بوابة الوفد:
2025-03-05@01:42:48 GMT

غياب الإرادة الدولية لوقف الحرب!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

مع قراءتك لهذه الكلمات يكون قد مضى على الحرب على غزة خمسة شهور والنصف بالتمام والكمال، ما يجعلها، كما أشرنا من قبل، الأطول فى تاريخ الصراع مع إسرائيل. ورغم طول الفترة إلا أنه لا يبدو ان لها نهاية فى الأفق، إن لم يكن على العكس، حيث تشير الأمور إلى أنها مفتوحة على الاستمرار، ولفترة غير قصيرة حال بدء العملية العسكرية المزمعة فى رفح.


من جانب آخر، فإن أى متابع يمكن له أن يلمس ان هذه الحرب، هى الأكثر التى لاقت مناشدات دولية بوقفها. على صعيدنا العربى ما اكثر القادة الذين لم يخل تصريح لهم إلا من التأكيد على ضرورة وقف النار. وتمتد المناشدات إلى جهات دولية أخرى أوروبية أو أممية وغيرها، بل إن الولايات المتحدة، كما يبدو من واقع التطورات، كان لها دورها فى الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية ولو بشكل مؤقت، ورغم ذلك فإن الدولة العبرية تتعامل بمنطق دع العالم يناشد والعمليات العسكرية تسير!
السؤال الذى يطرح نفسه: لماذا لم تتوقف الحرب رغم كل ذلك؟ هل هى عجرفة إسرائيلية تجعلها فوق المساءلة الدولية؟ هل هو ضعف من المجتمع الدولى، رغم قناعته ببشاعة ما يجرى لحد ارتقائه إلى حرب إبادة ضد شعب أعزل؟ ولو أن الأمر كذلك، فلماذا يظهر ذلك المجتمع الدولى أنيابه فى حالات أخرى أقل سوءا وأقل خسائر وأهوالا؟
فى تقديرى أن استمرار الحرب حتى الآن رغم إدانتها من القريب قبل البعيد، هو ما يمكن وصفه بغياب الإرادة الدولية لتحقيق ذلك الهدف. والمقصود هنا هو مجموع مواقف الدول الفاعلة فى النظام الدولى وعلى رأسها الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل منذ بدء الحرب، دعك طبعا من كل الادعاءات حول مساعٍ أمريكية محمومة وجولات مكوكية لوزير خارجيتها بلينكن لتحقيق هذا الهدف.
صحيح أن وجود حكومة متشددة متطرفة فى إسرائيل بزعامة نتنياهو يمثل وقودا لاستمرار الحرب إلا أن المؤكد ان تل أبيب تتمتع بل وتضمن التدخل الأمريكى للحيلولة دون اجراءات رادعة ضدها على صعيد المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وليس أدل على ذلك من حق الفيتو الذى استخدمته واشنطن اكثر من مرة لعرقلة أى قرار أممى لوقف النار.
اذن كيف يمكن تفسير عملية التلاسن الظاهرى بين بايدن ونتنياهو؟ هو خلاف فى التكتيك وليس الموقف العام.. فالهدف من الحرب واحد لدى الطرفين ولكن أسلوب تحقيقه هو الذى يختلف. عند بايدن يجب العمل على مهلة لفترة مؤقتة يتم خلالها استعادة المحتجزين وتهدئة الرأى العام الدولى وتهيئة الظروف لعملية نقية خالية من التعامل مع المدنيين.. أما نتنياهو فالأمر عنده لا يفرق! يؤكد ذلك الانباء التى اشارت إلى توجه وفد اسرائيلى عسكرى ودبلوماسى إلى واشنطن خلال أيام لعرض خطة عملية رفح وبما يحقق المطالب الأمريكية بأن تكون عملية نظيفة من دم المدنيين!
الأمر ذاته ينطبق وإن بشكل أقل حدة على المستوى الغربى، حيث تتوافق دول أوروبا على أن حماس والمقاومة الفلسطينية صداع مزمن يجب التخلص منه والمشكلة فى نمط تحقيق هذا الهدف.. ويفسر ذلك لغة الدبلوماسية الغربية غير الحاسمة فى الدعوة لوقف الحرب.
وربما يمتد الأمر نفسه إلى روسيا التى ينظر اليها البعض على انها داعمة للحقوق الفلسطينية، فقد جاءت تلك الحرب لتصرف الأنظار عن أوكرانيا حيث تشن موسكو حرب واسعة هناك، بل وربما تساهم الحرب على غزة فى تخفيف الدعم العسكرى لكييف، وهو أمر حدث بالفعل فى بدايات العمليات العسكرية فى غزة.
لعل ذلك يفسر أن باب الحرب الموارب لم يغلق بعد وقد لا يغلق قريبا.. تاركا المقاومة الفلسطينية تواجه حالة فريدة تتكاتف فيها كافة الظروف والأطراف -للأسف- ضدها.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات غزة ضرورة وقف النار الولايات المتحدة العمليات العسكرية

إقرأ أيضاً:

بلومبرج: ترامب يوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك هو التأكد من التزام الشركاء بالسلام، وليس التخلي عن كييف.

وفقًا للمتحدث باسم البيت الأبيض، فإن قرار ترامب لم يكن عقوبة لأوكرانيا، وإنما جزء من استراتيجية أوسع لضمان مشاركة الدول الأوروبية في دعم أوكرانيا وعدم الاعتماد الكلي على المساعدات الأمريكية.  

وقال المتحدث "ترامب يؤمن بأن على الشركاء الدوليين تحمل مسؤولياتهم في دعم السلام والاستقرار، وليس الاعتماد فقط على الولايات المتحدة". 

 في المقابل، كشفت وكالة بلومبرج أن ترامب أوقف بشكل فعلي المساعدات العسكرية لكييف، وهو ما قد يكون له تداعيات كبيرة على الحرب الدائرة في أوكرانيا.

  وأشارت الوكالة إلى أن التراجع عن تقديم الدعم العسكري سيؤثر بشكل مباشر على قدرة أوكرانيا على مواجهة القوات الروسية، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية وعدم وجود اتفاق سلام واضح في الأفق. 

 قرار ترامب يطرح عدة تساؤلات حول مستقبل التغيير في أوكرانيا وما ستؤول إليه العلاقات بين واشنطن وكييف بعد ذلك التحولً الجذري نحو تقليل الدعم العسكري والتركيز على الحلول الدبلوماسية.

ويرى البعض أن قرار ترامب يعكس رغبة في إنهاء النزاع عبر فرض حلول سلمية، يحذر آخرون من أن سحب المساعدات قد يمنح روسيا فرصة لتعزيز موقفها العسكري على الأرض.

ويظل موقف واشنطن من الحرب في أوكرانيا محور اهتمام عالمي، وبينما يروج ترامب لنهج جديد قائم على "إجبار الشركاء الدوليين على تحمل مسؤولياتهم".
 

مقالات مشابهة

  • حيدان يطالب المجتمع الدولي بموقف حازم لوقف تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية
  • السيسي: مصر سعت منذ اليوم الأول للحرب لوقف إطلاق النار بغزة
  • المجلس الأوروبي يدعو للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة
  • الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • بلومبرج: ترامب يوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • تقارير: الولايات المتحدة تعلّق المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • منافس الأهلي.. إنتر ميامي يكتسح هيوستن برباعية في غياب ميسي
  • غلق باب التقديم في المدارس الرسمية الدولية 31 مارس | وهذه شروط القبول
  • بريطانيا وفرنسا تتجهان لإعداد خطة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب