شهر رمضان يعزز بالأسر المسلمة قيما عظيمة لا توجد في سواه
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء ملتقى العصر خلال الفعاليات والندوات التي يقيمها خلال شهر رمضان المبارك، حيث جاء الملتقى بعنوان: رمضان وبناء الأسرة المسلمة.
في بداية الملتقى قال الشيخ محمد أبو جبل، الباحث بالجامع الأزهر أن الله خلق آدم أبا البشر وأبا الأنبياء ليعمر الأرض ويستخلفها ويقيم العمران ويشيد الحضارات والبنيان، وخلق له زوجه من ضلعه ليسكن إليها ولتكون له سكنا يهدأ بجانبها من متاعب الحياة، مؤكدا أن الأسرة في الإسلام هي أساس استقرار المجتمع، فهي اللبنة الأولى وهي حجر الزاوية في تكاتف وتعاضد أفراد المجتمع.
وأضاف الشيخ محمد أبو جبل، أنه يجب علينا جميعا أن نتذكر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ومعاملاته وسلوكياته مع زوجاته وبناته وأهله وعشيرته وأقاربه فكم من أحاديث ومواقف للنبي (صلى الله عليه وسلم) أحاطت الأسرة بسياج من نور، فعن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، مؤكداً أن في هذا الحديث دليل عظيم على محاسن الإسلام التي جاء بها، ومن جملتها أنه جعل الإحسان إلى الزوجة والعيال من أفضل الأعمال والقربات إلى الله.
وقد بين الشيخ محمد أبو جبل أن العلاقة بين جميع أفراد الأسرة لابد أن تقوم على التكافل والتعاضد والتناصح، ومن باب النصيحة والتناصح الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر خاصة ونحن في هذا الشهر الفضيل الذي تكثر فيه الموائد والدعوة الى الإفطار الجماعي في نطاق الأسرة والعمل وغيرهما، وهو فيه من الخير ما فيه؛ ولكن بدون إسراف ولا تبذير.
من جانبه قال فضيلة أ.د أحمد خيرى عبد الحفيظ أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الازهر، أنه لا يمكن أن يحكم على هذا المجتمع بصلاحه إلا بصلاح الأسر وتكاتفها وتعاضد أفرادها فرب الأسرة ليس مسئولا عن نفسه فقط وإنما مسئولا عن باقى أفراد أسرته مصدقا لقوله تعالى: قال الله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته.....)
وقد أوضح الدكتور أحمد خيري عبد الحفيظ أن من أعمال الخير بين الأسرة في رمضان أن يعلم رب الأسرة أولاده الصلاة وأن يجتمعوا على قراءة القرآن وأن يعودهم على صلة الأرحام وغيرها من الأعمال الصالحة.
فيما أكد فضيلة الدكتور محمد معتوق مهران أن الاسلام حرص منذ البداية في تكوين الأسرة المسلمة في مرحله الاختيار أن تكون الزوجة ذات دين والزوج كذلك ذا خلق ودين وباجتماع الزوجين الصالحين تتكون الأسر الصالحة فمن المهم أن تشيد الأسرة المسلمة على أساس الايمان والتقوى، مؤكدا أن شهر رمضان جاء ليعزز فينا قيما عظيمة، منها قيمة الثواب والعقاب، وقيمة الشكر وقراءة القرآن، وقيمة الصلاة في جماعة، وقسمة التصدق، وقيمة الدعاء والاستعانة بالله في جميع أعمالنا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
حكم لبس الكمامة في الصلاة بالشرع الشريف
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يوجد مانع شرعًا من لبس الكمامة أثناء الصلاة؛ تحرُّزًا من وجود عدوى أو فيروس، ولا يدخل ذلك تحت تغطية الفم والأنف المنهي عن تغطيتهما في الصلاة؛ بل هو عذرٌ من الأعذار المبيحة، وحالة من الحالات المستثناة من الكراهة؛ كالتثاؤب المأمور بتغطية الفم طروِّه من المصلي.
وأجاز الفقهاء حالات أخرى يستثنى فيها تغطية الفم والأنف في الصلاة؛ كالحرِّ والبرد ونحوهما من الأعذار العارضة؛ لأن النهي هو عن الاستمرار فيه بلا ضرورة؛ بل أجاز بعضهم استمراره في الصلاة لٍمَن عُرفَ أنه من زيِّه، أو احتيجَ له لعمَلٍ أو نحوه. وقد ثبت ضرر هذا الفيروس وسرعة انتقاله عن طريق المخالطة؛ فيكون اتِّقاؤه والحذر منه أشد، فتتأكد مشروعية تغطية الأنف والفم بالكمامة في جماعة الصلاة؛ حذرًا من بلواه، واجتنابًا لعدواه، واحترازًا من أذاه.
حكم تغطية الفمِ والأنف في الصلاة
ونهى الشرع الشريف عن تغطية الفمِ والأنف في الصلاة؛ لِما في ذلك من شغل عن الخشوع وحُسن إكمال القراءة وكمال السجود؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السَّدْلِ في الصلاة، وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ" أخرجه أبو داود في "السنن"، والبزار في "المسند"، وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك" وصححه، والبيهقي في "السنن الكبرى".
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَضَعَنَّ أَحَدُكُمْ ثَوْبَهُ عَلَى أَنْفِهِ فِي الصَّلَاةِ، إِنَّ ذَلِكُمْ خَطْمُ الشَّيْطَانِ» أخرجه الطبراني في معجميه "الأوسط" و"الكبير"، ورواه ابنُ وهب في "الجامع" و"الموطأ" وأبو داود في "المراسيل" عن وهب بن عبد الله المعافري مرسلًا.
وعن عبد الرحمن بن الْمُجَبَّرِ "أنه كان يرى سالم بن عبد الله، إذا رأى الإنسان يغطي فاه وهو يصلي، جبذ الثوب عن فيه جبذًا شديدًا، حتى ينزعه عن فيه" رواه مالك في "الموطأ".
قال العلامة الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (2/ 336، ط. دار الفكر): ["وأن يُغَطِّيَ الرجلُ فاهُ"، أي: فمه في الصلاة، كانت العرب يتلثمون بالعمائم، ويجعلون أطرافها تحت أعناقهم، فيغطون أفواههم كيلا يصيبهم الهواء المختلط من حرٍّ أو برد، فنهوا عنه؛ لأنه يمنع حسن إتمام القراءة وكمال السجود] اهـ.
والكراهة الواردة في هذه الآثار كراهة تنزيهية لا تمنع صحة الصلاة، والفقهاء مختلفون علة النهي التي يدور معها وجودًا وعدمًا؛ فقيل: لأنها عادة جاهلية، وقيل: لِما فيها من التشبه بالمجوس، وقيل: لِما فيها من معنى الكِبر. كما أن النهي عن تغطية الفم في الصلاة ليس على إطلاقه؛ فالفقهاء متفقون على أنه يُشرَعُ للمصلي إذا تثاءب في صلاته أن يغطي فَمَهُ؛ التزامًا بالأدب في مناجاة الله، ودفعًا للأذى والضرر، وذهب بعضهم إلى أن أصل الكراهية لمن أكل ثومًا ثم تلثَّمَ وصلى على تلك الحالة:
قال الإمام السرخسي الحنفي في "المبسوط" (1/ 39، ط. دار المعرفة): [إن ترك تغطية الفم عند التثاؤب في المحادثة مع الناس تعد من سوء الأدب؛ ففي مناجاة الرب أولى] اهـ.
وقال العلامة الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 216، ط. دار الكتب العلمية): [ويكره أن يغطي فاه في الصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن ذلك؛ ولأن في التغطية منعا من القراءة والأذكار المشروعة؛ ولأنه لو غطى بيده فقد ترك سنة اليد، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلَاةِ»، ولو غطاه بثوب فقد تشبه بالمجوس؛ لأنهم يتلثمون في عبادتهم النار والنبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التلثم في الصلاة، إلا إذا كانت التغطية لدفع التثاؤب: فلا بأس به] اهـ.
والتثاؤب عذرٌ من الأعذار التي تُعرض للمصلي، يدخل فيه من كان في معناه، مما تدعو إليه الحاجة؛ كالحَرِّ أو البردِ أو نحوهما؛ فيأخذ حكمه من استثناء التغطية والاتِّقاء، فالمراد من النهي عن التغطية: الاستمرار فيه بلا ضرورة، أما عروضها ساعة لعارضٍ أو لحاجة؛ يدخل ضمن الرخصة والجواز، ولذلك أجاز العلماء التلثم في الصلاة لٍمَن عُرفَ أنه من زيِّه، أو أُحتيجَ له لعمَلٍ أو نحوه:
فعن قتادة: "أن الحسن كان يُرَخِّصُ في أن يصلي الرجل وهو متلثم إذا كان من بردٍ أو عذرٍ" أخرجه عبد الرزاق في "المصنف".