بوابة الوفد:
2025-01-20@11:48:10 GMT

إلا هذه المرة

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

كان ونستون تشرشل رئيسًا لوزراء بريطانيا فى زمن الحرب العالمية الثانية، وكان يردد دائمًا أن الديمقراطية ليست أنسب أنظمة الحكم كما قد يتصور بعض الناس، وأن المشكلة هى أن العالم لم يتوصل بعد إلى نظام حكم أفضل منها، وإلى أن يتوصل لذلك ستبقى الديمقراطية أفضل نظم الحكم التى عرفها البشر. 
ولو أنك بحثت عن عاصمة تعيد تذكيرك بزاوية محددة فى هذا المعنى الذى عاش تشرشل يردده، فلن تجد إلا تل أبيب التى تتخذها الدولة العبرية عاصمةً لها.

 
ذلك أن الذين يتابعون الحرب الوحشية التى تشنها حكومة بنيامين نتنياهو على المدنيين فى قطاع غزة، يكتشفون أن هذه الحكومة تقول عن نفسها إنها جاءت من خلال العملية الديمقراطية المعتادة إلى مقاعد الحكم، وسوف يكتشفون أنها تمارس ما تمارسه باسم هذه الديمقراطية، وأن المظاهرات التى خرجت تحتج فى تل أبيب لم تفلح فى إزاحتها عن مقاعدها ! 
لقد دمرت غزة وحولتها إلى ركام، وقتلت النساء والأطفال فيها، وتجاوز عدد الذين قتلتهم الثلاثين ألفًا منذ بدأت الحرب فى السابع من أكتوبر، وكلما احتج العالم واعترض قالت إنها حكومة منتخبة، وأن الناخب الإسرائيلى هو الذى جاء بها، وأنها تفعل ما تفعله باسم ناخبيها !.. وقد يكون هذا صحيحًا، ولكن الأصح منه أن هذا الناخب نفسه عاجز عن تغييرها، وغير قادر على طردها من مقاعدها. 
هو عاجز عن ذلك وغير قادر، رغم أن آخر استطلاعات الرأى التى جرى الإعلان عنها فى اسرائيل يوم الخميس ٧ مارس، تقول إن الثقة فى هذه الحكومة تراجعت من ٢٨٪ عند بدء الحرب إلى ٢٣٪، وأن هذا معناه أن الانتخابات لو جرت اليوم فسوف تسقط حكومة نتنياهو بالتأكيد. 
ومع ذلك كله، فالحكومة لا تزال فى مقاعدها، ولا تزال تدمر وتقتل، ولا يزال الناخب الذى جاء بها عاجزًا عن إخراجها.. وهذا أمر لم يحدث من قبل فى تاريخ اسرائيل كله.. ففى كل مرة مماثلة أو مشابهة من قبل، كانت الانتخابات تجرى على الفور، وكان رئيس الوزراء يتغير، وكانت حكومة جديدة تأتى. 
إلا هذه المرة التى يعرف نتنياهو فيها جيدًا، أن إجراء انتخابات جديدة لا تتوقف نتائجه عند حد تغيير حكومته، وأن النتائج سوف تمتد إلى محاسبته ووقوفه أمام العدالة مرتين: مرة عن قضايا فساد متهم فيها من أيام ما قبل الحرب، ومرة أخرى عن مسئوليته عن هجوم السابع من اكتوبر، وعن تقصيره الذى أدى إلى وقوع الهجوم، وفى الحالتين فإن الإدانة تنتظره ومن بعدها العقوبة التى ستراها العدالة مناسبة. 
كان الأستاذ الإمام محمد عبده يكره السياسة، وكان يلعنها ويلعن كل مفرداتها، وكان يقول لعن الله السياسة، وساس، ويسوس.. ولا بد أن كل متطلع إلى ما تمارسه حكومة التطرف فى اسرائيل يردد ما كان يردده الأستاذ الإمام، ولكن مع الديمقراطية ومفرداتها هذه المرة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر الحرب العالمية الثانية الديمقراطية الحرب الوحشية

إقرأ أيضاً:

بن غفير يعتزم تقديم استقالته من حكومة نتنياهو غدًا

كشف حزب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، اليوم السبت، أنه يعتزم  تقديم استقالته من الحكومة الإسرائيلية غدًا الأحد.

 

وزيرة التضامن: مصر على أهبة الاستعداد لتكثيف إدخال المساعدات لقطاع غزة عاجل.. مقتل منفذ عملية الطعن في تل أبيب ويدعى صلاح يحيى من طولكرم

وفي السياق ذاته كشفت تقارير عبرية، عن الخليفة المحتمل لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، في الحكومة الإسرائيلية، حال استقال من منصبه وغادر الحكومة.

وذكرت القناة 13 العبرية نقلًا عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن من المتوقع أن يشغل وزير الزراعة آفي ديختر منصب بن غفير مؤقتًا.

بن غفير يُقر بفشل إسرائيل في الحرب على غزة

وقال إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة فإن حزبه سوف يستقيل من الحكومة.

وأشار بن غفير في تصريحات صحفية :"هذه صفقة من شأنها أن تؤدي إلى وقف الحرب، في حين أن حماس لم تُهزم بعد، ولم نحقق أهدافنا"، مشددا على أنه "إذا تقرر استئناف القتال ضد حماس كما طلبنا فسنعود إلى دعم الحكومة".

وأضاف: "الصفقة الحالية تطلق سراح مئات القتلة  على حد وصفه، وتقر الانسحاب من فيلادلفيا ووقف الحرب وستنهي كل إنجازاتنا، يجب وقف المساعدات الإنسانية والوقود عن غزة بالكامل من أجل إعادة المخطوفين وأدعو نتنياهو إلى التروي ووقف هذه الصفقة السيئة وعدم إعادتنا للوراء".

وأكد أنه: "لن نتعاون مع اليسار لإسقاط حكومة نتنياهو لكن لن نبقى في حكومة تبرم صفقة كهذه، مستعدون لدفع أثمان باهظة لتحرير مخطوفينا لكن المطروح أثقل مما نحتمل.. الفرحة التي تابعناها في غزة والضفة الغربية تظهر من هو الذي خضع في هذه الحرب".

الجدير بالذكر أن أفكار اليمين المتطرف في إسرائيل تمثل تيارًا سياسيًا متطرفًا يتبنى مواقف متشددة تجاه العديد من القضايا الداخلية والإقليمية، ويتمثل أحد أبرز جوانب هذه الأفكار في رفض التنازل عن أي جزء من الأراضي المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويعتبرون أن هذه الأراضي هي جزء من "أرض إسرائيل التاريخية" ويجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية، و في هذا السياق، يرفضون أي مفاوضات مع الفلسطينيين بشأن قيام دولة فلسطينية.

اليمين المتطرف في إسرائيل يعارض بشكل عام حل الدولتين، ويدعو إلى تعزيز الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستندًا إلى تفسير ديني وتاريخي للأراضي، و يعتبر الاستيطان جزءًا من رؤية توسعية يعتقدون أنها جزء من تحقيق الوعد التوراتي.

مقالات مشابهة

  • البكالوريا.. و"هموم" الثانوية
  • ????العقوبات الامريكية.. وسام على صدر البرهان
  • بن غفير يعتزم تقديم استقالته من حكومة نتنياهو غدًا
  • «السيسى» والصقور أمناء على مقدرات الوطن
  • الأكاديمية العسكرية المصرية تستقبل مسئول التعاون الدولي للقوات البرية الفرنسية
  • وفد من القوات البرية الفرنسية يشيد بقدرات الأكاديمية العسكرية المصرية
  • الأهلي يرفض مطالب ين شرقى وينسحب من الصفقة بشكل نهائى
  • هالة صدقى: انتظرونى فى الماراثون الرمضانى 2025
  • تحية للدبلوماسية المصرية
  • الدور على السودان وليبيا واليمن