اهتمت معظم وسائل الإعلام فى مصر قبل يومين بقضية الحذاء الجديد للرئيس الأمريكى جو بايدن، ومن مظاهر الاهتمام التى تشير إلى توجهات الصحف، المساحة التى يتم فردها للموضوع والصور وفونت الكتابة خاصة للعناوين الصحفية.. ووسط تلال المشاكل المحيطة بالمصريين خاصة لهيب الأسعار الذى يكوى الوجوه والقلوب والجيوب، سنجد معظم وسائل الإعلام المبجلة قد وضعت حذاء الرئيس بايدن فوق رأس كل المشاكل التى نعانى منها.
حذاء الرئيس بايدن شغل الصحف المصرية، وتبارت فى وصف الحذاء الجديد، والخامات التى تشكل منها، ولم تقدم لنا هذه الصحف طوال أربعة شهور مضت موضوعات موثقة عن جرائم الرئيس بايدن وسجله الأسود فى دعم إسرائيل منذ أن كان سيناتور تعيس بمجلس النواب الأمريكى..
يبدو أن هناك حالة من حالات الغيبوبة المهنية، تضرب الكثير من مؤسسات الدولة، إلى الحد الذى لم يعد فيه المواطن العادى والبسيط قادرا على معرفة الحدود الفاصلة بين النجاح والفشل، وبين من يصدق ومن يخون، وبين دواعى الأمل وعواصف الإحباط..
وفى نفس يوم عيد ميلاد حذاء الرئيس بايدن، نجد أمين عام الفتوى يتحدث عبر وسائل الإعلام عن شرعية بلع البلغم فى رمضان، وهل يفطر الصائم إذا بلع بلغمه أم لا؟ قضية فقهية خطيرة جدا، وأهم بمراحل من شرعية الثروة فى مصر، ومن مظلومية المستضعفين، ومن حقوق الرعية على الأمير.
حكاية حذاء الرئيس بايدن ذكرتنى بأسطورة يونانية تقول إن خطيباً وقف يدعو الناس من فوق منبره إلى الوعى بمشاكلهم الحقيقية وعدم الانسياق وراء توافه الأمور، ولاحظ الخطيب أن جمهوره ما بين نائم وغافل. هنا دق الرجل بعصاه موقظا النيام وقال لهم سأحكى لكم حكاية جديدة «وقص عليهم حكاية رجل استأجر حمارا من رجل آخر، واشترط صاحب الحمار أن يرافق المؤجر فى مشواره ليتأكد أنه لن يخالف شروط العقد. وفى منتصف الطريق، وكان الوقت ظهيرة يوم حار - نزل المستأجر من على ظهر الحمار وجلس فى ظله، وهنا صرخ صاحب الحمار: لا يا سيدى، قم، لقد خالفت شروط العقد وبدأت باستغلال ظل الحمار، وهذا ما لم نتفق عليه.. وصمت الخطيب لثوانٍ، وما كان من جمهوره إلا الصياح والسؤال، وماذا حدث فى قضية ظل الحمار.. هنا ألقى الخطيب بحذائه فوقهم جميعا قائلا: أتنسون مشاكلكم وتنشغلون بظل الحمار.. وفى أسطورتنا المصرية: أننسى تلال المشاكل وننشغل بحذاء بايدن، وبلغم مولانا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحذاء الجديد كامل عبدالفتاح حذاء الرئیس بایدن
إقرأ أيضاً:
مكي «الجريء» (بروفايل)
حليق الرأس مفتول العضلات يرتدى جاكيت من الجلد الأسود يناسب هيئته الخارجية القاسية، بينما تقف على كفيه حمامتان تمنحه إحداهما الإذن بالاقتراب منها وإطعامها من فمه، فى وداعة شديدة تعكس الرقة داخله، مما يكشف حجم التناقض داخل الشخصية، هل هو «الغاوى» البلطجى الخارج عن القانون أم «شمس» الإنسان المرهف الذى يهوى تربية الحمام ويمتلك مهارة كبيرة فى تدريبه؟
شمس ناصر العدوى ابن البلد، الذى تربى فى حى الجمالية، هى الشخصية التى قرر أحمد مكى أن يطل على جمهوره من خلالها فى موسم الدراما الرمضانية 2025 بمسلسل «الغاوى»، وهو الذى خلع من أجله عمامة «الكبير أوى» وترك المزاريطة وأهلها، ليقف فى نقطة فارقة فى مشواره الفنى، بعد ما تصدر عرش الكوميديا على مدار مواسم الدراما الرمضانية الماضية، قرر أن يتركها ليدخل مساحة جديدة فى الدراما الشعبية، يغازل من خلالها قطاعاً مختلفاً من الجمهور عن قاعدته الجماهيرية المخلصة له، ويرفع سقف التحدى إلى أقصى مداه.
رمضان هو الموعد دائماً، رمضان 2006 كان التعرف الأول بين الفنان الشاب أحمد مكى والجمهور للمرة الأولى فى شخصية «هيثم دبور» فى سيت كوم «تامر وشوقية»، الذى حقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه، ورمضان 2010 كانت البطولة الدرامية الأولى عندما قدم أول أجزاء «الكبير أوى»، ورمضان 2021 عندما قدم بطولات رجال الشرطة المصرية الخفية فى مواجهة خطر الإرهاب فى واحدة من أصعب الفترات التى مرت على مصر فى الفترة الأخيرة فى رمزية الضابط يوسف الرفاعى.
ورمضان تلو الآخر شهد الجمهور نضج نجمهم الفنى وتنقلهم بخفة وسلاسة بين شخصياته المختلفة، وبجرأة شديدة يقدم على عتبة فنية جديدة بعيدة عن مساحة الكوميديا التى تربع على عرشها سنوات طويلة، ليصبح الجمهور على موعد مع تجربة مختلفة ومشوقة فى مسيرة «مكى» بموسم دراما رمضان 2025