بوابة الوفد:
2024-09-16@17:46:57 GMT

غياب الإرادة الدولية لوقف الحرب!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

مع قراءتك لهذه الكلمات يكون قد مضى على الحرب على غزة خمسة شهور والنصف بالتمام والكمال، ما يجعلها، كما أشرنا من قبل، الأطول فى تاريخ الصراع مع إسرائيل. ورغم طول الفترة إلا أنه لا يبدو ان لها نهاية فى الأفق، إن لم يكن على العكس، حيث تشير الأمور إلى أنها مفتوحة على الاستمرار، ولفترة غير قصيرة حال بدء العملية العسكرية المزمعة فى رفح.


من جانب آخر، فإن أى متابع يمكن له أن يلمس ان هذه الحرب، هى الأكثر التى لاقت مناشدات دولية بوقفها. على صعيدنا العربى ما اكثر القادة الذين لم يخل تصريح لهم إلا من التأكيد على ضرورة وقف النار. وتمتد المناشدات إلى جهات دولية أخرى أوروبية أو أممية وغيرها، بل إن الولايات المتحدة، كما يبدو من واقع التطورات، كان لها دورها فى الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية ولو بشكل مؤقت، ورغم ذلك فإن الدولة العبرية تتعامل بمنطق دع العالم يناشد والعمليات العسكرية تسير!
السؤال الذى يطرح نفسه: لماذا لم تتوقف الحرب رغم كل ذلك؟ هل هى عجرفة إسرائيلية تجعلها فوق المساءلة الدولية؟ هل هو ضعف من المجتمع الدولى، رغم قناعته ببشاعة ما يجرى لحد ارتقائه إلى حرب إبادة ضد شعب أعزل؟ ولو أن الأمر كذلك، فلماذا يظهر ذلك المجتمع الدولى أنيابه فى حالات أخرى أقل سوءا وأقل خسائر وأهوالا؟
فى تقديرى أن استمرار الحرب حتى الآن رغم إدانتها من القريب قبل البعيد، هو ما يمكن وصفه بغياب الإرادة الدولية لتحقيق ذلك الهدف. والمقصود هنا هو مجموع مواقف الدول الفاعلة فى النظام الدولى وعلى رأسها الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل منذ بدء الحرب، دعك طبعا من كل الادعاءات حول مساعٍ أمريكية محمومة وجولات مكوكية لوزير خارجيتها بلينكن لتحقيق هذا الهدف.
صحيح أن وجود حكومة متشددة متطرفة فى إسرائيل بزعامة نتنياهو يمثل وقودا لاستمرار الحرب إلا أن المؤكد ان تل أبيب تتمتع بل وتضمن التدخل الأمريكى للحيلولة دون اجراءات رادعة ضدها على صعيد المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وليس أدل على ذلك من حق الفيتو الذى استخدمته واشنطن اكثر من مرة لعرقلة أى قرار أممى لوقف النار.
اذن كيف يمكن تفسير عملية التلاسن الظاهرى بين بايدن ونتنياهو؟ هو خلاف فى التكتيك وليس الموقف العام.. فالهدف من الحرب واحد لدى الطرفين ولكن أسلوب تحقيقه هو الذى يختلف. عند بايدن يجب العمل على مهلة لفترة مؤقتة يتم خلالها استعادة المحتجزين وتهدئة الرأى العام الدولى وتهيئة الظروف لعملية نقية خالية من التعامل مع المدنيين.. أما نتنياهو فالأمر عنده لا يفرق! يؤكد ذلك الانباء التى اشارت إلى توجه وفد اسرائيلى عسكرى ودبلوماسى إلى واشنطن خلال أيام لعرض خطة عملية رفح وبما يحقق المطالب الأمريكية بأن تكون عملية نظيفة من دم المدنيين!
الأمر ذاته ينطبق وإن بشكل أقل حدة على المستوى الغربى، حيث تتوافق دول أوروبا على أن حماس والمقاومة الفلسطينية صداع مزمن يجب التخلص منه والمشكلة فى نمط تحقيق هذا الهدف.. ويفسر ذلك لغة الدبلوماسية الغربية غير الحاسمة فى الدعوة لوقف الحرب.
وربما يمتد الأمر نفسه إلى روسيا التى ينظر اليها البعض على انها داعمة للحقوق الفلسطينية، فقد جاءت تلك الحرب لتصرف الأنظار عن أوكرانيا حيث تشن موسكو حرب واسعة هناك، بل وربما تساهم الحرب على غزة فى تخفيف الدعم العسكرى لكييف، وهو أمر حدث بالفعل فى بدايات العمليات العسكرية فى غزة.
لعل ذلك يفسر أن باب الحرب الموارب لم يغلق بعد وقد لا يغلق قريبا.. تاركا المقاومة الفلسطينية تواجه حالة فريدة تتكاتف فيها كافة الظروف والأطراف -للأسف- ضدها.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات غزة ضرورة وقف النار الولايات المتحدة العمليات العسكرية

إقرأ أيضاً:

بعد عام من غياب الطعام الطازج بغزة.. احتفال بشحنة تفاح

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن معظم الناس في غزة لم يعودوا يعتبرون الحصول على الطعام الطازج أمرا ممكنا، ولذلك شعر الأطفال مؤخرا بالبهجة وقفزوا من أسِرّتهم فرحين عندما علموا أن فاكهة طازجة ستقدم لهم.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم عبير أيوب وعمر عبد الباقي- فرحة أطفال هيثم دالو، الذين ظلوا يتناولون الطعام المعلب منذ ما يقرب من عام، وقال والدهم "كان أطفالي سعداء للغاية برؤية التفاح لأول مرة منذ 9 أشهر. لقد قفزوا من أسِرّتهم عندما علموا أنهم سيأكلون الفاكهة".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كوريا الشمالية تكشف بغير قصد موقع منشأة نووية سريةlist 2 of 2جراحان بريطانيان في غزة: السيجارة بــ16 دولارا وكيلو البطاطا 150end of list

وعندما تلقى دالو صندوقا من الفاكهة والخضروات يزن حوالي 7 كيلوغرامات في وقت سابق من هذا الشهر، عرض عليه الجيران الذين لم يتلقوا أي صندوق بعد، أكثر من 150 دولارا، وقال "لقد اضطررت إلى الرفض. أطفالي في حاجة ماسة إليه".

جوع شديد

ويعكس رد فعل هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في مدينة غزة مع والديهم -حسب الصحيفة- مستوى انعدام الأمن الغذائي الذي يعاني منه العديد من الناس في غزة، حيث تواجه غالبية سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة جوعا شديدا، ولا يصل إليهم من الغذاء ما يكفي وفقا لجماعات الإغاثة.

ونبهت الصحيفة إلى أن الاعتماد على الأغذية المعلبة لأشهر، مع قلة أو انعدام الوصول إلى الفاكهة الطازجة أو الخضار أو البروتين، له تأثير سلبي شديد على الصحة، مؤكدة أن العشرات من الناس توفوا بسبب سوء التغذية، حسب الأمم المتحدة.

هل تتوسع عمليات التوزيع؟

غير أن جماعات الإغاثة تقول إنها تمكنت مؤخرا من تسليم الفاكهة الطازجة واللحوم المجمدة إلى شمال القطاع، حيث لم ير العديد من الفلسطينيين مثل هذه المواد منذ شهور، بسبب القصف المكثف والقتال الذي جعل تسليم المساعدات هناك من المستحيل.

ومع أن أروى سليمان (29 سنة)، وهي أم لطفلين تلقت في شمال غزة دجاجة الأسبوع الماضي لأول مرة منذ بدء الحرب، فإنها ستتقاسمها مع 9 أقارب، وقالت "قررنا الاحتفاظ بالدجاجة ليوم الجمعة. هذا هو يوم الأسبوع الذي كنا نطبخ فيه تقليديا وجبات خاصة قبل الحرب".

وذكرت الصحيفة أن عمليات التسليم ليست مؤشرا على أن محنة الجوع في غزة تقترب من نهايتها، بل على العكس من ذلك تفاقَم نقص الغذاء بشكل عام هناك في الأشهر التي تلت دخول إسرائيل إلى رفح، وإغلاقها المعبر الحدودي الرئيسي، وقالت الأمم المتحدة إن حجم المساعدات التي دخلت غزة انخفض بأكثر من النصف منذ أوائل مايو/أيار.

وفي وقت سابق من هذا العام أمرت محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، إسرائيل بالسماح بتدفق مساعدات أفضل إلى القطاع وإعادة فتح معبر رفح الحدودي، ولكن عدد البعثات الإنسانية التي سمحت بها إسرائيل في جنوب غزة انخفض بنسبة 28% في أغسطس/آب، كما تقول الأمم المتحدة.

ولم يكن من المعروف -حسب الصحيفة- هل عمليات التسليم الأخيرة للفواكه والخضروات الطازجة واللحوم المجمدة في شمال غزة ستتوسع، أو حتى ستستمر، خاصة أن توزيع المواد القابلة للتلف مثل اللحوم يمثل تحديات كبيرة، مع انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في غزة.

وقال ستيف فيك، المتحدث باسم منظمة المساعدات الأميركية للاجئين في الشرق الأدنى، التي وزعت مؤخرا شحنة نادرة من اللحوم المجمدة تزن 22 طنا في شمال غزة، "إن الحاجة إلى ضمان سلسلة تبريد مستمرة كانت سببا رئيسيا للتأخير".

مقالات مشابهة

  • بعد عام من غياب الطعام الطازج بغزة.. احتفال بشحنة تفاح
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان
  • حزب الله.. لا تهدئة في ظل الحرب على غزة ولو انتُخب رئيس
  • شقير عايد بالمولد النبوي: لنصل لوقف الحرب على فلسطين ولبنان
  • مظاهرات بمدن أوروبية تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية في غزة
  • وزيرة خارجية فلسطين: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب
  • الحكيم والعامري يجدّدان الدعوة لوقف الحرب على غزة
  • واشنطن: حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • تعرف على توصيات اجتماع مدريد بشأن الحرب على غزة
  • تعرف إلى توصيات اجتماع مدريد بشأن الحرب على غزة