ناشونال إنترست: هجمات الحوثيين ثورة في الحرب البحرية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
قال موقع "ناشونال إنترست" الأميركي إن ما يحدث في البحر الأحمر يُظهر أن عدد السفن الحربية لدى أي بلد لم يعد مهما في تقييم قدرته على إغلاق الممرات البحرية والسيطرة عليها.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير للكاتب الأميركي رامون ماركس، أن تطوير الصواريخ المضادة للسفن والمسيرات الرخيصة قد أحدث ثورة في الحرب البحرية، تماما كما فعلت حاملات الطائرات في القرن الماضي.
وأشار ماركس إلى استمرار الحوثيين في إرباك وخنق حركة المرور البحرية عبر ممر باب المندب الإستراتيجي، رغم الهجمات المتكررة التي شنتها القوات البحرية الأميركية مرارا وتكرارا بالصواريخ والمسيرات وطائرات إف-18 سوبر، بهدف القضاء على تهديدهم.
الحوثيون متماسكون ومستمرون في هجماتهمورغم القوة النارية لدى البحرية الأميركية، يؤكد الكاتب، فإن الحوثيين لا يزالون متماسكين ويهاجمون بانتظام السفن التجارية في البحر الأحمر والسفن الحربية الأميركية، وفي مارس/آذار الجاري، أطلقوا صاروخا مضادا للسفن على السفينة الحربية "يو إس إس لابون"، التي يقال إن بناءها كلف ما يقرب من مليار دولار.
وأضاف أن السفن القتالية السطحية، ومن بينها حاملات الطائرات، لم تعد قادرة على ادعاء السيطرة المطلقة على البحار، لأن أنظمة الأسلحة الشاطئية -التي يمكن لأي دولة أو حتى جماعة متمردة أن تمتلكها- أصبحت تشكل تهديدا لها، والدليل نجاح أوكرانيا في هزيمة البحرية الروسية بمسيرات وصواريخ في البحر الأسود، وهو ما يتم تقليده في البحر الأحمر من قبل الحوثيين.
دروس إستراتيجية
والدرس الإستراتيجي المستفاد من حملات البحر الأسود والبحر الأحمر هذه -حسبما يرى الموقع- هو أن عدد السفن الحربية لم يعد معيارا كافيا للسيطرة على البحار، بعد أن أصبحت السفن الحربية السطحية تحت تهديد الصواريخ والمسيرات المنطلقة من الشاطئ، والقادرة على ضرب أهداف على بعد مئات أو حتى آلاف الأميال في البحر، علما أن الصين تمتلك صواريخ مضادة للسفن ومسيرات منتشرة على طول ساحلها.
ومن النتائج الأخرى لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر إدخال ما قد يكون تغييرا دائما في أنماط التجارة والنقل العالمية، بعد أن اضطرت التجارة البحرية إلى إعادة توجيه جزء كبير من حركة النقل عبر البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، مما يعني رحلة أطول وأكثر تكلفة، وانخفاضا في عائدات مصر من حركة المرور عبر قناة السويس.
روسيا الأكثر استفادة من حرب الحوثيينغير أن الأمر الأكثر إثارة للقلق في الغرب هو أن روسيا تستفيد هي الأخرى من اضطراب البحر الأحمر، إذ أدت هجمات الحوثيين هناك إلى خلق أعمال متنامية لخطوط السكك الحديدية البرية الروسية بين الصين وأوروبا، ومن عجيب المفارقات أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا لا تمنع مثل هذه الأعمال، ولا يتوقع أن تسعى أوروبا لخسارة استخدام خدمة الشحن بالسكك الحديدية الروسية التي تتسم بالكفاءة اقتصاديا، في تجارتها مع الصين.
وخلص الموقع إلى أن احتمال أن تتمكن البحرية الأميركية، التي انضم إليها الحلفاء الأوروبيون في إطار عملية "أسبيدس"، من ابتكار حل عسكري نهائي للقضاء على هجمات الحوثيين يكاد يكون معدوما، ومن ثم بدأت الولايات المتحدة في البحث عن صيغة دبلوماسية، وهي تتواصل مع إيران للحصول على المساعدة.
وإذا كان إنهاء الهجمات الحوثية ينتظر وقف الحرب في غزة، فإن تداعياته طويلة المدى لن تنتهي عندما يأتي ذلك اليوم، بل سوف يبقى تحول أنماط التجارة العالمية الذي حدث، كما ستستمر المناقشة حول كيف يمكن تكييف قدرة القوات البحرية الحديثة على التكيف مع المسيرات والصواريخ المضادة للسفن، وستبقى هذه التحديات تؤرق الغرب حتى بعد أن تتوقف هجمات الحوثيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی البحر الأحمر هجمات الحوثیین السفن الحربیة
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: تكتيكات الحرب في البحر الأحمر ستفيد واشنطن في صراع محتمل مع الصين (ترجمة خاصة)
قال تقرير أميركي، الخبرة الأميركية المكتسبة في صراعات البحر الأحمر، مع جماعة الحوثي بما في ذلك تلك التي تخص الطائرات بدون طيار، قد تكون مفيدة في صراع محتمل مع الصين.
وقال موقع "ذا وور زون" الإخباري الدفاعي في تقرير الثلاثاء إن "الأشهر الخمسة عشر الماضية في البحر الأحمر وفرت للبحرية الأميركية اختبار ضغط حقيقي لأنظمتها ومنصاتها وأفرادها"، بما في ذلك "إسقاط مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار" من المتمردين الحوثيين في اليمن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
ونقل الموقع الأمريكي عن ضباط عسكريين أميركيين عاملين ومتقاعدين قولهم إن تجربة البحر الأحمر شحذت تكتيكات الدفاع الجوي لديهم وكانت "اختبار ضغط رئيسي لأسطول يستعد للحرب مع الصين".
وتشمل التجربة استخدام صواريخ نظام الأسلحة القاتلة الدقيقة الموجهة بالليزر من قبل مقاتلات إف-16 لإسقاط طائرات الحوثيين بدون طيار، وفق التقرير.
وحسب التقرير فإن الحوثيين هاجموا إسرائيل والشحن المرتبط بإسرائيل في الممر المائي الاستراتيجي، مما أدى إلى تعطيل تريليون دولار أميركي من التجارة وتأخير المساعدات للسودان واليمن.
يقول التقرير "لقد اعترف المحللون بالواضح - أن الصين ستكون خصمًا مختلفًا تمامًا مقارنة بالحوثيين، وأن الحرب مع بكين ستكون أكثر رعبًا وشدة من حملة الحوثيين. ولكن في حين أن المسرح والجغرافيا وقدرات الخصم قد تختلف، إلا أن البحر الأحمر كان مع ذلك مولدًا رئيسيًا للخبرة وأرض اختبار على عدة جبهات.
على الرغم من النجاح الذي حققته في البحر الأحمر حتى الآن، يجب أن يظل الأسطول السطحي متواضعًا، وفقًا لقائد سفينة حربية متقاعد تحدث إلى "وور زون" بشرط عدم الكشف عن هويته لمشاركة أفكاره.
وقال: "أعتقد أنه من المهم ألا نستسلم للرضا عن الذات بسبب نجاحنا". "نحن نخوض معركة رفيعة المستوى ضد خصم منخفض المستوى. قد تكون الأسلحة والتكتيكات والآثار الاستراتيجية لحرب المحيط الهادئ مختلفة تمامًا وأكثر تحديًا".
وأكد أن الدروس التي تعلمتها البحرية من القتال في بيئة ساحلية مثل البحر الأحمر تكون قابلة للتطبيق على الصراع الساحلي المحتمل في بحر الصين الجنوبي أو مضيق لوزون، وهي مناطق اشتباك بالأسلحة ستكون أكثر تشبعًا بكثير من حرب المحيط المفتوح. ولكن حتى في إطار معركة المياه الزرقاء فوق مساحات المحيط الهادئ الشاسعة، تنطبق الدروس الرئيسية، كما قال ضابط العمليات الخاصة النشط.
وقال: "عندما تكون في المناطق الساحلية، تكون الجداول الزمنية أقصر" لتتبع واعتراض النيران الواردة. "إذا كان بإمكانك التنفيذ وفقًا لخط زمني ساحلي، فيمكنك التنفيذ وفقًا لخط زمني للمياه الزرقاء".
واضاف إن العمل من خلال الاحتكاكات البيئية وضباب الحرب في البحر الأحمر هو أيضًا تجربة جيدة قبل الصراع مع الصين.
وقال ضابط العمليات الخاصة النشط: "الجغرافية، والطريقة التي تطور بها الحوثيون، تمنحنا بعض الرؤى الرائعة، وتترجم مباشرة إلى استعدادنا لتلك المعركة الراقية ضد الصين".
وتابع "وبينما قد تستخدم بكين طائرات بدون طيار أكثر تقدمًا وصواريخ مضادة للسفن وغيرها من الذخائر، وبطرق مختلفة، فإن خبرة البحر الأحمر في القضاء على تلك التهديدات لا تزال مستمرة.
وزاد "إن الصاروخ، بغض النظر عن مصدره، سيظل مستهدفًا. سيظل يستهدفك، والكثير من هذه الجوانب الحركية لا تزال تنتقل إلى نوع أعلى من الصواريخ".
في حين كان البحر الأحمر معركة ساحلية مغلقة، فإن الطائرات بدون طيار لا تزال تُرى في حرب المياه الزرقاء مع الصين، كما قال ضابط العمليات النشط، مشيرًا إلى السفن البرمائية الصينية التي يتم بناؤها لحمل وإطلاق أنظمة غير مأهولة متقدمة.
وأفاد "في الخريف الماضي عن البرمائية الصينية من طراز 076 ومنجنيقها الكهرومغناطيسي لإطلاق الطائرات بدون طيار. لا تحتاج الطائرات بدون طيار الأصغر حتى إلى هذه البنية التحتية ويمكن إطلاقها بأعداد كبيرة من أي سفينة تقريبًا".