون يحذّر ترامب من التهاون مع بوتين في المفاوضات بشأن أوكرانيا انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" دونالد ترامبالمجرروسياأوكرانياالاتحاد الأوروبي