بوابة الوفد:
2025-04-17@16:38:18 GMT

غياب الإرادة الدولية لوقف الحرب!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

مع قراءتك لهذه الكلمات يكون قد مضى على الحرب على غزة خمسة شهور والنصف بالتمام والكمال، ما يجعلها، كما أشرنا من قبل، الأطول فى تاريخ الصراع مع إسرائيل. ورغم طول الفترة إلا أنه لا يبدو ان لها نهاية فى الأفق، إن لم يكن على العكس، حيث تشير الأمور إلى أنها مفتوحة على الاستمرار، ولفترة غير قصيرة حال بدء العملية العسكرية المزمعة فى رفح.


من جانب آخر، فإن أى متابع يمكن له أن يلمس ان هذه الحرب، هى الأكثر التى لاقت مناشدات دولية بوقفها. على صعيدنا العربى ما اكثر القادة الذين لم يخل تصريح لهم إلا من التأكيد على ضرورة وقف النار. وتمتد المناشدات إلى جهات دولية أخرى أوروبية أو أممية وغيرها، بل إن الولايات المتحدة، كما يبدو من واقع التطورات، كان لها دورها فى الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية ولو بشكل مؤقت، ورغم ذلك فإن الدولة العبرية تتعامل بمنطق دع العالم يناشد والعمليات العسكرية تسير!
السؤال الذى يطرح نفسه: لماذا لم تتوقف الحرب رغم كل ذلك؟ هل هى عجرفة إسرائيلية تجعلها فوق المساءلة الدولية؟ هل هو ضعف من المجتمع الدولى، رغم قناعته ببشاعة ما يجرى لحد ارتقائه إلى حرب إبادة ضد شعب أعزل؟ ولو أن الأمر كذلك، فلماذا يظهر ذلك المجتمع الدولى أنيابه فى حالات أخرى أقل سوءا وأقل خسائر وأهوالا؟
فى تقديرى أن استمرار الحرب حتى الآن رغم إدانتها من القريب قبل البعيد، هو ما يمكن وصفه بغياب الإرادة الدولية لتحقيق ذلك الهدف. والمقصود هنا هو مجموع مواقف الدول الفاعلة فى النظام الدولى وعلى رأسها الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل منذ بدء الحرب، دعك طبعا من كل الادعاءات حول مساعٍ أمريكية محمومة وجولات مكوكية لوزير خارجيتها بلينكن لتحقيق هذا الهدف.
صحيح أن وجود حكومة متشددة متطرفة فى إسرائيل بزعامة نتنياهو يمثل وقودا لاستمرار الحرب إلا أن المؤكد ان تل أبيب تتمتع بل وتضمن التدخل الأمريكى للحيلولة دون اجراءات رادعة ضدها على صعيد المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وليس أدل على ذلك من حق الفيتو الذى استخدمته واشنطن اكثر من مرة لعرقلة أى قرار أممى لوقف النار.
اذن كيف يمكن تفسير عملية التلاسن الظاهرى بين بايدن ونتنياهو؟ هو خلاف فى التكتيك وليس الموقف العام.. فالهدف من الحرب واحد لدى الطرفين ولكن أسلوب تحقيقه هو الذى يختلف. عند بايدن يجب العمل على مهلة لفترة مؤقتة يتم خلالها استعادة المحتجزين وتهدئة الرأى العام الدولى وتهيئة الظروف لعملية نقية خالية من التعامل مع المدنيين.. أما نتنياهو فالأمر عنده لا يفرق! يؤكد ذلك الانباء التى اشارت إلى توجه وفد اسرائيلى عسكرى ودبلوماسى إلى واشنطن خلال أيام لعرض خطة عملية رفح وبما يحقق المطالب الأمريكية بأن تكون عملية نظيفة من دم المدنيين!
الأمر ذاته ينطبق وإن بشكل أقل حدة على المستوى الغربى، حيث تتوافق دول أوروبا على أن حماس والمقاومة الفلسطينية صداع مزمن يجب التخلص منه والمشكلة فى نمط تحقيق هذا الهدف.. ويفسر ذلك لغة الدبلوماسية الغربية غير الحاسمة فى الدعوة لوقف الحرب.
وربما يمتد الأمر نفسه إلى روسيا التى ينظر اليها البعض على انها داعمة للحقوق الفلسطينية، فقد جاءت تلك الحرب لتصرف الأنظار عن أوكرانيا حيث تشن موسكو حرب واسعة هناك، بل وربما تساهم الحرب على غزة فى تخفيف الدعم العسكرى لكييف، وهو أمر حدث بالفعل فى بدايات العمليات العسكرية فى غزة.
لعل ذلك يفسر أن باب الحرب الموارب لم يغلق بعد وقد لا يغلق قريبا.. تاركا المقاومة الفلسطينية تواجه حالة فريدة تتكاتف فيها كافة الظروف والأطراف -للأسف- ضدها.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات غزة ضرورة وقف النار الولايات المتحدة العمليات العسكرية

إقرأ أيضاً:

حماس ترد قريبا على مقترح الوسطاء وترفض نزع سلاح المقاومة

من المتوقع أن ترد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الـ48 ساعة المقبلة على مقترح جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادي في الحركة اليوم الثلاثاء.

وقال القيادي -الذي طلب من الوكالة ألا تنشر اسمه- إنه "على الأغلب سوف ترسل حماس الرد للوسطاء خلال الـ48 ساعة القادمة"، مبينا أن "مشاورات معمقة وبمسؤولية وطنية عالية لا تزال مستمرة ضمن الأطر القيادية للحركة، ومشاورات مع فصائل المقاومة لبلورة موقف موحد".

وكانت حماس قد أكدت في بيان أمس الاثنين أن قيادتها "تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلمته من الإخوة الوسطاء، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة".

وجددت الحركة التأكيد على "موقفها الثابت بضرورة أن يحقق أي اتفاق قادم: وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا في قطاع غزة".

تفاصيل المقترح الجديد

وقال قيادي في حماس للجزيرة إن الحركة تلقت مقترحا في مصر يشمل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين في الأسبوع الأول من الاتفاق كما يشمل تهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء.

إعلان

ويشترط المقترح تسليم جميع الأسرى الأحياء والأموات بنهاية اليوم الـ45 لتمديد الهدنة وإدخال المساعدات.

وأضاف القيادي في حماس للجزيرة أن وفد الحركة المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي تلقاه في مصر يتضمن نصا صريحا بنزع سلاح المقاومة، وأن مصر أبلغت الحركة أنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة.

وذكر المصدر نفسه أن حماس أبلغت مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب وليس السلاح، وأن نقاش مسألة سلاح المقاومة مرفوض جملة وتفصيلا.

وأكد القيادي أن سلاح المقاومة حق أساسي من حقوق الشعب الفلسطيني غير خاضع للنقاش.

"محددات المقاومة ثابتة"

في السياق نفسه، قال عضو المكتب السياسي في حماس سهيل الهندي في تصريح صحفي إن "العودة للاتفاق الموقع (في 17 يناير/كانون الثاني) واستكمال تنفيذ البروتوكول الإنساني هو المدخل الحقيقي لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة، وليس التصعيد العسكري".

وشدد الهندي على أن "محددات المقاومة ثابتة وتتمثل بالوقف التام لحرب الإبادة والانسحاب الشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة. وأي أفكار ومقترحات جديدة لا تتضمن هذه المحددات مصيرها الفشل".

وقال الهندي إن سلاح المقاومة غير قابل للنقاش وإنهم متمسكون بالحق المشروع في "مقاومة الاحتلال بالأشكال كافة حتى التحرير والعودة".

من ناحية أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن إسرائيل مستعدة لتقديم بعض التنازلات للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة لكن "ليس على حساب منع تدمير حماس".

وفي وقت سابق، قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن عمليات تفاوض مكثفة تجري حاليا لإعادة أبنائهم.

من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن 500 من خريجي دورة قادة الاحتياط بسلاح البحرية قدموا عريضة تدعو لإعادة المحتجزين ووقف الحرب، مشيرة إلى أن من بين الموقعين على العريضة 4 من القادة السابقين لسلاح البحرية.

إعلان

كما قالت صحيفة هآرتس إن نحو "1700 فنان ومثقف بإسرائيل" وقعوا على عريضة تدعو لوقف الحرب على غزة وإعادة الأسرى المحتجزين في القطاع.

وأضحت الصحيفة نقلا عن مصادر أن عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض لوقف الحرب وإعادة الأسرى يتجاوز 100 ألف في 5 أيام.

وتواصل إسرائيل حرب الإبادة في غزة بعدما تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير/كانون الثاني الماضي، وارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: أكثر من 120 ألفًا يوقعون عرائض لوقف الحرب على غزة
  • ترامب يدرس فرض رسوم على واردات المعادن الحرجة
  • سلطنةُ عُمان تشارك في منتدى الشباب الدولي 2025 بنيويورك
  • شكوك حول قدرة الضربات العسكرية على تدمير برنامج إيران النووي
  • أول رد فعل "ميداني" على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب
  • حماس ترد قريبا على مقترح الوسطاء وترفض نزع سلاح المقاومة
  • ماذا وراء الحديث عن نزع سلاح المقاومة كشرط لوقف الحرب في غزة؟
  • دعم مطلق للإبادة.. أمريكا ستسلم جيش الاحتلال شحنة ضخمة من الذخائر العسكرية
  • الغيامة: غياب الحكم السعودي عن المحافل الدولية هو بسبب عدم الثقة
  • الميدان الغزاوي يتكلّم: من يملكِ الإرادةَ والميدان يفرِضْ معادلة النصر