محمود عليوة.. صحفي كشف ما تسعى إسرائيل إلى إخفائه
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
غزة- لم يَثن الهجوم الوحشي والخاطف لجيش الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى الشفاء، الصحفي محمود عليوة، عن مواصلة التغطية وتوثيق جرائم الاحتلال بحق المواطنين، فكان الصوت الذي خرج عبر الحصار، كاشفا ما تسعى إسرائيل إلى إخفائه، مستمرا في عمله المهني منذ بداية العدوان على قطاع غزة، رغم كافة المخاطر التي تعرض لها.
واستطاع عليوة يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار الجاري، نقل وقائع ما يمارسه الاحتلال من إجرام في محيط المستشفى وداخله إلى العالم، عبر مداخلاته الإعلامية التي تحدث فيها عن شهادته بما يُمارس ضد الطاقم الطبي وآلاف النازحين المقيمين في المستشفى، واستمر في التغطية إلى أن أقدمت قوات الاحتلال على اعتقاله.
وكان عليوة مَن نقل من داخل مستشفى الشفاء خبر اعتقال قوات الاحتلال مراسل الجزيرة الزميل إسماعيل الغول، مع عدد من الزملاء الصحفيين من داخل المجمع بعد الاعتداء عليهم، قبل أن يتم الإفراج عن الغول لاحقا، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي حصار واقتحام المجمع الطبي والمناطق المحيطة به، وأقر في بيان صادر عنه بإعدام وقتل 90 فلسطينيا في داخل المستشفى، واعتقال نحو 300.
قوات الاحتلال اعتقلت الصحفي محمود عليوة من داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة أثناء حصاره (الجزيرة) الصحفي الناشئوُلد عليوة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، في مايو/أيار 1998، وحصل عام 2020 على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة، وبدأ عمله الصحفي متدربا في العديد من وسائل الإعلام المحلية.
ذكر عدد من زملاء عليوة للجزيرة نت أنه أظهر مهارة عالية في عمله الصحفي، أهّلته للعمل بوظيفة مُعد برامج في إحدى الفضائيات الفلسطينية المحلية، وبعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأ عليوة في تغطية الأحداث وكشف جرائم الاحتلال عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر تطبيق "إنستغرام".
عانى عليوة من سياسة تقييد المحتوى الفلسطيني من قبل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم إغلاق حسابه في تطبيق "إنستغرام" أكثر من مرة، كان آخرها نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو ما دفعه لإنشاء حساب جديد.
وتمكّن عليوة مع من بقي من زملائه الصحفيين في منطقة شمالي قطاع غزة، من ملء فراغ كبير أحدثته سياسة الاحتلال، بتغييب وسائل الإعلام عن التغطية قسرا واستهدافها بشكل متكرر، وهو ما أدى إلى استشهاد نحو 130 صحفيا، وتدمير مقرات معظم وسائل الإعلام، فكان حسابه على المنصة مصدرا للعديد من وسائل الإعلام التي استمدت منه الكثير من مقاطع الفيديو والصور، التي توثّق الأحداث وجرائم الاحتلال وتفاصيل الحياة اليومية في شمالي القطاع.
نقل الصحفي الناشئ عمليات انتشال الشهداء من الشوارع والمنازل، كما ركّز على توثيق ما خلّفته قوات الاحتلال من تدمير لممتلكات المواطنين عقب انسحابها من الأحياء التي اجتاحتها، ولم تخلُ رسائله المصورة من التركيز على صمود سكان شمالي قطاع غزة، وإصرارهم على البقاء ورفض سياسة تهجيرهم من قبل إسرائيل.
وكان للقصص الإنسانية حيز واسع من تغطيته، حيث ركّز على مظلومية السكان وما يتعرضون له من عمليات إبادة جماعية تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وكان من المقاطع اللافتة حوار أجراه مع طفل، روى له كيف أصيب برصاص الاحتلال وتم تغريز جرحه دون تخدير، وكيف واساه والده بالطلب منه قراءة القرآن، ساردا في ذات الوقت معاناة أسرته في مراكز الإيواء.
بين الناس ومعاناتهمنشط عليوة خلال الأسابيع الأخيرة بكشف آثار سياسة التجويع الإسرائيلية في شمالي القطاع، فكان من الصحفيين الذين وثقوا عبر مقاطعهم المصورة مجازر الاحتلال المتكررة ضد المدنيين الجائعين على دوار النابلسي ودوار الكويت، حيث كانوا يأتون للحصول على المساعدات الإنسانية، وهو ما عرضه لخطر الموت أو الإصابة.
وفي أحد المقاطع التي صورها يوم 6 مارس/آذار الجاري، وثق عملية إطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي بشكل مباشر عليه وعلى المواطنين، وبدا صوت عليوة مع خلفية صوت الرصاص وهو يقول: "إطلاق نار كثيف وعنيف على المواطنين بشكل مباشر، هذه ليست المرة الأولى التي نوثق فيها إطلاق النار على المواطنين، لكن هذه المرة على دوار الكويت شرق مدينة غزة".
كما وثق معاناة سكان شمالي القطاع مع قدوم شهر رمضان في ظل استمرار سياسة التجويع، ونشر في 10 مارس/آذار على حسابه يقول: "عارفين شو يعني إنك تنزل تعمل تقرير عن رمضان في غزة واستقبال الأهالي له؟ وتلاقي الناس مش لاقية شي تشتريه لرمضان، سواء كان سحور أو فطور؟".
ولم يَسلم عليوة نفسه من آثار التجويع الإسرائيلي، وكتب في 12 مارس/آذار: "لليوم الثاني على التوالي السحور ماء فقط.. على أمل أن نجد ما نتسحره في اليوم الثالث من رمضان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات قوات الاحتلال وسائل الإعلام مارس آذار
إقرأ أيضاً:
حركة المجاهدين: استهداف مستشفى كمال عدوان يعكس سياسة ممنهجة لقتل الحياة في غزة
أدانت حركة المجاهدين الفلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة وإحراقها بالكامل، مؤكدة أن هذه الجريمة تأتي ضمن سياسة صهيونية ممنهجة تهدف إلى قتل كل مظاهر الحياة في القطاع المحاصر.
وأوضحت الحركة، في بيان لها اليوم، أن مواصلة الاحتلال لجرائمه البشعة بحق الجرحى والمرضى والطواقم الطبية تمثل استخفافاً صارخاً بكل القوانين والأعراف الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكدت أن هذه الممارسات تعكس العقلية النازية التي ينتهجها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأشارت الحركة إلى أن استهداف المنشآت الطبية يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، لا سيما في ظل النقص الحاد في الخدمات الصحية والإمكانات الطبية التي يعاني منها قطاع غزة نتيجة الحصار المستمر، وأضافت أن هذه الانتهاكات تسعى إلى حرمان الشعب الفلسطيني من أدنى مقومات الحياة، ما يعد جزءاً من حرب تطهير عرقي وإبادة جماعية.
ودعت حركة المجاهدين المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى الوقوف عند مسؤولياتها واتخاذ مواقف جادة وفعالة لوقف هذه الجرائم المستمرة، وشددت على أهمية تحرك المجتمع الدولي لإنهاء هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، وضمان محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع الاحتلال على التمادي في عدوانه، محذرةً من أن استمرار هذه السياسات العدوانية سيؤدي إلى تداعيات كارثية على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
الاحتلال يجرد الطواقم الطبية من ملابسهم ويعتقلهم وسط طقس بارد بعد حرق مستشفى كمال عدوان
في مشهد يعكس انعدام الإنسانية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تجريد الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة من ملابسهم واعتقالهم، وسط ظروف طقس بارد، بعد أن تم تهديدهم وإخلاء المستشفى من المرضى، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن مصير الطاقم الطبي والمرضى الذين كانوا داخل المستشفى لا يزال مجهولاً، بعدما أضرمت قوات الاحتلال النيران في المبنى ودمرته بالكامل.
وأفادت الوزارة بأن الاحتلال ترك المرضى يصارعون الموت داخل المستشفى بعد إجبار الطواقم الطبية على المغادرة، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية، كما تلقى الدكتور حسام أبو صفية تهديدًا مباشرًا من قوات الاحتلال التي قالت له: "هذه المرة سنعتقلك"، مما يعكس استمرار الممارسات الوحشية التي تستهدف الكوادر الطبية بشكل ممنهج.
وكانت مستشفيات شمال قطاع غزة، التي شملت مستشفى بيت حانون، المستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، تقدم الخدمات الطبية للمواطنين، إلا أن مستشفى بيت حانون تعرض للتدمير الكامل، فيما خرج المستشفى الإندونيسي عن الخدمة بعد تدمير بنيته التحتية، أما مستشفى كمال عدوان، الذي كان يعمل جزئيًا في ظل نقص الإمكانات، فقد تعرض هو الآخر للإخلاء والتدمير.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن ما يحدث يمثل ضربة قاضية للمنظومة الصحية المتبقية في شمال قطاع غزة، ويهدف إلى حرمان السكان من الخدمات الطبية في إطار خطة واضحة لإنهاء وجودهم في المنطقة.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة التي تستهدف حياة المرضى والطواقم الطبية، داعيةً إلى توفير حماية دولية عاجلة للمنشآت الصحية والكوادر العاملة فيها.