لجريدة عمان:
2024-10-03@05:49:56 GMT

منظومة زاد الفقير في الطب وشرحها

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

منظومة زاد الفقير في الطب وشرحها

راشد بن خلف بن محمد بن عبدالله بن هاشم القرّي العِيني الرستاقي (ق: 9-10هـ/ 15-16م)، طبيب وفقيه وشاعر من بلدة عِيني من أعمال مدينة الرستاق بِعُمان، وقد عاش في محلة صغيرة في بلدة عِيني اسمها (صنعا) وفيها آثار هذا الطبيب وعائلته من الأطباء.

أخذ العلم عن والده وأشار إلى ذلك في مواضع عديدة من منظومته الطبّية، كما أخذ عن محمد بن عبدالله بن مدّاد الناعبي (ت:917هـ) وأشار في شرح منظومته أنه لقيه ذات مرة في بلدة فرق وسأله عن إحدى المسائل، وكان ذلك سنة 910هـ.

وأخذ عن سعيد بن زياد بن أحمد البهلوي، وله سؤال وجهه إليه.

عاش المؤلف في حقبة تخللتها أحوال سياسية مضطربة وحالة من القحط والجفاف أشار إليها في شرح منظومته، وأشار إلى أنه كان في خدمة السلطان محمد بن بلعرب بن سلطان بن أبي حمير بن مزاحم بن يعرب بن محمد بن يعرب بن محمد بن مالك بن يعرب بن مالك. ترك من الآثار العلمية منظومة (زاد الفقير وجبر الكسير) في الطب وشرحها، وجوابات متفرقة في الطب، وآثارًا شعرية.

والمنظومة من بحر (الطويل) تقع في 309 أبيات، وقد شرحها ناظمها شرحا علميا لغويا، وتعد أقدم المؤلفات العمانية في الطب مما عُثر عليه حتى الآن. وقد صدّرها المؤلف بنظريتي: «معرفة الداء والدواء» و«العلاج بالأضداد» باعتبارهما من أساسيات علم الطب، ثم سرد وصفات طبية وعلاجات كثيرة وفقا لأجزاء جسم الإنسان من الأطراف والأحشاء. وقد اعتمد المؤلف على معرفته الطبية وحصيلته اللغوية، وعلى مصادر في الطب من التراث العربي والإسلامي أبرزها: (مختصر كتاب الرحمة في الطب والحكمة)، وكتاب (برء ساعة) لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي (ت: 313هـ)، وكتابا (تقويم البلدان) و(منهاج البيان) لأبي علي يحيى بن عيسى بن جزلة (ت: 439هـ)، وآثار ابن الجزّار أبي جعفر أحمد بن إبراهيم القيرواني (ت: 369هـ)، وتذكرة الحكالين، لشرف الدين علي بن عيسى الموصلي الكحال (ق: 5-6هـ) كما أفاد من أطباء عصره الذين باحثهم في المسائل الطبية، وذكر منهم: الطبيب نصر الله بن حاجي بن حسن بن مزار، وأبا اللاذي كمال الدين بن ظهر دين بن اختيار الدين، وهما من أهل هرمز. وقد نالت المنظومة وشرحها عناية واسعة وانتشرت في عُمان وفي عدد من الأقطار العربية والإسلامية، وألَّف العالم علي بن محمد بن علي المنذري (ت: 1343هـ/ 1925م) شرحا مختصرا للمنظومة، وهو من العلماء بجزيرة زنجبار، وتحتفظ خزائن المخطوطات في عُمان بما يزيد عن 40 مخطوطة لها أقدمها مؤرخة سنة 942هـ/ 1535م في عصر المؤلف أو بعد وفاته بقليل، بينما رُصِدت 14 مخطوطة أخرى للمنظومة مفردة أو مع شرحها في مصر والمغرب والسعودية واليمن والعراق وليبيا وتركيا وإيران، من بينها 3 نُسخ محفوظة بجامعة الإسكندرية تعود إلى مجموعة الطبيب والمستشرق الألماني ماكس مايرهوف (1874- 1945م)، وأشير إليها في بعض الدراسات من بينها دراسة صدرت عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عنوانها: (العلوم العقلية في المنظومات العربية) كتبها الأستاذ الدكتور جلال شوقي، وعدد من الدراسات التي نُشِرت في عُمان.

مهّد الطبيب راشد بن خلف في منظومته بالتعريف بعلم الطب وقواعده، ثم حشد وصفات طبية كثيرة في نظمه، ثم أخذ في تفكيك النظم بشرح جمع فيه بين اللغة وعلم الطب، فنرى في الشرح شواهد شعرية كثيرة بين شعر جاهلي وإسلامي وعماني وكأنك تطالع شرح ديوان شعر، ونراه كذلك قد مزج في وصفاته الطبية بين ما يُؤخذ من الطبيعة من نبات وشجر وحجر ومشتقات حيوانية، وبين المواد الكيميائية التي تُحَضَّر أو تُجلب من بلاد بعيدة.

ومن أمثلة وصفاته، صفة علاج الأذن إذ يقول:

وللأذن خذ دهنًا وثومًا ومصطكى ** وفلفل مدقوقًا وزده قرنفلا

إذا كان من بردٍ وداوِ طنينها ** بأفيون مصريٍّ وبالماء حَلِّلا

وفي بعض المواضع نقل شيئًا من جوابات الأطباء الذين راسلهم، ومثال ذلك نقله «صفة الخفقان» عن الطبيب كمال الدين بن طهر الدين بن اختيار الدين اللاذي الهرموزي، وفي مقدمته يقول له: «وردت التحيات الكافيات الوافيات والتسليمات التامات الكاملات إلى جنابه الكريم» ثم تخلص إلى الجواب عن سؤاله.

وقد أرَّخ الطبيب راشد بن خلف في آخر منظومته، وذكر أنه نظمها سنة 924هـ في بلدة عِيني من أعمال الرستاق التي دعا لها بالخصب ثم ذكر في الشرح أن بلدة عِيني التي بها فلج الحمام ليست من القرى التي يصيبها المحل، لكن المحل وقع في الرستاق، وقد صَوّر المحل بقوله: «إلى أن نقص الحمام مقدار ثلث عن زمان الخصب، والميسر نقص منه أكثر من غيره، ومات من قرية سوني كثير من الأموال، وأبو ثعلب نقص منه البعض فلم ينقص من سقيه، والطاغي مات، وكذلك عين الحلة والمقام وعين وبل وفلج مناقي لم يبق فيهم شيء من الماء، وأما فلج المدرى فلم ينقص عن سقيه ونقصانه كالحمام، والمحدث بقرية الغشب نقص ولم يمت وسقى بعض الأموال». وهكذا جمع شرح منظومة (زاد الفقير) بين الطب واللغة وشيء من الشوارد الأدبية والتاريخية.

محمد بن عامر العيسري: باحث في التراث العماني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بن محمد بن فی الطب

إقرأ أيضاً:

مكتوم بن محمد: برؤية محمد بن راشد نطور منظومة القضاء في دبي

دبي: «الخليج»

وجّه سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، رئيس المجلس القضائي لإمارة دبي، بتطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية، وذلك في إطار متابعة سموّه لشؤون العمل القضائي وتطويره وفق أعلى المعايير العالمية.

وشدّد سموّه على أهمية المشروع التطويري وأثره في تحقيق العدالة الناجزة وتعزيز سرعة وكفاءة وشفافية المنظومة القضائية، في ضوء الدور الاستشاري المهم الذي يلعبه الخبراء في تقديم الآراء الفنية للقُضاة في مختلف الدعاوى المدنية والتجارية.

وجّه سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، أيضاً، بإنشاء مركز دبي للخبرة الفنية القضائية، ويتولى تنظيم أعمال الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية بالإمارة والرقابة عليها، وفق منظومة حوكمة متكاملة تضمن جودة تقارير الخبراء المقدمة واستيفائها لكافة عناصر مهام الخبرة المكلفين بها.

كذلك، وجّه سموّه بإجراء مراجعة شاملة للمنظومة التشريعية لأعمال الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية في الإمارة بما يدعم التوجهات التطويرية لمنظومة الخبرة إجمالاً، ويخلق مرونة تسمح بمزيد من التطوير لهذه المنظومة، هذا بالإضافة إلى ربط أعمال الخبراء أمام الجهات القضائية بمؤشرات زمنية وكمية وأخرى متعلقة بجودة الأعمال المقدمة، بما يحقق سرعة إنجاز تقارير الخبرة الفنية وفي الوقت نفسه يضمن الحفاظ على جودتها.

وقال سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد، عبر منصة «إكس»: «عملاً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتطوير المنظومة القضائية في دبي لتحقيق استقرار المجتمع ونمو الاقتصاد وصون الحقوق والحريات، ولغايات تطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية في دبي، وجّهنا بإنشاء مركز دبي للخبرة الفنّية القضائية ليتولى تنظيم شؤون الخبرة الفنية في دبي، وتطوير المنظومة التشريعية لأعمال تقديم الخبرة أمام الجهات القضائية في دبي، كما وجّهنا بإعداد مؤشرات قياس لأعمال الخبراء وتطوير منظومة جديدة للتفتيش والرقابة على أعمال الخبراء، وإعداد آلية مطورة لتعيين الخبراء في مختلف القضايا، وسنستهدف مضاعفة أعداد الخبراء المقيدين في جداول الخبرة لاستيعاب الزيادة السكانية والنمو الاقتصادي الذي تشهده الإمارة».

وأضاف سموه: «عبر تمكين المنظومة القضائية في دبي وترسيخ شفافيتها وتطوير إجراءاتها نعزز ثقة العالم في اقتصاد دبي ورفاهية العيش فيها، وكفاءة بنيتها التشريعية والقضائية، لتصبح دبي دائماً الوجهة الأولى للاستثمار والأعمال والمكان الأفضل للعيش والحياة».

استقطاب الكفاءات

تتضمن توجيهات سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، اعتماد آلية جديدة للتفتيش على أعمال الخبراء أمام الجهات القضائية بدبي، سواء لأغراض القيد في جداول الخبرة أو إعادة القيد، وهو ما سينعكس إيجاباً على نوعية الخبراء المقيدين في هذه الجداول.

وتشمل توجيهات سموّه، تعديل أحكام القيد في جداول الخبراء، بما يحقق استقطاب شركات الخبرة العالمية للقيد في هذه الجداول، وفي الوقت نفسه استقطاب الكفاءات من الخبراء سواء العاملين في القطاعات الحكومية أو الخاصة للانضمام لهذه الجداول، إلى جانب تطوير أحكام تعيين الخبراء في مختلف القضايا، بما يمنح الأطراف مساحة أوسع لاختيار الخبراء وفق منظومة تحقق التوازن بين التخصصات المطلوبة في الدعاوى واختيارات الأطراف، وفي ذات الوقت حجم المهام الملقاة على عاتق الخبراء.

كما شملت توجيهات سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، العمل على مضاعفة أعداد الخبراء بما يتوافق مع زيادة الأعمال القضائية بالإمارة الناتجة عن زيادة عدد سكانها ونموها على مختلف المستويات الاقتصادية والعمرانية والتجارية وغيرها.

سيادة القانون

قال أ.د. سيف غانم السويدي، مدير محاكم دبي، إن تطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية، خطوة إضافية نحو تحقيق رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، نحو تذليل كافة التحديات التي تواجه العمل القضائي للوصول بالمنظومة القضائية إلى أعلى مستويات العدالة.

وأكد أن توجيهات سموّ رئيس المجلس القضائي، نابعة من إيمان سموّه الراسخ بأهمية تطوير كافة الأدوات التي من شأنها رفع مستوى الأحكام القضائية الصادرة وتحقيق سيادة القانون وتعزيز ثقة الجمهور والمتقاضين بمرفق القضاء في دبي.

مؤشرات قياس

أكد أ.د. عبدالله سيف السبوسي، الأمين العام للمجلس القضائي، أنه ستتم متابعة تنفيذ توجيهات سموّ رئيس المجلس القضائي وعرض مستجدات تطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية في دبي على المجلس القضائي.

وأشار إلى أنه تم تشكيل فرق عمل متعددة من كافة الجهات المعنية في دبي للعمل على إنجاز محاور المشروع التطويري لمنظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية في الإمارة، ووضع مؤشرات لقياس تأثير هذه المحاور على منظومة العمل القضائي إجمالاً.

وجّه سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، رئيس المجلس القضائي لإمارة دبي، بتطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية، وذلك في إطار متابعة سموّه لشؤون العمل القضائي وتطويره وفق أعلى المعايير العالمية.

وشدّد سموّه على أهمية المشروع التطويري وأثره في تحقيق العدالة الناجزة وتعزيز سرعة وكفاءة وشفافية المنظومة القضائية، في ضوء الدور الاستشاري المهم الذي يلعبه الخبراء في تقديم الآراء الفنية للقُضاة في مختلف الدعاوى المدنية والتجارية.

مقالات مشابهة

  • بتوجيهات محمد بن راشد.. انطلاق الدورة الثانية من نوابغ العرب
  • درية شرف الدين رئيسا لإعلام النواب بالتزكية
  • ندب المستشار جلال الدين محمد عبد العاطي مستشارًا قانونيًّا لوزارة الأوقاف
  • أعراض الإمساك التي تتطلب استشارة الطبيب وطرق العلاج المنزلي
  • علامات تدل على الإصابة بمرض ألزهايمر.. «استشر الطبيب فورا»
  • توفيق السيد: إبراهيم نور الدين هو من وضع القائمة الدولية
  • توفيق السيد: إبراهيم نور الدين هو من وضع القائمة الدولية 
  • مكتوم بن محمد: برؤية محمد بن راشد نطور منظومة القضاء في دبي
  • مكتوم بن محمد يوجِّه بتطوير منظومة الخبرة الفنية أمام الجهات القضائية
  • الشاطرة القمر.. إيناس عز الدين تحصد إشادات وإعجاب الجمهور