يقول الكاتب جمال بوي في عموده بصحيفة "نيويورك تايمز" إن المسَلم به شعبيا في الولايات المتحدة هو أن الوعد الذي يقدمه المرشح الرئاسي خلال حملته الانتخابية لا يتم الوفاء به، ومع ذلك يمكننا معرفة ما سيقوم به المرشح دونالد ترامب إذا فاز بفترة رئاسية ثانية.

ويضيف أنه مهما كان ابتعاد المرشح من وعوده إذا فاز، فهناك دائما علاقة قوية بين ما يقوله خلال الحملة الانتخابية وما يفعله كرئيس في منصبه.

ويشير إلى عدة رؤساء أميركيين حاولوا في بدايات ولاياتهم أن يحققوا ولو جزئيا بعض وعودهم الانتخابية، مثل بِيل كلينتون مع الوظائف والبطالة، وجورج بوش الابن مع إصلاح التعليم وتخفيض الضرائب، وباراك أوباما مع الرعاية الصحية.

نذر ما سيفعله موجود في خطبه

وحتى دونالد ترامب الذي لم يكن معروفا بقول الحقيقة -كما يقول الكاتب- فقد تصرف وفق وعود حملته الانتخابية عام 2016، إذ وعد ببناء جدار على الحدود مع المكسيك وحاول ذلك، ووعد بمنع المهاجرين المسلمين من دخول الولايات المتحدة وحاول ذلك، بل إن عنصريته العلنية في منصبه، ومواقفه تجاه كوريا الشمالية وإيران، وحتى محاولته إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كلها كانت نذرها موجودة في خطابه خلال الحملة الانتخابية.

فماذا سيفعل ترامب إذا عاد للسلطة؟ سنستشف ذلك مما يقوله في حملته الانتخابية الحالية:

أي محاولة لتقييده سيعتبرها خيانة

ترامب يهاجم، في التجمعات والمقابلات، خصومه السياسيين ويعتبرهم أعداء الأمة، وقال في تجمع حاشد العام الماضي في نيو هامبشاير "التهديد من القوى الخارجية أقل شرا وخطورة بكثير من التهديد من الداخل".

وقال إن مارك ميلي، الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة، يستحق الإعدام -كأن أي محاولة لاحتواء سلطته (ترامب) تعد خيانة"- وأضاف أن المنتقدين الآخرين "حشرات" و"بلطجية"، ودعا إلى "إلغاء" أجزاء من الدستور، وقال إنه إذا تم انتخابه مرة أخرى، فلن يكون أمامه "أي خيار" سوى حبس خصومه السياسيين، وقال إن المهاجرين من أميركا الوسطى والجنوبية "يسممون دماء بلادنا".

ونبه الكاتب إلى أن ما يقوله ترامب لا يمكن أن يمثل بيانا للسياسة ولا خططا مستقبلية، ولكن سيكون من الخطأ اعتبار أن ما يقوله مجرد خطابات مليئة بالصوت والغضب ولا تعني شيئا، وحتى "لو لم نستطع تقدير العواقب المترتبة على خطاب ترامب العنيف والفاشي إذا مُنح ولاية ثانية في منصبه، فمن المؤكد ستكون هناك عواقب".

سيتصرف بناء على الرغبات التي أعلنها

ونظرا لسلطة الحكومة الفدرالية والدعم الكامل من الحزب الجمهوري والتحرر من أغلال التدقيق القانوني والتعطش للانتقام، فليس هناك شك في أن ترامب سيتصرف بناء على الرغبات التي أعرب عنها خلال حملته الانتخابية.

وكما وعد، سيطلق سراح مثيري الشغب في 6 يناير/كانون الثاني الذين تمت محاكمتهم وسجنهم، وكما وعد سيطلق العنان لتطبيق القانون الفدرالي على خصومه السياسيين، وكما وعد، سيفعل شيئا حيال الأشخاص الذين يقول إنهم "يسممون دماء بلادنا"، وسيحاول أن يكون -كما قال وسط تصفيق كبير من أنصاره- دكتاتورا "في اليوم الأول فقط".

وختم الكاتب بأن الوعد الوحيد الذي سيخلفه ترامب إذا عاد إلى المكتب البيضاوي، وأراد أن يصبح دكتاتورا، فهو أن ذلك سيكون ليوم واحد فقط، إذ "لن يكون ليوم واحد فقط".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات حملته الانتخابیة ما یقوله

إقرأ أيضاً:

شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)

أعلنت محامية جزائرية رفع شكويين ضد الكاتب الجزائري-الفرنسي كمال داوود وزوجته الطبيبة النفسية بتهمة استخدام قصة إحدى مريضاتها في رواية "حوريات" التي نال عنها أخيرا جائزة غونكور الأدبية العريقة في باريس.

وقالت المحامية فاطمة بن براهم لوكالة فرنس برس "بمجرد صدور الكتاب تقدمنا بشكويين ضد كل من كمال داود وزوجته عائشة دحدوح الطبيبة العقلية التي عالجت الضحية" سعادة عربان، والتي ظهرت في قناة جزائرية تتهم الكاتب باستغلال قصتها في الرواية من دون إذن منها.




وأضافت المحامية "الشكوى الأولى باسم المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب"، و"الثانية باسم الضحية"، مشيرة إلى أن المدّعين لم ينتظروا فوز الكتاب بجائزة غونكور أوائل الشهر الحالي لتقديم الشكوى، وإنما فعلوا ذلك مباشرة بعد صدور الكتاب في آب/أغسطس.


وأوضحت فاطمة بن براهم "تقدمنا بالشكويين أمام محكمة وهران، مكان إقامة كمال داود وزوجته، بعد أيام من صدور الكتاب، لكننا لم نرد الحديث عنهما حتى لا يقال إننا نشوش على ترشيح الكاتب للجائزة".

وأكدت المحامية المعروفة في الجزائر أن موضوع الشكويين يتعلق بـ "إفشاء السر المهني، فالطبيبة أعطت كل ملف مريضتها لزوجها، وكذلك قذف ضحايا الإرهاب ومخالفة قانون المصالحة الوطنية" الذي يمنع نشر أي شيء عن فترة الحرب الأهلية في الجزائر بين 1992 و2002.

وقبل أيام، ظهرت سعادة عربان في قناة تلفزيونية محلية لتؤكد أن قصة رواية "حوريات" تروي نجاتها من الموت بعد تعرّضها لمحاولة قتل ذبحا إبان الحرب الأهلية.

ولم يردّ الكاتب كمال داود على هذه الاتهامات، لكن دار "غاليمار" الفرنسية الناشرة لأعماله نددت الاثنين "بحملات تشهير عنيفة مدبرة من النظام الجزائري" ضد الكاتب منذ صدور روايته وفوزها بأكبر جائزة أدبية في فرنسا.




وقال أنطوان غاليمار في بيان "في حين أن رواية حوريات مستوحاة من أحداث مأسوية وقعت في الجزائر خلال الحرب الأهلية في التسعينيات، إلا أن حبكتها وشخصياتها وبطلتها خيالية بحتة".

وأضاف رئيس دار النشر "بعد منع الكتاب ودار النشر من المشاركة في معرض الجزائر للكتاب" خلال الشهر الحالي، "جاء الآن دور زوجته (وهي طبيبة نفسية) التي لم تزوّد (زوجها الكاتب) بتاتا بأي مصدر لصياغة الحوريات، ليُمسّ بنزاهتها المهنية".

وتحكي الرواية التي بعض أحداثها في وهران قصة شابة فقدت القدرة على الكلام بعد تعرضها لمحاولة قتل ذبحا في 31 كانون الأول/ديسمبر 1999، خلال الحرب الأهلية التي أسفرت عن 200 ألف قتيل بحسب أرقام رسمية.

مقالات مشابهة

  • "نيويورك تايمز": قرارات الجنائية الدولية يرجح أن تقيد سفر نتنياهو وجالانت حول العالم
  • “نيويورك تايمز”: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تعد معلما دبلوماسيا مهما
  • أعتقال رجل بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
  • نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
  • بيتكوين ترتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق قرب 98 ألف دولار مدفوعة بفوز ترامب
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • البتكوين تتجاوز 97 الف دولار
  • ترامب يختار سفير أميركا لدى حلف الناتو
  • كل ما تريد معرفته عن وزارة الكفاءة الحكومية بقيادة إيلون ماسك
  • شبرا بلولة.. نيويورك تايمز: عبق مصر في قارورة عطر