مع بدء شهر رمضان، يواجه الكثيرون من مرضى السكري تحديات صحية خاصة خلال فترة الصيام بسبب التغييرات في نظامهم الغذائي. تساؤلات تثار حول النظم الغذائية المناسبة لتكييف الجسم مع ساعات الصيام وتناول الوجبات الغنية بالدهون في وقت واحد، وما إذا كانت لها مخاطر صحية على مرضى السكري أم لا، وفي هذا السياق، يقدم خبير التغذية الدكتور أحمد دياب بعض النصائح الضرورية لإدارة المرض خلال شهر رمضان.

أكد الدكتور أحمد دياب، استشاري التغذية العلاجية، أن بدء الصيام يؤثر على الجسم عادة بعد ثماني ساعات من آخر وجبة تم تناولها، حيث يبدأ الجسم في استخدام الطاقة المخزنة من الجلوكوز والدهون. وبالنسبة لمرضى السكري الذين يتناولون دواء الأنسولين، فقد يتطلب الأمر استخدام كمية أكبر من الجلوكوز من المعتاد، مما يزيد من خطر انخفاض مستوى السكر في الدم.

وأشار دياب إلى أهمية التخطيط المسبق للصيام خلال شهر رمضان لمرضى السكري، حيث ينصح بزيارة الطبيب لوضع جدول زمني محدد وضبط جرعة الأنسولين وأوقات تناولها بناءً على احتياجات الجسم، بالإضافة إلى إدارة الأدوية الخاصة بالمريض أثناء فترة الصيام.

وأضاف دياب أن مع تغيير أوقات تناول الوجبات خلال شهر رمضان، يجب تعديل جرعة الأنسولين، وينصح في كثير من الأحيان بتناول الجرعة قبل الإفطار، خاصةً عند تناول الوجبة الرئيسية، ويوصى بتأجيل تناول جرعة الأنسولين حتى بعد الإفطار للأشخاص الذين يتناولون وجبات خفيفة قبل الإفطار.

على الرغم من وجود مخاطر للصيام لفترة تتجاوز 24 ساعة، إلا أنه من الممكن لمرضى السكري من النوع الثاني المشاركة في الصيام خلال شهر رمضان بشرط اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على الصحة، ويوصى بالتشاور مع الطبيب لتحديد أفضل الخطوات والتعديلات المناسبة في النظام الغذائي والعلاجات خلال فترة الصيام.

نصائح يجب اتباعها إذا كنت من مرضى السكري

1- متابعة الطبيب ووضع خطة غذائية للصيام

لا شك أن زيارة الطبيب باستمرار خلال شهر رمضان لمرضى السكري أمر مهم للغاية، وذلك لأن الصيام يؤثر على نسبة السكر في الدم وضغط الدم، لذلك يجب تعديل جرعات أدوية السكر خلال شهر رمضان بناءً على تعليمات الطبيب.

2- الحفاظ على رطوبة الجسم

التأكد من شرب كمية كافية من السوائل أثناء السحور والإفطار، والحد من النشاط البدني لتقليل كمية السوائل المفقودة خلال النهار.

3- اختبار نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الصيام

أخطر الأشياء التي يمكن أن تحدث للجسم أثناء الصيام هي انخفاض نسبة السكر في الدم، والتأكد من عدم وجود أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم والتي يمكن أن تشمل عدم وضوح الرؤية، وعدم انتظام ضربات القلب، والدوخة / الإغماء، والارتباك، مؤكدًا أن اختبار نسبة الجلوكوز في الدم لا يفطر بحسب الاعتقادات الشائعة.

4- الابتعاد عن الأطعمة السكرية وعالية الكربوهيدرات الامتناع قدر الإمكان في وجبات السحور والإفطار عن الاطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر لتجنب التقلبات في نسبة السكر في الدم، ويفضل تناول بالأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة منخفضة الكربوهيدرات عند تناول وجبات الإفطار والسحور، كما أن الأطعمة الغنية بالدهون ستعطي شعور بالشبع لفترة أطول خلال ساعات الصيام ولن تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.

5- الحذر من الإفراط في تناول الطعام

يمكن أن يكون الإفطار بمثابة احتفال يضم العديد من الأصدقاء والعائلة، والكثير من الطعام دون أن ينتبه مرضى السكر أن الإفراط في تناول الطعام بعد صيام لمدة يوم كامل، يمكن أن يسبب ارتفاعًا في مستوى الجلوكوز في الدم.

6- تناول وجبة إضافية بين الإفطار والسحور

في حين أن السحور والإفطار هما الوجبتان الأساسيتان خلال شهر رمضان، فمن الأفضل تناول ثلاث وجبات على الأقل في اليوم، بدلاً من وجبتين ثقيلتين كما ينصح بتناول وجبة السحور في وقت متأخر قدر الإمكان وليس مبكراً، فسيساعد ذلك على منع نقص السكر في الدم ويمنح الطاقة اللازمة للجسم طوال اليوم.

بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: نسبة السکر فی الدم خلال شهر رمضان لمرضى السکری مرضى السکری لمرضى السکر مرضى السکر

إقرأ أيضاً:

مؤسسة «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: 10 متطلبات غذائية لصيام صحي

سامي عبد الرؤوف (دبي) 
أكدت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن شهر رمضان فرصة لبدء نظام حياة صحي جديد، وفرصة لأفراد المجتمع لاتخاذ خطوات لتعزيز أنماط الحياة الصحية، من خلال تناول الغذاء الصحي المتوازن، مشيرة إلى أهمية تصحيح بعض العادات والمفاهيم المتعلقة بالغذاء خلال شهر رمضان. 
وحددت المؤسسة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، 10 متطلبات غذائية تساعد على قضاء شهر رمضان بشكل صحي وسليم، وتحويله إلى وقت مثالي لتغيير العادات الغذائية بطريقة صحية، فضلاً عن المساعدة في إعادة تنظيم وظائف الجسم بشكل سليم. 

أخبار ذات صلة 90 ألف مصل يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 84 ألف وجبة إفطار قدمها «الهلال» منذ بداية رمضان

وذكرت لطيفة راشد، مدير الدعم الصحي، استشاري التغذية بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أنه توجد معايير غذائية خاصة بالصيام، فالجسم خلال هذه الفترة لا يحتاج إلى سعرات حرارية زائدة، بل يحتاج إلى السوائل والأطعمة التي تساعد على إبقاء هذه السوائل في الجسم، مع ضرورة عدم التعرض للشمس لفترات طويلة، وعدم بذل أي مجهود بدني قبل الإفطار بساعتين، خاصة الأطفال والمسنين. 
ونبهت إلى أن «التغيير المفاجئ من الجوع إلى الشبع، قد يترك آثاراً ضارة للإنسان، نتيجة ارتباك عملية الهضم، وإجهاد المعدة بالتهام الأنواع المتعددة من الطعام والحلوى المحتوية على كميات كبيرة من الدهون والسكريات». 
ونصحت بالانتقال السليم والسلس من فترة الصوم إلى مرحلة ما بعد الإفطار وحتى السحور، من خلال التدرج في تناول الوجبات الغذائية الصغيرة والمتفرقة على مدار فترة الليل وحتى السحور قبيل الفجر، مشيرة إلى ضرورة تناول الخضار والفواكه، لما تحتويه من فيتامينات ومعادن وألياف غذائية مهمة للجسم.

مقاومة العطش 
حول إرشادات للتغلب على الشعور بالعطش خلال فترة الصيام، أجابت: من المهم الابتعاد عن الأطعمة عالية المحتوي من الملح (كلوريد الصوديوم) وأملاح الصوديوم الأخرى، كالأطعمة المعلبة والجاهزة والشوربة الجاهزة ومكعبات المرق، والمكسرات المملحة واللحوم المحفوظة بالتمليح، والأسماك المملحة، والوجبات الخفيفة المملحة، كالشيبس والزيتون والمخللات والأجبان المملحة وصلصة الصويا والأطعمة الصينية. 
بينت أنه يجب شرب كميات كافية من الماء والسوائل من فترة الإفطار وحتى الإمساك، وتناول كميات كافية من الفواكه والخضراوات، خاصة في السحور لأنها تتميز بارتفاع محتواها من الماء و الألياف والبوتاسيوم، فتمكث في المعدة مدة أطول فتقينا الشعور بالعطش. وحذرت من شرب الماء المثلج، خاصة عند بداية الإفطار؛ لأنه لا يروي العطش، بل يؤدي لانقباض في الشعيرات الدموية، وبالتالي ضعف الهضم ويجب أن تكون درجة البرودة معتدلة وشربها بصورة جرعات.

النظام السليم 
عن النظام الغذائي السليم، بعد الإفطار، أفادت مديرة الدعم الصحي، استشارية التغذية بمؤسسة الإمارات الصحية، أنه يجب الحرص على تناول وجبة السحور وتأخيرها وجعلها الوجبة الرئيسية، وعدم جعل الإفطار وجبة رئيسة. 
وقالت: «السحور الوجبة التي تمدك بالطاقة خلال اليوم التالي، كما يجب اختيار الأطعمة بطيئة الهضم، كالسكريات المعقدة والحبوب الكاملة والخضروات والفواكه والبقول، والابتعاد عن تناول السكريات البسيطة والحلويات وشرب المنبهات، حيث إن تناول وجبة السحور سيجنب الصائم انخفاض مستوى السكر والإصابة بالصداع». 

الصداع والتدخين 
أوضحت أنه من بين المشاكل الصحية الشائعة التي قد تواجه الأشخاص عند الصيام الصداع والإمساك والحموضة؛ لذلك يجب الحرص خلال الشهر الكريم على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وشرب كميات كافية من السوائل، وتناول اللحوم قليلة الدهون، والدواجن من دون الجلد، وتجنب الأطعمة الحارة. 
وأشارت إلى أن شهر رمضان يُعد فرصة ممتازة للإقلاع عن التدخين والتوقف عنه نهائياً، كذلك فإن الشهر الكريم فرصة مثالية لتخفيف الوزن عن طريق زيادة التمارين الرياضية، مثل المشي لمدة 30 دقيقه بعد ساعتين من الإفطار أو قبل الإفطار بساعة.

كثرة الطعام .. أضرار ومخاطر 
حول المخاطر والأضرار التي قد تنجم عن كثرة تناول الطعام خلال شهر رمضان، أكدت أن شهر رمضان فرصة لبدء نظام صحي جديد، لاسيما أن هذا الشهر يعود علينا بجملة من الفوائد الصحية والنفسية والاجتماعية، التي لا نستطيع أن نغفل عنها، لا سيما مع تبني نظام حياة صحي يساعد على رفع وتعزيز المناعة. 
وشددت على أهمية وضع نظام غذائي صحي، يسهم بدوره في تخفيف وزن الجسم، وضبط مستوى السكر في الدم وتنظيم الكوليسترول الضار. 
ونبهت إلى أن تناول الطعام بكثرة بعد الصيام يتسبب في اضطرابات كبيرة في الجسم، خصوصاً مع تناول المشروبات الغازية والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون، ما يؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، وزيادة الوزن التي تزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولفتت إلى أهمية ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية الخفيفة للحفاظ على صحة وكفاءة الأجهزة الحيوية واللياقة الصحية والبدنية والوقاية من الأمراض المختلفة. 
وقالت: «تسهم ممارسة الرياضة في منع زيادة الوزن، وتنشيط الدورة الدموية، وتقليل حالات الخمول والكسل، وجميع هذه العوامل تعزز مناعة الجسم، خصوصاً لدى أصحاب الأمراض المزمنة، مثل السكري وضغط الدم».

تغير العادات 
عن ملامح البرنامج الغذائي السليم وتغير العادات الغذائية خلال شهر رمضان، ‎قالت: إن الصيام في شهر رمضان له العديد من الفوائد والمميزات الإيجابية، إذ يعتبر فرصة مثالية لتغيير عاداتنا الغذائية بطريقة صحية، فضلاً عن المساعدة في إعادة تنظيم وظائف الجسم بشكل سليم.
‎وشددت على ضرورة أن يحتوي الطعام في الشهر الفضيل على المجموعات الغذائية الرئيسة، مثل النشويات كاملة الحبة والحبوب والحليب ومنتجات الألبان والأسماك والدواجن والخضراوات والفاكهة، مع ضرورة الحرص على شرب كميات كافية من المياه بين الإفطار والسحور، بما يعادل 8 أكواب ليلاً، تتضمن العصائر والمشروبات غير المحلاة لتجنب الجفاف وإزالة السموم من الجسم.
‎وذكرت أنه من الضروري أن يتم تقسيم الطعام في رمضان إلى الإفطار والسحور، إضافة إلى وجبتين خفيفتين، مع الحرص على أن تكون هناك فترة زمنية معقولة بين هذه الوجبات، مشيرة إلى أنه من الضروري البدء بتناول الإفطار على حبات التمر والماء لتزويد الجسم بالطاقة بعد ساعات الصيام الطويلة، لا سيما أن التمر يحتوي على كمية كبيرة من الألياف التي تساعد على عملية الهضم.
‎وأشارت إلى أنه من الضروري أن تكون وجبة الإفطار قليلة الدهون وغنية بالألياف، وذلك لتهيئة الجهاز الهضمي، وتجنب حدوث عسر في الهضم. 
 وشددت على ضرورة الابتعاد عن المأكولات المقلية في الزيت، واستبدالها بالمأكولات المشوية أو المطهية في الفرن، وأيضاً تجنب الحلويات مرتفعة السكر والدهون، واستبدالها بالحلويات المصنعة في المنزل، والتي تتضمن الحليب ومشتقاته، مثل الأرز بالحليب قليل الدسم، أو سلطة الفواكه الطازجة أو المكسرات غير المملحة، وكذلك الابتعاد عن اللحوم المدخنة والمصنعة واستبدالها باللحوم المطبوخة في المنزل.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: 10 متطلبات غذائية لصيام صحي
  • نشرة المرأة والمنوعات| نصائح للوقاية من صداع الصيام.. أطعمة لمرضى القولون في رمضان
  • لمرضى السكري.. هل إبرة الأنسولين تفطر في نهار رمضان؟
  • خلال الصيام .. كيف تحافظ على مستوى السكر في الدم؟
  • لمرضى الكبد الدهني .. كيف تحافظ على صحتك أثناء الصيام؟
  • لمرضى الضغط والسكر.. نصائح خلال فترة الصيام
  • نصائح جمال شعبان لمرضى السكر خلال شهر رمضان «فيديو»
  • لمرضى الكلى.. 3 نصائح هامة يجب اتباعها في رمضان
  • أفضل نظام غذائي صحي خلال شهر رمضان | تفاصيل
  • نصائح عملية للتقليل من تأثير السكر في الجسم بعد تناول الوجبات