الأزهر المفترى عليه والمفترى علينا 2- 4
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
من يُرد أن يعرف سر تراجعنا علميا وفقرنا اقتصاديا وتخلفنا حضاريا وتمزقنا اجتماعيا فسيجد ما يبحث عنه فى مناهج الأزهر الشريف.
أجريت تحليل مضمون لمناهج المرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية، فوجدت كوارث.. أخطاء فى آيات قرآنية وفتاوى مروعة، وحكايات قديمة غاية فى الغرابة وغمزا ولمزا فى أمور سياسية..
فإذا سمعت واعظا أو إمام مسجد يهاجم بضراوة تعيين المرأة فى منصب القضاء فاعلم أنه كان طالبا أزهريا متميزا، فمناهج الأزهر تزرع فى عقول الأزهرية أن المرأة لا تصلح لتولى القضاء، فحسب الفقه الحنفى الذى يتم تدريسه بالأزهر فإن من شروط القاضى - الذكورة فلا يصح تولى أنثى أو خنثى القضاء.
وتروج كتب الفقه فى الأزهر لجريمة وأد البنات والذكور أيضا، وتضع لها مبررا شرعيا عجيبا، فحسب كتب الفقه المقررة على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية الأزهرية فإنه لو قتل الأب ولده فلا يقتص من الأب.. لماذا؟.. قالوا لأن الأب كان سببا لوجود الابن فى الحياة، وبالتالي فلا يحق أن يكون الابن سببا لعدم من كان سبب وجوده!.. بالله عليك أليس هذا إباحة لجريمة وأد الأبناء التى كان كفار الجاهلية يمارسونها ضد البنات فقط وحاربها الإسلام فى بداية الدعوة الإسلامية.
وتقول الكتب الدراسية الأزهرية أيضا إنه لا قصاص فى القتل إذا كان المقتول أنقص من القاتل، و«أنقص»: أى لا يساوية فى المكانة.. بمعنى أنه لو قتل مدير عام أو وكيل وزارة أو وزير فراشا مثلا فلا يُقتل القاتل هكذا تقول كتب الفقه الأزهرية، والعجيب أن يقولوا مثل هذا الكلام والله سبحانه وتعالى يقول فى قرآنه العزيز «النفس بالنفس».
وإذا شاهدت فى نهار رمضان من يمضغ اللبان فى عز الظهر فلا تتسرع وتحكم عليه بأنه مفطر، فمضغ العلك (اللبان) فى الصيام ليس حراما ولا ممنوعا ولكنه فقط مكروه كما جاء فى كتاب فقه الحنفى المقرر على طلاب الصف الأول الثانوى الأزهري
ومن بين الفتاوى التى توقفت أمامها طويلا فى الكتب التعليمية الأزهرية فتوى تقول بالحرف الواحد «من سب من المسلمين البالغين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألحق به نقصا قتل حدا وإن تاب أما من يسب الله فيعزر».
والتعزير عقوبة تبدأ من نهره وزجره بالكلام وحتى سجنه لبعض الوقت.. تخيلوا واضعو المناهج الأزهرية يقولون لطلاب الأزهر إن سب النبى جريمة أكبر من سب الذات الإلهية!
وإذا وجدت من يلعن القانون الذى حدد سن زواج الفتاة بـ18 عاما ويعتبره مخالفا للشريعة الإسلامية، فاعلم أنه أزهرى بامتياز، ذلك أن كل كتب الفقه التى يدرسها طلاب الأزهر تبيح تزويج الطفلة الصغيرة قبل أن تحيض، والأطباء قالوا إن البنات تحيض بدءا من سن العاشرة، ولكن كتب الفقه الأزهرية تبيح تزويح الطفلة قبل أن تحيض أى قبل أن تبلغ سن العاشرة!
وبحسب كتب الفقه المقرر على طلاب الأزهر لا ينبغى للسلطان (يقصدون الحاكم) أن يسعر السلع إلا أن يعتدى أرباب الطعام تعديا فاحشا!.. معنى ذلك ببساطة أن تسعير السلع حرام شرعا ونسبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله هو المسعر!
أما الغناء فى كل كتب الفقه الأزهرية فهو من المعاصى ولا يجوز الاستئجار عليه.
وفى الكتب التعليمية الأزهرية فتاوى كثيرةعجيبة من نوع: تقبيل المرأة فى فمها ينقض الوضوء والقبلة من غير الفم كذلك إن قصد اللذة أو وجدها، أما قبلة الموت فلا تنقض الوضوء!..
وفتوى أخرى تقول: دخول «ذكر» الرجل فى دبر رجل آخر ينقض الوضوء.. بالله عليكم هل هذه الفعلة تنقض الوضوء فقط.. هل الشاذ جنسيا بعد أن يشرع فى ممارسة الفحشاء سيفكر فى أداء الصلاة بعد فعلته تلك!.. وهل المشكلة فى الشاذ جنسيا إذا ما شرع فى ممارسة الفحشاء هو الوضوء ونقض الوضوء!
وتزرع كتب الفقه فى عقول طلاب الأزهر بذور تكفير بعض المسلمين، فتقول إن الفرق الإسلامية الثلاثة أهل السنة والأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين واتباع أبوالقاسم الجنيد وأبوالحسن الشاذلى وأحمد الرفاعى.. هم فقط الفرق التى على هدى أما غيرها من الفرق الإسلامية فجميعها على ضلال.
كما تبيح ذات الكتب قذف أهل الكتاب بالزنا- بدون دليل طبعا- ولا عقوبة على ذلك!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمات إمام مسجد طلاب الأزهر کتب الفقه
إقرأ أيضاً:
منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة
« الأفق المفتوح: مسار حياة » هو عنوان الصيغة العربية لكتاب منصف السلاوي العالم المغربي الذي اشتهر خلال أزمة كوفيد 19.
يستعرض الكتاب المترجم للعربية والفرنسية الصادر عن منشورات أفريقيا الشرق، ويقع في 262 صفحة مساره المذهل منذ طفولته بالدار البيضاء إلى تعيينه على رأس عملية « وارب سبيد » بالولايات المتحدة لتسريع تطوير اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19، وهي المهمة التي كلفه بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، بعد أن رفضها باحثون آخرون.
يقول السلاوي في لقاء تقديم كتابه « لطالما أثار اهتمامي كيف تتطور الحياة في عالم الحيوان بناءً على مبدأ « البقاء للأقوى »، وكأس العالم تجسد هذا المفهوم في أبسط وأقسى صوره؛ حيث تتقلص قائمة أفضل 32 منتخبًا في العالم تدريجيًا إلى 16، ثم 8، ثم 4، ثم 2، حتى يبقى منتخب واحد فقط، هو الأقوى والأفضل في العالم.
وهنا نستحضر منتخبنا الوطني المغربي، أسود الأطلس، الذي قدّم أداءً باهرًا خلال منافسات كأس العالم 2022 بقطر. فقد أبان اللاعبون المغاربة عن مهارات عالية جدًا؛ فعلى هذا المستوى من المنافسة، إن لم تمتلك المهارة، فلا أمل لك في التقدم إلى الأدوار الموالية بهذه العبارات الدالة عبر العالم المعروف منصف السلاوي عن بعض من هواجسه في الكتاب.
بالنسبة لمنصف السلاوي، « لم تكن هناك مخاطرة شخصية بالنسبة لي؛ بل كانت المخاطرة الحقيقية هي آلاف الضحايا الذين كان يسقطون يوميًا بسبب الفيروس، ومئات المليارات التي كان يخسرها الاقتصاد العالمي يوميًا، حيث كان الاقتصاد الأميركي وحده يفقد 23 مليار دولار يوميًا.
وأضاف السلاوي أن الأميركيين خصصوا كل الإمكانيات اللازمة، بعكس الأوروبيين الذين اتسم موقفهم بالتردد والخوف
« لقد كانت حربًا ضد أقوى وباء، وكان لا بد من تشكيل جيش مجهز بكل الوسائل »، يقول السلاوي، مشيرًا إلى أن هناك اليوم طائرات تكلف مئات الملايين استعدادًا للمخاطر، وعلينا اليوم أن نستعد كذلك للحروب ضد الأوبئة.
أمام الحضور الغفير بقاعة مجلس الجالية المغربية بالخارج، عبّر منصف السلاوي عن رغبته في إلهام الشباب المغاربة ليؤمنوا بقدراتهم قائلاً: «إنها سلسلة من الخيارات المتتالية، دون خوف من الفشل، هي التي سمحت لي بالتقدم». كما كشف عن دوره في تطوير أول لقاح ضد مرض الملاريا، وهو عمل استغرق 27 سنة من الجهد المتواصل، لكنه أثمر في النهاية وحول الإلهام الذي قدمته له كرة القدم، قال السلاوي: « لاعبونا لم يبرعوا فقط من الناحية التقنية، بل أظهروا انضباطًا كبيرًا واستعدادًا بدنيًا ممتازًا تحت إشراف المدرب وليد الركراكي. كانت لياقتهم البدنية عالية، مما مكنهم من اللعب بوتيرة مرتفعة طوال المباريات. وعندما كانوا يبطئون نسق اللعب، كان ذلك بدافع تكتيكي لإرباك الخصم.
كان اللاعبون المغاربة يدركون جيدًا ما يسعى إليه كل خصم هجوميًا، وكانوا قادرين على تعطيل خططه باستمرار، وفي الهجوم استغلوا اللحظات المناسبة لدفع الكرة إلى الأمام وخلق فرص حقيقية للتسجيل.
وقبل نسخة 2022، سبق للمغرب أن شارك في كأس العالم خمس مرات، لكن أداءه في نسخة قطر كان الأفضل على الإطلاق. بالنسبة للجماهير المغربية، بل للمغاربة عمومًا، لم يكن الأمر مجرد حدث رياضي، بل أصبح ظاهرة اجتماعية واحتفالية وطنية وتجسيدًا لهوية مغربية وعربية طالما تم تهميشها على الساحة العالمية.
كان هذا النجاح كاسرًا للقيود، ومفاجئًا حتى لأكثر المتفائلين. فبعد عامين من الإغلاق بسبب جائحة كورونا، جاءت كأس العالم كمتنفس جماعي، ولحظة وحدة وطنية وشعور بالقوة والاعتزاز. كانت فرحة عارمة؛ المدرجات ممتلئة والهتافات تصدح بحب الوطن.ولم يسبق لأي بلد عربي أو مسلم أو إفريقي أن وصل إلى هذا الدور المتقدم في كأس العالم. الجماهير من مصر وسوريا والجزائر والسودان شاركتنا الفرحة، ورفرفت الأعلام المغربية في كل مكان. بالنسبة لي، كانت تلك اللحظة مهمة للغاية.
ورغم الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي، إلا أن أداء المنتخب المغربي كان بطوليًا وتاريخيًا.
حين تابعت مباراة المغرب ضد إسبانيا رفقة ابني مهدي، شعرت بتحرر تام من هموم الحياة اليومية. كل تركيزي كان منصبًا على هذه المواجهة، وعلى تلك الرقصة التكتيكية بين اللاعبين. كانت الطاقة مشحونة ومليئة بالبراعة.
تذكرت حينها الأطفال الذين كنت أراهم في أزقة المغرب، يلعبون كرة القدم بعلب صفيح أو كرات مصنوعة من أوراق الألمنيوم، مستخدمين الحجارة كمرمى. الآن صار بإمكانهم أن يحلموا أحلامًا أكبر. بالنسبة لمنصف السلاوي، هذه تجربة تؤكد أن الإصرار وعدم الاستسلام يصنعان النجاح.
هذا المسار يذكره بطفولته كطفل عادي من أسرة عادية، درس في مدرسة حكومية، إلى أن وصل إلى مستوى الاحتكاك بصناع القرار في العالم.
وأضاف السلاوي خلال تقديم كتابه:
« اخترت كتابة هذه السيرة بالتعاون مع كاتب السيرة الأميركي أندرو زانتون، في عمل منظم حول سبعة محاور موضوعاتية، حيث أتقاسم فيه فلسفة حياة قائمة على الشغف والدقة العلمية. وقد تطلب العمل معي سنتين ونصفًا من المقابلات المكثفة.
وأشار إلى أن كتابته للسيرة جاءت بعد تحمله مسؤولية قيادة أحد أصعب المشاريع الطبية في تاريخ البشرية لإنقاذ الإنسانية من الوباء، وكان على يقين من النجاح رغم صعوبة المهمة، بناءً على خبرة ثلاثين عامًا في البحث البيولوجي وعمله مع كبرى شركات الأدوية مثل « موديرنا »، مؤكدًا أنه مع توفر الإمكانيات، يمكن تحقيق النجاح، وهو ما حصل بالفعل.وقد وضعت إدارة دونالد ترامب كل الإمكانيات أمام فريقه، ليس فقط لإنقاذ الأرواح، بل أيضًا لإنقاذ الاقتصاد العالمي.
ولا يزال منصف السلاوي، الذي قاد مجموعة صيدلانية كبرى لمدة ثلاثين عامًا، نشطًا في مجال علوم الحياة، عبر عضويته في مجالس إدارة مختلفة واستثماراته في الابتكار العلمي.
ورغم تقاعده، لا يزال يهتم بالبحث العلمي عبر الاستثمار.
وحول إمكانيات البحث العلمي في المغرب، أشار السلاوي إلى أن الطريق ما زال طويلًا لبناء الكفاءات اللازمة لباحثي المستقبل. وأضاف أن المغرب أدار أزمة جائحة كورونا بشكل جيد، وكان من بين أفضل الدول في توفير اللقاحات لمواطنيه.
وأكد أنه تابع الوضع الصحي بالمغرب يوميًا عبر التواصل مع عائلته، واعتبر أن التجربة المغربية كانت ناجحة في مواجهة الوباء وتأمين السلامة الصحية لسكانه.