الانتخابات الرئاسية في السنغال: المرشحون الأربعة الأبرز تحت المجهر
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
إعداد: غريغوار سوفاج إعلان اقرأ المزيد
تم تقليص الحملة الانتخابية في السنغال للمرشحين التسعة عشر الذين سيخوضون غمار السباق الرئاسي الأحد 24 مارس/آذار لخلافة الرئيس ماكي سال، لأسبوعين فقط. وضع جعل المرشحين أمام مهمة صعبة لشرح برامجهم وإقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الاقتراع.
وجاء تقليص المدة الزمنية للحملة الانتخابية بسبب الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد إثر قرار الرئيس ماكي سال في 3 فبراير/شباط تأجيل الانتخابات إلى موعد لاحق عوض تنظيمها في موعدها المحدد، والذي كان مقررا في 25 فبراير/ شباط.
اقرأ أيضاالسنغال: مقتل شخصين في اشتباكات عنيفة احتجاجا على إرجاء الانتخابات الرئاسية
وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية، كثف المرشحون من مهرجاناتهم الانتخابية ومن تنقلاتهم عبر البلاد للتعريف بأنفسهم وشرح برامجهم أمام الناخبين. وتطرق المرشحون لعدة مواضيع مهمة، مثل البطالة والهجرة والسيادة الوطنية والتربية والحريات العامة إضافة إلى المشاكل التي يعاني منها قطاع الصيد البحري. فما هي أبرز مقترحاتهم؟
أمادو با... مرشح الاستمراريةشغل أمادو با (62 عاما) عدة مناصب وزارية، من بينها حقائب الخارجية والاقتصاد والمالية. يمثل في هذه الانتخابات ألوان الغالبية الرئاسية والرئيس ماكي سال. فيما يقدم نفسه على أنه مرشح الاستقرار والاستمرارية في مجال السياسة الاقتصادية التي اتبعها الرئيس سال.
كما وعد الناخبين بتهدئة الوضع السياسي الداخلي بعد أشهر عدة من الأزمة التي كادت أن تدفع بالبلاد نحو المجهول. ركز أمادو با حملته الانتخابية على ملف تشغيل الشباب ومحاربة البطالة في بلد ربع سكانه لا تتعدى أعمارهم 35 عاما.
يراهن أيضا على خلق مليون فرصة عمل بحلول عام 2028 من خلال التركيز على الشراكة بين القطاعين العام والخاص والاستثمار في الزراعة والصناعة والبنية التحتية وفي مجال الطاقات المتجددة. كما وعد أيضا بتقديم منحة مالية للمسنين. ويعول أيضا على تجديد العقود الموقعة من قبل دولة السنغال في مجال الموارد الطبيعية فضلا عن تسريع مشروع بناء مدرسة وطنية للفنون والثقافة.
الوزير الأول السنغالي أمادو با يلقي خطابا في العاصمة داكار. 21 ديسمبر/ كانون الأول2023. © سيلو أ ف بباسيرو ديوماي فاي... المرشح المناهض للنظام
كان الوقت المتاح أمام باسيرو ديوماي فاي (44 عاما) للقيام بحملته الانتخابية أقل بكثير مقارنة بالمرشحين الآخرين. والسبب أنه كان معتقلا في السجن ولم يطلق سراحه إلا الخميس الماضي برفقة رئيس بلدية مدينة زيغينشور.
ويعول هذا الشاب المقرب من المعارض عثمان سونكو -الذي تم استبعاده في يناير/ كانون الأول من السباق الرئاسي- على فكرة "تطهير" الطبقة السياسية من خلال إبعاد المفسدين من السلطة واستعادة "سيادة" السنغال، وهو مصطلح استخدمه 18 مرة في حملته الانتخابية.
اقرأ أيضاالمجلس الدستوري في السنغال ينشر قائمة المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية
وفي هذا الإطار، يريد باسيرو ديوماي فاي إنهاء التعامل بعملة الفرنك الأفريقي الموروثة من الاستعمار وإصدار عملة وطنية جديدة. كما يسعى أيضا في مجال التربية إلى تعميم تدريس اللغة الإنكليزية في بلد لا تزال اللغة الفرنسية فيه لغة رسمية.
وأكد أيضا أنه ينوي -في حال فاز بالانتخابات- إعادة النظر في العقود التي أبرمتها السنغال مع دول أخرى في مجال المناجم والتعدين والمحروقات إضافة إلى اتفاقيات الدفاع. ويخطط هذا المرشح أيضا لإصلاح المؤسسات السنغالية وإدراج منصب نائب الرئيس إضافة إلى وضع ضوابط صارمة للحد من صلاحيات منصب الرئيس.
المرشح باسيمو ديومي فاي خلال مؤتمر صحفي بداكار. 15 مارس/آذار 2024. © جون ويسيل أ ف ب / أ ف ب إدريسا سيك...القيادي المخضرم
شغل إدريسا سيك منصب رئيس الوزراء بين 2002 و2004 في عهد الرئيس السابق عبد الله واد. يشارك للمرة الرابعة على التوالي في الانتخابات الرئاسية. ويعد من بين أبرز المعارضين للرئيس ماكي سال سابقا قبل أن ينضم إليه ويسانده.
يريد هذا السياسي المخضرم (64 عاما) -الذي لم يكشف في وقت مبكر عن نيته في المشاركة في الصراع الانتخابي متعمدا التشويق- توظيف خبرته السياسية ومعرفته بدواليب السلطة لإقناع الناخبين للتصويت له.
وفي حال فاز بالانتخابات، ينوي سيك فرض الخدمة العسكرية الإجبارية وإنشاء عملة مالية مشتركة لجميع دول منطقة غرب أفريقيا، إضافة إلى فتح صندوق مالي ممول من قبل شركات النفط والغاز لتعويض الأضرار التي لحقت بقطاع الصيد البحري. على المستوى الاقتصادي، اقترح سيك تخصيص 60 في المئة من الاستثمارات للمناطق والأقاليم الواقعة خارج العاصمة داكار.
إدريسا سيك، رئيس حزب " رنمي" ومرشح للانتخابات الرئاسية في الشنغال خلال مؤتمر صحفي بداكار. 15 يناير/كانون الثاني 2024 © سييلو / أ ف بخليفة سال...العائد
يعتبر خليفة سال من بين الشخصيات الوازنة في الساحة السياسة السنغالية. فعلى الرغم من الحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع دفع غرامة مالية قيمتها خمسة ملايين فرنك أفريقي في 2018 بتهمة الاحتيال واختلاس الأموال العامة، إلا أنه قرر المشاركة في الانتخابات الرئاسية بعدما منع من ذلك في 2019.
اقرأ أيضاعلى وقع أزمة سياسية.. الرئيس السنغالي يؤكد أن ولايته ستنتهي في وقتها المحدد
عاد خليفة سال إلى اللعبة السياسية بفضل عفو رئاسي منحه مغادرة السجن وقانون آخر سمح له أيضا باسترجاع كل حقوقه المدنية، من بينها حق المشاركة في الانتخابات.
وجاء كل ذلك بعد الحوار الوطني الشامل الذي أطلقته الحكومة في مايو/أيار 2023 لتهدئة الوضع السياسي.
وفي هذه الانتخابات، يقدم خليفة سال (68 عاما) نفسه على أنه "الطبيب الذي سيعالج جمهورية مهترئة". ولتحقيق ذلك، وعد بإجراء استفتاء على مبادرة مدنية. كما أعلن أنه سيخصص 1000 مليار فرنك أفريقي تقريبا (حوالي 1.5 مليار يورو) من خزينة الدولة لتحسين قطاع الزراعة.
أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فهو يخطط "للتنويع وإعادة التوازن" في الشراكات الدبلوماسية والاقتصادية من خلال "تعزيز التعاون والشراكة بين دول الجنوب ومع الدول الناشئة".
خليفة سال يحيي أنصاره خلال جولة في العديد من أحياء العاصمة في إطار الحملة الانتخابية. 9 مارس /آذار 2024 © سييلو / أ ف بالمصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا ريبورتاج السنغال ماكي سال عثمان سونكو السنغال ماكي سال معارضة للمزيد عثمان سونكو انتخابات رئاسية إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل الولايات المتحدة دبلوماسية السعودية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الانتخابات الرئاسیة إضافة إلى ماکی سال فی مجال من بین
إقرأ أيضاً:
21 قتيلا بأعمال عنف في موزمبيق عقب نتيجة الانتخابات
شهدت موزمبيق موجة عنف دامية خلال الساعات الـ24 الماضية، أدت إلى مقتل 21 شخصا على الأقل، بينهم شرطيان، وإصابة 25 آخرين. وتأتي هذه الأحداث على خلفية إعلان المحكمة الدستورية تصديقها على فوز حزب "جبهة تحرير موزمبيق" (فريليمو) الحاكم، وهو ما أثار غضب المعارضة ودفعها إلى الاحتجاج على ما وصفته بعمليات تزوير واسعة النطاق خلال الانتخابات.
وأعلن وزير الداخلية باسكوالي روندا خلال مؤتمر صحفي لقناة "تي في إم" التلفزيونية العامة أنه تم تسجيل 236 واقعة عنف خطيرة أسفرت عن إصابة 25 شخصا، من بينهم 13 شرطيا، واعتقال أكثر من 70 شخصا. وأشار إلى أن الهجمات شملت مراكز الشرطة والمنشآت العقابية وغيرها من البنى التحتية باستخدام الأسلحة النارية والسكاكين.
واندلعت الاضطرابات عقب إعلان المحكمة الدستورية، يوم الاثنين، تصديقها على نتائج الانتخابات التي أجريت في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأكدت فوز حزب فريليمو الذي يحكم البلاد منذ عام 1975.
بدورها، اتهمت المعارضة حزب فريليمو بتزوير الانتخابات، وقالت إن الانتخابات شابتها انتهاكات واسعة النطاق، وقد نفى الحزب الحاكم هذه الاتهامات، مؤكدا شرعية النتائج.
ولمواجهة أعمال الشغب، شددت السلطات من إجراءاتها الأمنية، وأعلنت نشر تعزيزات من القوات المسلحة وقوات الدفاع في النقاط الحيوية بأنحاء البلاد. وأكد وزير الداخلية أن "الوجود الأمني سيزداد في المواقع الإستراتيجية للحفاظ على الأمن".
إعلانوشهدت العاصمة مابوتو مناوشات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وأفاد شهود عيان بأن المدينة بدت شبه مهجورة، حيث أغلقت معظم المحال التجارية والشوارع الرئيسية، وسط حالة من الترقب والخوف من تصاعد الاضطرابات.