مفتي الجمهورية: رمضان شهر الانتصار على النفس والأعداء
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الثابت عن علماء المسلمين أن الجند الغربي الذي أخبرت السنة المطهرة بأنه سالم من الفتن هو الجندي المصري، وقد تناقل ذلك جمع غفير من العلماء والحفاظ والمؤرخين، وهذا ما أيَّده الواقع على مر العصور والأزمان.
مفتي الجمهورية: الأخذ بالرخص في الشرع ليس تفلُّتًا من التكليف مفتي الجمهورية: القرآن والسنة حثَّا على الوحدة والبعد عن مواطن النزاعجاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أن رمضان شهر الانتصارات والفتوحات على مر التاريخ الإسلامي، فما تبثه العبادة في هذا الشهر الكريم من علوٍّ للهمَّة، وانتصارٍ للنفس على شهواتها جديرٌ بأن يجعل شهر رمضان شهرًا للانتصارات، على كافة المستويات بحقٍّ.
وأشار المفتي إلى أن رمضان هو شهر الانتصار على النفس وعلى الأعداء؛ لما فيه من أعمال البر والتقوى والتقرب إلى الله بإخلاص واجتهاد وعمل، مؤكدًا أن الدفاع عن الأوطان يعد من أصول الإيمان، وأن من يخالف ذلك يجهل مبادئ الشرائع السماوية كلها.
المشككين في خيرية الجيش المصري والأحاديث التي وردت في ذلكوعن المشككين في خيرية الجيش المصري والأحاديث التي وردت في ذلك، قال: إن هؤلاء يرددون كلامًا باطلًا من الناحية العلمية والواقعية، وقد رددنا عليه في بحوث وفتاوى وكتب صدرت عن الدار، وأنا أدعو المشاهدين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التي ليس لها أساس من الصحة، مؤكدًا أن هذه المقولات المشككة في خيرية الجيش المصري العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013، فالجيش المصري العظيم انحاز لإرادة شعبه في جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز لم يعجب البعض فأخذ يشكك في وطنية الجيش المصري الذي يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ.
وشدَّد المفتي على أن الأخذ بالأسباب والتوكُّل على الله وحسن التخطيط والاستعداد والتضحية هو ما يؤدِّي إلى الفوز والنصر، وتحقيقهما لا يكون إلا لمن تدرَّب وخطَّط وأخذ بالأسباب.
حكم زيارة أضرحة الصالحين وآل البيت والصلاة بهاوردًّا على سؤال عن حكم زيارة أضرحة الصالحين وآل البيت والصلاة بها قال: إن زيارة مقامات آل بيت النبوة والصالحين من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولًا عند رب البريات؛ وهي بمنزلة مجالسة الصالحين، وإن زيارة القبور على جهة العموم مندوب إليها شرعًا؛ حيث حثَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم على زيارة القبور كما أن أَوْلى القبور بالزيارة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبور آل البيت النبوي الكريم، وقبورهم روضات من رياض الجنة، وفـي زيـارتهم ومودتهم برٌّ وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23].
واختتم بالرد على سؤال عن حكم التسمي بعبد الرسول أو عبد النبي قائلًا: إن أصحاب الفكر الوافد ضيَّقوا على الناس حتى في بعض الأسماء الطيبة والمباحة، كقولهم بعدم جواز التسمية بعبد الرسول وعبد النبي، والأفضل إضافة رب بينهما، والحقيقة أنه يجوز ذلك لما دلَّ عليه الكتاب والسنَّة، وجرى عليه العمل سلفًا وخلفًا، بل هناك فتاوى رسمية كثيرة لنا صادرة من الدار قديمًا وحديثًا، واسم عبد الرسول أو عبد النبي يعني الطاعة والموالاة للرسول صلى الله عليه وسلم، وليس المقصد منه التعبُّد له، ولا يعني الشرك بالله عزَّ وجلَّ كما يدَّعي أصحاب الفكر الوافد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية شوقي علام هيئات الإفتاء علماء المسلمين الجندي المصري مفتی الجمهوریة صلى الله علیه الجیش المصری
إقرأ أيضاً:
النفس البشرية مليئة بالاضطراب والتخيل
يقول الطبيب النفسي النمساوي سيجموند فرويد: «الضمير هو دائمًا أشبه بالرجل اليقظ تحدوه الحكمة والروية، أما النفس -والنفس أمارة بالسوء- فميّالة دائمًا إلى التهور وتذوق الجيفة دون تفكير في النتائج السيئة».
بعض الأمور نتجه إليها بسذاجة رغم أننا ندرك خطورتها، ولا يجوز لنا الاقتراب منها، ولكن عامل الشد النفسي هو من يدفعنا نحو هذه المناطق السوداء، كلما تزدحم أدمغتنا بالتفكير في النصف الممتلئ من الكأس نجد خطوتنا تتسارع أكثر نحو الاقتراب من المحظور.
وما أن تلمس حرقة الخطأ جلدتنا، ولظى الاختيار الخاطئ أجسادنا، نشعر بتأنيب الضمير، ومع الوقت يصبح البكاء لزامًا على الأطلال خاصة عندما لا نجد طريقا للعودة أو تلاشي الوقوع في الخطأ مهما كانت جسامته وشدته على مصير حياتنا المقبلة.
لذا أصبح من الواجب أني يعي كل إنسان منا حدود إمكانياته التي بين يديه، فالأرزاق مقسمة بين الناس ما بين فقير وغني، بمعنى أن بعض الأمور نتجاوز حدودها بسبب أهواء شخصية، وبعض الأماكن نرتادها ونقبل على الدخول فيها ثم نجد أنفسنا ندفع ثمنا باهظًا من حياتنا وقوت يومنا، فنصاب بالندم الذي لا يجدي.
لكل إنسان منا له طاقة محددة وقدر محدود من الإمكانيات التي منحها الله له ولعل أبرزها هي الجوانب المادية، وهذا الأمر هو الذي يجعلنا نلهث وراء الرزق والمال من أجل التمتع بالحياة والتأقلم والتعايش مع الأوضاع المعيشية، فمثلا هناك أماكن متواضعة يمكن للإنسان البسيط أن يدخل إليها، ويطلب ما يريد؛ لأنه قادر على دفع فاتورته بنفسه دون الحاجة إلى مساعدة من الآخرين.
وبالمقابل، ثمة أماكن أخرى لا تناسبه؛ لأن إمكانياته محدودة لا تتناسب من المتطلبات التي يرغب القيام بها، وليس الأكل والشرب واللبس وغيرها من الضروريات هي المشكلة ولكن أصبح موضوع «السفر» والتنقل من مكان إلى آخر معضلة تلقي بظلالها على بعض الحالمين بالعيش فوق المستوى الذي هم فيه.
وكما قال فرويد: «إن النفس البشرية مليئة بالاضطراب والتخيل.. وإن الكثيرين الذين يعيشون في أوهام إذا لم تنقذهم العناية الإلهية من أوهامهم ينحدر بهم الطريق إلى الجريمة والجنون».
بعض العائلات تحمّل عائلها الكثير من الأعباء المالية رغم معرفتها التامة بعدم مقدرته على توفير نفس الخيارات المتاحة أمام الآخرين سواء وجهات السفر في كل مكان أو أماكن السكن ذات الرفاهية العالية، وحتى في أمور الإعاشة وغيرها.
المشكلة لدى «العائل» ليست في عدم رغبته في إدخال السرور في قلوبهم، لكن هناك حدود معنية للإمكانيات المادية، فهو ينظر إلى أبعد من قدميه، ويرى ما لا يراه غيره من صعوبات قد يترتب عليها آثار مدمرة تزلزل كيان الأسرة وتجعلها تعيش في ضائقة مادية ونفسية صعبة.
بعض الناس لا يجد مفرا من الهروب، ولذا يلجأ إلى «الاقتراض» كحل أخير لتحقيق رغبات أسرته، والبعض الآخر يضحّي ببعض ما يملكه من أشياء فيبيعها بثمن بخس فقط لأنه يريد أن يرفه عن عائلته، ولا يجعلهم أقل مستوى من غيرهم.
من الناحية العقلية، الحسابات لا تكون بهذه الطريقة أبدا، فـ«رحم الله عبدًا عرف قدر نفسه»، فلكل منا سعة من الرزق يستطيع من خلالها توفير الأشياء ويعجز عن الحصول على أشياء أخرى، والبعض لديه مجال ضيق يتحرك فيه، وفي أغلب الأحيان لا يستطيع أن يتجاوزه فقط من أجل مجاراة من أعطاهم الله الخير والرزق الوفير.
لو ذهبنا إلى الجانب المظلم لما ترغبه النفس وتشتهيه لوصلنا إلى حافة الإفلاس، ومن ثم الدخول في دوامة المطالبات، وربما يصل الأمر إلى أكثر من ذلك بكثير، فكم من أشخاص وصل بهم الأمر إلى ساحة القضاء ثم إلى السجن بسبب عدم مقدرته على الوفاء بما اقترضه سواء من البنوك أو من الأفراد.
إذن، «النفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع»، نحن بشر ولسنا بملائكة لكي لا نخطئ، ولكن علينا أن نزن الأمور وأن نعي العواقب، فليس من المعقول أن نسعد أنفسنا شهرا ونعيش في تعاسة دائمة دهرا.