لجريدة عمان:
2024-06-29@15:50:04 GMT

نهايات نتانياهو

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

تتكاثف الضغوط الأمريكية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على نحو كبير إلى الدرجة التي حدت بالولايات المتحدة تحذيره تحذيرًا مباشرًا من أي عملية اجتياح كبير في رفح دون الرجوع إليها، ودون ضمانات معينة، الأمر الذي استدعى مكالمة من الرئيس الأمريكي جو بادين مع نتانياهو، وتقرر على إثر تلك المكالمة الهاتفية إرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن للتباحث حول الأمر.

وكما قلنا من قبل، فإن كرة الثلج بدأت تكبر في إسرائيل باتجاه الرفض المتصاعد لحكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة، والمطالبة بانتخابات مبكرة، وسط انقسامات عاصفة بين أعضاء المجلس الحربي المصغر«الكابنيت»، كما بدا ذلك واضحًا في الزيارة التي لبى بها الوزير في مجلس الحرب بين غانس دعوة من الولايات المتحدة بدلًا من نتانياهو، وتم استقباله هناك على مستوى رفيع. كما أن الخلافات بين وزير الدفاع غالانت ونتانياهو بدأت تبرز إلى السطح.

ربما تتأخر عملية الاجتياح البري لرفح خلال رمضان، وعلى ضوء ما قد تسفر عنه زيارة الوفد الإسرائيلي لواشنطن، لكن ما بدا واضحًا في أوساط الإدارة الأمريكية هو التبرم الشديد من سياسات نتانياهو والتفكير بجدية في محاولة لإسقاط حكومته بالتعاون مع المعارضة الإسرائيلية.

في هذا الصدد تأتي تصريحات زعيم الأكثرية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر (وهو من أعتى أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة) حيث صرح شومر في خطاب له أمام الكونغرس بأن نتانياهو بات ««عقبة كبيرة في وجه السلام، وخضع في أحيان كثيرة لمطالب المتطرّفين» كما وصف نتانياهو بأنه « حوَّل إسرائيل إلى دولة مارقة في نظر العالم، وأن حكومته لم تعد تعمل لصالح إسرائيل؛ بل لصالح فئة متطرفة في المجتمع الإسرائيلي» .. هذه الكلمات القوية من أحد أهم داعمي اسرائيل وأحد كبار صناع القرار في مجلس الشيوخ، سيكون لها ما بعدها، ولا شك أنها كلمات ستشجع كثيرين على رأسهم الرئيس بايدن نحو مواجهة أكثر صراحةً وفظاظةً تجاه نتانياهو.

ما يلاحظه كثير من المراقبين هو أن سياق الحديث عن صفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل وفق اتفاق باريس الشهير، سياق خضع كثيرًا للشد الجذب في وسائط الإعلام، عبر تذبذب واضح في منسوب الأهمية المتأرجحة من تضارب التصريحات في أكثر من عاصمة إقليمية وعالمية حول قرب التوصل إلى اتفاق من عدمه.

لكن ما هو واضح اليوم وبات يتأكد باستمرار، أن ثمة انسدادًا جليًا ومعقدًا يحكم منطق الحرب في غزة وهو منطق مختلف عن منطق الدبلوماسية، إنه منطق الدم الذي يستسقي الدم، منطق الثأر والانتقام، وهو منطق يمضي وفق معادلاته الخاصة التي من أهم خصائصها؛ أن يتوهم فيها نتانياهو نصرًا قريبًا نتيجة لفائض قوة السلاح المتفوق لكي يتفاجأ في كل مرحلة من مراحل العمليات العسكرية الإسرائيلية بفشل أكبر، وأكثر تعقيدًا.

من الواضح جدًا أن نتانياهو اليوم في أمريكا أصبح جزءًا خطيرًا من المشكلة، ولا يمكن أن يكون جزءًا من الحل في أي مستقبل سياسي لإسرائيل ما بعد الحرب.

وإذا ما بدا اليوم للجميع أن فشل نتانياهو المكشوف في إدارة العمليات العسكرية إنما هو فقط فشل يستثمر في منطق الكراهية وألعاب الوقت خوفًا من عواقب اليوم الثاني بعد انتهاء الحرب، وبحثًا عن وقت أطول للاستمرار في السلطة دون أي اكتراث لضحايا الحرب من الطرفين؛ فإن هذا الانسداد هو بمثابة شرك وحبل يلفه نتانياهو باستمرار حول مصيره السياسي دون أن يرف له جفن.

الجميع اليوم في الولايات المتحدة وأوروبا بات مدركًا بأن اللعبة التي يلعبها نتانياهو بمصير منطقة الشرق الأوسط وما قد يتسبب به من حرب إقليمية كبرى، هي لعبة خطرة، لكن في الوقت نفسه ثمة بطء واضح في جهود الأوروبيين الذين عجزوا عن تحرك حاسم ورادع ضد اسرائيل، وإن كانوا هم الأكثر إدراكًا لخطورة انفجار الأوضاع إلى نقطة اللاعودة في المنطقة.

الولايات المتحدة هي الأكثر قدرةً على صناعة الفرق لناحية الضغوط التي يمكن أن تفرضها على اسرائيل، وإذا بات معروفًا اليوم في واشنطن أن المدخل الأقرب لكف الخطر الذي يمثله نتانياهو على مصير المنطقة هو البحث الجاد عن بديل له فإن هامش الزمن اليوم أمام واشنطن أصبح ضيقًا جدًا !

محمد جميل أحمد كاتب من السودان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

"تايمز أوف إسرائيل": مصر والإمارات تستعدان لمشاركة مشروطة في القوة الأمنية بغزة بعد الحرب

نقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين تأكيدهم أن مصر والإمارات مستعدتان للمشاركة في قوة أمنية في غزة بعد الحرب، حسبما أبلغ وزير الخارجية الأمريكي نظراءه خلال زيارته للمنطقة.

إقرأ المزيد الصفدي: لن ننظف وراء نتنياهو

وقال 3 مسؤولين مطلعين للصحيفة الإسرائيلية، إن بلينكن، وخلال زياراته إلى قطر ومصر وإسرائيل والأردن قبل أسبوعين، أبلغ محاوريه أن الولايات المتحدة أحرزت تقدما في هذه القضية، حيث تلقت دعما من القاهرة وأبو ظبي لإنشاء قوة ستعمل جنبا إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تجنيد حلفاء عرب لهذه المبادرة، في حين تستعد لطرح رؤيتها لإدارة ما بعد الحرب في غزة، على الرغم من أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لا يزال بعيد المنال.

مع ذلك، قال المسؤولون إن مصر والإمارات العربية المتحدة وضعتا شروطا لمشاركتهما، بما في ذلك المطالبة بربط المبادرة بإنشاء طريق إلى دولة فلسطينية مستقبلية – وهي النتيجة التي تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنعها.

وقال أحد المصادر إن مصر تطالب أيضا بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة – وهو شرط من المرجح أن يتعارض مع تعهد نتنياهو بالحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع بعد الحرب، مع القدرة على الدخول مرة أخرى لمنع عودة حماس.

وفي الوقت نفسه، طالبت الإمارات بمشاركة الولايات المتحدة في قوة الأمن في غزة بعد الحرب، حسبما قال مسؤول عربي.

وقال بلينكن لنظرائه إن الولايات المتحدة ستساعد في إنشاء وتدريب القوة الأمنية والتأكد من حصولها على تفويض مؤقت، بحيث يمكن استبدالها في النهاية بهيئة فلسطينية كاملة، مضيفا أن الهدف هو لسيطرة السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف على غزة. وينظر إلى إعادة توحيد القطاع والضفة الغربية تحت كيان حاكم واحد على أنها خطوة متكاملة نحو حل الدولتين.

وقال المصدر إن بلينكن أوضح أن الولايات المتحدة لن تساهم بقوات خاصة بها.

وخلال مؤتمر صحفي عقد في 12 يونيو في الدوحة، قال بلينكن إن الولايات المتحدة وشركاءها سينشرون قريبا خططهم لإدارة ما بعد الحرب في غزة. وأضاف: "في الأسابيع المقبلة، سنطرح مقترحات للعناصر الرئيسية لليوم التالي - التخطيط الذي يتضمن أفكارا ملموسة حول كيفية إدارة الحكم والأمن وإعادة الإعمار".

وقال المسؤولون الذين تحدثوا إلى "تايمز أوف إسرائيل" إن الولايات المتحدة تعمل على ثلاث مذكرات مفاهيمية حول كل من هذه القضايا، مضيفين أن واشنطن تأمل أن تقود المملكة العربية السعودية جهود إعادة الإعمار.

وفيما يتعلق بالحكم، قال بلينكن لنظرائه سرا إن الهدف سيكون تشكيل حكومة انتقالية في غزة، والتي ستعمل بشكل وثيق مع دول المنطقة، حسبما قال المسؤولون.

وأجرى بلينكن محادثات منذ أشهر مع مجموعة اتصال من نظرائه من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية. كما قام بزيارة المغرب والبحرين وتركيا وإندونيسيا وغيرها في محاولة لحشد دعم دولي واسع لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب.

كما ناشدت الولايات المتحدة إسرائيل المضي قدما في خططها الخاصة "لليوم التالي"، محذرة من أن الفشل في القيام بذلك سيؤدي إما إلى احتلال إسرائيل للقطاع بشكل دائم أو الدخول في فترة من الفوضى حيث ستتمكن حماس من استعادة السيطرة.

ورفض نتنياهو لعدة أشهر إجراء محادثات رفيعة المستوى حول إدارة غزة بعد الحرب، لعدم رغبته في مواجهة شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين يريدون أن تحتل إسرائيل غزة وتعيد بناء المستوطنات هناك.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال للصحفيين يوم الثلاثاء إنه ناقش خططه الخاصة "لليوم التالي" خلال اجتماعاته هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، قائلا إن غزة يجب أن تدار من قبل مجموعة من "الفلسطينيين المحليين" والشركاء الإقليميين والولايات المتحدة، مع الاعتراف بأن ستكون "عملية طويلة ومعقدة".

المصدر: تايمز أوف إسرائيل

مقالات مشابهة

  • نهايات الحرب في السودان
  • أميركا تعرض صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
  • بوتين: على روسيا أن تنتج صواريخ متوسطة المدى بقدرات نووية
  • ترامب: بايدن سيجر الولايات المتحدة إلى حرب عالمية ثالثة
  • استعداد إماراتي مصري للمشاركة في القوة الأمنية بغزة بعد الحرب
  • مدفيديف: الولايات المتحدة لم تنتصر في الحرب الباردة لكنها على بعد خطوة واحدة من خسارتها
  • صحيفة: مصر والإمارات أبدتا استعدادهما للمشاركة في قوة أمنية في غزة
  • بلينكن: مصر والإمارات على استعداد لإرسال قوات إلى غزة
  • "تايمز أوف إسرائيل": مصر والإمارات تستعدان لمشاركة مشروطة في القوة الأمنية بغزة بعد الحرب
  • بايدن وترامب يعرضان رؤى مختلفة لمستقبل الولايات المتحدة في العالم