عربي21:
2025-01-11@15:41:05 GMT

الراية الفلسطينية ترفرف في كل العالم

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

بعد سبعة أشهر من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة (أيلول/ سبتمبر 2023) عن إنهاء شيء اسمه القضية الفلسطينية، نرى الراية الفلسطينية ترفرف في كل الأرض وفي كل العواصم ويرفعها الأطفال والكهول والنساء والرجال، وتتحول بالتدريج إلى راية حرية عالمية أكبر حتى من فلسطين نفسها.

يمكن للمقاومة أن تبدأ في حساب مكاسبها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ويمكن لمقاولي الهزائم أن يبكوا دما.

. العالم يتحول إلى سند لغزة وأهلها، من كان يظن؟ المقاومة لم تفقد الأمل ونحن في مرحلة إعادة ترتيب العالم بلا صهاينة ولا عملاء عرب. متى يكون ذلك؟ كل آت قريب، لقد عشنا ما تمنينا أن نعيش كجيل عربي مظلوم، لقد عشنا انكسار الكيان الصهيوني.

انقلاب في التاريخ

ما حدث ويحدث في غزة ليس أقل من انقلاب تاريخي مؤسس لتاريخ جديد (وهذا الحديث لا يتجه إلى جماعة "جاهد بالسنن يا أبا عبيدة")، ونذهب إلى حد القول إنها معركة تحرير العرب والعالم التي تفوق في تأثيرها ومداها حروب الاستقلال التي خاضتها شعوب عربية وأفريقية في الخمسينات من القرن الماضي.

لقد كانت معارك التحرير شاملة وبدأت كمعارك تقرير مصير كونية (من كوبا إلى فيتنام)، لكن تفككت بسرعة إلى معارك تحرير موضعية أو قُطرية ثم أُفرغت في كيانات سياسية محدودة الدور والفاعلية، وكانت الأقطار العربية تبنى كدويلات ذات سيادة دون الانتباه أو بإغفال الدور المحوري للكيان الصهيوني في المنطقة، بحيث لما خُيّل إلى الدويلات العربية أنها اكتملت وملكت سيادتها ومصيرها اكتشفت أنها ليست أكثر من خادم مطيع لدى هذا الكيان، ومع تقدم الزمن تحول الخادم إلى حام للكيان وكيّف خطابه السياسي على الواقعية الفاقدة لكل طموح (ليس بالإمكان التحرر من الكيان ويجب التطبيع معه من أجل سلامة الشعوب، ثم في حرب غزة تحول التطبيع المسالم إلى مناصرة سياسية وعسكرية كاملة ضد الشعوب الرافضة للكيان).

لقد امتد أثر الكيان إلى كل العالم وحول الدول حتى البعيدة عنه جغرافيا إلى كيانات مرعوبة، وجعل بقاءها وازدهارها مرهونا بقبولها بالكيان وحمايته ثم الخضوع له خضوعا تاما، ويبدأ الخضوع بإنكار الحق الفلسطيني ثم العربي من حوله. لقد حوّل الكيان العالم إلى هامش وجعل نفسه مركز هذا العالم، مع إشعار العالم كل العالم بأنه مدين بشكل ما لهذا الكيان وأن عليه أن يعتذر عن جريمة لم يرتكبها ولم يشارك فيها، ولا يكفي أن يستنكرها بل أن يعوض من ماله عن الجريمة. لقد كان شعور كل شعوب العالم أنها تعاقَب على جريمة لم تحضرها ولم تشارك فيها، فلما انفجرت غزة بحرب تحرير وجدت شعوب كثيرة فرصتها لتتنفس من تحت صفيحة الفولاذ التي وضعها الكيان على أفواهها فأخرستها دهرا طويلا، ولهذا نرى سرعة التعاطف مع غزة وظهور شعارات وفاعليات مخزونة كأن العالم ينتقم من القهر الصهيوني المسلط عليه.

لقد أطاحوا بالكيان وبالخوف من الكيان

هناك تحول نفسي عميق جدا لم يُنتج سياسات فعالة بعد، ونحن ننتظر انتخابات أوروبية ولاتينية تترجم التمرد الكوني ضد الصهاينة. نحن نستعجل النصرة ونقول إن مظاهرات أوروبا خاصة قد طالت ولم تؤثر على حكوماتها، وفي أحيان كثيرة نصاب بنوع من اليأس لأننا نعيش تحت وقع القصف ونحسب الشهداء بشكل موجع، لكن العقل البارد لا يمكنه تجاهل التأثير البعيد لهذه الشوارع المتحركة والتي ملكت -وهنيئا لها- حق التعبير عن مواقفها بصندوق انتخابي غير مغشوش، ونحن ببرود العقل في انتظار قول هذه الصناديق في أماكن كثيرة ونعتقد أن الصراع سيكون فيها بين تيار حرية كوني وبين تيار احتلالي صهيوني محافظ ورجعي.

حتى إننا نذهب إلى قول جديد؛ لن يكون الصراع القادم بين يسار كلاسيكي ويمين كلاسيكي، بل بين كل طالب حرية وبين عدو الحرية وهو تقسيم جديد يخترق اليسار واليمين التقليديين. إنها معركة تحرير العالم وإنهاء الاحتلال ليس في فلسطين فقط، بل في كل مواضع الاحتلال القديم بشكله العسكري والجديد المتخفي في لباس اقتصادي.

غزة في تقديرنا تؤسس يسار العالم التحرري ضد يمين العالم الاحتلالي القاهر في كل بلد وفي كل حزب في كل تيار، وفي هذا اليسار العالمي الجديد لن نجد اليسار العربي بل نجد الإسلام السياسي العربي الذي أنجب حماس.

نستشرف ونتريث

في قمة الألم ونحن نحسب الشهداء ونرى الأطفال الذين يجفون من جوع ومن عطش نتفاءل بالنصر ونستعجله. بعض تحليلنا ليس أكثر من تحويل للأحلام إلى توقعات، لكن لدينا مؤشرات قوية على أمر جلل.

نرى تيارا تحرريا كونيا يذكر بتيار حركة التحرر لما بعد الحرب العالمية الثانية؛ يجتاح العالم، لكنه تيار فطن إلى كل احتمالات التحايل عليه من قبل آلة الدعاية الصهيونية. قد يكون ثقل انطلاقه في الغرب نفسه، لكنه سيمتد إلى أكثر من بلد وإلى أكثر من قارة. ليس من العسير الاستهانة بتحرر المواطن الغربي من تهمة المحرقة، لقد عاش بهذا الذنب حوالي القرن وتصرف كمذنب يبحث عن الاستغفار والصفح، حتى أنه غيّر بعد ألفي سنة في الأناجيل القديمة لينفي عن اليهود قتل المسيح.

إن رمزية تحرك جنوب أفريقيا إلى جانب الحق الفلسطيني تتجاوز ملف القضية إلى بناء موقف أخلاقي كوني مع الحق؛ أسوة بمانديلا ونضالاته التي غيرت الكثير من نظرة العالم لأفريقيا المحتقرة منذ خمسة قرون. يوجد عقل في أفريقيا التي لم تكن أكثر من سوق للعبيد، ويوجد عقل في العالم يقول لم نشارك في المحرقة ولذلك لن نتحمل كلفتها بعد الآن، خصوصا وقد صار بعض ضحاياها سببا في مآس في العالم.

هنا حدث التحول وهنا سُجل الانتصار ومن هنا سيتسع التأثير، غير أننا نحتاج بعض التريث والصبر على طريقة مقاتل غزاوي يتربص تحت الأرض ولا يحسب الزمن قبل أن يوجه ضربة محكمة. ونختم إن أكثر من يقرأ هذا التحول ويستشعر نهايته هو خط التطبيع العربي الذي أنهت المقاومة في غزة وجوده ولن تمنحه حتى معاشا يستر عاره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة النصرة إسرائيل فلسطين غزة النصر الهزيمة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من

إقرأ أيضاً:

خطة «الكيان».. ضم الضفة الغربية!!

تأتى العملية التى حدثت فى الضفة الغربية نتيجة الظروف الموضوعية الموجودة فيها، فهناك احتلال واستيطان للكيان الصهيونى فى الضفة الغربية، ومقاومة الاحتلال تأتى كجزء من المواجهة المفتوحة على مدار السنوات الماضية خاصة أن الكيان رفض خلالها إنهاء احتلال الضفة الغربية بالطرق السلمية من خلال المفاوضات أو التزامه بقرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار محكمة العدل الدولية الأخير الذى رأى أن الكيان هو من يمنع حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، لذلك زرع الكيان هذا المنهج بمواجهته نتيجة احتلال الأرض والعمليات العسكرية التى يقوم بها فى القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية، ويتفاخر استيطان الكيان بذلك من خلال تصريح وزير الزراعة بأن هناك أكثر من 150 بؤرة استيطانية زراعية.
ويرتكب الكيان المجازر فى حق الفلسطينيين بأطنان من المتفجرات ويعتقل الفلسطينيين ويحتل الضفة الغربية ويمارس سلطاته على الفلسطينيين فيها، ثم يستهجن بعد ذلك كله العمليات التى تحدث، ويرى أن حماس هى السبب فى ذلك كله وأنها هى التى تعكر صفو الاستقرار النسبى الموجود فى الضفة الغربية خلال السنوات الماضية من وجهة نظره، وأن حماس هى التى تريد إفشال أى محاولة للسلطة الفلسطينية الحالية لسيطرتها مما اضطرها إلى أن تعمل على تكثيف أعمالها العسكرية فى الأسابيع الماضية فى شمال الضفة الغربية، لمحاولة الوقيعة بين حماس والسلطة الفلسطينية والتلويح بفقدان بفقدان السلطة السيطرة على الضفة الغربية.
أما من الناحية السياسية فحكومة الكيان اليمينية المتطرفة تريد الاستيلاء الكامل على الضفة الغربية كجزء من حلم الكيان، وتستنكر العمليات التى تحدث وتعتبرها إرهابية وتخريبية ضد مواطنى الكيان وتتطلب رداً سريعا عسكرياً للحفاظ على أمن مواطنيه، مع العودة لنغمة عدم وجود استقرار ووجود إرادة حقيقية للوصول لتسوية سلمية مع الفلسطينيين الذين لا يريدون إتمام هذه التسوية السلمية، وعدم تحميل الكيان أى مسئولية عما يحدث.
ويبدو فى رأى الكثير أن حماس حتى الآن لم تتعلم من طوفان الأقصى وما أحدثه للفلسطينيين من دمار كبير فى غزة وقتل وإبادة جماعية للشعب الفلسطينى، والحديث عن نتائج ميدانية عندما تم ضرب الكيان الصهيونى بطريقة أو بأخرى، وأسباب ذلك أن عدم وجود أمل لدى الفلسطينيين يؤدى إلى وجود هذه الحالة وإلى المقاومة المسلحة ومقاومة احتلال الكيان بأساليب مسلحة أيضا، وفقد الأمل لدى الفلسطينيين وخيبة الأمل الواسعة من المجتمع الدولى ووجود إحباط عام لديهم وظروفهم المعيشية فى الضفة الغربية سيئة للغاية، وأنه منذ سنوات الظروف مهيئة للانفجار منذ أن قطع نتنياهو المفاوضات التى كانت تجرى فى الأردن عام 2014 برعاية جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت، وأيضا الدول الراعية للمفاوضات الفلسطينية مع الكيان الصهيونى، لذلك تكون على مدار هذه السنوات الكثير من الاحباطات مع وجود حكومة يمينية متطرفة للكيان تريد إنهاء الوجود الفلسطينى نهائيا.
مع التسارع الكبير فى عمليات الاستيطان فى الضفة الغربية والدعوة لذلك من وزراء فى حكومة الكيان، مع وجود وزراء يعيشون فى مستوطنات فى الضفة الغربية، مثل سموتريتش وبن غفير ، وهى أراضى فلسطينية وفقاً للقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والكيان الصهيونى، لذلك المواجهة قادمة دون شك، ولكن مع اختلاف شكلها وطبيعتها.
وشكل المقاومة لا بد أن تكون شعبية واسعة، تشبه ما جرى فى الانتفاضة الأولى عام 1987 لمواجهة الاحتلال والمستوطنين لوجود مظهرين رئيسيين مهمين جدا.
أولا، الاستيطان والمستوطنين الذين يقومون بمهاجمة المواطنين الفلسطينيين فى شمال الضفة الغربية وفى القرى القريبة من المستوطنات..
ثانيا، جنود الاحتلال الصهيونى الذين يسيطرون ويهيمنون على حياة الفلسطينيين، فلا أحد يستطيع أن يمر فى الضفة الغربية من مدينة إلى أخرى أو من قرية إلى أخرى دون أن يصل إلى جنود الاحتلال وهم يسمحون أو يمنعون ذلك ويقطعون الطريق، لذلك فكل حياة الفلسطينيين اليوم فى جحيم، وإن لم يتدارك الكيان الصهيونى ما يتعلق بحياة الفلسطينيين، ربما تنفجر الأمور إلى أقصى ما يمكن.
كما أن هناك أمرا آخر مهم جدا وهو أن المنطقة التى جرت بها العملية يسيطر عليها جيش الاحتلال وهى المنطقة ج، وبالتالى فإن جيش الاحتلال لا يعمل لمصلحة المستوطنين ولا دولة الكيان، لذلك لا يتحمل الفلسطينيين المسئولية بقدر ما يتحمل الاحتلال وحكومة الكيان مسئولية هذه العملية وغيرها، لأنهم هم من يقومون بتويتر الأجواء فى الضفة الغربية للوصول لمرحلة الانفجار، وهو ما تريده حكومة نتنياهو بالنظر إلى تصريحات سموتريتش الذى يريد أن يجعل شمال الضفة الغربية كما هى فى جباليا من دمار هائل.

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • جنرال اسرائيلي: ورّطنا بغزّة مثل أمريكا بفيتنام وحماس لن ترفع الراية البيضاء
  • سلامي: “إسرائيل” لديها أكثر أنظمة الدفاع انتشاراً في العالم لكن الصواريخ اليمنية تصيب أهدافها
  • سلامي: “إسرائيل” لديها أكثر انظمة الدفاع انتشاراً في العالم لكن الصواريخ اليمنية تصيب أهدافها
  • “إنفيديا” الأمريكية تنتقد القيود التي تعتزم إدارة بايدن فرضها
  • خطة «الكيان».. ضم الضفة الغربية!!
  • «محلل سياسي»: قطاع غزة أصبح أكثر مكان في العالم به أطفال مبتوري الأطراف وكل أسرة بها معاق «فيديو»
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بوضع حد فوري لاختطاف حياة أكثر من 2 مليون فلسطيني
  • السيد القائد: جرائم الإبادة التي أرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة بلغت أكثر من 4 آلاف مجزرة منها 30 مجزرة هذا الأسبوع
  • 20 سنة من حكم محمود عباس.. ما هي الخسارة المزدوجة التي تحققها السلطة الفلسطينية؟
  • «الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم