دمشق-سانا

يحتفل العالم في الحادي والعشرين من آذار كل عام بيوم الشعر العالمي نظراً لإدراك قيمته العليا التي واكبت التطورات والحضارات، والشعر العربي من أهم ما كتب وقيل في مختلف منظومات العالم الشعرية، لذلك كان مستهدفاً ولا بد من حمايته لأنه من أهم مقومات الهوية والانتماء.

وزير التربية عضو اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد عامر المارديني رأى في تصريح لـ سانا بهذه المناسبة أن الشعر موهبة تمتلك مكونات خاصة بها غير قابلة للتحول وهي قادرة على التأثير في العاطفة والوجدان ولا بد من مراعاة كل ما فيها من أسس وخاصة اللغة والموسيقا، مشيراً إلى أن الشاعر الموهوب يتمكن من تطوير الصور والألفاظ المناسبة للزمان والمكان.

وأضاف المارديني: إن الشعر قادر على زرع القيم التي يريدها الشاعر في روح الطفل واليافع، لذلك كل ما يختلف عن الشعر ذات الموهبة فهو جنس أدبي جديد له احترامه إذا أثبت وجوده، مشدداً على أنه في عالم التربية لا بد من استخدام الشعر في حماية الهوية وتقوية الانتماء لأنه كان وسيبقى مكملاً مهماً فيهما لا بد من حمايته أيضاً.

رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني قال بدوره: إنه في اليوم العالمي للشعر ما أحوجنا للعمل معا من أجل إعادة البريق والبهاء إلى الكلمة ليكون النص الإبداعي قادراً على إحداث الأثر الجميل واستنهاض الهمم للحفاظ على الثوابت والقيم، وتكريس الثقافة الحقيقية القادرة على تخليص الفعل الثقافي مما علق به من أدران نتيجة غياب المنهجية والضمير عند بعض المنظرين الذين قدموا الوهم والغثاء الشعري وامتدحوه حتى أفسد جمال وجلال وقداسة النص الشعري الحقيقي، داعياً إلى الاشتغال على ثورة شعرية حقيقية قادرة على تقديم الإبداع بالطريقة اللائقة بعيداً عن المحسوبيات والمديح المجاني وثقافة الاستعراض.

وأوضح رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي الناطقة باسم اتحاد الكتاب العرب الشاعر توفيق أحمد أنه يوماً بعد يوم يتبين أنه كلما ضاقت أسباب الحياة يحتاج الإنسان إلى عالم الشعر ومكوناته بمعناها الإنساني والحضاري لأنه يتضمن في رسائله القيم السابقة والقديمة، لافتاً إلى أن الشعر سيبقى يبني أخلاقيات ثقافة البناء والانتماء في نطاقها الأوسع التي تنعكس إيجاباً على عموم المجتمع، فهو الجنس الأدبي والثقافي الذي يعكس الواقع ويصوره ويقدمه إلى الحاضر والمستقبل بإيجابياته وسلبياته.

رئيس تحرير مجلة الآداب العالمية في اتحاد الكتاب العرب الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني قال: إنه لو ابتعدت اللغة العربية عن الشعر لفقد جذره وعبيره وجماله فهو التراث العظيم الذي عبق بالماضي والحاضر وقدم كثيراً من الكنوز الثقافية فلا بد من التمسك بالشعر الأصيل مهما دفعنا من الثمن لأنه فخر العرب، مستشهداً بالمفكرين العرب والشاعر الفرزدق بما تمتلكه اللغة من أهمية الشعر وقال للشعر:

سلامٌ على الشِّعْرِ … أنا والشِّعْرُ مرآتا

ابتكارٍ … تفرّدتا بآياتٍ طِوالِ

عكسْنا من كتابِ الفنّ سطراً … فمادَ الفنُّ

قدسيَّ الخِصالِ …

جبالُ المفرداتِ بنا استطالتْ … وأدمنَ زهوُها

سرْجَ المعالي.

وبين رئيس تحرير مجلة فيحاء الطفولة في اتحاد الكتاب العرب الشاعر منير خلف أن الشعر يظل مدوّناً أميناً لتاريخ لحظات الخسارة التي يصاب بها أصحابها الذين يحترقون بنارها لينيروا الطريق أمام مريدي الحق وعاشقي الجمال، يظل الشعر الوهج الذي تتلألأت جراحاتُهُ الخضراء مبشرة برفع منسوب الألم في الروح وبحثها الدؤوب عن الأمل وإزاحة الحجب عن مكامن الجمال.

ولا يحتاج الشعر بحسب خلف إلى عيد يُتوّجُ فيه أهلوه وذووه الذين يصرون على إزالة القبح عن وجه الحياة، كون الذين تضرم رؤوس أصابعهم إيذاناّ بولادة طيور خضر من نزيف الأنامل التي لا تأبه بالنوم من أجل أن تزرع الهناء في عيون محبّيها ومتيّمي فرائدها.

على حين لفتت الشاعرة أمل المناور عضو اتحاد الكتاب العرب إلى ضرورة عدم الخلط بين الشعر والأجناس الأخرى لأنه يعبر عن الواقع بشكل دقيق نتيجة الانفعال الوجداني مما يتأثر به الشاعر، وفي الماضي كانت تقام الأفراح عند اكتشاف شاعر في المجتمع أو في القبيلة، ولكل جنس أدبي حضوره لكن للشعر خصوصية ثابتة يمكن أن تقام من خلاله نظم أخلاقية وتربية وثورات وحالات مختلفة.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: اتحاد الکتاب العرب

إقرأ أيضاً:

"العمل" تؤكد قيمة الإبداع والابتكار في الاحتفال بـ"اليوم العالمي"

مسقط- العُمانية

شاركت سلطنة عُمان دول العالم أمس الاحتفال بـ"يوم الإبداع والابتكار العالمي"، الذي يُوافق الحادي والعشرين من أبريل من كل عام، تأكيدًا على التزامها بتعزيز ثقافة الابتكار وتحفيز ممارساته في مختلف مؤسسات الدولة، وانسجامًا مع مستهدفات التنمية المستدامة ورؤية "عُمان 2040".

ونظمت وزارة العمل بمقرها في محافظة مسقط احتفالًا بهذه المناسبة، تحت رعاية سعادة السّيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة العمل لتنمية الموارد البشرية. وأكّد محمد بن مبارك الكلباني مدير عام التطوير والضمان بوزارة العمل، في كلمته خلال الاحتفال أنّ الاحتفاء بهذا اليوم العالمي يمثل تأكيدًا على أهمية الابتكار باعتباره قيمة وطنية ومحركًا للتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أنّ الابتكار لم يعد مسؤولية فرق معينة، بل هو ثقافة شاملة يجب أن تتجذر في مختلف مستويات العمل المؤسسي، بوصفه أداة تمكين واستمرارية في مواجهة التحدّيات.

وقال الكلباني إنّ وزارة العمل أولت اهتمامًا كبيرًا بتهيئة بيئة داعمة للإبداع من خلال دعم المبادرات، وتحفيز الكفاءات، والاستثمار في المهارات، وتوفير منصات لعرض الأفكار، مؤكّدًا أنّ كل فكرة مهما بدأت بسيطة قد تُحدث فارقًا فعليًّا في تحسين الأداء وتطوير بيئات العمل.

وفي إطار دعم الكفاءات الوطنية، أعلنت وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040" عن إطلاق مبادرتين وطنيتين، هما: "حصر الكفاءات الوطنية في مجالات الابتكار المؤسسي"، و"محترف الابتكار المعتمد"، وتهدفان إلى تأهيل الكفاءات العُمانية في مجالات الابتكار وتطوير القدرات المؤسسية بما يواكب المتغيّرات المستقبلية ويُعزز التنافسية الحكومية.

وشَهِد الحفل عرضًا مرئيًّا بعنوان "منظومة الابتكار المؤسسي وإدارة التغيير"، استعرض أبرز التوجهات والممارسات المعتمدة لدعم الابتكار في بيئات العمل الحكومية.

وتضمن الحفل جلسة حوارية بعنوان "الابتكار المؤسسي: الطريق نحو التميز الحكومي المستدام"، ناقشت سُبل تعزيز الابتكار في العمل المؤسسي وآفاق تطوير الأداء الحكومي، شارك فيها عدد من المعنيين والمختصّين.

ويُعد يوم الإبداع والابتكار العالمي مناسبة للتركيز على أهمية الاستثمار في العقول، وبناء منظومة وطنية متكاملة تُسهم في تحويل الأفكار إلى حلول مستدامة تخدم أهداف الدولة التنموية.

حضر الاحتفال عدد من المسؤولين والمختصّين والمهتمين بمجالات الابتكار والتطوير المؤسسي.

يُشار إلى أن احتفاء سلطنة عُمان بهذا اليوم يأتي في وقت تشهدُ فيه توسعًا في تبنّي ممارسات الابتكار المؤسسي؛ إذ تعمل الجهات الحكومية على تنفيذ برامج ومبادرات نوعية تُسهم في تحسين بيئة العمل، وبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والتجديد والإبداع.

مقالات مشابهة

  • "العمل" تؤكد قيمة الإبداع والابتكار في الاحتفال بـ"اليوم العالمي"
  • نقيب المحامين ينعى البابا فرنسيس: رحل بعد مسيرة مشرفة في خدمة الإنسانية
  • قصائد «الأخطل الصغير» تُحيي ليلة مميزة في مكتبة محمد بن راشد
  • مصلحة الضرائب توقع بروتوكول تعاون مع اتحاد خبراء الضرائب العرب
  • الشيب المبكر: الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي في سن الشباب
  • أدباء مغاربة يشيدون بمنجزات الشارقة الثقافية على المستوى العربي
  • تكريم عدد من المثقفين العرب مع انطلاق الدورة 30 لمعرض الرباط للكتاب
  • صوت الناس.. مواطن يواجه بلاغات كيدية ويناشد وزير الداخلية لحمايته
  • سلامة ناعيا الشاعر لحود: أبرع في تعريب الشعر الفرنسي
  • رئيس حزب البيئة العالمي يحذر من خطر كبير يهدد كوكب الأرض