عربي21:
2024-09-19@03:39:19 GMT

الراية الفلسطينية ترفرف في كل العالم

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

بعد سبعة أشهر من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة (أيلول/ سبتمبر 2023) عن إنهاء شيء اسمه القضية الفلسطينية، نرى الراية الفلسطينية ترفرف في كل الأرض وفي كل العواصم ويرفعها الأطفال والكهول والنساء والرجال، وتتحول بالتدريج إلى راية حرية عالمية أكبر حتى من فلسطين نفسها.

يمكن للمقاومة أن تبدأ في حساب مكاسبها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ويمكن لمقاولي الهزائم أن يبكوا دما.

. العالم يتحول إلى سند لغزة وأهلها، من كان يظن؟ المقاومة لم تفقد الأمل ونحن في مرحلة إعادة ترتيب العالم بلا صهاينة ولا عملاء عرب. متى يكون ذلك؟ كل آت قريب، لقد عشنا ما تمنينا أن نعيش كجيل عربي مظلوم، لقد عشنا انكسار الكيان الصهيوني.

انقلاب في التاريخ

ما حدث ويحدث في غزة ليس أقل من انقلاب تاريخي مؤسس لتاريخ جديد (وهذا الحديث لا يتجه إلى جماعة "جاهد بالسنن يا أبا عبيدة")، ونذهب إلى حد القول إنها معركة تحرير العرب والعالم التي تفوق في تأثيرها ومداها حروب الاستقلال التي خاضتها شعوب عربية وأفريقية في الخمسينات من القرن الماضي.

لقد كانت معارك التحرير شاملة وبدأت كمعارك تقرير مصير كونية (من كوبا إلى فيتنام)، لكن تفككت بسرعة إلى معارك تحرير موضعية أو قُطرية ثم أُفرغت في كيانات سياسية محدودة الدور والفاعلية، وكانت الأقطار العربية تبنى كدويلات ذات سيادة دون الانتباه أو بإغفال الدور المحوري للكيان الصهيوني في المنطقة، بحيث لما خُيّل إلى الدويلات العربية أنها اكتملت وملكت سيادتها ومصيرها اكتشفت أنها ليست أكثر من خادم مطيع لدى هذا الكيان، ومع تقدم الزمن تحول الخادم إلى حام للكيان وكيّف خطابه السياسي على الواقعية الفاقدة لكل طموح (ليس بالإمكان التحرر من الكيان ويجب التطبيع معه من أجل سلامة الشعوب، ثم في حرب غزة تحول التطبيع المسالم إلى مناصرة سياسية وعسكرية كاملة ضد الشعوب الرافضة للكيان).

لقد امتد أثر الكيان إلى كل العالم وحول الدول حتى البعيدة عنه جغرافيا إلى كيانات مرعوبة، وجعل بقاءها وازدهارها مرهونا بقبولها بالكيان وحمايته ثم الخضوع له خضوعا تاما، ويبدأ الخضوع بإنكار الحق الفلسطيني ثم العربي من حوله. لقد حوّل الكيان العالم إلى هامش وجعل نفسه مركز هذا العالم، مع إشعار العالم كل العالم بأنه مدين بشكل ما لهذا الكيان وأن عليه أن يعتذر عن جريمة لم يرتكبها ولم يشارك فيها، ولا يكفي أن يستنكرها بل أن يعوض من ماله عن الجريمة. لقد كان شعور كل شعوب العالم أنها تعاقَب على جريمة لم تحضرها ولم تشارك فيها، فلما انفجرت غزة بحرب تحرير وجدت شعوب كثيرة فرصتها لتتنفس من تحت صفيحة الفولاذ التي وضعها الكيان على أفواهها فأخرستها دهرا طويلا، ولهذا نرى سرعة التعاطف مع غزة وظهور شعارات وفاعليات مخزونة كأن العالم ينتقم من القهر الصهيوني المسلط عليه.

لقد أطاحوا بالكيان وبالخوف من الكيان

هناك تحول نفسي عميق جدا لم يُنتج سياسات فعالة بعد، ونحن ننتظر انتخابات أوروبية ولاتينية تترجم التمرد الكوني ضد الصهاينة. نحن نستعجل النصرة ونقول إن مظاهرات أوروبا خاصة قد طالت ولم تؤثر على حكوماتها، وفي أحيان كثيرة نصاب بنوع من اليأس لأننا نعيش تحت وقع القصف ونحسب الشهداء بشكل موجع، لكن العقل البارد لا يمكنه تجاهل التأثير البعيد لهذه الشوارع المتحركة والتي ملكت -وهنيئا لها- حق التعبير عن مواقفها بصندوق انتخابي غير مغشوش، ونحن ببرود العقل في انتظار قول هذه الصناديق في أماكن كثيرة ونعتقد أن الصراع سيكون فيها بين تيار حرية كوني وبين تيار احتلالي صهيوني محافظ ورجعي.

حتى إننا نذهب إلى قول جديد؛ لن يكون الصراع القادم بين يسار كلاسيكي ويمين كلاسيكي، بل بين كل طالب حرية وبين عدو الحرية وهو تقسيم جديد يخترق اليسار واليمين التقليديين. إنها معركة تحرير العالم وإنهاء الاحتلال ليس في فلسطين فقط، بل في كل مواضع الاحتلال القديم بشكله العسكري والجديد المتخفي في لباس اقتصادي.

غزة في تقديرنا تؤسس يسار العالم التحرري ضد يمين العالم الاحتلالي القاهر في كل بلد وفي كل حزب في كل تيار، وفي هذا اليسار العالمي الجديد لن نجد اليسار العربي بل نجد الإسلام السياسي العربي الذي أنجب حماس.

نستشرف ونتريث

في قمة الألم ونحن نحسب الشهداء ونرى الأطفال الذين يجفون من جوع ومن عطش نتفاءل بالنصر ونستعجله. بعض تحليلنا ليس أكثر من تحويل للأحلام إلى توقعات، لكن لدينا مؤشرات قوية على أمر جلل.

نرى تيارا تحرريا كونيا يذكر بتيار حركة التحرر لما بعد الحرب العالمية الثانية؛ يجتاح العالم، لكنه تيار فطن إلى كل احتمالات التحايل عليه من قبل آلة الدعاية الصهيونية. قد يكون ثقل انطلاقه في الغرب نفسه، لكنه سيمتد إلى أكثر من بلد وإلى أكثر من قارة. ليس من العسير الاستهانة بتحرر المواطن الغربي من تهمة المحرقة، لقد عاش بهذا الذنب حوالي القرن وتصرف كمذنب يبحث عن الاستغفار والصفح، حتى أنه غيّر بعد ألفي سنة في الأناجيل القديمة لينفي عن اليهود قتل المسيح.

إن رمزية تحرك جنوب أفريقيا إلى جانب الحق الفلسطيني تتجاوز ملف القضية إلى بناء موقف أخلاقي كوني مع الحق؛ أسوة بمانديلا ونضالاته التي غيرت الكثير من نظرة العالم لأفريقيا المحتقرة منذ خمسة قرون. يوجد عقل في أفريقيا التي لم تكن أكثر من سوق للعبيد، ويوجد عقل في العالم يقول لم نشارك في المحرقة ولذلك لن نتحمل كلفتها بعد الآن، خصوصا وقد صار بعض ضحاياها سببا في مآس في العالم.

هنا حدث التحول وهنا سُجل الانتصار ومن هنا سيتسع التأثير، غير أننا نحتاج بعض التريث والصبر على طريقة مقاتل غزاوي يتربص تحت الأرض ولا يحسب الزمن قبل أن يوجه ضربة محكمة. ونختم إن أكثر من يقرأ هذا التحول ويستشعر نهايته هو خط التطبيع العربي الذي أنهت المقاومة في غزة وجوده ولن تمنحه حتى معاشا يستر عاره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة النصرة إسرائيل فلسطين غزة النصر الهزيمة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: نشعر بالغضب الشديد من تخاذل المجتمع الدولي لما يحدث بالأراضي الفلسطينية

قال السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري،: "نحن في مصر والمنطقة العربية نشعر بالغضب الشديد من تخاذل المجتمع الدولي عن الذي يحدث في الأراضي الفلسطينية من أعمال قتل واستخدام التجويع كسياسة للعقاب الجماعي".

وزير الخارجية الروسي: القضية الفلسطينية محورية على الأجندة الدولية وزير الخارجية الروسي: نثمن  الجهود المصرية الرامية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة

وأضاف "عبد العاطي"، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الإثنين، أن هذا الأمر يحدث تحت مرأى ومسمع من العالم، ونحن نستهجن هذا الصمت، ومجلس الأمن عليه مسؤولية لأن ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة أمر يمس بشكل مباشر الأمن والسلم الدوليين، ومجلس الأمن قائم للحفاظ عليهما، وبالتالي لا بد أن يضطلع بمسؤولياته لوقف أعمال القتل الممنهج للمدنيين الفلسطينيين".

وتابع وزير الخارجية، أنه لا يمكن القبول بأن هناك دولة تضع نفسها فوق القانون، وهناك قرار من مجلس الأمن ولا يتم تنفيذه، وهناك تدابير مؤقتة صدرت عن أعلى هيئة قضائية في العالم، وهي محكمة العدل الدولية ولا يتم تنفيذ ذلك، وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق ويدعو إلى الخجل والاستهجان مما يحدث من صمت دولي.

مقالات مشابهة

  • «الوطني الفلسطيني» يدعو المجتمع الدولي للتعامل بشكل عملي مع القرارات الأممية التي تدعم القضية الفلسطينية
  • الرئاسة الفلسطينية تدين وتستنكر العمليات الإرهابية التي يتعرض لها لبنان
  • 37 مقرراً أممياً لحقوق الإنسان يطالبون العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • وزير الصناعة: المغرب ثاني أكثر بلد تنافسي في العالم في صناعة السيارات
  • كنعاني: ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة دليل على انعدام الأمن المنظم في العالم
  • مقاومة المضادات الحيوية قد تتسبب في وفاة أكثر من 39 مليون شخص بحلول 2050
  • أكـثر 10 دول تضم كبار السن في العالم (إنفوغراف)
  • كرامي: مرة جديدة يثبت العدو انه الكيان الاكثر اجراماً في العالم
  • مصادر: "الخطوات المتهورة" التي تخطط لها حكومة نتنياهو في الشمال قد تورِّط إسرائيل في مشكلة أكثر صعوبة
  • وزير الخارجية: نشعر بالغضب الشديد من تخاذل المجتمع الدولي لما يحدث بالأراضي الفلسطينية