الأصولية مصطلح يُستخدم بشكل واسع في العديد من السياقات، سواء في الفلسفة، السياسة، الدين، أو حتى في الثقافة. ومع ذلك، فإن مفهوم الأصولية يختلف تبعًا للسياق الذي يُستخدم فيه. في هذا المقال، سنركز على مفهوم الأصولية في السياسة والفكر الاجتماعي.
مفهوم الأصولية:تتميز الأصولية بأنها مذهب أو مفهوم يركز على الالتزام بالقيم والمبادئ التقليدية والأصول الثابتة كأساس للتفكير واتخاذ القرارات.
مكونات الأصولية:
التمسك بالتقاليد والقيم: يعتبر الأصوليون أن التقاليد والقيم هي الأساس الذي يجب الاحتفاظ به وحمايته. ويرون أن التمسك بهذه التقاليد يحافظ على استقرار المجتمع وتماسكه.
المقاومة للتغيير الجذري: يُعتبر التغيير الجذري أو الاختلاف الكبير عن التقاليد والقيم المعتادة خطرًا على استقرار المجتمع، وبالتالي فإن الأصوليين يعارضون التغييرات الجذرية ويرون أنه يجب تبني التغيير بحذر شديد.
المحافظة على الهوية الثقافية: يعتبر الأصوليون أن الهوية الثقافية للمجتمع هي جوهر وجوده، وبالتالي يرون ضرورة المحافظة عليها وحمايتها من التأثيرات الخارجية التي قد تهددها.
أصولية في السياسة:
في المجال السياسي، يعبر المفهوم الأصولي عن السعي لتطبيق القوانين والسياسات بناءً على مبادئ معينة تعود إلى جذور تاريخية أو دينية أو ثقافية. يعتبر الأصوليون أن القيم الثابتة والتقاليد هي الأساس الذي يجب أن يقوم عليه النظام السياسي والقانون.
ومع ذلك، فإن الأصولية ليست بالضرورة متناغمة مع مفهوم الديمقراطية، حيث أنها قد تعرقل عملية التغيير والتطور الاجتماعي، وتقيِّد حقوق وحريات الأفراد بما يتعارض مع تطلعات المجتمعات الحديثة نحو الحرية والعدالة الاجتماعية.
خلاصة:
تُعتبر الأصولية مفهومًا معقدًا يثير الكثير من التساؤلات والنقاشات في السياقات السياسية والاجتماعية. فبينما يرون البعض أنها تحمل معنى الاستقرار والتماسك الاجتماعي، يرون آخرون أنها قد تكون عائقًا أمام التقدم والتطور. وبالتالي، يبقى النقاش حول دور الأصولية في بناء المجتمعات وتشكيل مسارها المستقبلي مفتوحًا ومستمرًّا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مفهوم ا
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف: نمر بمرحلة حساسة تحتاج لاستعادة مفهوم الأمة الواحدة
قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف إن اختيار عنوان المؤتمر الذي تستضيفه مملكة البحرين بالتعاون مع الأزهر الشريف، الحوار الإسلامي - الإسلامي، تحت شعار "أمة واحدة ومصير مشترك"، ويختتم أعماله اليوم الخميس، جاء تعبيرا دقيقا عن التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية".
وأضاف وزير الأوقاف في تصريحات صحفية سابقة أن هذا الشعار عكس حقيقة راسخة، وهي أن مصائر المسلمين مترابطة وأن مستقبلهم لا يمكن عزله عن باقي الأمة، خاصة وأننا نعيش في مرحلة حساسة، تحتاج منا إلى استعادة مفهوم الأمة الواحدة، بعيدًا عن التشرذم الذي أضعف المسلمين لعقود".
وتابع الأزهري أن حجم الحضور في هذا المؤتمر، الذي يضم علماء ومفكرين وقادة رأي من مختلف دول العالم الإسلامي، يحمل دلالة واضحة بأن هناك وعياً متزايداً بأهمية الحوار، خاصة في ظل التحديات المصيرية التي تواجه الأمة.
وأوضح أن هذا الاجتماع هو في ذاته رسالة إلى العالم أجمع بأن المسلمين، رغم محاولات التفريق بينهم، لا يزالون قادرين على الجلوس على طاولة واحدة، والتفكير في مستقبلهم برؤية موحدة، وأن الأمة تملك القوة على التوحد تجاه قضاياها الكبرى.
وأشار إلى أن أكبر المشكلات التي واجهتها الأمة الإسلامية على مدار العقود الماضية، هو أن الحوارات بقيت شكلية، ولم تتحول إلى منظومة مستدامة تُنتج حلولًا واقعية، وهذا المؤتمر يمثل بداية لإطلاق آلية مؤسسية للحوار الإسلامي، آلية لا تكون رهينة للأحداث الطارئة، بل تعمل بشكل مستمر على تقريب وجهات النظر، وتقديم رؤية إسلامية موحدة أمام القضايا الكبرى التي تواجه الأمة.. مؤكدا الحاجة إلى مرجعية حوارية تجمع علماء الأمة، وتضمن استمرارية هذا الحوار.
وأضاف أن التحديات التي تواجه المسلمين اليوم تمتد إلى قضايا كبرى، مثل الاقتصاد والتعليم والهوية والتكنولوجيا، وحتى مستقبل أجيالنا في ظل المتغيرات العالمية، وعلينا أن ندرك أن العالم يتغير بوتيرة سريعة، وإذا لم تكن الأمة الإسلامية قادرة على مواكبة هذه التغيرات والتنسيق فيما بينها، فإنها ستظل في موقع المتلقي بدلاً من صانع القرار.
وأكد على الإيمان العميق بأهمية الحوار الحقيقي فهو السبيل الوحيد لحماية الأمة، داعيا إلى التفكير بجدية في نتائج هذا المؤتمر، وأن يكون بداية لحراك جديد يعيد للأمة الإسلامية دورها الحضاري.
اقرأ أيضاًبرعاية ملك البحرين.. وزير الأوقاف يشارك في مؤتمر «الحوار الإسلامي - الإسلامي»
وزير الأوقاف يشيد بجهود وزارة الخارجية في رعاية مصالح مصر والمصريين في الخارج
أثناء مشاركتها في مسابقة لحفظ القرآن الكريم.. وزير الأوقاف يكرم أسرة متسابقة لقيت مصرعها في حادث سير