هناك حرب أخرى غير الحرب على غزة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية فى باب المندب لمنع هجمات الحوثيين على السفن المبحرة عبر البحر الأحمر.
الحوثيون برروا هذه الهجمات فى البداية على أنها رد على العدوان الإسرائيلى على غزة وأنهم يستهدفون السفن الإسرائيلية فقط وسرعان ما تطور الأمر إلى هجوم على السفن الأمريكية ومن بعدها سفن لشركات عالمية مما شكل تهديدًا لحركة الملاحة فى قناة السويس وعرض الدولة المصرية المناصرة لغزة لخسائر كبيرة فى إيرادات قناة السويس.
ويبدو أن الولايات المتحدة تعانى فى مواجهة هذه الهجمات حتى فى ظل الغارات التى تقوم بها على معاقل الحوثيين فى اليمن، وتقوم الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلفاء إقليميين وعرضت عليهم الاستعانة بقوات أوكرانيا للتمركز عبر الصومال لوقف تلك الهجمات.
وتم الاتفاق على نقل قوات أوكرانية خاصة من الصومال إلى اليمن، للمشاركة فى مجابهة الخطر الحوثى، حيث طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من أوكرانيا أن تشارك فى هذه العملية بشكل خاص، بعد نجاح القوات الأوكرانية فى تنفيذ عدة عمليات خاصة فى السودان والصومال وغيرها من الدول فى القارة الإفريقية فى الآونة الأخيرة.
وتم الاتفاق على استخدام الصومال كنقطة انطلاق للقوات الأوكرانية المتواجدة هناك لسهولة الحركة ونقل المعدات إلى المناطق التى ستتواجد فيها القوات الأوكرانية مستقبلًا.
ومنذ بداية العام الحالى، تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها تنفيذ ضربات على مواقع للحوثيين فى اليمن، رداً على هجماتهم المستمرة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل فى البحر الأحمر وخليج عدن، ولكن لم تأت هذه الضربات بأى نتيجة، حيث تستمر قوات الحوثى بضرب السفن الغربية التى تعبر مضيق باب المندب، وتهدد بتوسيع الهجمات فى حال عدم وقف الحرب على قطاع غزة.
التساؤلات هنا حول هدف الولايات المتحدة من تحشيد هذا العدد الفائض للحاجة حسب طلب القيادة العامة للجيش وبتصريحات رسمية. رغم الأزمة التى تعانيها أوكرانيا ونقص عدد القوات فى مواجهة روسيا.
وكان رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية أكد المعلومات التى تم تداولها، عن وجود قوات أوكرانية فى السودان، حيث أشار إلى أن قواته تقاتل إلى جانب الجيش السودانى ضد قوات الدعم السريع، مضيفًا أن «أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة فى السودان»، وبأن «الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على «العدو الروسي» فى كل مكان يمكن تصوّره على وجه الأرض»، حسب تعبيره.
وبنفس السياق، انتشرت تقارير وأنباء نقلًا عن مصادر محلية وعسكرية صومالية، تفيد بوصول دفعة جديدة من «المرتزقة الأوكران» إلى العاصمة الصومالية مقديشو، وبحسب شهود عيان، فقد تم تسجيل وصول المجموعة الأولى من القوات الخاصة الأوكرانية إلى عدد من القواعد العسكرية فى مقديشو انطلاقًا من الخرطوم، للمشاركة فى القتال هناك بإشراف أمريكى، حيث يتم الإشراف على هؤلاء المقاتلين من قبل شركة «بانكروفت» الأمريكية.
وتشارك القوات الأوكرانية فى محاربة إرهاب «حركة شباب» فى الصومال، حيث شاركت فى صد هجوم على فندق فى العاصمة مقديشو استمر لـ13 ساعة، وقد تكون هذه الخطوة لتحسين صورة القوات الأوكرانية قبل الإعلان بشكل رسمى عن تواجدها فى البلاد لأسباب أخرى.
الحرب على غزة وحسب تصريحات ومواقف للدولة المصرية لها تبعات خطيرة ويجب وقفها فوراً وأن توسيع هذه الحرب سوف يجر المنطقة كلها إلى صراع دولى وويلات لا يمكن تحملها وهو ما نشاهده الآن فى باب المندب.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحوثيين السفن المبحرة العدوان الإسرائيلي على غزة القوات الأوکرانیة الولایات المتحدة باب المندب
إقرأ أيضاً:
الدفاع الافريقي: القوات المسلحة اليمنية انتصرت في البحر الأحمر
مؤكدا أن العمليات العسكرية اليمنية المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني، لن تتوقف إلا بتوقف الحرب "الإسرائيلية" على غزة ولبنان.
جاء ذلك في تقرير تحليلي للموقع المختص بأخبار الدفاع والأمن في إفريقيا defenceWeb، بعنوان "الحوثيون ينتصرون في البحر الأحمر".
وبدأ التقرير الذي أعده الخبير العسكري تيري هوتسون، بتساؤل: "من الذي سيفوز في معركة البحر الأحمر؟"، مضيفاً: "لو كنت أراهن الآن، لكان لدي بعض المال لصالح اليمنيين، لأنهم يبدو أنهم يحتفظون بالمبادرة. وهذا يعتمد على النتائج الحالية، ولا يمكن لأحد أن يتخيل أنهم سيكونون قادرين على الاستمرار في منع أكثر من 60% من حركة الشحن من استخدام الممر المائي الذي يفصل بين أفريقيا وآسيا".
وأوضح الموقع أنه بمرور شهر تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، تكون قد مرت سنة على إطلاق القوات المسلحة اليمنية أول طائرة بدون طيار أو صاروخ على سفينة تبحر في مضيق باب المندب، ذات ارتباط بـ"إسرائيل".. لافتاً إلى أن صنعاء أعلنت، حينها، استهداف المصالح "الإسرائيلية" إسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
مركبات ذاتية تحت الماء
وذكر التقرير أن من بين الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية، في معركة الإسناد البحرية، مركبات ذاتية القيادة تبحر تحت الماء، مزودة بمتفجرات شديدة الانفجار، في إشارة إلى الطوربيدات المسيرة التي تمتلك البحرية اليمنية أجيالاً منها، وكان آخرها "غواصة القارعة" التي كشفت عنها القوات المسلحة مؤخراً.
وتطرق التقرير إلى السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، التي تم استهدافها قبالة السواحل اليمنية، طوال الفترة الماضية، مقدراً عدد الهجمات بأكثر من مائة هجمة، كان من أبرز نتائجها، إغراق سفينتين وإضرام النيران في بعض السفن، واقتياد سفينة مملوكة لرجل أعمال "إسرائيلي" إلى ساحل الحديدة.
حُماة "إسرائيل"
وذكر الموقع أن القوات المسلحة اليمنية عندما أطلقت أول صواريخها وطائراتها المسيرة على مواقع للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، لعبت السفن البحرية الأمريكية ما وصفه الموقع بـ"الدور المبكر والحاسم" في حماية الكيان الصهيوني، وبالإضافة إلى ذلك، شكلت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل عاجل تحالفاً من القوات البحرية لتوفير وجود بحري في البحر الأحمر وخليج عدن لاعتراض الصواريخ اليمنية أثناء إطلاقها على المصالح "الإسرائيلية".
وأضاف: "كما دخلت الطائرات الحربية في المعادلة، حيث قامت بمهام فوق الأراضي اليمنية بهدف الحد من قدرة اليمنيين على استهداف السفن المارة أو استهداف إسرائيل".. مؤكداً أنه وعلى الرغم من ادعاء الولايات المتحدة وبريطانيا نجاح الضربات الجوية في القضاء على معظم قدرات "اليمن" العسكرية، إلا أن هجماتهم تواصلت واستهدفت الكثير من السفن.
هجمات متواصلة
تقرير موقع الدفاع الإفريقي، أشار إلى تأكيدات صنعاء بأن "الهجمات ستستمر حتى يتوقف العدوان والحصار على قطاع غزة، والعدوان على لبنان".
وقال: "بالرغم من أن القوات الجوية الأمريكية والبريطانية نفذت العديد من الغارات في جميع أنحاء اليمن، في محاولة لتقليص قدرة اليمنيين على مواصلة هجماتهم، إلا أن الأخيرين يواصلون إطلاق صواريخ وتوجيه طائراتهم بدون طيار، دون كلل".. مشدداً على أن "ردع اليمنيين" يظل صعباً، لأنهم "لا يحتاجون إلى منصات إطلاق متطورة أو مطارات لإطلاق طائراتهم بدون طيار أو حتى بعض الصواريخ. كما أنهم لا يحتاجون إلى معدات أو مرافق باهظة الثمن أو ملحوظة للتعامل مع عمليات الإطلاق.
ويمكن تخزين أو نقل إمدادات الصواريخ والطائرات بدون طيار بسهولة دون لفت الكثير من الانتباه".
وتساءل الموقع: "إلى متى قد يستمر هذا الوضع في البحر الأحمر؟"، ليجيب على ذلك بالقول: "لا أحد يستطيع أن يتكهن في الوقت الحالي. فلا نهاية تلوح في الأفق للصراع في غزة، ولا يوجد سبب يجعلنا نعتقد أن اليمنيين سوف يتخلون عن دعمهم لحماس وحزب الله".
ومنذ أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، تنفذ القوات المسلحة اليمنية عمليات عسكرية بحرية ضد السفن "الإسرائيلية" وتلك المرتبطة بكيان الاحتلال أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، والسفن الأمريكية والبريطانية، إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة، على مدى أكثر من عام، ودفاعاً عن اليمن الذي تعرض لعدوان أمريكي بريطاني، حماية للكيان الصهيوني.