لجريدة عمان:
2024-07-11@01:45:37 GMT

طمأنينة.. شجاعة.. حكمة

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

ثمة مأزق وجودي لا يبدو أن العمر (ليس إلى الآن على أي حال) والتجربة يُعينان على التعامل معه. أعني السعي لتحقيق التوازن بين ما نُريد (أجرؤ على القول أيضا: ما يُسعدنا) من جهة، وبين ما يصب في صالحنا، ما يُحسّن فرصنا في العمل مثلا، أو يضمن لنا دخلا أعلى أو إضافيا. لا يتوقف العناء -كما حسبنا ونحن صغار- بانتهاء المدرسة.

تكشف لنا سريعا أن المطالبة بأن نُحسن أنفسنا، ونصقل مهاراتنا، ونتعلم آلات ولغات، لن ينتهي أبدا. شيء ما يصرخ بنا أن نضاعف الجهد ونستمر في التعلم والصقل والتحسين، فنجري ونجري دون لحظة نلتقط فيها أنفاسنا لنفكر بوضوح ما إذا كان التوقف عن الجري خيارًا.

أعيش منذ فترة الآن مرحلة انتقالية (طالت أكثر مما يجب)، ووجدتني أسوق لصديقتي -وقد سألتني عما إذا كنتُ أُفكر بالاستقرار في عُمان- أسباب ترددي، ومن بين ما قلته إن الحياة في ألمانيا تُجبرني على التحدث بثلاث لغات. إجابة دفعتني لتأمل طويل: كيف يُسهم هذا في رفاهي؟ أعني لولا الضرورة من سيختار يا ترى أن يتحدث بغير لغته الأم؟ صحيح أن ثمة متعة في استخدام لغات جديدة، ثمة متعة أيضا في تعلمها؛ لأنها تكشف لك ثقافة جديدة، أو تعالقات لغوية مثيرة، لكن لا أظن أن هذا ما قصدته وأنا أجيب. ما قصدته على الأغلب متعلق بزيادة فُرصي المستقبلية، أكثر من تعلقها بإثراء حياتي.

لنفكر بالأمر هكذا، بأي شكل تختلف هذه المسألة أو تتشابه مع مشكلة من نوع: هل آكل قطعة الحلوى التي أرغب بها، مع علمي أنها -على الأغلب- تؤثر سلبا على صحتي؟ إنها المسألة القديمة حول أن تختار ما ترغب به أو ما يصب في صالحك، وهي أيضا المشكلة القديمة حول تقديم العائلة/ الحب على العمل، أو العكس.

والآن كيف لنا أن نحل مثل هذه المعضلات. يُمكننا الاستفادة من تقنيات اتخاذ القرارات عندما تكون محتارا بين أمرين. أعني أن تزن الحسنات والمساوئ. رغم أننا في النهاية -وفي الغالب- سنتبع حدسنا ببساطة.

لكن يختلف السيناريو الأول عما عداه في أن النتيجة النهائية (ما يسرك، مقابل الأفضل الذي «قد» يأتي) معروفة، أنت تُجرب أن تعيش هنا وهناك وتعرف كيف هي حياتك (بكل ما فيها من عوامل ومتغيرات مُدركة أو غير مدركة). بالتالي يتحول السؤال إلى مشكلة رضا: هل ترضى بما لديك، أو تسعى لتغييره. وما إن نصل هذه المنطقة فالسؤال المباشر التالي يكون: ماذا لو لم تكن هناك أي جدوى من محاولة تغييره؟ فقط لتقفز إلى أذهاننا الصلاة الشهيرة: «رباه، امنحني الطمأنينة لقبول الأشياء التي لا يمكنني تغييرها، الشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها، والحكمة لمعرفة الفرق بينهما».

السرور (حتى نتجنب السعادة)، أو الرفاه ربما، أُريد أن استبدله بكلمة أخرى: الراحة. أن تكون مرتاح البال، مرتاح في معيشتك، مرتاح ببساطة. قد لا يتوفر لك أفضل ما يُمكن أن يتوفر لك، لكنه جيد بالقدر الكافي، القدر الذي يقول لك حان الآن لتكف عن الجري. ثمة خطر أن تتحول الراحة إلى الأسونة، لكن يبقى أن بإمكان المرء أن يتحرك ضمن نطاق لا يُهدد راحته إلا بالقدر الأدنى.

لا يبدو أن أيا منا بخير، كل من نعرف يُعاني بطريقة أو أخرى، ولا يبقى لنا إلا أن نجتمع في جماعات مصغرة مع من يُشاركوننا الهموم ذاتها لتكون لنا دوائر «راحة» نتحرك ضمنها، تدعمنا، وتدفعنا نحو أفضل يسير لا عسير.

نوف السعيدي كاتبة وباحثة عمانية في مجال فلسفة العلوم

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أردوغان يكشف أبرز نقاط جدول أعمال قمة "الناتو" في واشنطن قبيل مغادرته مطار أنقرة

أعلن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان أن دعم بلاده "لوحدة وسيادة أراضي أوكرانيا" معروف للجميع، وأنه في إطار دعم "الناتو" لأوكرانيا "نحافظ على موقفنا في عدم جعل الحلف طرفا في الحرب".

وجاء في أبرز تصريحات أردوغان خلال مؤتمر صحفي عقده في مطار العاصمة أنقرة، قبل انطلاقه إلى واشنطن للمشاركة في قمة قادة "الناتو" وكشف خلالها أبرز نقاط جدول أعمال قادة "الحلف":

 

    لقد أعلنا منذ اليوم الأول، أنه لن يكون هناك خاسر في السلام العادل.. وتحقيقا لهذه الغاية، تحملنا المسؤولية منذ البداية لضمان وقف إطلاق النار، وخاصة خلال عملية مفاوضات اسطنبول، ومن ثم تمهيد الطريق للسلام الدائم.

 

    سوف ندرج على جدول الأعمال، المجازر المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة، حيث يتم اختبار قيمنا المشتركة، وفي مواجهة هذا الوضع العصيب، فإنّ مؤسسات المجتمع الدولي غير كافية لوقف إسرائيل، وينبغي للضمير العالمي أن يتنفس الصعداء قبل إقامة سلام عادل ودائم في فلسطين.

 

    عندما تتنوع التهديدات، فإن الأهمية التي نعلقها على "الناتو" واضحة.

 

    سنعقد مشاورات في القمة لتعزيز هيكل الردع والدفاع لحلف "الناتو"، وتعزيز وسائل وقدرات الحلفاء.

 

    قمتنا ذات معنى خاص لأنها تتوافق مع الذكرى الـ75 لتأسيس "الناتو"، وسنتابع القرارات التي اتخذناها في قمة قادة "الناتو" في فيلنيوس العام الماضي.

 

    سنجتمع على مستوى القيادة، مع شركاء "الناتو" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان ونيوزيلندا، بمشاركة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي في جلسة.

 

    نتوقع التوصل إلى نتائج تأخذ في الاعتبار حساسيات الأمن القومي للحلفاء، وتعزّز روح التضامن والوحدة في التحالف ويجب تنفيذ قرارات قمة فيلنيوس بشأن "مكافحة الإرهاب" ووقف إطلاق النار.

 

    إزالة العوائق أمام تجارة الصناعات الدفاعية بين الحلفاء أمر مهم، وسنتواصل مع محيطنا المباشر والعالم ضمن معركة حازمة وشاملة ضد "المنظمات الإرهابية".

 

 

    التزام تركيا ودعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها معروف للجميع وأثناء الخطوات التي يتعين اتخاذها لدعم أوكرانيا، فإننا نحافظ أيضا على موقفنا المبدئي المتمثل في عدم جعل "الناتو" طرفا في الحرب.

    إنّ المشاورات التي ستعقد في واشنطن، ستقدم مساهمات كبيرة في تحديد رؤية "الناتو" الجديدة للمنطقة الجنوبية.

    العالم السيبراني ومكافحة المعلومات المضللة، والتحديات التي تفرضها التكنولوجيات الصاعدة، ستكون أيضا على جدول أعمالنا خلال القمة.

    "قمة واشنطن"، ستسجل مرة أخرى حقيقة أن الدور المركزي في أمن المنطقة الأوروأطلسية يعود إلى حلف الناتو.

    تركيا هي واحدة من أكبر 5 حلفاء يساهمون بأكبر قدر في مهام وعمليات الناتو.

    سأطرح كلّ هذه القضايا على جدول الأعمال على أعلى مستوى، وسأناقش أيضاً تقييماتنا في الاجتماعات الثنائية مع رؤساء الدول والحكومات المتحالفة.

 

واختتم الرئيس التركي تصريحاته قائلا: "هناك قضية مهمة، وهي: هل نحن في الوضع الذي نريده مع "الناتو" في هذه المرحلة؟ أقول ذلك بصراحة وصدق، نحن نحاول حاليا التغلب على هذه المشاكل".

 

وأضاف: "لم نحصل بعد على ما أردناه وتوقعناه من الحلف، خاصة فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي والملف الإسرائيلي-الفلسطيني".

 

وعبّر أردوغان عن أمله في أن "يجري طرح هذه الأمور على جدول الأعمال مرة أخرى في اجتماعاتنا في الولايات المتحدة، ونحصل على النتيجة التي نتوقعها".

 

مقالات مشابهة

  • جون آفريك: هل تكون أفريقيا الوسطى مفتاح الغرب لإضعاف فاغنر؟
  • وكيل المثلوثي: حمزة "مرتاح" في الزمالك والعرض السعودي لا يناسب طموحه
  • ريليفو : بنزيما ليس مرتاحًا في الاتحاد وبحث عن مخرج ولم يجد
  • الإجراءات التعسفية للاحتلال تتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية بقطاع غزة
  • رياضة حواء تحتضر
  • أردوغان يكشف أبرز نقاط جدول أعمال قمة "الناتو" في واشنطن قبيل مغادرته مطار أنقرة
  • صور بالأقمار الاصطناعية تظهر توسع إيران في إنتاج الصواريخ
  • فلسطينيون يتسللون من الضفة إلى داخل (إسرائيل) باستخدام سلم
  • شاب مغربي يتحول إلى بطل في إيطاليا
  • محطة أمريكية تطرد مذيعة لسرقة أسئلة مذيعة أخرى في حوارها مع بايدن