لجريدة عمان:
2025-11-13@00:57:26 GMT

أين أبناؤكم ؟

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

تراهن الدول على أن الأجيال والشباب هم المحرك لصناعة المستقبل وضمان ديمومة البناء والتقدم في كافة المجالات، لذلك تعمل على الاهتمام بهم، وتسخير كل ما من شأنه توفير ما يحتاجونه من اهتمام يضمن تنميتهم عقليًا وبدنيًا وعلميًا وأخلاقيًا، مع التركيز على الهوية الوطنية.

والمتابع لحجم الحراك الرسمي والمجتمعي في سلطنة عمان، يلمس الاهتمام بالأجيال والحث على تنشئتهم تنشئة صالحة، والتركيز على غرس القيم النبيلة والسمت الأصيل الذي يعد سلاحًا يصون به المرء نفسه من مغريات الحاضر.

ومع مثل هذه التوجهات التي تتبناها المؤسسات الحكومية والمجتمعية، لا يمكن أن تتحقق الأهداف المنشودة إلا بتضافر الجهود من الجميع وممارسة كل طرف دوره على أكمل وجه، وهنا يأتي دور الأسرة لتكون الركن الأهم في منظومة بناء الأجيال، وترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأبناء، فالأسرة أولًا وأخيرًا هي المسؤولة عن تربية الأبناء ومتابعتهم ومراقبة تصرفاتهم، والحث على الفعل الحميد، وتصحيح أي تصرف أو مشهد أو فعل قد يلمسونه من أبنائهم يكون خارجا عن الأدب والدين والأخلاق والهوية والسمت العماني الأصيل أو الفطرة الإنسانية.

فهناك شباب في سن المراهقة يسهرون على قارعة الطريق وبين الأحياء السكنية إلى ساعات الفجر، مقلدين تسريحات وقصات غريبة على شعورهم، بعضهم جاء بسيارات والآخر بدراجات نارية وبعضهم مرافق لهذا وذاك، يقضون سهراتهم خارج المنزل ويطوفون بين الحين والآخر بين الأحياء السكنية مستخدمين مكبرات لصوت محركات مركباتهم ودراجاتهم النارية، مقلقين الراحة العامة.

السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، أين أولياء أمور هؤلاء الشباب المراهقين؟ ألا يقلقهم سهر أبنائهم خارج المنزل لساعات الفجر؟ هل يعرفون مع من يسهرون؟ وفي ماذا يقضون أوقاتهم؟

إن الندوات والبرامج التي تقام بين فترة وأخرى وتدعو إلى تعزيز الهوية والاهتمام بتربية الأجيال وغرس القيم النبيلة، لا بد لها أن تتبنى أدوات حديثة لتوقظ في الأسر وأولياء الأمور والأمهات، هذا الجانب، وتنبههم بضرورة الاهتمام بالأبناء ومراقبة أوقاتهم وفيمَ يقضونها؟ ومن مع؟ وكيف؟ لأن بداية الدخول في عوالم الجريمة والانحراف يبدأ من مثل هذه التصرفات، كالسهر إلى ساعات الفجر، والتجمع دون مراقبة التصرفات الطائشة التي تخرج عن الذوق العام والاحترام.

قبل مدة استوقفت شرطة عمان السلطانية مجموعة من الشباب وهم يقودون دراجات نارية، قاموا بعرقلة حركة السير، والاستعراض بحركات وسط الطريق، وغيرها من التصرفات الرعناء، ومثل هذه التصرفات الخارجة عن الآداب والأخلاق، من الضروري أن يقف عندها أولياء الأمور ويحاسبون أبناءهم على مثل هذه الأفعال، لضمان عدم تكرارها؛ لأنها دخيلة علينا كمجتمع عماني عرف عنه الاحترام والأدب.

إن سلوك الأبناء معرض للكثير من المتغيرات، ومتى ما كانت الأسرة بعيدة عن مراقبة أبنائها، تضاعف خطر تعرض الأبناء للانحراف، لأن أصدقاء السوء كثر، والمغريات كثيرة، وإذا اهتمت الأسرة بمراقبة ومتابعة أبنائها فإن ذلك سوف يكلف الكثير على المستوى البعيد، ويكلف الأسرة ويكلف المجتمع.

لذلك من الضروري أن يكون رب الأسرة حريصا على متابعة أبنائه ومراقبتهم، وتقويم سلوكهم، ومعرفة أين يقضون أوقاتهم؟ خاصة في سن المراهقة والشباب، حتى يخرجوا من عنق الزجاجة ويواصلوا بعد ذلك مسيرة حياتهم وهم متسلحون بتربية سليمة، وأخلاق حميدة وهوية وطنية راسخة.

سهيل النهدي محرر صحفي من أسرة تحرير عمان

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الهوية العمانية والمواطنة

 

 

 

سارة البريكية

sara_albreiki@hotmail.com

 

 

كان الإنسان العُماني منذ القدم متأصل الجذور العربية الأصيلة من حيث الثقافة والحضارة والمعرفة والتاريخ فكانت عروقه الممتدة نحو الحضارات المختلفة هي التي صنعت منه إنساناً مختلفاً قوياً وصلباً وعميقاً صاحب نظرة علمية واعية تنم عن ثقافة عربية وإسلامية عريقة عرف بها الشعب العماني على مدى تاريخه منذ القدم وحتى يومنا هذا فقد كان من الطبيعي أن يكون هذا الرجل العماني متشرب القيم متأصل المبادئ وعريق الفكر والسمو الفكري والحضاري والثقافي.

ومع تعاقب الأجيال على عُمان الدولة والسلطان كان الإرث الحضاري و الثقافي والتاريخي والديني معلوما لدى الشعوب المختلفة فكان لعُمان مكانة كبيرة بين الدول العربية والإسلامية والعالمية خاصة مكانة لا يشوبها أي شيء واضحة ومهمة ومترامية الأطراف فكانت الأنموذج الفخم للإقليم العربي القديم والحديث فكانت لها الصدارة والقمة والنمو .

بقي السمت العماني راسخ الأوتاد بتغير المتغيرات منذ الأزل وبقيت آثاره لدى الفرد العماني الأصيل فكان لحديثه وقار ولحضوره هيبة ولتعامله مسار واضح بل وأصبح مثالا حيا لبرتوكولات الحياة العامة حيث إن الصفات التي تربينا عليها كانت دائما واضحة في طريقة التحدث والتعبير والملبس والسلوك وفي طريقة لبسنا المحتشم وتعاملنا العميق مع الآخرين وحضورنا الفاخر فكان في هدوئنا الكثير من الرسائل الإيجابية وكان في عدم تدخلنا في شؤون الآخرين حياة أخرى ودرس من دروس التعامل مع النَّاس.

إنَّ الحضارة العمانية تعيش حالة استثنائية من التطور التكنولوجي والمعرفي والاقتصادي والثقافي فمنذ بداية السبعينيات والثمانينيات نرى عمان تزهو كدولة عصرية بدأت في تطورها العمراني منذ الصفر وصعدت إلى أعالي القمم فكانت الشوارع التي حفرت الجبال والصخور وكانت الطرق الحديثة والتي تفوق الكثير من دول العالم في جودتها وطريقة تنفيذها من حيث مساراتها الوعرة والتي أثبتت أن عمان والإنسان العماني قادر على المشاركة الفاعلة في رسم خريطة التنمية وتوظيفها بالشكل الصحيح والمناسب والتغلب على أكبر التحديات الاقتصادية أولاً وثم التوسع العمراني على مستوى المنطقة، على الرغم من أننا بدأنا متأخرين نوعًا ما إلا أننا أثبتنا أن عمان وشعب عمان شعب قوي جدا وهذه التحديات الاقتصادية ليست عائقاً أمامه بل هي مصدر قوة يباهي بها دول العالم أجمع في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها الدول النامية من متغيرات اقتصادية وسياسية فعُمان والإنسان العماني الأصيل كان حاضراً في المشهد بقوة .

إن المواطن العماني الذي يعيش حياة طبيعية مستقرة مع المجتمع ينعم بمستويات متفاوتة في مستوى الدخل ولكن مع ذلك فهو يقف دائماً لنصرة وطنه وإن كان هناك الكثير والكثير من الفرص المتاحة للعيش بكرامة فهو المستفيد الأول ومع قلة توفر الوظائف وزيادة عدد الباحثين عن العمل بشكل كبير لا يزال المواطن العُماني صامدا في سبيل الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الدولة ويأمل دائماً أن الفرج قادم والفرح قريب وعمان بلد غنية وافرة الفرص ولابد له أن لا يفقد الأمل فهو في دولة عظيمة كان الإنسان العماني شغلها الشاغل والمحافظة عليه وعلى حقوقه أمر لا بد منه.

وها نحن اليوم نعيش نهضة متجددة في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله  - ومنذ أن تولى زمام الحكم في البلاد فعُمان تعيش فترة نوعية من التطور والازدهار والرفعة فقد أكمل ساعيا ما بدأ به السلطان قابوس بن سعيد  – طيب الله ثراه – في جعل عُمان وشعب عُمان شعبا غنيا متطورا ومزدهرا وشعبا حضاريا قويا يشار إليه بالبنان فكان الإنسان العماني العظيم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سعر غالاكسي إس 26 ألترا قد يرتفع كثيرا عن الأجيال السابقة
  • الهوية العمانية والمواطنة
  • الري: إزالة التعديات على النيل بفرع رشيد يهدف لإمرار التصرفات المائية والتعامل مع حالات الفيضان
  • أيهما أولى.. الحج أم تزويج الأبناء أولا؟ دار الإفتاء تجيب
  • الاعتدال الوطني: حماية التعليم الرسمي ضرورة وطنية لضمان مستقبل الأجيال
  • رئيس الوزراء يعلق على التصرفات السلبية بالمتحف المصري الكبير
  • هل يحق للأجنبية المطلقة التسجيل في حساب المواطن مع أطفالها؟.. البرنامج يجيب
  • من حصار رام الله إلى ذاكرة الأجيال - 21 عاماً على استشهاد أبو عمار
  • الهندسة عبر الأجيال ملتقى يستعرض دور المرأة في مسيرة التنمية
  • نائب محافظ الدقهلية ييحث طلبات التصرف الخاصة بمستثمري المنطقة الصناعية بجمصه