غياب الدراسات والمعطيات المحيَّنة ووجود برامج مجزأة عوامل تعيق القضاء على التسول بالمغرب
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
قال المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إن غياب دراسات ومعطيات إحصائية محيَّنة حول التسول بالمغرب تشكل عائقاً كبيراً أمام إرساء فعل عمومي قادر على محاربة هذه الظاهرة بشكل فعال، على اعتبار أن آخر بحث وطني حول هذا الموضوع، والذي يعود إلى سنة 2007، كشف أن عدد المتسولين يقدر بنحو 200.000 شخص، وهي المعطيات التي تحتاج إلى تحيين وتدقيق حسب المجلس.
ويشدد مجلس الشامي في رأي أصدره اليوم الأربعاء، تحت عنوان “من أجل مجتمعٍ متماسكٍ خالٍ من التسول”، فإن هذا الأخير، بات ظاهرة اجتماعية شديدة التعقيد، تنجم عن التعرض لعدة عوامل اختطار مرتبطة بالمسارات الشخصية للأفراد المعنيين، وعلى نطاق أوسع بالسياقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وحسب المجلس دائما تساهم هذه العوامل، التي غالبًا ما تكون مترابطة، في تعريض الأشخاص للهشاشة بدرجات متفاوتة، وهو ما يفسر عدم تجانس “بروفايل” المتسولات والمتسولين. وتتمثل هذه العوامل في الغالب في الفقر، وصعوبة الولوج إلى سوق الشغل، والترمل لاسيما بالنسبة للنساء، والطلاق، والتخلي الأسري، وتدني المستوى الدراسي
والتكويني، وتراجع قيم التضامن العائلي، والوضعية الصحية سواء منها البدنية والعقلية، والإعاقة، فضلا عن الاستعداد القبلي لدى المواطن أو المواطنة لمد يد العون للمتسولين.
ومن تم يرى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الرأي الذي اطلع عليه “اليوم24″، أنه أمام استمرار التحديات التي تطرحها ظاهرة التسول، فإن المقاربة المعتمدة حاليا على الصعيد الوطني في مجال محاربة التسول غير ناجعة بالقدر الكافي.
فعلى مستوى المقاربة الوقائية، يعتبر المجلس أن البرامج الاجتماعية لمحاربة الفقر والهشاشة، بسبب طبيعتها
المجزأة ومعايير الاستهداف المعتمدة وكيفيات التنفيذ، لا تتيح التصدي بشكل كاف ومستدام للانعكاسات السلبية
للفقر والهشاشة على الفئات المعوزة، التي تظل في الغالب خارج نطاق تدخل هذه البرامج. ولهذه الأسباب على وجه الخصوص، وتنفيذا للتوجيهات الملكية، انطلق ورش إصالح منظومة الحماية الاجتماعية، وهو الإصلاح الذي يجري تنزيله حاليا.
وعلى مستوى التكفل الاجتماعي، يُسجَّل مجلس الشامي في رأيه حول ظاهرة التسول، أن الموارد البشرية والمادية المخصصة للمراكز الاجتماعية التابعة لمؤسسة التعاون والوطني، وكذا لخطة العمل الوطنية لحماية الأطفال من الاستغلال في التسول تم إطلاقها سنة 2019، لا تزال، حسب الفاعلين الذين تم الإنصات إليهم، محدودة للغاية بالنظر إلى حجم الظاهرة.
كما يرى المجلس أيضا، أنه على صعيد المقاربة الزجرية، فإن تجريم المُشرع المغربي للتسول والتشرد على مستوى الفرع الخامس من مجموعة القانون الجنائي يتسم بمحدودية فعليته وبكونه يتناقض مع مقتضيات أخرى من هذا القانون
ويتنافى مع المعايير الدولية ذات الصلة الجاري بها العمل.
وانطلاقا من هذا التشخيص، يرى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن الحد من ظاهرة التسول،
يقتضي التنزيل المتجانس والمُنسَّق لجملة من الإجراءات الرامية إلى تحقيق هدفين، هما ضمان احترام
مقتضيات الدستور، لاسيما في ما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للأشخاص في وضعية تسول.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: التسول المجلس الاقتصادي والاجتماعي رأي المجلس الاقتصادی والاجتماعی
إقرأ أيضاً:
«الشورى»: اهتمام كبير بملف التشغيل ومتابعة مستجدات «الحماية الاجتماعية»
ـ 4 بيانات وزارية وإجازة 20 مشروع قانون خلال دور الانعقاد السنوي الأول
ـ إجراء 29 تعديلا على مشروع قانون ضريبة الدخل على الأفراد
المعولي: المرحلة القادمة ستشهد المزيد من العمل والتنسيق واستخدام الصلاحيات والأدوات البرلمانية
أكد سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، أن المجلس يولي أهمية بالغة لملف الباحثين عن عمل، حيث شكل لجنة مؤقتة معنية بمتابعة مستجدات هذا الملف، وقامت بجهود حثيثة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالقطاعين الحكومي والخاص لإيجاد آليات لاستيعاب الشباب بمختلف التخصصات، ودراسة المشاريع والفرص المتاحة بسوق العمل، والتحديات التي تواجه التشغيل.
وقال سعادته خلال اللقاء الإعلامي السنوي الذي عقده المجلس اليوم: إنه تم تشكيل فريق من ثلاث لجان، لمتابعة مستجدات منظومة الحماية الاجتماعية، والمشاركة بمقترحات وتوصيات تلبي طموحات وآمال المجتمع.
وأوضح أن المجلس سيواصل خلال دور الانعقاد السنوي الثاني من الفترة العاشرة عمله الرقابي والتشريعي وبذل الجهود من أجل تحقيق الشراكة الوطنية لبناء مستقبل أكثر إشراقا لأبناء عمان.
وعبر سعادته عن ارتياحه لجهود كافة اللجان بالمجلس وما تم إنجازه من أعمال تحت قبة المجلس خلال الفترة الأولى، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من العمل والتنسيق من أجل تحقيق المزيد، وتفعيل أدوار المجلس واستخدام صلاحياته الممنوحة وفق اللائحة التنظيمية وقانون مجلس عمان.
واضح سعادة رئيس المجلس أن المجلس يستند في أعماله إلى نهج واضح مستمد من النظامِ الأساسيِّ للدولةِ وقانونُ مجلسِ عُمانَ اللذين حددا مسارات العمل بالمجلس وفق صلاحيات واضحة بما يُسهم في تعزيز مسيرة التطور والنماء في سلطنة عُمان، مشيرًا سعادته إلى جهود المجلس في المجال التشريعي بما يواكب رؤية «عمان 2040م» مؤكدا على الشراكة والتكاملية بين المجلس والحكومة، كما أثنى سعادته على الجهود الكبيرة التي تقدمها المؤسسات الإعلامية والتفاعل البناء في إيصال رسالة المجلس وإبراز جهوده وأدواره الأصيلة، بما يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بشكل واضح بأعمال المجلس وأدواره.
من جانبه استعرض سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي، أمين عام مجلس الشورى أعمال المجلس خلال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة العاشرة (2023 – 2027م) باعتبارها مرحلة وطنية مهمة استكمل المجلس خلالها ترجمة اختصاصاته وأدواره بخطى ثابتة بما يتوافق والمستجدات التي تشهدها سلطنة عُمان.
كما قدم سعادته شرحا تفصيليا حول أدوات المتابعة المتاحة وفقا لقانون مجلس عمان، ومستوى التفاعل معها من قبل مجلس الوزراء والردود عليها. وأكد سعادته كذلك دور المجلس في التفاعل مع القضايا والملفات الوطنية وفق اختصاصاته ومن منطلق المسؤولية الوطنية.
وأشار سعادة أمين عام المجلس عبر العرض الذي قدمه إلى أن المجلس عقد (12) جلسة اعتيادية خلال دور الانعقاد السنوي الأول ناقشت (4) بيانات وزارية، وأجاز (20) مشروعا لقوانين واتفاقيات محالة من الحكومة، كما شهدت تفعيلا واضحا لأدوات المتابعة من بينها (4) بيانات عاجلة، و(151) طلب إحاطة، و(40) سؤالا، كما تطرق سعادته إلى أن لجان المجلس عقدت أكثر من (121) اجتماعا، وأنجزت (89) موضوعا في مختلف القطاعات، كما نوه سعادته إلى تكاملية وتوافق مشروعات القوانين مع مجلس الدولة عبر الجلسات المشتركة لتعزيز منظومة العمل التشريعي بمجلس عُمان.
وقدم أصحاب السعادة رؤساء اللجان الدائمة بالمجلس ملخصًا بشأن مشروعات القوانين والموضوعات التي درستها اللجان خلال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة العاشرة وفقا لاختصاصات كل لجنة.
وشهد اللقاء الإعلامي لمجلس الشورى مناقشات موسعة من قبل ممثلي وسائل الإعلام تركزت حول جهود المجلس في التعاطي مع بعض القضايا والملفات الوطنية منها الباحثون عن عمل والمسرحون، وتوسيع المستحقين لمنافع المنظومة الاجتماعية إلى جانب موضوع الضرائب وتأثيرها على المجتمع، إضافة إلى الجوانب المتعلقة بقطاع التعليم المدرسي والتعليم العالي، وتوظيف المخرجات في مختلف التخصصات التربوية، هذا إضافة إلى مناقشة مسارات التعليم والتعليم التقني.
وأشار سعادة احمد الشرقي رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بمجلس الشورى إلى أن اللجنة قامت بتعديل وإضافة 29 مادة بمشروع قانون ضريبة الدخل على الأفراد، مؤكدا أن مشروع قانون ضريبة الدخل يأتي في إطار منظومة خليجية موحدة، وسلطنة عمان ضمن هذه المنظومة، مشيرا إلى أن الضريبة تشمل فئة محددة في المجتمع، ولا تنطبق على كافة الفئات، كما أنها تهدف إلى تعزيز موارد بعض الجوانب الاجتماعية، التي تتبناها الحكومة.
من جانبه أكد سعادة جمال بن أحمد العبري، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والابتكار أن اللجنة تواصل مساعيها بالتنسيق مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التربية والتعليم من أجل مواءمة التخصصات مع مخرجات التعليم، وقال: إن اللجنة تتابع بشكل مستمر إيجاد فرص عمل لمخرجات التعليم العالي، وتحث وزارة التربية والتعليم على زيادة عدد المعلمين والمعلمات بقطاع التعليم من العمانيين لخفض مستويات الباحثين عن عمل.
وعلى هامش اللقاء الإعلامي نظم المجلس معرضًا مصاحبًا تضمن استعراض جهود المجلس في الجانب التشريعي، وتفعيل أدوات المتابعة عبر مجموعة من اللوحات والتصاميم التي بينت جهد المجلس خلال دور الانعقاد السنوي الأول من الفترة العاشرة والفترات السابقة.
ويأتي اللقاء تعزيزا لنهج التواصل الفعَال وإتاحة المعلومات لوسائل الإعلام بما يعكس مستوى أداء المجلس وفق اختصاصاته التي حددها النظام الأساسي للدولة وقانون مجلس عُمان، وتقديم عرض شامل لأبرز أعمال المجلس في التشريع والمتابعة وأعمال اللجان الدائمة خلال دور الانعقاد السنوي الأول، كما شكل اللقاء مساحة للحوار البناء والنقاش الهادف مع ممثلي وسائل الإعلام بما يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي عن أعمال المجلس في التشريع والمتابعة، وأدواره ومستوى تعاطيه من القضايا والملفات الوطنية، وتقديم معارف متكاملة عن أعماله عبر معرض صاحب أعمال اللقاء.
عقد اللقاء الإعلامي بحضور سعادة الشيخ أحمد بن محمد الندابي أمين عام المجلس وبحضور أصحاب السعادة أعضاء المجلس رؤساء اللجان الدائمة وبمشاركة واسعة من قبل ممثلي وسائل الإعلام المختلفة في سلطنة عُمان، والمهتمين بمتابعة الشأن البرلماني، والعمل التشريعي.