بوابة الوفد:
2025-04-18@21:59:10 GMT

الشموع المنطفئة.. لا تقاوم العتمة!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

يسأل ابنى الصغير ذو الاثنى عشر عامًا: كم يبلغ راتبك الشهرى يا أبى؟ ويضيف: هذا المقال الذى كتبته، والدراسة النقدية -دراسات فى الحقيقة- التى نشرتها، والحلقات التليفزيونية التى تتحدث فيها كل مرة لنحو ساعة الا ربعًا.. وتذاكر قبلها كما طالب يستعد لامتحان، ألم تحصل على أموال منها، بما يكفى لتلبية احتياجاتنا، وشراء أنواع الطعام التى كنت تشبعنا منها.

. زمااااان، دون أن تتضرر ميزانيتك أو تشعر بأنك ستواجه هزة مالية عنيفة، كالتى تحدثنا عنها هذه الايام، كلما طالبناك بأن تعيدنا إلى سيرتنا الأولى؟ تعبنا من أطعمتك الحالية؛ فولك وعدسك، بطاطسك المهروسة، الشكشوكة، هذه الأكلات التى تلجأ اليها اكثر من مرة أسبوعيًا، متذرعًا بأن كيلو اللحم بلغ الحلقوم (٤٨٠ ج فى بعض المناطق وأكثر فى مناطق أخري) وأن «البانيه» أصبح سعره يفوق الخيال؟ «اومال يا بابا انت كاتب ازاى وصحفى من زمان (١٩٨٤-…؟)؟ هل هناك كتاب بلا أموال؟! ابنى هو ابن مجتمع يربط بين نوعية الكاتب (برلنت ولا فالصو) وتأثيره وتقديره بما فى جيبه من نقود!
انزعجت، تملصت من الإجابات بشتى الطرق، لكن رغبتى فى محاورة نفسى معه، وتمزقى من الأزمة الطاحنة التى يعيشها المجتمع -خاصة الكتاب والصحفيين- أعادتنى لمحادثته؛ هذا مجتمع لم يعد يقدر قيمة الكِتَاب والجريدة! فى عصور سابقة كان المجتهدون منا يتقاضون رواتب مالية جيدة، واغلبية المؤسسات تساعد فى الحصول على شقق وعلى أراض وتمنح بدلات وتأشيرات للحج والعمرة.. اغلب محررى وكتاب الصحف المسماة بالقومية (وهى ليست تسمية دقيقة) كانوا يتمتعون بامتيازات بالجملة تتيح لهم حياة كريمة. وكان الكتاب يكتبون الكتب وينشرونها ويتكسبون منها آلافًا مؤلفة، ويحققون نجومية هائلة، ويبيعون كتبهم قبل نشرها لصحف عربية.. ويتكسب الناشرون أيضا؛ صنعوا ثروات هائلة.. بمرور الوقت تغيرت المنظومة كليًا. افلست المؤسسات أو تكاد واستدانت، وتراجعت المهنة وتراجع الكتاب ولم تعد دور النشر تدفع للكتاب، بل يدفع الكتاب لينشروا ابداعهم، واذا اتفقوا على أجر، فإنهم يرمون لهم بضع نسخ من كتابهم!! هل يجوز للناشرين اليوم سرقة جهد وابداع المؤلفين؟
كتاب كبار بلغوا فى نهاية مشوارهم مناصب براقة اسمًا، يتقدمون -مثلي- لطلب قرض حسن من النقابة (١٠ آلاف ج فقط)! مصيبة أن تتدنى رواتب وبدلات الصحفيين، إلى حد يضطرهم لطلب القرض الحسن الضئيل!
النقابتان (الصحفيون واتحاد الكتاب) ومؤسسات الصحافة واتحاد الناشرين والحكومة مطالبون بمناقشة هذه الأوضاع المزرية!
لا استحى وانا الذى اكتب «ببلاش» منذ عام ٢٠١٨ -تاريخ عودتى من الكويت- حتى الآن، من أن اطلب عملا فأنا اكتب وأقرأ منذ السابعة صباحا وحتى منتصف الليل، مجانا، بل كنت ادفع من مالى الخاص لإقامة ثلاثة ملتقيات ثقافية شهريًا ( ملتقى الشربينى الثقافي).
حكاياتنا المأساوية يندى لها الجبين، نصرخ عساها تجد طريقها نحو المجتمع، فينتصر لحقوق ضميره الحى؛ كتابه ومبدعيه وصحفييه. وينقذ هذه الفئة المغبونة، حتى لا يظل «فجر ضمير» العصر الحديث يحترق بين أربعة جدران، يخوض معارك الوطن ضد الارهاب والفساد والتخلف والبيروقراطية والعادات والتقاليد البالية، مكسورا امام نفسه قبل اولاده. الأزمة تشتد والظلام يخيم.. الشموع المنطفئة لا تقاوم العتمة!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البانيه

إقرأ أيضاً:

اتحاد الكتاب العرب في سوريا يعلن تشكيل هيئته الإدارية الجديدة

دمشق-سانا

أعلن اتحاد الكتاب العرب في سوريا تشكيل هيئته الإدارية الجديدة، نزولاً عند القرارات والتوجهات العامة للدولة بإعادة هيكلة المؤسسات.

وأوضح الاتحاد في بيان تلقت سانا نسخة منه، أن تشكيل الهيئة تم بناء على التوافق والحوار الفاعل بين ممثلين عن عدد من الكيانات الثقافية السورية، وكتاب مستقلين في داخل سوريا وخارجها ومؤسسة الاتحاد.

وأكد البيان أن تشكيل هذه الهيئة لا يغني عن إجراء انتخابات ديمقراطية شفافة وبمشاركة الجميع، خلال سنة من تاريخ هذا البيان بعد تهيئة البيئة المناسبة للعمل الثقافي.

كما أشار البيان إلى ضرورة تفعيل دور الاتحاد بصفته مؤسسة أدبية وطنية حاضنة للأدباء السوريين تواكب تحديث الدولة، وأهمية تعزيز شرعية الاتحاد باستيعاب الطاقات الإبداعية الجديدة بسلاسة، ليكون مؤسسة فاعلة ومؤثرة في المشهد الثقافي، وبما يضمن استقلاله ككيان ثقافي يوحد الأدباء السوريين داخل الوطن وخارجه ومن الأجيال كافة.

ولفت البيان إلى أهمية هذه المرحلة كونها تعد جسراً انتقالياً يهدف إلى استمرارية العمل النقابي، وتحقيق التفاهم في وقت نحتاج فيه إلى رص الصفوف ليكون الأدب حاضنة للمصالحة الوطنية والسلم الأهلي.

وختم البيان بالتأكيد على أن الاتحاد يسير وفق خطة عمل تعتمد رؤية استراتيجية منفتحة، تقوم بتطوير نظام العمل الثقافي ليظل الاتحاد مؤسسة أدبية وطنية جامعة تحفظ حقوق الأدباء، وتواكب التغيرات الثقافية، وتكون جزءاً من سوريا الجديدة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • خدمة أناجيل الآلام والصّلب في كنيسة القديس جاورجيوس – زحلة، حوش الأمراء
  • تواصل الفضائح.. “الكاف” تعاقب شباب قسنطينة واتحاد العاصمة!
  • تعاون علمي بين «القومي البحوث» واتحاد مجالس البحث العلمي العربية
  • في لفتة إنسانية.. وزير التموين يستجيب لطلب فتاة من ذوي الهمم
  • شموع عيد الميلاد تزيد البكتيريا بنسبة 1400%.. إليك 4 بدائل آمنة
  • اتحاد الكتاب العرب في سوريا يعلن تشكيل هيئته الإدارية الجديدة
  • الحكم الأجنبي يدخل المشهد.. اتفاق بين الأندية واتحاد الكرة لرفع مستوى النزاهة
  • في مئـويّـة «الإسـلام وأصـول الحكـم»: الكــتابُ القـضيّـة
  • غزة تقاوم!
  • كيف تقاوم كذب طفلك؟ دليل عملي لكل الآباء