أوروبا كلها تشعر بالحكة.. أخيرا باريس تكشف سر انتشار البق داخل أراضيها| حرب ممنهجة ضد أوروبا لأهداف سياسية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تتهم فرنسا روسيا بإثارة الهستيريا بشكل مصطنع بشأن غزو بق الفراش المزعوم في باريس في خريف عام 2023، وذلك بحسب تقرير لصحيفة " ZDFheute " الألمانية، تحدث خلاله أن الكرملين هو الذي أثار هذا الذعر بمساعدة منصات التواصل الاجتماعي، ذلك قبل تنظيم باريس للألعاب الأولمبية، والسعي لتشويه سمعة المدينة.
ومنذ خريف عام 2023، انتشر وباء بق الفراش في فرنسا، وقد تسببت بق الفراش في حدوث بعض الاضطرابات في فرنسا اعتبارًا من صيف عام 2023، وكذلك بدأ الأمر ينتقل إلى ألمانيا، حيث بدأ الكثير من الناس في البحث عن الطفيلي الذي لا يحظى بشعبية، وأصبح البق وأخباره الآن، تتصدر عناوين الأخبار الدولية منذ الخريف الماضي، وسط اتهامات بأن روسيا كانت تغذي تلك الأنباء، بحسب ما صدر عن الحكومة في باريس.
غلق مستشفى بسبب البق في فرنسا
ويبدو أن أزمة فرنسا مع الضيف غير المرغوب فيه "بق الفراش" لاتزال تقض مضجع الحكومة والمواطنين أيضا، فقد اضطر قسم الطوارئ للبالغين في مركز مستشفى لاون (Aisne) بداية هذا الشهر إلى إغلاق أبوابه، وذلك بعد استقبال مريض يعاني من بق الفراش، وفق ما أوردته صحيفة L’Union، وأورد المصدر أنه تم احتجاز الرجل الذي نقل إلى الرعاية وتطهيره في حمام القسم، ولكن هذا المبنى وجد نفسه موبوءا وكان لا بد من عزله بإحكام".
وأوضح الدكتور إيلوي جوليو، رئيس اللجنة الطبية للمؤسسة أن هذه الطريقة لم تكن كافية لأن "موظفي الخدمة لاحظوا أن الطفيليات تمر من تحت الأبواب وتتجه نحو الغرف الأخرى، لذلك اضطرت خدمة الطوارئ إلى إغلاق أبوابها بينما تدخلت شركة متخصصة في مكافحة الآفات لتفتيش المبنى.
تريد روسيا خفض الدعم للاجئين الأوكرانيين
وبحسب الصحيفة الألمانية، تتهم باريس روسيا بتعمد إثارة المعلومات المضللة والهستيريا لتشويه سمعة المدينة قبل الألعاب الأولمبية، ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى يمكن تبرير هذه الادعاءات وما هي الأدلة الملموسة التي يمكن أن تقدمها باريس لموسكو، كما أكد الوزير الفرنسي الأوروبي بارو أن قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للكرملين قدمت روابط مضللة بين وصول اللاجئين من أوكرانيا وانتشار بق الفراش، وذكر الوزير لقناة تي.إف1 إن موسكو تريد إضعاف الدعم الشعبي لأوكرانيا.
الهستيريا تمتد إلى ألمانيا
وبحسب موقع "ZDFheute"، تتحدث الجمعية الألمانية لمكافحة الحشرات، ومقرها إيبنبورن بولاية شمال الراين وستفاليا، عن حالة من الهستيريا في بعض الأماكن فيما يتعلق ببق الفراش بعد الأحداث التي شهدتها فرنسا، وهو ما أدى إلى زيادة استخدام أجهزة مكافحة الآفات في باريس، وكذلك أثار بالتأكيد اهتمام المستهلكين في ألمانيا وجعل بعض الناس ينتبهون.
ونتيجة لذلك، غالبًا ما يتم استدعاء مراقبي الآفات في ألمانيا، حيث لحسن الحظ لم يكن هناك أي تدخل ضروري، وكان هناك موسم للدبابير والجرذان والفئران وبق الفراش، واليوم، غالبًا ما يتم تلقي الطلبات في هذا السياق على مدار السنة، وهو ما يمكن وصفه بأنه حالة هلع عامة في أوروبا من تلك الحشرة بعد ما حدث في باريس.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز ذعر بق الفراش في فرنسا بأنه "ذهان جماعي بعد كوفيد"، وأكدت الصحيفة أن المشكلة من المرجح أن توجد في أذهان الباريسيين أكثر من أسرتهم، ومع ذلك، في الفترة التي سبقت دورة الألعاب الأولمبية هذا العام في باريس، أعرب حتى وزراء الحكومة عن قلقهم بشأن الطاعون المزعوم.
هذه تفاصيل مخلوق البق
وتعد حشرة "البق" آفة منزلية مزعجة من الحشرات الصغيرة الطفيلية، ويمكن أن تشكل مخاطر صحية محتملة على جميع أفراد الأسرة لأنها من الحشرات الطفيلية التي تتغذى على الدم مستخدمة ما يشبه الأنبوب لاختراق الجلد، وعادة ما تكون أكثر نشاطًا أثناء نوم الإنسان ليلًا أو في الصباح الباكر، وتكون قرصات البق في أي مكان في الجسم، ولكنها غالبًا ما تكون في المناطق المكشوفة مثل اليدين، والوجه، والرقبة، والأكتاف، والأذرع، والأرجل.
بق الفراش حشرة صغيرة بلا أجنحة وذات لون بني مائل للأحمر، يتراوح حجمها بين 4 و7 ملم، تمتص دم الإنسان، وتسبب له حكة شديدة يمكن أن تتفاقم إلى تهيج جلدي لدى بعض الأشخاص، وتتغذى هذه الحشرة ذات القدرة العالية على التكاثر والانتشار على الدم فقط، ويجب أن تتناول "وجبات دم منتظمة" للبقاء على قيد الحياة ومن أجل مواصلة نموها، والدم البشري ليس الهدف الوحيد لهذه الحشرات، بل تهاجم أيضا أنواعا مختلفة من الحيوانات، بما في ذلك الدواجن والطيور الأخرى.
ومع ذلك، وعلى عكس معظم الآفات العامة الأخرى من المعروف أن بق الفراش لا ينقل الأمراض أو ينشرها، غير أنه يمكن أن يسبب حكة وحساسية جلدية شديدة لدى البعض، وفقا لوكالة حماية البيئة، كما يمكن أن يكون مصدر إزعاج يسبب في كثير من الأحيان ضائقة نفسية ومشاكل في النوم والقلق والاكتئاب.
سبب انتشار البق في العالم
ووفقا لموقع “آرك نيوز” أظهرت الحفريات التي أجريت في موقع فيندولاندا الروماني في شمال إنجلترا أدلة جديدة على أن الرومان قد جلبوا هذه الحشرات إلى بريطانيا، تشمل النظافة في الروما القديمة الحمامات الرومانية العامة الشهيرة والمراحيض والمرافق العامة، ومن المعتقد أنها كانت تتمتع بمعايير عالية من النظافة على الرغم من استخدام الأقمشة المشتركة في المراحيض.
ويعتقد أن وصول الرومان إلى بريطانيا ونظافتهم أثر بشكل كبير على السكان المحليين، لكن يبدو أن الأمور لم تكن مثالية تمامًا، ومن هنا بدأ في الانتشار حول العالم.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
مرشح رئاسي فرنسي: الإخوان أخطر من روسيا على أوروبا
بعد صمت إعلامي طويل، عاد رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرانسوا فيون، للظهور علناً من خلال صحيفة "فالير أكتييل"، ومن بين المواضيع التي تناولها في حواره معها، يُحذّر بشدّة من "الإسلام السياسي، الذي تسلل إلى المُجتمع الفرنسي بهدف السيطرة عليه، وتدميره المُعلن في نهاية المطاف".
واعتبر المرشح الرئاسي السابق، أنّ روسيا التي بدأت مؤخراً تستعيد انتصاراتها في أوكرانيا تُشكّل تهديداً لأوروبا أقلّ بكثير من التهديد الذي يُشكّله لها الإسلام المُتطرّف، وتنظيم الإخوان الإرهابي "كأيديولوجية خبيثة ازدهرت في جزء كبير من أراضينا".
وبرأيه فإنّ المُتطرّفين الجُدد في منطقة الشرق الأوسط يُشكّلون تهديداً مباشراً لفرنسا وأوروبا، حيث سيواصلون تشجيع التبشير بتنظيم الإخوان الإرهابي، وهم في صميم الأعمال الإرهابية التي قتلت بالفعل الآلاف من الأبرياء في جميع أنحاء العالم.
وللمرّة الأولى منذ مُغامرته الرئاسية في عام 2017، تحدّث السياسي الفرنسي المعروف دون حدود عن تطوّرات الأحداث في العالم ومُستقبل بلاده. وهو لا يُخفي قلقه بالقول "لم أتخيّل أنّ فرنسا قد نرى وضعها يتدهور إلى هذه النقطة" وأنّ "خطر الصراعات الطائفية بات ملموساً" على أراضيها.
????️ François Fillon :
«La Russie est une menace infiniment moindre que celle de l'islam radical, idéologie pernicieuse qui prospère sur une grande partie de notre territoire. » pic.twitter.com/nHD5vl45Zn
وحول ثقل صعود الإسلاموية في تعزيز الانقسام المُجتمعي في فرنسا، وهل يرى ذلك تهديداً داخلياً أم خارجياً؟ اعتبر فرانسوا فيون أنّ التهديدين الرئيسيين للسلام العالمي هما التنافس بين الصين والولايات المتحدة، وصعود الشمولية الإسلاموية التي تُحاول فرض سيطرتها على الدولة وكافة نواحي الحياة والمُجتمع والاقتصاد والثقافة والرياضة.
وبالنسبة للتهديد الأول، فهو يأمل أن يتمكّن القادة الأمريكيون والصينيون من إظهار المسؤولية. فالصين والولايات المتحدة برأيه قوتان عظميان تُؤثّر أفعالهما على الكوكب بأكمله، أما فرنسا وأوروبا فهما غير قادرتين على المنافسة.
لكن فيما يتعلّق بصعود الشمولية الإسلاموية يعتبر فيون أنّ ذلك يُهدد فرنسا بشكل مباشر أكثر بسبب قُربها من الشرق الأوسط وأفريقيا. ولكن أيضاً بسبب أنّ عدداً مُتزايداً من الأشخاص في أوروبا يتقبّلون هذه الأيديولوجية التي تلبس ثوب الإسلام لإخفاء مشروع سياسي على غرار النازية أو الستالينية التي شوّهت القرن العشرين.
Alors que François Fillon assure que «la Russie est une menace infiniment moindre que celle de l'islam radical», Jonathan Siksou corrobore ces propos : «Ce ne sont pas les envoyés de Vladimir Poutine qui décapitent les professeurs» dans #MidiNews pic.twitter.com/SbxbLNKWKw
— CNEWS (@CNEWS) March 6, 2025 داعش يكتسب أرضية في أوروباوذكر أنّ الإسلام السياسي المُتطرّف تمكّن من النمو على مدى ثلاثين عاماً، مدفوعاً بالأنظمة الفاسدة، ولكن أيضاً بالتدخلات العسكرية الغربية في العراق وأفغانستان، وعدم حلّ القضية الفلسطينية.
وحذّر من أنّ هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا لم تُغيّر شيئاً، لأنّ الفكر الإرهابي عميق. وهو ينتشر في جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط ومعظم أفريقيا. مؤكداً أنّه "يكتسب أرضية في أوروبا، حيث تلتزم نسبة متزايدة من السكان المسلمين بقواعد الإسلام المُتطرّف والاستبدادي القاتل للحريات، والذي يُمثّل خطراً حقيقياً ومباشراً على قيمنا وطريقة حياتنا".
أوروبا تواجه صدمة عاطفية.. عصر جديد يلوح في الأفق - موقع 24لعقود طويلة، كان أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد السوفيتي هو فصل الولايات المتحدة عن أوروبا، وهو ما كان يُعرف بمصطلح "فك الارتباط". كان هذا التفكيك سيؤدي إلى كسر التحالف الغربي الذي منع الدبابات السوفيتية من اجتياح سهول بروسيا. وزن الهجرةوفي شأن الهجرة، اعتبر رئيس الوزراء السابق أنّ فرنسا قد تجاوزت الحدّ المسموح به، وأنّ المسؤولية الأولى تقع على عاتق الدولة التي بإمكانها أن تقرر من يستطيع دخول أراضيها. وحذّر من أنّ الزيادة المستمرة في عمليات الدخول غير الشرعية وعدم القدرة على تنفيذ قرارات إعادة الأشخاص إلى الحدود من شأنه أن يُقوّض سلطة الدولة ويخلق فراغاً أكثر خطورة في ظلّ وضعنا الديموغرافي الحرج.
كما شدّد على أنّ دور التيار اليساري في هذه القضية مذنب وغير مفهوم، فلم يعد الأمر يُشكّل خطراً بل أصبح حقيقة يراها الفرنسيون يومياً، والآن تقريباً في كل مكان على التراب الوطني، فقد تجاوزت التدفقات قُدرات فرنسا، مُشيراً إلى أنّ الأمر لا يُمكن تفسيره على أنّه كراهية للأجانب.
Quelle confusion intellectuelle…. Comme si les deux questions avaient le moindre rapport, pouvaient faire l’objet de la moindre comparaison ou faisaient appel aux mêmes instruments ou aux mêmes concepts. En réalité, s’égarer ainsi n’a qu’un objectif, nier la première…. https://t.co/Z7eNU6PExw
— Gérard Araud (@GerardAraud) March 5, 2025 فشل التعددية الثقافيةواعتبر فرانسوا فيون أنّ كثيرين ممن يُهاجرون إلى فرنسا وأوروبا يُريدون فرض تقاليدهم وثقافتهم، وفي ظلّ هذه الظروف فإنّ التعددية الثقافية محكوم عليها بالفشل.
ودعا الدولة الفرنسية لأن تختار، على أساس احتياجاتها وقُدراتها التكاملية، عدد ونوعية الأجانب الذين يُمكنها أن تفتح لهم أبوابها. واقترح أن يتم تقديم حصص سنوية إلى البرلمان حسب المهنة، وحسب المؤهلات، ولكن أيضاً حسب الأصل الجغرافي، من أجل تحقيق الهجرة المتوازنة والمعقولة.
وشدّد رئيس الوزراء السابق في ختام تصريحاته، على أنّه في ظلّ الوضع الحالي، يتعيّن على فرنسا أن تعمل على تقليص عدد الأجانب الذين يدخلون البلاد منذ عدّة سنوات بشكل جذري، وإعادة المُهاجرين غير الشرعيين بأسلوب منهجي.