نتنياهو وبايدن.. من الأحضان إلى "التحالف مع الخصوم"
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يبدو أن آثار حرب غزة تخطت التوترات التي سببتها لمنطقة الشرق الأوسط الساخنة، لتعبر المحيط الأطسي وتسبب ارتباكا غير مسبوق في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
فبينما كانت "الأحضان" سمة العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأيام الأولى للحرب، يلتف الأخير على الإدارة الأميركية متحالفا على ما يبدو مع ألد خصوم الأول السياسيين، بعد أكثر من 5 شهور من الصراع.
وقال مصدر مطلع إن نتنياهو سيخاطب أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الجمهوريين عبر رابط فيديو، خلال اجتماعهم السياسي الأسبوعي على الغداء، الأربعاء.
ويأتي الاجتماع بعد أيام من إلقاء زعيم الديمقراطيين في المجلس الشيوخ تشاك شومر، كلمة انتقد فيها نتنياهو بشدة، معتبرا أنه عقبة أمام السلام.
نهج أميركي جديد؟
ويسلط هذا الأمر الضوء على أن نهج واشنطن تجاه إسرائيل بات مسيسا، إذ يتقرب رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الجمهوريين، بينما بات معارضه بيني غانتس بديلا مقبولا لواشنطن، وهو ما اتضح من خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، التي دفعت نتنياهو إلى الشعور بالالتفاف حوله، والتأكيد على أن "إسرائيل لها رئيس وزراء واحد".
لأول مرة
والتوتر العلني بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، على خلفية مطالب واشنطن بتجنيب المدنيين في غزة الخطر وإدخال المساعدات لهم، ليس له سابقة تذكر تقريبا في تاريخ إسرائيل، إذ أن الولايات المتحدة حليفتها الوثيقة منذ إعلان قيام دولتها عام 1948.
لكن العلاقة بين نتنياهو شخصيا والإدارات الأميركية الديمقراطية لم تكن بحال جيد، خاصة منذ تولي الرئيس الأسبق باراك أوباما الحكم.
ماذا قال شومر؟
قال شومر، وهو مؤيد لإسرائيل منذ فترة طويلة وأرفع مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة، في كلمته أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، إن حكومة نتنياهو "لم تعد تناسب احتياجات إسرائيل"، وذلك بعد 5 أشهر من الحرب التي بدأت عقب هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
ودعا شومر صراحة إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وانتقد الجمهوريون شومر بشدة، كما قال نتنياهو لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، الأحد، إن خطاب شومر غير لائق.
وكانت تعليقات شومر امتدادا لحالة من التوتر بين نتنياهو وبايدن، الذي سبق له أن أغلق الهاتف في مكالمة بينهما، قائلا لـ"بيبي" إن الحديث انتهى.
إشارة أخرى من بلينكن
الأربعاء بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مهمة في الشرق الأوسط، في ذروة التوتر في العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو. يزور بلينكن السعودية الأربعاء والقاهرة الخميس، ليبحث مع قيادات المنطقة الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة في حرب غزة. على غير العادة، لم يعلن الوزير الأميركي عن زيارة لإسرائيل في بداية الرحلة، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية الثلاثاء إنه لم يتم إخطارها للاستعداد لذلك. لم يرد مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية على طلب للتعليق، على احتمال إدراج إسرائيل على خط سير الرحلة في وقت لاحق. زار بلينكن إسرائيل في كل من زياراته الخمس السابقة للمنطقة منذ بدء الحرب.مكالمة لم تقلل الاحتقان
ومؤخرا تحدث نتنياهو وبايدن هاتفيا مجددا، في مكالمة كان يعتقد أنها ستعيد تقريب الحليفين السابقين من بعضهما، لكنها أظهرت إصرار رئيس وزراء إسرائيل على معاندة الرئيس الأميركي، ورفض مطالبه أمام العالم.
والثلاثاء رفض نتنياهو دعوة بايدن للتراجع عن خطط الاجتياح البري لمدينة رفح جنوبي غزة، التي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال نتنياهو للمشرعين الإسرائيليين، إنه قال لبايدن "بكل وضوح إننا عازمون على استكمال القضاء على هذه الكتائب في رفح، ولا سبيل لذلك إلا بالهجوم البري".
وتقول إسرائيل إن رفح آخر معقل كبير لمقاتلي حماس، بينما ترى واشنطن إن أي هجوم بري هناك سيكون "خطأ"، وسيسبب ضررا كبيرا للمدنيين.
يشار إلى أن أكثر من مليون من سكان غزة، الذين أمرتهم القوات الإسرائيلية المتوغلة بالنزوح إلى رفح في وقت سابق من الحرب، ليس لديهم مكان آخر يفرون إليه، في المقابل تقول إسرائيل إن لديها خطة لإجلائهم.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات جو بايدن بنيامين نتنياهو إسرائيل حركة حماس بلينكن رفح غزة بنيامين نتنياهو جو بايدن الولايات المتحدة إسرائيل قطاع غزة جو بايدن بنيامين نتنياهو إسرائيل حركة حماس بلينكن رفح غزة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بعد بيانات الوظائف المثيرة للقلق.. متى يبدأ الفدرالي الأميركي في خفض معدلات الفائدة؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
يتوجه الفدرالي الأميركي إلى اجتماعه المتعلق بالسياسة النقدية المقرر عقده في الفترة من 18 إلى 19 آذار مع سوق عمل قوي بشكل عام، ولكنه يُظهر بعض العلامات المبكرة المحتملة للضعف، وهو تطور يمكن أن يضع البنك المركزي الأميركي في موقف صعب إذا ظل التضخم مرتفعاً، وأضافت التعرفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ضغوطاً على الأسعار.
أفادت وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة ارتفع في فبراير شباط، حيث أضاف أصحاب العمل 151 ألف وظيفة. وهذا يتجاوز بكثير معدل النمو الشهري الذي يتراوح بين 80 ألفاً و100 ألف وظيفة، والذي قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الخميس إنه يعتبره مستوى صحيًا لخلق الوظائف.
قوة سوق العمل وتأثيرها على معدلات الفائدة
قال والر ومسؤولون آخرون في الاحتياطي الفدرالي إن سوق العمل القوي يسمح للبنك المركزي في الوقت الحالي بالحفاظ على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق 4.25%-4.50% بينما ينتظر المزيد من التقدم بشأن التضخم، الذي لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2%.
لكن تقرير الوظائف الأخير أظهر أيضاً أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.1% وأن عدد الأشخاص الذين يقبلون بالعمل بدوام جزئي لأنهم لم يتمكنوا من العثور على وظيفة بدوام كامل ارتفع أيضاً بشكل حاد، مما دفع مقياساً أوسع للبطالة يُعرف باسم U-6 إلى 8%، وهو أعلى مستوى لهذا المقياس للعمالة الناقصة منذ أكتوبر تشرين الأول 2021.
أظهر التقرير أيضاً أن الحكومة الفدرالية فقدت وظائف في الشهر الماضي، على الرغم من أن المحللين قالوا إن التأثير الكامل لخفض القوى العاملة الذي يقوده الملياردير إيلون ماسك و"وزارة كفاءة الحكومة" التابعة له قد لا يظهر حتى مارس آذار أو أبريل نيسان.
كتبت جوليا كورونادو، رئيسة شركة ماكروبوليسي بيرسبكتيفز، في مذكرة: "أظهر تقرير التوظيف لشهر فبراير شباط بعض التراجع في الظروف حتى قبل أن يبدأ تأثير التخفيضات الكبيرة في التوظيف الفيدرالي والمتعاقدين". "ما زلنا نتوقع أن يؤدي انخفاض الهجرة، وفقدان الوظائف الفدرالية، وسياسة التعرفات الجمركية إلى تباطؤ كبير في التوظيف في الأشهر المقبلة، لذلك من المرجح أن يواجه الاحتياطي الفدرالي تهديدات لكلا جانبي تفويضه المزدوج."
متى يخفض الفدرالي معدلات الفائدة الأميركية؟
دفع متداولو العقود الآجلة لمعدلات الفائدة قصيرة الأجل بعد التقرير رهاناتهم على بداية تخفيضات معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي إلى يونيو حزيران، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى مايو أيار قبل التقرير، لكنهم ما زالوا يتوقعون إجمالي ثلاثة تخفيضات في عام 2025.
سيقوم صناع السياسات في الاحتياطي الفدرالي، الذين شعروا في ديسمبر كانون الأول أنه من المحتمل أن يكون هناك تخفيضان لمعدلات الفائدة هذا العام، بتحديث توقعاتهم لمسار معدلات الفائدة في اجتماع السياسة القادم.
لقد أدت سياسات التعرفات الجمركية المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقلبات شديدة في أوساط المستثمرين، ودفعت بعض الشركات إلى تجميد استثماراتها. وقد صرح العديد من صناع السياسات في الاحتياطي الفدرالي أنهم يريدون مزيداً من الوضوح بشأن التعرفات الجمركية والسياسات الأخرى قبل أن يقوموا بتحريك معدلات الفائدة مرة أخرى.
سيقدم رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول قراءته الأخيرة للتوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية في وقت لاحق من يوم الجمعة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام