إعداد: غريغوار سوفاج إعلان اقرأ المزيد

تم تقليص الحملة الانتخابية في السنغال للمرشحين التسعة عشر الذين سيخوضون غمار السباق الرئاسي الأحد 24 مارس/آذار لخلافة الرئيس ماكي سال، لأسبوعين فقط. وضع جعل المرشحين أمام مهمة صعبة لشرح برامجهم وإقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع.

وجاء تقليص المدة الزمنية للحملة الانتخابية بسبب الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد إثر قرار الرئيس ماكي سال في 3 فبراير/شباط تأجيل الانتخابات إلى موعد لاحق عوض تنظيمها في موعدها المحدد، والذي كان مقررا في 25 فبراير/ شباط.

لكن للحيلولة دون تعمق الأزمة السياسية، تدخل المجلس الدستوري وأرغم الرئيس سال على تحديد موعد جديد لإجرائها.

اقرأ أيضاالسنغال: مقتل شخصين في اشتباكات عنيفة احتجاجا على إرجاء الانتخابات الرئاسية

وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية، كثف المرشحون من مهرجاناتهم الانتخابية ومن تنقلاتهم عبر البلاد للتعريف بأنفسهم وشرح برامجهم أمام الناخبين. وتطرق المرشحون لعدة مواضيع مهمة، مثل البطالة والهجرة والسيادة الوطنية والتربية والحريات العامة إضافة إلى المشاكل التي يعاني منها قطاع الصيد البحري. فما هي أبرز مقترحاتهم؟

أمادو با... مرشح الاستمرارية

شغل أمادو با (62 عاما) عدة مناصب وزارية، من بينها حقائب الخارجية والاقتصاد والمالية. يمثل في هذه الانتخابات ألوان الغالبية الرئاسية والرئيس ماكي سال. فيما يقدم نفسه على أنه مرشح الاستقرار والاستمرارية في مجال السياسة الاقتصادية التي اتبعها الرئيس سال.

كما وعد الناخبين بتهدئة الوضع السياسي الداخلي بعد أشهر عدة من الأزمة التي كادت أن تدفع بالبلاد نحو المجهول. ركز أمادو با حملته الانتخابية على ملف تشغيل الشباب ومحاربة البطالة في بلد ربع سكانه لا تتعدى أعمارهم 35 عاما.

يراهن أيضا على خلق مليون فرصة عمل بحلول عام 2028 من خلال التركيز على الشراكة بين القطاعين العام والخاص والاستثمار في الزراعة والصناعة والبنية التحتية وفي مجال الطاقات المتجددة. كما وعد أيضا بتقديم منحة مالية للمسنين. ويعول أيضا على تجديد العقود الموقعة من قبل دولة السنغال في مجال الموارد الطبيعية فضلا عن تسريع مشروع بناء مدرسة وطنية للفنون والثقافة.

الوزير الأول السنغالي أمادو با يلقي خطابا في العاصمة داكار. 21 ديسمبر/ كانون الأول2023. © سيلو أ ف ب

 

باسيرو ديوماي فاي... المرشح المناهض للنظام

كان الوقت المتاح أمام باسيرو ديوماي فاي (44 عاما) للقيام بحملته الانتخابية أقل بكثير مقارنة بالمرشحين الآخرين. والسبب أنه كان معتقلا في السجن ولم يطلق سراحه إلا الخميس الماضي برفقة رئيس بلدية مدينة زيغينشور.

ويعول هذا الشاب المقرب من المعارض عثمان سونكو -الذي تم استبعاده في يناير/ كانون الأول من السباق الرئاسي- على فكرة "تطهير" الطبقة السياسية من خلال إبعاد المفسدين من السلطة واستعادة "سيادة" السنغال، وهو مصطلح استخدمه 18 مرة في حملته الانتخابية.

اقرأ أيضاالمجلس الدستوري في السنغال ينشر قائمة المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية

وفي هذا الإطار، يريد باسيرو ديوماي فاي إنهاء التعامل بعملة الفرنك الأفريقي الموروثة من الاستعمار وإصدار عملة وطنية جديدة. كما يسعى أيضا في مجال التربية إلى تعميم تدريس اللغة الإنكليزية في بلد لا تزال اللغة الفرنسية فيه لغة رسمية.

وأكد أيضا أنه ينوي -في حال فاز بالانتخابات- إعادة النظر في العقود التي أبرمتها السنغال مع دول أخرى في مجال المناجم والتعدين والمحروقات إضافة إلى اتفاقيات الدفاع. ويخطط هذا المرشح أيضا لإصلاح المؤسسات السنغالية وإدراج منصب نائب الرئيس إضافة إلى وضع ضوابط صارمة للحد من صلاحيات منصب الرئيس.

 

المرشح باسيمو ديومي فاي خلال مؤتمر صحفي بداكار. 15 مارس/آذار 2024. © جون ويسيل أ ف ب / أ ف ب إدريسا سيك...القيادي المخضرم

شغل إدريسا سيك منصب رئيس الوزراء بين 2002 و2004 في عهد الرئيس السابق عبد الله واد. يشارك للمرة الرابعة على التوالي في الانتخابات الرئاسية. ويعد من بين أبرز المعارضين للرئيس ماكي سال سابقا قبل أن ينضم إليه ويسانده.

يريد هذا السياسي المخضرم (64 عاما) -الذي لم يكشف في وقت مبكر عن نيته في المشاركة في الصراع الانتخابي متعمدا التشويق- توظيف خبرته السياسية ومعرفته بدواليب السلطة لإقناع الناخبين للتصويت له.

وفي حال فاز بالانتخابات، ينوي سيك فرض الخدمة العسكرية الإجبارية وإنشاء عملة مالية مشتركة لجميع دول منطقة غرب أفريقيا، إضافة إلى فتح صندوق مالي ممول من قبل شركات النفط والغاز لتعويض الأضرار التي لحقت بقطاع الصيد البحري. على المستوى الاقتصادي، اقترح سيك تخصيص 60 في المئة من الاستثمارات للمناطق والأقاليم الواقعة خارج العاصمة داكار.

إدريسا سيك، رئيس حزب " رنمي" ومرشح للانتخابات الرئاسية في الشنغال خلال مؤتمر صحفي بداكار. 15 يناير/كانون الثاني 2024 © سييلو / أ ف ب

 

خليفة سال...العائد

يعتبر خليفة سال من بين الشخصيات الوازنة في الساحة السياسة السنغالية. فعلى الرغم من الحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع دفع غرامة مالية قيمتها خمسة ملايين فرنك أفريقي في 2018 بتهمة الاحتيال واختلاس الأموال العامة، إلا أنه قرر المشاركة في الانتخابات الرئاسية بعدما منع من ذلك في 2019.

اقرأ أيضاعلى وقع أزمة سياسية.. الرئيس السنغالي يؤكد أن ولايته ستنتهي في وقتها المحدد

عاد خليفة سال إلى اللعبة السياسية بفضل عفو رئاسي منحه مغادرة السجن وقانون آخر سمح له أيضا باسترجاع كل حقوقه المدنية، من بينها حق المشاركة في الانتخابات.

وجاء كل ذلك بعد الحوار الوطني الشامل الذي أطلقته الحكومة في مايو/أيار 2023 لتهدئة الوضع السياسي.

وفي هذه الانتخابات، يقدم خليفة سال (68 عاما) نفسه على أنه "الطبيب الذي سيعالج جمهورية مهترئة". ولتحقيق ذلك، وعد بإجراء استفتاء على مبادرة مدنية. كما أعلن أنه سيخصص 1000 مليار فرنك أفريقي تقريبا (حوالي 1.5 مليار يورو) من خزينة الدولة لتحسين قطاع الزراعة.

أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فهو يخطط "للتنويع وإعادة التوازن" في الشراكات الدبلوماسية والاقتصادية من خلال "تعزيز التعاون والشراكة بين دول الجنوب ومع الدول الناشئة".

خليفة سال يحيي أنصاره خلال جولة في العديد من أحياء العاصمة في إطار الحملة الانتخابية. 9 مارس /آذار 2024 © سييلو / أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا ريبورتاج السنغال ماكي سال عثمان سونكو السنغال ماكي سال معارضة للمزيد عثمان سونكو انتخابات رئاسية إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل الولايات المتحدة دبلوماسية السعودية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الانتخابات الرئاسیة إضافة إلى ماکی سال فی مجال من بین

إقرأ أيضاً:

الغزواني يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وخصمه الرئيسي يشكّك

تجري الأحد عملية جمع نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في موريتانيا السبت والتي يتقدم فيها الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني بفارق كبير، بينما أعلن خصمه الرئيسي أنّه لن يعترف بالنتائج.

ومع فرز 99% من الأصوات، حصل الغزواني وهو عسكري سابق يبلغ 67 عاماً، على أكثر من 56% من الأصوات، بحسب المنصة الإلكترونية للجنة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات التي تنشر نتائج التصويت بناء على مراكز الاقتراع فور فرزها.

وأعلن خصمه الرئيسي الناشط بيرام الداه عبيدي (59 عاماً)، الذي يحتلّ المركز الثاني حالياً بحوالي 22 في المئة من الأصوات، خلال مؤتمر صحفي الأحد، أنّه لن يعترف بالنتائج الصادرة عن "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات التابعة للغزواني" والتي يتهمها بأنّها أداة للسلطة.

وقال "لن نعترف إلّا بنتائجنا الخاصّة وعلى هذه القاعدة، سنخرج إلى الشارع لرفض التعطيل الانتخابي". 

لكنه شدد على أن الرد سيكون "سلميا"، داعيا الجيش وقوات الأمن إلى "عدم الانصياع لأوامر النظام".

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن قوات الأمن طوقت مقر المعارضة بعد ظهر الأحد.

وحل حمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب "تواصل" الإسلامي، القوة المعارضة الرئيسية في الجمعية الوطنية، في المركز الثالث مع 13% من الاصوات التي تم فرزها حتى الآن.

وكان قد أكّد السبت أنّه سيبقى "يقظاً لأيّ انتهاك"، داعياً المواطنين إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه بث الفوضى والإخلال بالسلم الأهلي.

ويتعين على اللجنة اعلان أولى النتائج النهائية بحلول مساء الاثنين.

وأعلن الغزواني ليل السبت الأحد، أنّ "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات وحدها لها الحق في نشر (النتائج) وعلينا أن ننتظر ذلك". 

وبلغت نسبة المشاركة حوالى 55%، بحسب اللجنة.

ويقدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أيّ هجمات منذ عام 2011، في حين تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموماً الكثير من الهجمات.

جعل الغزواني مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويّته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها.

ويغادر الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً ويمثّلون أكثر من 70 في المئة من السكان، بلادهم بشكل متزايد إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، بحثاً عن حياة أفضل.

مزيد من الإصلاحات

بعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية. 

وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستّة مرشّحين تعهّدوا إحداث أوّل تغيير ديموقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع البالغ عدد سكّانه حوالى 4,9 ملايين نسمة وشهد الكثير من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يُسجّل في 2019 أوّل مرحلة انتقاليّة بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا. 

ولم تسجل أي حادثة ذات أهمية في البلاد خلال الانتخابات، بحسب مراقبين.

وساد الهدوء العاصمة نواكشوط الأحد، بانتظار اعلان النتائج. وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها.

وقال محمد عوا الذي يملك محلا تجاريا لوكالة فرانس برس "بحسب النتائج الأولية، يبرز (الرئيس) الغزواني و(المعارض) بيرام. نطلب من المنتخب أن يراعي مصالح السكان، لا سيما المتعلقة بالأمن". 

وقال الطالب أحمدو سيد "أعتقد أن الانتخابات سارت على ما يرام. إلا أن نصف السكان يشككون في النتائج نظراً لسير الحملة الانتخابية. يقول البعض إنها افتقرت إلى الشفافية. وشخصياً لم ألاحظ ما يمكن أن يثير القلق".

شكّلت الحكومة الموريتانية مرصداً وطنياً لمراقبة الانتخابات، الأمر الذي اعتبرته المعارضة أداة للتلاعب بالأصوات.

مقالات مشابهة

  • "أكسيوس": مرشحو الكونغرس الديمقراطيون ينأون بأنفسهم عن بايدن بعد فشله في المناظرة
  • الغزواني يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وخصمه الرئيسي يشكّك
  • بعد مناظرته مع ترامب.. بايدن يناقش مع عائلته الانسحاب من الانتخابات
  • اجتماع حاسم بعد مناظرته الكارثية: بايدن يناقش مع عائلته المضي في الانتخابات أو الانسحاب
  • سفير واشنطن السابق لـعربي21: قيس سعيّد سيفوز في انتخابات غير نزيهة بتونس
  • المرشحون للرئاسة الموريتانية يدلون بأصواتهم في الانتخابات
  • الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية مع توقع فوز الرئيس الحالي  
  • انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
  • إعلان النتائج النهائية للانتخابات الإيرانية وتحديد جولة ثانية بين المتنافسين
  • كنعاني: التصريحات الأمريكية حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية عديمة القيمة