بوابة الوفد:
2024-12-18@23:48:51 GMT

استيقظوا يا عرب حكاماً وشعوباً

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

نحن أمة إذا ما استيقظت استردت فى سنين ما سلب منها فى قرون، حقيقة لو أدرك معناها، الحكام العرب، ما صبروا كل هذا الصبر على إسرائيل وما ترتكبه من مجازر يوميا بحق الفلسطينيين، وما خضعوا لأمريكا، وما تجاهلوا ما يعلنه رؤساؤها بأن فلسفتهم تجاه الشرق الأوسط والعالم هى «إضعاف الجميع لكى نبقى الأقوى فى العالم».


أقول ذلك بمناسبة سؤال طرحه أحد متابعينى: ماذا لو اتحد العرب واستخدموا كل مواردهم الطبيعية والبشرية سلاحا ضد اسرائيل وأمريكا وكل من يساند أبناء صهيون ويعاونهم على قتل الآلاف من الفلسطينيين يوميا؟
ولعزيزى القارئ أقول «نعم لو اتحد العرب سيفعلون المعجزات، وسيجبرون إسرائيل وحلفاءها على رفع الراية البيضاء؛ فالعرب يملكون موارد ضخمة جعلت أراضيهم مطمعا لكل المستعمرين، ويكفى أن عدد سكانهم مجتمعين يزيد عن 385 ملون نسمة فى المرتبة الثالثة بعد الصين والهند، يبلغ الناتج القومى المحلى للعرب نحو 5 تريليونات و995 مليون دولار، بما يجعلهم فى المرتبة الرابعة بعد أمريكا والصين والاتحاد الأوروبى، ولديهم جيش عربى قوامه 4 ملايين جندى وأكثر من 10 آلاف سيارة عسكرية و5 آلاف طائرة هليوكبتر حربية وآلاف الصواريخ والطائرات الحربية من مختلف الطرازات الحديثة.
ويعيش العرب فوق 13 مليوناً و500 ألف كيلومتر مربع، وهى مساحة تقترب من مساحة روسيا الكبرى، وتختزن أراضيهم 657 مليار برميل من النفط الخام يمثل نحو 40% تقريبا من احتياطى النفط العالمى، فضلا عن ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة، وفى دولة واحدة هى السودان (الممزقة الآن) يوجد 85 مليون هكتار أرض زراعية تنتج 760 مليون طن قمح سنويا، ناهيك عن الصحراء الليبية التى لو استغلت جيدا لأنتجنا منها 20 مليون ساعة ميجاوات من الخلايا الشمسية، تكفى احتياجات المنطقة العربية والعالم من الكهرباء، وغيرها من موارد لا يكفى الحديث عنها كتب وليس مجرد مقال.
كل هذا جميل، ولكن الأجمل هو أن تتحقق الوحدة العربية وتصبح واقعا سياسيا وعسكريا واقتصاديا، فكل هذه الموارد وكل هذه الجيوش لا تأثير فعلياً لها، طالما بقيت الخلافات العربية العربية مستمرة، وبقيت لعبة المواءمات مع أمريكا والدول العظمى هى الفاعلة والمسيطرة على الإرادة العربية.
وأتذكر هنا ما طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى عام 1915 من ضرورة تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة؛ لحماية الأمن القومى العربى من التحديات والمخاطر، ويومها صفق العرب وهللوا وكبروا، واجتمع مجلس الجامعة العربية وأصدر القرار 628 لتشكيل وتحديد مهام هذه القوة.. ولكن تبخرت الفكرة وتم رمى قرار الجامعة كالعادة فى أدراج التاريخ؛ ليصبح شاهدا جديدا على ضعف وهوان وخضوع العرب، وعدم استيقاظهم لما يجهز ويعد ويطبخ لهم فى تل أبيب وواشنطن ولندن وباريس وبون وغيرها من عواصم الاستعمار القديم  (الحديث).
كل العرب الآن وليس فلسطين وحدها فى دائرة الخطر، وطائرات أمريكا المسيرة تجول وتصول فى البحار والمحيطات تضرب وتردع وبقوة ما يهدد مصالحها ومصالح صديقتها الأولى، وإن لم نستيقظ الآن ستدفع الأجيال الثمن باهظا. ومن منطلق المصالح أقول لكل حكامنا: انتهى عصر المهادنات والميثولوجيا الدينية والعواطف والشعارات البراقة، والقيم الإنسانية، وأصبحنا أمام نظام عالمى جديد تحكمه القوة العسكرية والمال والإعلام والمصالح.
اتحدوا ولا تختلفوا، واضغطوا بكل ما لديكم من موارد وثروات، وبما تملكونه من موقع جغرافى مميز، وإن لم تفعلوا ذلك الآن، ستدور الدائرة على كل شعوبكم، لأن أمريكا لم تعد الآن شرطى العالم، وتحولت إلى شركة كبرى للقتل والتدمير بأسلحة تصنع فى أمريكا ويدفع ثمنها العرب.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حق الفلسطينيين

إقرأ أيضاً:

ننشر رسالة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة يوم الشرطة العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجه الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة يوم الشرطة العربية قال فيها: نحتفل بكل فخر في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام بيوم الشرطة العربية، تخليدا لحدث عظيم في مسيرة العمل الأمني العربي المشترك، هو انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972م، الذي مثل فاتحة عهد جديد، وانطلاقة هادفة ومخططة، لمسيرة تعاون خيرة توحدت فيها إرادة صناع القرار الأمني العربي لتحقيق أسمى هدف وهو ترسيخ الأمن والاستقرار في الوطن العربي. 
 وأضاف كومان: مسيرة رائدة ممتدة لأكثر من خمسة عقود كانت حافلة بالعطاء ومفعمة بالألفة والمودة بين أجهزة الأمن العربية، تحققت في نطاقها إنجازات هامة كان أبرزها  في تاريخ التعاون الأمني العربي فكرة عقد مؤتمر لوزراء الداخلية العرب، أفضت إلى إنشاء  مجلس وزراء الداخلية العرب، هذا الصرح الأمني الذي بات مثلا يحتذي في العمل العربي المشترك.
 ولفت كومان: جهود دؤوبة شهدتها هذه المسيرة التي لم يترك فيها قادة الشرطة والأمن العرب مجالا يخدم الشرطة العربية ويوحد خطاها على طريق التكامل إلا وفكروا فيه وحاولوا أن يضعوا له التصورات والمرئيات، فتم خلال هذه المسيرة إنشاء المؤسسات وتوحيد الرؤى والأسس التي تقوم عليها الثقافة الشرطية، ووضع الاتفاقيات والمدونات والاستراتيجيات والخطط والقوانين الاسترشادية، وتوحيد الهياكل والنماذج الأمنية، وتعزيز تبادل المعلومات وتدعيم التعاون الإجرائي الميداني بين الدول الأعضاء وطالت اهتمامات القادة العديد من المجالات المتعلقة بالعمل الأمني انطلاقا من فهم شامل للأمن وعلاقته المتلازمة بالتنمية الاقتصادية وبالحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية، فتعزز التعاون الأمني العربي بين الدول الأعضاء في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات، والجرائم الإلكترونية وجرائم  الذكاء الاصطناعي، من خلال الاتفاقيات والاستراتيجيات والخطط التي رسمت في هذه المجالات، وخرجت من مداولات مؤتمرات قادة الشرطة والأمن العرب الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد والقانون العربي الاسترشادي لمكافحة الفساد والمدونة العربية الاسترشادية لقواعد سلوك الموظفين العموميين، التي شكلت خطوة هامة على صعيد مواجهة الفساد والجرائم المرتبطة به، ولم يغب موضوع البيئة عن هذا المفهوم للأمن الشامل، إذ تم تحقيق إنجازات رائدة على هذا الصعيد.
 وأشار كومان: وكان لهذه المسيرة أيضا إسهامات مشهودة في تعزيز احترام حقوق الإنسان في نطاق العمل الأمني وإنفاذ القانون وقد حظي هذا الموضوع منذ عقود باهتمام كبير من لدن قادة الشرطة والأمن العرب، وظل الاهتمام به يتعزز عامًا بعد عام، حيث تم تبني مجموعة من الآليات الرائدة لتعزيز وترسيخ حقوق الإنسان في العمل الأمني منها؛ عقد مؤتمر سنوي للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية، وعقد اجتماع مشترك بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في الدول العربية، وتطوير مدونة قواعد سلوك رجل الأمن العربي، إضافة إلى وضع مشروع استراتيجية عربية لتعزيز حقوق الإنسان في العمل الأمني، وغير ذلك من الإنجازات التي لا يتسع المقام لحصرها مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات تم الاحتفال بيوبيلها الذهبي في المؤتمر السادس والأربعين الذي انعقد في مدينة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة العام المنصرم، والذي كان مناسبة للوقوف وقفة إجلال وتقدير للرواد المؤسسين الذين ثبتوا ركائز العمل الأمني العربي المشترك، وسعوا إلى تحقيق رسالته النبيلة بأحدث الأساليب، ومواصلة لهذه المسيرة الموفقة وما تحقق خلالها من مكاسب متعددة، ما زالت أجهزة الشرطة العربية تعمل – من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب – على تطوير التعاون الأمني العربي وتعزيزه  في كل المجالات بما يتناسب مع المستجدات على الصعيدين العربي والدولي. 
 وقال كومان: إن الفضل الأكبر  في كل الإنجازات والنجاحات المتحققة يعود إلى تضحيات رجال الشرطة في الميدان الذين يقدمون أرواحهم الزكية قربانا للوطن والمواطن، وإن احتفالنا بيوم الشرطة العربية هو مناسبة نرفع فيها لأجهزة الأمن والشرطة العربية كل الشكر والتقدير عرفانا بالجهود التي تبذلها والتضحيات التي تقدمها حرصا على أداء الرسالة النبيلة في حفظ الأمن والاستقرار، وبث السكينة والاطمئنان في ربوع أوطاننا الغالية، وهو ما يجعلنا ندعو كافة الجهات المعنية لتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لها، وتضمين احتفالاتها بيوم الشرطة العربية فعاليات لتكريم شهداء الشرطة والتعريف بالتضحيات الجسيمة التي تبذلها هذه الأجهزة، كما نترحم على أرواح كل رجال الشرطة والأمن الذين قضوا في سبيل أداء واجبهم المقدس في مواجهة الإرهاب والاجرام، مؤكدين أن هذه التضحيات لن تزيد أجهزتنا الأمنية إلا عزيمة على مواصلة أداء رسالتها النبيلة حتى يعم الأمن والأمان كافة ربوع وطننا العربي.
واختتم كومان: كما يشكل هذا اليوم بالنسبة لنا في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب فرصة سانحة للدعوة إلى مزيد من تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة والأمن العربية من أجل التصدي بشكل أكثر فاعلية للتهديدات الأمنية التي تواجه مجتمعاتنا كافة، وخلق شراكة مجتمعية فعالة في مواجهة الجريمة، انطلاقا من الوعي التام بأننا معنيون جميعا  بمساندة رجال الشرطة والأمن العرب، ودعمهم في جهودهم لمكافحة كافة أشكال الجرائم، والبحث عن سبل تعزيز دورهم، لتمكينهم من حماية أنفسهم ومواطنيهم وبلدانهم، والقيام برسالتهم النبيلة على أكمل وجه.
 

5ea0f408-d7d1-4549-bb78-ed707305e0ec 74046672-e5af-4ddc-94b0-dc721eea32a7 bbda0db6-582c-4913-97f8-c00fac9b4f20

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي: 66 مليون شخص يعانون من الجوع في الدول العربية
  • الداخلية تحتفل بيوم الشرطة العربية.. فيديو
  • وزارة الداخلية في احتفالات يوم الشرطة العربية فيديو
  • مسيرة رائدة منذ عام 1972 .. الإحتفال بيوم الشرطة العربية
  • ننشر رسالة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة يوم الشرطة العربية
  • احتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض
  • مراهقة تقتل مدرّسا وتلميذا داخل مدرسة وتنتحر.. حدث في أمريكا حيث يفوق عدد قطع السلاح عدد السكان
  • مع تهديدات ترامب بالترحيل الجماعي.. أمريكا الوسطى تستعد لموجة مهاجرين محفوفة بالمخاطر
  • قصائد وقصص وجدانية بتبوك احتفاءً بيوم اللغة العربية
  • أجسام طائرة مجهولة في سماء أمريكا تثير الجدل وترامب يطالب بإسقاطها فورًا.. ماذا نعرف حتى الآن؟