الجزيرة نت في ضيافة أسرة نازحة شمال سوريا على إفطار رمضان
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
شمال سوريا- مع اقتراب أذان المغرب في مخيم "أهل التح" للنازحين السوريين بريف إدلب شمال غربي سوريا يصل النازح الخمسيني يوسف الجدوع إلى خيمته حاملا القليل من الخضار التي اشتراها من السوق القريب من المخيم من أجل أن تحضّر زوجته أم محمد إفطار رمضان.
وعلى عجل، تقطع أم محمد حبات الخضار لطهي الطعام على موقد بدائي كون الأسرة تفتقر -كما جميع النازحين في المخيم- إلى مواقد الغاز الحديثة وتجهيزات الطبخ ومعداته.
في الأثناء، يروي الجدوع للجزيرة نت -التي تحل ضيفا على أسرته- كيف نزح من بلدته قبل 5 سنوات على وقع المعارك وانتهى به المطاف في خيمة وسط العراء.
ويقول يوسف إن أيام رمضان تمر صعبة عليه وعلى أسرته، بسبب تغير الوضع المعيشي من الوفرة والخيرات إلى الفقر وسوء الحال، مستذكرا كيف كانت لديه أملاك وأراض زراعية في البلدة كانت تدر عليه المال والمحاصيل.
ويؤكد أنهم لم يتذوقوا طعم اللحم منذ عامين بسبب غلاء الأسعار الفاحش، وبات تأمين القليل من وجبات الطعام لإفطار رمضان مكلفا للغاية نتيجة انعدام مصدر دخل مالي ثابت واعتماد الأسرة على معونات المحسنين.
مغالبا البكاء، يشير النازح السوري إلى أن مشاعر السعادة كانت تنتابه خلال أيام رمضان السابقة عند إقامة الولائم واجتماع الأهل والأقارب لديه على سفرة الإفطار، قبل أن تتفرق الأسر جراء الحرب ويصبح اللقاء صعب المنال.
ويتحرج الجدوع في طلب مشاركته إفطار رمضان بسبب عدم قدرته على تحمل مصاريف وتكاليف تحضير الطعام لعدد من الأشخاص، لافتا إلى أن حالته هي الوضع العام السائد لدى معظم النازحين في شمال غربي سوريا.
وأقصى ما يتمناه يوسف هو العودة إلى الديار واجتماع الأهل مجددا على مائدة إفطار رمضان بعد أن تضع الحرب أوزارها ويعود جميع النازحين إلى مدنهم وبلداتهم بعد طي صفحة الماضي إلى الأبد.
بدورها، تعود زوجته أم محمد إلى ذكريات الأيام الماضية في أشهر رمضان ما قبل الحرب، وكيف كانت تزين المائدة بأصناف الطعام المتنوعة، فيما يقتصر الطعام -اليوم- على القليل من الخضار.
وتتحدث أم محمد عن الفرق الكبير بين أيام رمضان داخل خيمة لا تقي من برد الشتاء ولا حر الصيف وبين تلك التي قضتها في منزلها تحت سقف يحميها ومطبخ مستقل، فيما تكون الخيمة بمثابة غرفة جلوس ونوم ومطبخ وحمام.
وتضيف أن أشهر رمضان السابقة كانت تتميز بإقامة الولائم واجتماع الأهالي -على كثرة عددهم- حول مائدة واحدة، في حين تفطر اليوم كل أسرة داخل خيمتها بشكل منعزل، ولا أحد يشارك الآخر إفطاره بسبب غلاء المعيشة والفقر.
وقبل دقائق من حلول أذان المغرب طلبنا من أسرة الجدوع عدم الانشغال بوجودنا، واستكمال تحضيرات الطعام، لكنها أصرت على مشاركتنا إياها مائدتها المتواضعة، ورفضت رحيلنا من المخيم دون تناول طعام الإفطار.
ومع أذان المغرب سادت حالة من السكينة والصمت داخل المخيم الذي يغط في العتمة نتيجة انعدام الكهرباء، في حين ينعم الصائمون بالراحة بعد يوم صيام صعب.
وقريبا من خيمة الجدوع هناك العشرات من الأسر التي تختلف قصص نزوحها خلال الحرب السورية، لكن ما يوحدها اليوم هو أمل العودة إلى الديار وقضاء رمضان بين الأهل والأحبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات إفطار رمضان أم محمد
إقرأ أيضاً:
ترامب: أزمة أوكرانيا كانت تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، من أن الحرب في أوكرانيا كانت تدفع العالم نحو صراع عالمي ثالث غير مسبوق، في ظل وجود الأسلحة النووية، مؤكدًا أن إدارته تسعى لإيجاد حل ينهي الأزمة.
وفي تصريحات له، قال ترامب إن أوكرانيا وافقت على وقف إطلاق النار، بينما تجري محاولات لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتخاذ خطوة مماثلة، مضيفًا: "أعتقد أننا نبلي بلاءً حسنًا الآن مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. نحن نجري محادثات مع الرئيس بوتين ونعمل على وضع حد لهذا النزاع".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن هناك جهودًا مكثفة لإقناع موسكو بالموافقة على وقف إطلاق النار، موضحًا: "نسعى الآن للحصول على موافقة روسيا على وقف القتال، وقد أجرينا محادثات جيدة جدًا بهذا الشأن، إنه ليس أمرًا سهلًا، لكنني أعتقد أننا نحقق تقدمًا".
ووجّه ترامب انتقادات حادة لسلفه جو بايدن، محملًا إياه مسؤولية اندلاع الحرب في أوكرانيا، حيث قال: "بايدن هو من سمح باندلاع هذه الحرب، ونحن الآن نعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لقد ورطنا في مأزق حقيقي مع روسيا، ولم يكن يعرف ماذا يفعل لأنه لم يكن حتى يوقّع شخصيًا على الوثائق".
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تبحث عن ذرائع متعددة لتجنب إنهاء الحرب، معتبرًا أن استمرار الضغط الدولي ووحدة الشركاء الغربيين يمكن أن يدفع موسكو إلى تغيير موقفها.
يأتي هذا التطور في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وسط تباين في المواقف بين كييف وموسكو بشأن شروط أي اتفاق سلام محتمل.