عاجل : قذائف تعود لعام 1953 .. حرب غزة تنهك مخزون الذخيرة بـإسرائيل
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
سرايا - دفعت الحرب غير المسبوقة على قطاع غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الاقتصاد بشكل كبير في الذخيرة تحسبا لتصعيد في الشمال، لكن ذلك كان على حساب الأداء وسبب حالة ارتباك كبيرة.
ووفق تقرير لصحيفة هآرتس استند إلى شهادات جنود وضباط احتياط بعنوان "فوضى هائلة" فإن الجيش استخدم في غزة ذخائر تعود إلى 1953 وقذائف مخصصة للتدريب فحسب.
وقالت هآرتس إن تعبئة جنود الاحتياط في أشهر الحرب الأولى كانت كبيرة، واستطاع الجيش سد النقص في الأفراد، لكن كان عليه اقتصاد الذخيرة حد اللجوء إلى قذائف تعود إلى الحرب الكورية صلاحيتها شبه منتهية، وإن تذبذب توريد العتاد كان صداعا لوجيستيا وعملياتيا رفع كثيرا نسبة فساد الطلقات وأخطاء التسديد.
وتضيف الصحيفة أن مشكل الذخيرة تبدى أكثر ما تبدى في سلاح المدفعية، حيث يعتقد أن المدافع التي اشتريت من الجيش الأميركي في سبعينيات القرن الماضي قد بلغت الحد الأقصى لكفاءتها الميكانيكية.
ونقلت هآرتس عن عسكري احتياط يعمل في بطارية مدفعية في الشمال قوله شريطة عدم كشف هويته: "كان النقص في العتاد فادحا والأدوات المتاحة تعمل بنصف كفاءتها" قبل أن يضيف أنهم كانوا يعتمدون على "تقنية تعود إلى ما قبل التاريخ: مطرقة صغيرة وبعض الزيت".
ورفعت حرب أوكرانيا تكاليف السلاح، فتضاعف سعر قذيفة المدفعية عيار 155 مليمترا المستخدمة في أوكرانيا ودول حلف شمال الأطلسي "ناتو" وإسرائيل 4 مرات ليبلغ 8400 دولار بعد عامين من الغزو.
ووقعت وزارة الدفاع الإسرائيلية العام الماضي طلبية بـ 68 مليون دولار مع شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية لتوريد هذه القذيفة التي تخطط الولايات المتحدة لإنتاج 80 ألفا منها شهريا، ومع ذلك تبقى وتيرة تصنيعها بعيدة عن تلبية الحاجة الماسة إليها، حيث تحتاج أوكرانيا وحدها 200 ألف منها شهريا.
ومع الغزو الروسي نقلت الولايات المتحدة آلافا من هذه القذائف من مخزون طوارئها في إسرائيل إلى أوكرانيا، وقد شكلت لاحقا جزءا أساسيا من الذخيرة التي عادت لتُورِّدها إلى حليفها الإسرائيلي مع بدء حرب غزة، في جسر جوي وبحري غير مسبوق.
وتقول هآرتس إن قيادة الجيش شرحت بوضوح للقوات أهمية اقتصاد مخصصات الذخيرة تحسبا لتصعيد مع حزب الله.
وأضافت أن إسرائيل تعودت جولات قتال قصيرة في العقود الأخيرة تُستخدَم فيها القوات البرية في المناطق السكنية المكتظة مثل غزة بما يقلص كثيرا استخدام المدفعية، لكن الوضع تغير مع الحرب الحالية حيث تُرافق المدفعية القتال في جبهة الشمال وفي غزة، وكان عليها أحيانا دخول القطاع لتقديم الإسناد للقوات وعدم الاكتفاء بالقصف من وراء الجدار الفاصل.
وتستعرض هآرتس أحد أوجه التعقيد في سلاح المدفعية، حيث إن الطلقات عكسها في البنادق أو مدافع الدبابات ليست موحدة، ناهيك عن أن الرماة لا يستطيعون رؤية الهدف.
وحسب ما ذكره جنود للصحيفة فإن جزءا من المشكل ينبع من الرغبة في اقتصاد الذخيرة تحسبا لتصعيد في الشمال.
وقال ضابط احتياط إن "المخصصات كانت شبه معدومة أحيانا"، وكانوا يلجؤون إلى إطلاق عدد أقل من القذائف المطلوبة ويتسترون على ذلك عند رفع التقارير.
لكن في حالات أخرى كان على قوات المدفعية استخدام الذخيرة بلا اقتصاد لإسناد قوات تواجه وضعا صعبا مثلا.
وجعل شح الذخيرة القوات تتدبر أمرها كيفما اتفق وأحدث ذلك "فوضى هائلة"، فالشحنات لم تكن تُستلم بانتظام إذ تصل أحيانا كل يوم وأحيانا أخرى مرة في الأسبوع أو الأسبوعين وهو وضع لم يعرفه أبدا جنود الاحتياط حتى من شاركوا في حرب لبنان الثانية، ناهيك عن أن كل شحنة تحتاج ضبط المدفع المخصص لها بإطلاق قذيفتين أو ثلاث في فضاء مفتوح للتحقق من الدقة.
ويستغرق نقل الذخيرة حتى على مستوى الكتيبة أياما كاملة بحسب ما نقلت هآرتس عن عسكري احتياط قال إنه بسبب نقص نوع معين من المدافع كان يطلب منهم أحيانا الاقتراب من الجدار الفاصل وأحيانا أخرى الابتعاد عنه بحسب طبيعة القذائف والمدافع المتوفرة.
وأضاف هذا العسكري أن الوضع بلغ من السوء درجة استخدمت فيها الوحدات قذائف مخصصة "للتدريب فقط".
وبلغت الفوضى أقصاها باستخدام ما يسمى في إسرائيل "المخازن الهندية"، (لا يعرف أصل التسمية بدقة لكن إحدى الروايات تقول إنها ذخيرة مصدرها مخزونات الطوارئ الأميركية في الهند)، وهي قذائف عمرها 70 عاما، وبعضها خرج من المصنع في 1953، أي قبل عقد من تصنيع أول قذيفة "إم 109".
ويقدر الجيش الأميركي عمر تخزين قذائف كهذه بـ40 عاما في ظروف مثالية، وقد كان لذلك ثمن في الحرب الحالية فقد تم التخلص من 20% منها لأن الأكياس التي عبئت فيها كانت ممزقة حسب ما ذكر عسكري احتياط، بينما يفترض أن تكون نسبة التلف الناتج عن الاستخدام 1%.
وروى عسكريون آخرون كيف أن الأكياس تنبعث منها رائحة كريهة وكيف أن القذائف بعد استخدامها تسبب سحبا كثيفة من الدخان تجعلهم يسعلون وتضطرهم إلى تبطيء وتيرة القصف، ناهيك عن زيادة وتيرة تنظيف الماسورة.
ولخص عسكري احتياط يعمل في كتيبة نظامية الوضع قائلا "لقد دخلنا حربا أخذتنا على حين غرة، وأطلقنا من القذائف ما يعادل كل الحروب السابقة مجتمعة".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: عسکری احتیاط
إقرأ أيضاً:
«الأغذية العالمي» يعلن نفاد مخزون الطعام في القطاع
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، نفاد مخزونه من الغذاء المخصص للفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بعد فرض إسرائيل حصاراً لمدة 54 يوماً.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، أنه وزّع آخر ما تبقى من مخزونه على ما يقارب 50 مطبخاً، حيث يصطف مئات الآلاف يومياً لأخذ الطعام إلى عائلاتهم.
وقال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي، إن «طرود الطعام المخصصة لتوزيعها على العائلات في المنازل قد نفدت بالفعل، كما نفد الوقود من المخابز التي كانت تستلم دقيق البرنامج منذ أسابيع، ما اضطرها إلى حرق ألواح خشبية لإشعال الأفران قبل إجبارها على الإغلاق في 31 مارس الماضي»، حسبما أوردت صحيفة «فاينانشيال تايمز».
بدورها، قالت وكالة الأمم المتحدة: «لم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من 7 أسابيع، حيث لا تزال جميع المعابر الحدودية الرئيسية مغلقة، وهذا أطول إغلاق يواجهه القطاع على الإطلاق، يستنفد الناس سبل التأقلم، وقد انهارت المكاسب الهشة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار القصير».
ويعاني برنامج الأغذية العالمي من نقص في الأموال المخصصة لإطعام الجياع، حيث انخفض تمويله بنسبة 40% لعام 2025 بسبب التخفيضات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كما تعاني وكالات أخرى، بما في ذلك «وورلد سنترال كيتشن»، أحد أكبر موردي الوجبات في غزة، بعد برنامج الأغذية العالمي، من نفاد الطعام، إذ أعلن نفاد جميع المواد الغذائية البروتينية، وأنه يشغّل آخر مخبز متبقٍّ في غزة، والذي لا يُنتج سوى حوالي 90 ألف رغيف خبز يومياً.
وتُعدّ وكالة الأمم المتحدة أكبر مُزوّد للمنتجات اللازمة لإعداد وجبات في غزة، حيث نزح ما يقرب من جميع سكانها، الذين يزيد عددهم على مليوني مدني، ويعتمدون على منظمات الإغاثة في توفير الغذاء والدواء، ومع قلة عدد الوكالات الصغيرة القادرة على توفير الغذاء، بلغ الجوع وسوء التغذية مستوياتٍ مُزرية في غزة.
في السياق، حث رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إسرائيل على السماح لبرنامج الأغذية العالمي بالعمل في غزة، رافضاً استخدام الغذاء «أداة سياسية».
وقال كارني على موقع «إكس»: «أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للتو، أن مخزوناته من الغذاء في غزة نفدت بسبب الحصار الذي تفرضه الحكومة الإسرائيلية، لا يمكن استخدام الغذاء أداة سياسية». وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس الأول، إن المجاعة أصبحت «واقعاً مريراً» في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.