ساد بين المسلمين والعرب اليأس والقنوط بسبب عدم نصر الله الذى وعدنا إياه، ويقولون كما قال القرآن الكريم :(متى نصر الله؟)، وهذا ليس من فراغ، ولكن له أسبابه ومعتقداته، فمن الاستقراء والواقع، تظهر لنا أسباب عدم النصر....فها كلنا والكثير منا إلا من رحم ربى ظنّ أنّه مسلم كما يريدنا ربنا، وذلك بمجرَّدِ الصلاةِ والصّيام، وكلّ ما لا يُكلِّفُهم بذلَ دمٍ ولا مال ولا جهد، وانتظروا على ذلك النّصر من الله! فقد اكتفوا من الإسلام بالقيام والركوع والسّجودِ، والأوراد والأذكار، والتلاوم في المساجد وغيرها فيما بينهم عن العبادات، ناسين أو متناسين أن التدين ليس مرتبطًا بالتدين الشعائرى فقط، ولكن الله يأمرنا بأن يتوازى معنا التدين الشعائرى جنباً إلى جنب مع التدين العملي الواقعي، فنرى اليوم أنه يكثر الحديث عن تدين الأذكار ونوافل العبادات، ويقل وربما يغيب الحديث عن تدين إتقان العمل، وعدم الغش، والحرص على قضاء مصالح الناس، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة، وعدم الظلم، والمحافظة على البيئة، وإعمال العقل، والسعى إلى العلم الدنيوى وحسن الإصغاء للمخالفين، وعدم أكل أموال الناس بالباطل، ثم ترجمة كل هذا الكلام إلى واقع عملى، نتحدث عن الإتقان في العمل ونمارس الغش والتدليس، نتحدث عن العلم ونمارس الجهل و الخرافة والشعوذة، نتحدث عن النظافة ونعيش في الأوساخ ونلقي بالقاذورات في الطرقات، ونحن نرتدي أحدث الصيحات، نتحدث عن العدل ونمارس الظلم بكل ألوانه وأشكاله، نتحدث عن السعادة الزوجية وأكثر أزواجنا وزوجاتنا تعساء، نتحدث عن التضامن وكلنا يخلو بنفسه ويحرص على مصالحه وأنانياته؛ ما يعني أن الكثير من المسلمين لم يرتفعوا إلى مستوى الدين المطلوب ومقامه، ولم يتمكنوا من تحويل تعاليمه وهداياته إلى عقل ضابط وناظم، وإلى تطبيقات عملية تصنع الحياة وتبني الحضارة يومًا بيوم، وهذا بالضبط هو الفرق بيننا وبين من تقدمونا، فلا إيمان بدون عمل، وظنُّوا أنَّ هذا هو الإسلام، والله تعالى يريدنا أمة قوية ومسلمين أقوياء بالعلم والمعرفة والإيمان، لا أن يضربنا الوهن كما نعيشه اليوم.
اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: متى نصر الله القران الكريم نصر الله نتحدث عن
إقرأ أيضاً:
دقيق مدعم ولحوم مجهولة المصدر وسلع فاسدة.. ضبط 131 مخالفة تموينية في الفيوم
نفذت مديرية التموين والتجارة الداخلية بمحافظة الفيوم سلسلة من الحملات الرقابية المكثفة التي أسفرت عن ضبط 131 مخالفة تموينية متنوعة، وذلك في إطار جهودها المستمرة لضبط الأسواق وحماية حقوق المستهلك.
وأسفرت الحملات عن ضبط 1600 كيلوجرام من الدقيق البلدي المدعم قبل بيعه في السوق السوداء، بالإضافة إلى 3000 عبوة من السلع الغذائية منتهية الصلاحية التي كانت تشكل خطرًا على صحة المواطنين. كما تمكنت الفرق الرقابية من تجميع 1200 عبوة من السلع التموينية التي كان يتم تخزينها بهدف بيعها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء، فضلًا عن ضبط 800 كيلوجرام من اللحوم مجهولة المصدر.
أوضحت مديرية التموين، أنه تم التحفظ على 800 كيلوجرام من لحوم الدجاج المفروم مجهولة المصدر و 17 شيكارة من دقيق المخابز المدعم قبل تهريبها للسوق السوداء.
وتنوعت المخالفات التي تم تحرير محاضر بشأنها لتشمل 38 مخالفة لعدم الإعلان عن الأسعار، و 3 محاضر لعدم وجود شهادات صحية للعاملين في المنشآت الغذائية. كما تم تحرير 75 محضرًا للمخابز تضمنت مخالفات تتعلق بالتصرف في حصص الدقيق، ونقص وزن الخبز المنتج، وعدم مطابقة المواصفات، وعدم وجود ميزان حساس، وعدم وجود قائمة بالأسعار، بالإضافة إلى تدني مستوى النظافة في أدوات العجين.
وأكدت مديرية التموين بالفيوم على تكثيف جهودها الرقابية على مختلف القطاعات التموينية، حيث تشمل الجولات الميدانية المخابز السياحية لمتابعة الأسعار والأوزان، ومتابعة توزيع توكيلات الغاز لضمان وصول أسطوانات البوتاجاز للمواطنين، والمرور على محطات الوقود لمراقبة التزام التجار بالأسعار المعلنة، بالإضافة إلى متابعة أسعار اللحوم البلدية الطازجة في الأسواق.
وتأتي هذه الحملات في إطار سعي المحافظة الحثيث لضمان توافر السلع الأساسية بأسعار مناسبة ومواجهة أي محاولات للتلاعب بالأسواق أو استغلال المواطنين.